من أقوال أحد العشاق

مرة قلت: إن الإضاءة زائفة،
والشوارع ترفض أسماءها.
قلتُ ثانية: إن النهار
واسع … واسع … واسع …
والقوانين ضيقة،
مثل عنق الزجاجة.
قلتُ ثالثة:
طاردوني
وشدوا الزنازن في الصيف ضد روائح قولي،
اسمي تداوله الرعب، لون قميصي ونظارتي …
في الطريق تداوله الرعب،
كيف أهرِّب حبي لكم أيها الفقراء،
(السجون كتاب،
يعلِّمنا الحرف، والعزف والنقش فوق الحجر).
بعثروا كتبي، راجعوا ضحك أمي بعد الولادة
(أيضًا قبيل الولادة عشرون قرن)
راجعوا مكتب البصمات، المصور،
والشجر المتسلق ضلع السموات؛
ما وجدوا غير قلبٍ تناثر بالعشق،
ظل يناقش رحم عاصفة تتوحم بالبدء.
(حين تكون أصابعنا قلمًا …
يصبح البحر دفتر حلم،
نخططه بدم المضربين عن الأكل)
هل تعرفون؟
الزيارات ممنوعة.
والشريط المسجل يحكي،
زمان تقيح صار حصى تتقاذفه كرة،
بين ضحك العواصم والقارة السابعة.
الرسائل يكتبها عرق الوجه،
في ضوء شمع نجمعه من بقايا الطعام،
لم أزل عند قولي المضمخ بالجرح:
إن الإضاءة زائفة،
والنهار
واسع … واسع … واسع …
مثل قلب الأحبة!
علي الشرقاوي
البحرين

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥