بلاد الضجيج والشائعات!
هذه بلاد الضجيج والشائعات؛
حيث الصم الذين يستخدمون مُعينات السمع
…
هم المُحكِّمون في مسابقات
الموسيقى.
والذين تمتلئ أرواحهم بالحجارة …
هم نقاد الشِّعر.
حيث تفوز في السباق … الأرجل الخشبية
…
وحراب الدفاع … في أيدٍ مجبورة بالضماد
…
حيث الأرواح في السلال،
ومحمَّلة فوق العربات،
تُعرَض للبيع في الطرقات، وأمام الأبواب
…
حيث القادة، هم الذين يتاجرون في
الأرواح،
مثل الأسهم في البورصة،
وحيث الذين يقودون الشباب،
هم أصحاب الوجوه المجعدة.
مثل ألواح السقف …
وحيث البذور التي تضاعف الإنتاج،
معروضة في المعارض الزراعية،
المملوءة بأخبار القحط والمجاعة.
وحيث تتدفق البيرة والويسكي،
بدلًا من الأنهار المقدسة …
وحيث يأتي الناس إلى الأضرحة،
لا لكي يتلقوا طعام الآلهة …
وإنما ليأكلوا الفاكهة المحرمة في
الحدائق
الخلفية.
حيث مصنع السكر
ينتج المسكِرات، وليس السكر …
ونساء الحرية … يلِدن الجنود بدلًا من
الأبناء!
حيث لا بد أن يموت الشاعر العظيم
مبكرًا،
لكي يسدد ديونه،
وبعد أن يصاب الشاعر بالجنون لآلام
بلاده،
عليه أن يجد ملجأً في نُزل غريب.
حيث ابنة «سارا سواتي» الوحيدة،
تمضي حياتها ذابلة،
بسبب مرض لم تُعالجَ منه في
الصغر.
حيث يصف الدليل للسائح
أفضال «نيبال» على غيرها من
البلاد،
ثم يطلب منه آلة التصوير …
حيث يغني الشباب أغنيات
عن القلاع والغزوات الأجنبية
وهم يسيرون في الاستعراضات
في هذه البلاد … مضطر لأن أقول.
معلقًا مدية صغيرة في طية سترتي،
وأشق قلبي:
أيها الرفاق … يا شعراء هذه
الأرض،
الذين يغنون أغنيات نهضة الوطن،
ويا قادة شعبنا المحترمين …
قولوا عني مفتر، خائن — إن شئتم
—
ولكن هذه البلاد بلادي،
كما هي بلادكم.
سيقف كوخي على قطعة من أرضها،
وستُحرق جثتي بالقرب من أحد أنهارها
…
لا بد أن أقول …
وهذا الإحساس يملؤني بالجسارة …
إنها بلاد الضجيج والشائعات،
احفروا عميقًا،
وتحت كل بيت،
ستجدون شائعة مكدسة.
أنها بلاد جلبة … وثرثرة …
وطن تغذِّيه الشائعات،
وطن يقف على الضجيج!
بوبي شيركان
نيبال
نيبال