هذا الليل يبدأ

دهر من الظلمات، أم هي ليلةٌ
جمعت سواد الكحل والقطران
من رهج الفواجع في الدهور!
عيناك تحت عِصابة عُقدت،
وساخت في عظام الرأس عقدتُها،
وأنت مجندل — يا آخر الأسرى … ولست بمفتدًى …
فبلادك انعصفت، وسيق هواؤها وترابها سبيًا —
وهذا الليل يبدأ،
تحت جفنَيك البلاد تكوَّمت كرتين من ملح الصديد.
الليل يبدأ،
والشموس شظيَّة البرق الذي يهوي
إلى عينيك من ملكوته العالي … فتصرخ،
لا تُغاث بغير أن يَنحلَّ وجهك جيفةً
تعلو روائحها فتعرف أن هذا الليل يبدأ،
لستَ تُحصى من دقائقه سوى عشر استغاثاتٍ
لفجر ضائع تعلو بهنَّ الريح جلجلةً
لدمع الله في الآفاق …
هذا الليل يبدأ …
فابتدئ موتًا لحلمك، وابتدع حلمًا لموتك.
أيها الجسد الصبور،
«الخوف أقسى ما تخاف» … ألم تقُل؟
فابدأ مقام الكشف للرهبوت،
وانخُل من رمادك … وانكشف عنك …
اصطفِ الآفاق مما يُبدع الرخ الجسور.
معتقل طره ٢٧/ ٣/ ٩١ 
محمد عفيفي مطر
مصر

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥