السيرة الذاتية ﻟ: ف. م.

سيدي
ليس من السهل عليَّ أن أتحدث معك،
في السجن هنا … تتردد شائعة تقول،
إنك شاعر.
أنا لم أكتب كلمة شِعر في حياتي،
لم أقرأ حتى كلمة شعر واحدة …
ولكني أستطيع أن أحكي لك،
عن حياة عاملٍ خالية من الشِّعر،
لو سمح ألم قدمَيك،
لو بإمكانك أن تنسى الأسئلة،
التي عليك أن تجيب عنها في ظرف ساعة.
وإن كنت لا تخشى أن يأخذوا أخاك،
أو أن تُصاب أمك بسكتة قلبية،
أو تظن أن أختك لن يُقبَض عليها،
استمع إلى كلمات هذا السجين البسيط:
أنا في التاسعة عشرة،
في الثالثة … ضربتني أمي،
وفي السادسة …
كان أبي هو الذي يضربني بالسوط،
في الخامسة بدأت العمل،
وفي الثامنة حاول ابن صاحب العمل أن يغتصبني؛
ولم يفلح؛
فكل شيء له حدود على أية حال!
شجرة التوت لا يمكن أن تطرح بطيخًا …
ولم تُخلَق النملة لكي تحمل شجرة،
وذكر شاب غني غليظ الرقبة،
يأكل الزبد والعسل والدجاج،
لن يستطيع الحفر في مؤخرة طفل عامل،
لا يتبرز أيًّا من تلك الأشياء!
ولكن،
عندما كنت في الثانية عشرة،
نجح صاحب الأرض في الثأر لذلك الوغد الغني …
شنق والدي نفسه …
كان يريد أن يشنق نفسه منذ سنواتٍ طويلة،
والآن … استغل عاري لينفِّذ رغبته.
في الرابعة عشرة،
حملت الأحجار وحدي لبناء منزل السيد …
وفي الخامسة عشرة طردوني من مصنع أدوية،
إلى مصنع جوارب … إلى مصنع نسيج …
في السادسة عشرة،
هواء المطبعة المحمَّل بالرصاص سكن صدري.
أنا صفَّاف حروفٍ في مطبعة … منذ ثلاث سنوات.
على مدى ثلاث سنوات … وأنا أصفُّ «يحيا الشاه»،
ومنذ ستة أيام فقط … قررت أن أصف «تحيا الحرية»،
ومنذ خمسة أيام … قبضوا عليَّ،
ومنذ ذلك … وهم ينزعون أظافري …
وأنا لي أربعون ظفرًا …
عشرون في أصابع يدَي وقدَمي،
وعشرون في عقلي،
منذ ثلاثة أيام … اغتصبني «أردالان»
هل اغتصبوك؟ لا شيء يهم!
ومثل الكلب في حالة جماع،
أسنان «أردالان» ما تزال في كتفي،
كان هناك بالطبع سياط … وصفعات …
وركلات … وبذاءات أخرى،
أنت شاعر،
ويقال إن الشاعر يعرف أشياء كثيرة،
فقل لي بربك، ماذا أفعل بعد كل ذلك،
وماذا سيفعلون بي بعد كل ذلك …
معذرة! سامحني لما سبَّبته لك من صداع …
ولكن ما الحيلة؟ إنها حياة عامل …
ولا بد أن يقول لنا أحد ما العمل!
رضا براهيني
إيران

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥