الوظيفة

من نافذتي المرشوشة بالماء الورد،
أراقب صحراء الشارع.
هل يبتدئ اليوم بهذا العامل؟
من أين أتى؟
هندي، أم إيراني؟
مصري هو، أم أفغاني؟
لا أدري من أين أتى،
لكني أدرك من سترته الزرقاء العمالية
أن مدينتنا تصحو قبلي كل صباح وتغني.
ها هو يحمل قيثارته،
يعبُر شارع حمدان إلى شارع زايد،
عبر منازل مائلة نحو الصُّفرة …
ها هو يحفر
قيثارته في يُسراه ويحفر،
ها هو يغرس نخلة،
واللحن الرائق يدنو مني،
يتحسَّس وجهي،
يتصاعد شيئًا كالملح المتفجر،
ما بين يدي وصحراء الشارع.
من نافذتي أرقب:
يبتدئ اليوم بعُمال إيرانيين
هنود … أفغانيين … وأحيانًا مصريين …
وإذ ينصرفون إلى الفأس أو القيثار،
تبدأ أسراب حمائم ميتة في الطيران،
على بعض عمائر في الأنحاء …
حبيب الصايغ
الإمارات العربية المتحدة

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥