نصوص التوراة والإنجيل في التبشير بمحمد عليه الصلاة والسلام

جاء في كتاب «الإنجيل والصليب» تأليف الأب عبد الأحد داود الآشوري العراقي مطران الموصل في عهد السلطان عبد الحميد في ص٣٣ في الباب الثاني «أن المبشر لوقا يبشر بالإسلام وبأحمد»؛ فقد جاء في لوقا أنه ظهر في الليلة التي وُلد فيها المسيح — عليه السلام — جمهور من الجنود السماوية للرعاة الذين كانوا في البرية يترنمون بهذا النشيد (لوقا ٢: ١٤):

الحمد لله في الأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللناس أحمد!

وفي الترجمة العربية لهذه الآية: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة.» والمؤلف يعلم هذا وقد نقله، ولكن يقول إن الأصل الصحيح هو ما قاله: «إسلام»، و«أحمد».

وما جاء في كتاب أشعيا بعد أن ذكر في أواخر الإصحاح ٤١ بعثة المسيح بقوله: «لأورشليم جعلت مبشرًا» شرع في الإصحاح ٤٢ يذكر عبد الله ورسوله محمدًا ويعدد صفاته، فقال: «إنه عبد الله ومختاره، لا يرفع صوته في الشارع قصبة، لا يقصف، وفتيلة لا تطفأ، حتى يضع الحق في الأرض فيخرج الحق للأمم، تنتظر الجزائر شريعته، وأن يغنوا للرب أغنية جديدة وتسبيح، دعاه الرب بالبر (أو بالنصر) وأمسك بيده وحفظه كالجبار أخرجه كرجل حروب أنهض غيرته، يهدف ويصرخ ويقوى على أعدائه، ترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار، لتترنم سكان سالع يهتفون ويعطون مجدًا للرب ويخبرون بتسبيحه في الجزائر جعله عهدًا للشعب ونورًا للأمم؛ ليفتح عيون العمي، ليخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.» ا.ﻫ.

وهذه الصفات كلها تنطبق على محمد ؛ فقد قال إنه عبد الله ولم يكن قصبة مقصوفة ولا فتيلة مطفأة؛ لأنه لم يتمكن منه أعداؤه ولم يمت قبل أن يتم عمله. وقد جاء محمد بشريعة جديدة كاملة، ولم يجئ الأنبياء من قبله بمثلها، ولم يقولوا إنهم جاءوا بدين جديد، والسيد المسيح نفسه قال: «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء! ما جئت لأنقض بل لأكمل» (مَتَّى ٥: ١٧). ومحمد هو الذي كان رجل حرب، وقد قوي على أعدائه، وهو الذي كان يهتف ويصرخ فيهم فيزلزل أقدامهم، والبرية هي جزيرة العرب، ومدنها هي التي سكنها قيدار بن إسماعيل (سفر التكوين في التوراة ٢٥: ١٣).

وكان محمد مصداق العهد الذي أعطاه الله لإبراهيم — عليه السلام — بقوله في سفر التكوين (١٧: ٤): «أما أنا فهو ذا عهدي معك وتكون أبًا لجمهور من الأمم.» وجعل علامة العهد الختان.

وأما كون محمد نور الأمم، فهم مشركو العرب وغيرهم، كانوا عميًا وجالسين في الظلمة فأثارهم بالقرآن العظيم، وفتح عيونهم، وكذلك أخرج الأسرى للأصنام والمشركين وأهل الكتاب المأسورين للأحبار والرهبان والكهان وسدنة الأوثان وجبابرة المستعمرين بقوله: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ (سورة آل عمران).

كما أخرجهم من ضيق العيش إلى الرغد، ومن الذل والاستعباد والاستعمار إلى العز والحرية والاستقلال وعظمة الملك وفسحة السلطان، ومن الجهل إلى العلم، ومن الظلمات المعنوية إلى نور الحق، ومن التنازع والخصام إلى المحبة، وهكذا يبقون ما لم ينكثوا عهد الله وميثاقه.

واستطرد المؤلف المطران عبد الأحد داود في الفصل الثالث وما بعده (ص٤٥) إلى ترجمة كلمة «أيادوكيا» التي معناها أحمد، وقد ساعده علمه باللغات السريانية والعبرية واليونانية القديمة.

ومعلوم أن اسم أحمد هو صيغة تفضيل من الحمد وهو الذي يقع منه الحمد أكثر مما يقع من غيره، واسم محمد صيغة مبالغة من التحميد ومعناه الذي يحمده غيره كثيرًا. واسم محمود صيغة مفعول من الحمد، والثلاثة من أسماء النبي ؛ فهو أحمد خلق الله لله، وهو الذي حمده الله أكثر مما حمد غيره من رسله، وكذلك حمده ويحمده بحقٍّ كلُّ من عرف فضله — عليه أفضل الصلاة والسلام.

وجاء في ص٨٦ من الكتاب نفسه: «يقول يوحنا (١٦: ٢٩): إن المسيح إلى آخر ليلة كان يكلم تلاميذه بالأمثال، ووعد أن البارقليط المرسل من طرف الله والذي سيأتي بعده سيفسر ويبين كلامه وإنجيله الحقيقي.» وكلمة بارقليط أو فاراقليط يونانية قديمة ومعناها المعين والمدافع والنصير والمواسي.

وقد كان لظهور هذه الكلمة شأن يُذكر عند نشر إنجيل برنابا الذي طُبع في القاهرة منذ عشرين عامًا. وقيل إن فيه بشرى صريحة بظهور النبي العربي؛ ولذا أخفاه الرهبان أجيالًا طويلة!١ ولهذا فقد صدق الله العظيم إذ أنزل الآية السادسة من سورة الصف: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ.

وظاهر من نص هذه الآية الكريمة الصريحة أن سيدنا عيسى — عليه السلام — مبعوث لبني إسرائيل دون سواهم، وأنه جاء مصدقًا لما سبقه، وهو نبوة موسى وشريعة التوراة، ومبشرًا برسالة محمد وقرآنه؛ فهو حلقة اتصال بين بني إسرائيل ومحمد خاتم الأنبياء الذي بُعث رحمةً للعالمين.

وبديهي أن المسيح لم ينطق بهذه الألفاظ بنصها لأنها عربية، وهو كان يتكلم بالعبرية، أضف إلى هذا أن الألفاظ التي نطق بها المسيح ضاعت، وكل اعتمادنا على ترجمة يونانية للإنجيل، وقد ذكرت كلمة باراقليط وإيفادوكيا التي يراد بها اسم أحمد في حين أن الترجمة الحرفية لكلمة براقليط هي — كما أسلفنا — النصير أو المواسي، والثانية تدل دلالة صريحة على معنى الحمد عن طريقَي الحقيقة والمجاز، ولأن النصير والمواسي يستحق الحمد والثناء.

غير أن الذي يدعم التفسير ويدل على أن المقصود بالباراقليط هو محمد رسول الله استقراء الصفات التي وردت في إنجيل يوحنا (١٤: ٦ و١٦: ٧)؛ فإنها تنطبق على صفات النبي العربي، ويؤيد هذا الرأي أن المسيح كان يخاطب حوارييه بالرموز والأمثال؛ فقد جاء في وصف الباراقليط أنه سيبقى إلى الأبد، وهذا هو المشاهد في رسالة محمد وشريعته، فإنه على التحقيق خاتم الأنبياء ولم يأتِ ولن يأتيَ بعده رسول بتشريع عالمي، وموصوف بأنه يعلم أمته كل شيء، وقد جاء محمد بِدين كامل وتشريع تام، وأوضح من هذا كلمات يوحنا (١٦: ١٢–١٤) على لسان سيدنا عيسى نفسه: «لا تزال عندي أشياء كثيرة أقولها لكم، ولكنكم لا تحتملونها أو لا تطيقونها. عندما يجيء روح الحق فإنه سوف يرشدكم إلى الحق ويدلكم عليه؛ لأنه لن يتكلم عن نفسه، ولكنه سوف يمجدني.»

فظاهر أن روح الحق والبارقليط هو شخص واحد، ومقطوع بأن هذا الوصف لا ينصرف إلى المسيح ولا ينطبق عليه؛ لأن المسيح لم يرشد إلى الحق كله؛ لأن رسالته كانت مقصورة على إصلاح بني إسرائيل؛ فقد كان مبعوثًا إليهم دون سواهم، وتتلخص أعماله وأقواله في تقريعهم وتقويم اعوجاجهم ونقد عيوبهم. ولكن رسالة المواسي (الباراقليط) ستؤدي إلى إرشاد العالمين إلى الحق، وهي رسالة كاملة، والقرآن هو الكتاب المنزَّل الوحيد الذي انطوى على شريعة كاملة، وإن المواسي أو الباراقليط لن يتكلم بنفسه أو عن نفسه، ولكنه سيقول الذي يسمعه ويتلقاه؛ أي يوحى إليه. وهذا بالنص ما جاء في التوراة (١٨: ١٨) على لسان الله — سبحانه وتعالى: «وسأضع كلماتي في فمه.» وهذه الصفة هي التي اختص بها محمد دون سواه، وأنه سيمجد عيسى ابن مريم، وقد أدَّى النبي العربي هذه الرسالة خير أداء فمجَّده وعظَّمه وكرَّمه ونفى عنه كل المعايب التي ألصقها خصومه به وبأمه السيدة مريم الصِّدِّيقة العذراء.

ولكن النصارى لا يقبلون هذا التفسير ويعترضون عليه بأن المواسي أو الباراقليط موصوف بأنه «روح الحق»، وهذا الوصف لا ينطبق على شخص إنساني، ولكن ينفي هذا الاعتراض أن المسيح دعاه «المواسي الآخر» كما جاء في يوحنا (١٤: ١٦) منبئًا بذلك أن المواسي سيأتي في صورة إنسان كما جاء المسيح نفسه، فضلًا عن أن جميع الهداة والمرشدين إلى الحق كانوا بشرًا، ولا يمكن أن نتصور روحًا لا يتكلم بما يوحى إليه أو يتلقاه! ويؤيد هذا ما جاء في التوراة من أن المرشد المقبل سيكون مثل موسى، إلا أنه ينطق بكلمات الله التي يضعها في فمه، وقد وصف القرآن محمدًا بأنه الحق، كما ورد في سورة «بني إسرائيل» (آية ٨١): وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.

والحق من الأسماء التي ذكرها القاضي عياض للرسول، ومما تحسن الإشارة إليه قول ابن إسحاق: إن الله بعث محمدًا للعالمين وكافة الناس أجمعين (كذا) وكان الله قد أخذ الميثاق على كل نبي قبله بالإيمان والتصديق له والنصر على من خالفه وأن يؤدوا ذلك إلى كلِّ من آمن بهم وصدقهم. وقد استند ابن إسحاق في ذلك على السبكي.

وأريد أن أقول إن اعتقاد المسلمين بأن الباراقليط هو النبي العربي ليس حديثًا كما يتبادر إلى الذهن، خصوصًا بعد نشر إنجيل برنابا منذ عشرين عامًا في مصر، وإنما هو قديم؛ فقد روى الجلال السيوطي أنه ورد إلى مصر عالم نصراني من الفرنج وقال للعلماء لي شبهة إن أزلتموها أسلمت. فعُقد له مجلس بدار الحديث الكاملية (كلية علوم الحديث) ورأس العلماء إذ ذاك الشيخ عز الدين بن عبد السلام، فقال له العالم النصراني والناس يسمعون الجدل وقد اجتمعوا له من كل فج: أيٌّ أفضل عندكم، المتفَق عليه أو المختلَف فيه؟! فقال شيخ العلماء: المتفق عليه طبعًا!

فقال النصراني: قد اتفقنا نحن وأنتم على نبوة عيسى بنصوص القرآن، واختلفنا في نبوة محمد، فيلزم أن يكون عيسى أفضل من محمد! فأطرق الشيخ عز الدين ساكتًا ثم رفع رأسه وقال: «عيسى قال لبني إسرائيل: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ؛ فيلزمك أن تتبعه فيما قال، وتؤمن بأحمدَ الذي بشر به.»

•••

وفي ٢١ أغسطس سنة ١٩٣٣ نشر العالم المحقق المرحوم أحمد زكي باشا المشهور بتدقيقه وسعة اطلاعه قبل وفاته بعام (٤ يوليو سنة ١٩٣٤) في جريدة البلاغ أنه استطاع أن يصل إلى نسخة قديمة من التوراة ذُكر فيها اسم محمد رسول الله. ورُوي أن شلبي سامري من طائفة «السمرة» عنده نسخة من التوراة منقولة عن أقدم نسخة من التوراة تحتفظ بها طائفة السامريين المتوطنة في مدينة نابلس، فاشتراها المرحوم نور الدين بك مصطفى. وأن زكي باشا ذهب إلى جبل جرزيم بنابلس في سنة ١٩٢٢ واجتمع بشلبي سامري وبكبير كهنة الطائفة إسحاق بن عمران الذي ينتهي نسبه إلى هارون الأكبر. وفي سنة ١٩٢٦ اشترى زكي باشا في فلسطين نسخة من التوراة مكتوبة بخط رئيس الكهنة إسحاق بن عمران وهي التي أشار إليها أحمد باشا وقد رآها شاهد عيان ووصفها بأنها مجلد يحتوي ٦١٥ صفحة من قطع الورق الصغير لا يشتمل سوى الأسفار الخمسة من التوراة التي يعتقد السامريون أنها من وحي الله دون سواها، وأن الله أمر الناس بالعمل بها، ولم يبقَ من يعمل بها إلى اليوم سواهم، وأنهم وحدهم على الحق، أما غيرهم فعلى خلاف ذلك، وهم في نظرهم أنجاس ومنبوذون؛ فالسامريون لا يتناولون منهم شيئًا إلا الماء.

وفي الصفحة الأخيرة من هذا المجلد ما يأتي: «كان النجاز من كتابة هذه التوراة المقدسة في نهار الأحد الموافق إلى أربعة خلت من شهر صفر الخير، من شهور سنة ١٣٢٠ عربية، الذي هو الشهر الثاني عندنا الموافق إلى خمسة عشر من الخماسين المفروض عددهم على بني إسرائيل على يد عبده وابن عبده إسحاق بن عمران بن سلامة بن غزال بن إسحاق بن إبراهيم هكهن (كاهن) هلوي بشكم عفا الله عنه وغفر له ولمن أحسن إليه ولمن علمه آمين. وسلام الله على من هو سيد الأولين والآخرين. آمين آمين.»

وكل صفحات الكتاب مكتوبة بلغة عربية، وقد تخللتها كتابات باللغة السامرية. ومن هذه العبارات جملة في الإصحاح السابع عشر، أي في الصفحة اﻟ ٣٩ من الكتاب، وقد كتب الكاهن السامري الأعظم بخط يده على هامشها عبارات رتبها كما يأتي:
٩٢
بمادماد أي محمد
أي جدًّا جدًّا
لجوي جدول
٤٠٠ ٤٣
أي شعبًا عظيمًا
أي محمد
٩٢

ثم وضع في ذيلها الجملة الآتية: انظر يا زكي كيف أن الله في كل كلمة من كلامه تعالى فيها أسرار مدموجة وآيات عظيمة. حرره العبد الفقير إسحاق الكاهن السامري.

ونحن في حيرة أمام هذه النصوص المبهمة والأعداد الجفرية. ونكاد نجزم بالتلاعب فيها من ناحية الكاهن الأعظم؛ وذلك لأن النسخة التي اشتراها نور الدين بك مصطفى كانت بلغة لا يفهمها زكي باشا؛ حيث قال: «ولما كانت مكتوبة بلغة لا أفهمها أوصيت صديقي نور الدين بك مصطفى بشرائها. وقد اقتناها فعلًا ولست أدري الآن ما فعل الله بها.»

ثم إن الكاهن أرخ بشهر عربي وسنة عربية، وكان يجب عليه أن يؤرخ بشهور ملته وأعوامها! وفي الختام يسلم على سيد الأولين والآخرين، ولم يقل لنا من هو، مع أن الاصطلاح ينصرف عند العرب والمسلمين إلى النبي محمد !

ثم يقول الكاهن في الختام «انظر يا زكي»، فهل يقصد زكي باشا، فتكون النسخة مصنوعة لأجله وباسمه وعلى حسابه؟!

ويغلب على ظني أن كهنة هذه الطائفة — ومنهم شلبي سامري وإسحاق بن عمران — يتاجرون بهذه النسخ بمهارة، بدليل النسخة التي بيعت لنور الدين بك، وبدليل ما جاء على لسان زكي باشا نفسه من أن رئيس الكهنة سعى لبيع نسخة التوراة القديمة الأثرية التي تحتفظ بها طائفته إلى صاحب الجلالة ملك الإنجليز، ولكنه عدل عن ذلك لا احتفاظًا بحرمتها ولا أسفًا على التفريط فيها، ولكن لأن الملك جورج الخامس لم يدفع له فيها أكثر من خمسمائة جنيه! وزاد كبير الكهنة على هذا أنه حضر إلى مصر لعله يجد فيها حظًّا أكبر مما وجد في إنجلترا!

فهذا كله ناطق بأن المسألة كانت تجارة ومساومة. وقد نجح في بيع نسختين!

وإذا عدنا إلى «بمادماد أي محمد وأعداد ٤٠٠، ٤٣، ٩٢» فلا نفهم منها شيئًا، ولا نراها تدل على شيء.

وإنما ذكرنا هذه العبارة لنلم بأطراف موضوع البشرى، وأنها لثبوتها في الأذهان وجدت مروجين في كل زمان ومكان حتى من الكاهن الأعظم السامري!

١  صرح جيبون المؤرخ الإنجليزي الأشهر في ج٥، من كتابه أن الأحبار والرهبان حوروا وبدلوا بعد ظهور الإسلام نصوصًا كثيرة في الإنجيل والتوراة كما ذكر القرآن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤