عشر دقائق

تجلسين عشر دقائق
يداك في يدي،
قرة عيني.
عشر مرات … عشر سنوات …
ليست كافية.
حرس السجن عن يميني … وعن شمالي،
والسجن ليس سيئًا إلى هذه الدرجة …
ولكن اهتياج المشاعر شيء آخر!
كيف حالك؟
أنا بخير.
أين كلماتي الحلوة؟
اشتقت لوجهكِ بين كفي.
الخريف أفضل فصول العام في إسطنبول،
الوقت المثالي لممارسة الحب.
واضح أنهم يدفعون بنا إلى حافة الجنون،
ولكننا … ويا لَحسن الحظ …
نعرف قيمة الضحك.
من وقتٍ لآخر … أحدِّث نفسي …
ليلًا … وقبل زيارة الصباح،
أفكر وعيناي مغمضتان،
استعدادًا للنوم …
ما الذي يمكن أن أقدِّمه لك بإخلاصٍ شديد؟
شيئًا من القلب؟
كتبتُ هذه الرسالة،
الكلمات المحروم من قولها …
بواسطة الحراس عن يميني، وعن شمالي …
وأمامي … وخلفي …
حرس … حرس … حرس …
ما الأفكار التي تدور في رأسي،
وبرأسي …
ولكننا لا بد أن نظل صامتين.
في كل ما نريد أن نفعل،
لا بد أن يكون الالتزام بالعاطفة الأسمى …
ذلك هو السبب الوحيد،
ربما لأعمالٍ قد لا تعرف الرحمة …
ولا بد أن تكون الرغبة في إرساء سلام دائم
هي السبب الوحيد للحرب …
دموعك هذه،
سيحوِّلها أطفالنا ضحكاتٍ مدى الحياة …
إن رُزقنا بطفلة …
فلنسمها «جلسن» … أليس كذلك؟
لماذا لا يتركون الناس تمارس الحب؟
تلك الأيادي … الأعين … الشفاه …
هي حراس الحب.
الآن … وأكثر من أي وقت مضى،
أريد أن أضحك مع الناس …
ولكن هذا الحب مختلف …
عندما يحل الصباح،
يملؤني الفرح لأنكِ ستجيئين …
أحلق ذقني بعناية،
وأصفف شعري من أجلكِ …
ذلك هو كل ما يمكن أن أفعله.
سأراك لعشر دقائق،
وأسألك: كيف حالكِ؟
وستردِّين … كيف أنتَ؟
ونصمت …
«إلى اللقاء»
وتنصرفين … فأغرق في أفكاري،
ويدور مفتاحٌ في القفل،
وتُغلَق أبواب …
حتى زيارة الأسبوع القادم …
وسأقول لنفسي …
في المرة القادمة،
لا تنسَي أن تحملي لي معك،
الحرية في عينيكِ!
عزيز نيسين
تركيا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥