الفصل التاسع

الداء الخفي

من الكلام المأثور عن نابوليون وقد فاه به لأوَّل مرة في حرب إيطاليا: «إنَّ الصحة ضروريةٌ في الحرب، ولا شيء في العالَم يُغنِي عنها.» وقد مرَّتْ به أحوالٌ، وسنَحَتْ له فُرَصٌ جعلتْه يرى في هذا القول شبهَ نبوءة، أجل، لا نريد أن نبالِغَ في وصْف الأثر الذي يتركه هذا العامل العظيم عامل الصحة في تصرُّفات الإنسان، ولكن ما لا ريب فيه أنَّ له — كما للظواهر الجوية والحوادث الطارئة — يدًا في تغيير الخُطَط التي يرسُمُها الفكرُ الشرير وعرقلة المشاريع التي ينفعه في تدبيرها الذكاء والوقت بما ينطبق عليه قول الشاعر:

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

ولم تكن حملة سنة ١٨١٢ — التي نظر إليها البعضُ بعين الإعجاب والإكبار كما رآها البعضُ الآخَر جسارةً لا تُصدَّق — إلَّا واحدةً من هذه الحوادث التي تُظهِر أنَّ الأقدار تصرفها قبلَ فكرة الإنسان.

والأقدار كلمةٌ نأتي بها لتخفيف مسئولية الإنسان وستر جهلنا في تفسير ما لا يُفسَّر، فإذا أردْنا أن نكون عادِلِين في الحكم فعلينا أن نبحث لنحدِّد تلك المسئولية.

اختلف المؤرِّخون في انتقاد أعمال نابوليون وقدرها، وكثيرون مَن أُعجِب بحملة ١٧٩٦ وحملة ١٨١٤، ورأى مَواطِنَ الضعف في سواها كحملة ١٨٠٥ و٦ و٧ و٨، وعلى رأي هؤلاء أنَّ الإمبراطور لم يعرف أن يستفيد من انتصاره في واكرام، وكان دون المنتظَر منه في روسيا إلى أنْ سقط آخِرَ الأمر سقوطًا لا نهوضَ بعدَه.

figure
الكيماوي برنوليه.

ماذا أصاب هذا النبوغَ الحربيَّ الذي شهد به الأعداء حتى كانتْ تغشَى بلورتَه الصافية من وقت إلى آخَر غمامةٌ سوداء تحجب بريقَه وتستر نوره؟! يُقال إنَّ هناك داءً كامنًا كان يحاول نابوليون بكلِّ قواه أن يُبْقِيَه خفيًّا على مَن حوله، وقد شبَّهوه بنوع من الغيبوبة أو نوبة فجائية تنتاب العقلَ والبدن فيُصيبهما الضعفُ والخمولُ وألمٌ حادٌّ، قد يأتي في أهم ساعات العمل وأشد محتدم الجِلاد، فيَذهَب برشد نابوليون ويُظلِم ذهنه فيترك المقادير تجري في أعنَّتِها دون أن يملك لها زمامًا، هكذا يفسِّر المارشال ولسلي فشلَ نابوليون في روسيا. نعم، إنَّ الدوسنطاريا كانتْ تفتك بالألوف من جنوده، وإنَّ كثيرًا من خيله ضاع بين البرد والمطر، حتى إنَّه قبلَ وُصوله إلى فلنا اضطُرَّ أن يترك وراءَه مائة مدفع وخمسين عربة نقل، ولكنْ علامَ التردُّد في أول الحملة وتضييع الوقت بالتباطؤ وهو المتعوِّد الإقدام والسرعة؟! وما معنى هذه الراحة الطويلة في فلنا ثم في فستبسك لولا حدوث انحطاط في قواه العقلية والبدنية ونزول الإرادة عن مستواها العالي نزولًا لم يَخْفَ على الكثيرين حولَه؟!

قد يكون العامل الأكبر إجهاده العقل إجهادًا هائلًا بين عمل متصل وقلق مُتْعِب، ولكنَّ هذا القول يحتاج إلى دليلٍ؛ فإنَّ شهادة مَن رافَقوه في هذه الحملة المشئومة لا تؤيِّده أقلَّ تأييد، بل تُثبِت أنَّ الإمبراطور لم يَعْرُه تغيُّرٌ في عزيمته ونشاطه ولا في حِدَّةِ ذكائه عمَّا كان عليه في حروبه السابقة، قال الجرَّاح لاداي: «إنَّ الإمبراطور كان يهتم بكلِّ شيء ولا تَخفَى عليه خافية». ولكنْ مَن يقرأ متمعِّنًا يَلْمَح خلالَ السطور شيئًا جديدًا، فقد جاء في كلام لاداي ما يأتي: «إنَّ الذي كان يحتَمِل حَرَّ مصر ويجوب قِفارَها الْمُحْرِقة وهو ضاحكٌ ويترك عربتَه فارغةً تسير على الرمل في خدمة برتوله ومونج دون أن يركبها البتة، والذي كان في إسبانيا يُدهِش الإسبانيين بسرعة تنقُّله ومقاومته للتَّعَب كان يشكو حينئذٍ من الظواهر الجوية ويعيش في مركبته أو يقضي الساعات في السرير وهو غير لابس.»

figure
الجنرال كونت دي سيجور.
figure
الجنرال كوركو.

أمَّا قُوَّاده المخلِصون فلا يريدون أن يصدِّقوا أنَّه قصَّر لحظةً في القيام بمهمته الخارِقة قدْرةَ البشر، قال الجنرال راب: كانتْ همَّة الإمبراطور فوق التصوُّر، فكان يُحيط بكلِّ شيء، ويَسْهَر على كلِّ شيء، ويَكْفِي لكلِّ شيء، وقال ياوره الجنرال كوركو: «إنَّ صحة الإمبراطور في ذلك الحين كانتْ على غاية ما يُرام، وكان على الرغم من كثرة الأشغال يَجِدْ مُتَّسَعًا لركوب الخيل والصيد ساعات متتابعة، ولقد أظْهَر في حملة روسيا من العزيمة والنشاط والمقدرة مثلَ ما أظهَرَ قبل وبعد.»

وقال أيضًا: «يصوِّرون لنا الإمبراطور في فلنا خِلْوًا من الحماسة والإرادة وصدق الرأي، كيف يكون ذلك، وقد رأيناه منذ الساعة الأولى يهدم خُطَط الرُّوس، ويقطع جيشهم شطرين، ويقهرهم على ترك مواقفهم ومخازنهم، فيتسلَّم منهم ليتانيا بدون حرب، وكذلك في فستبسك فقد ادَّعى الكونت سيكور أنَّ الخمول كان مستوليًا على الإمبراطور، ولكن أين هذا من الحقيقة؟! لقد أقبل الرُّوس لمحاربته وهذا ما كان يريد، ظنُّوه آتيًا بالجيش عن يمينهم فجاز بأسرع من البرق دنيبر وحمل على ميسرتهم.»

أمَّا كلام سيكور الذي أشار إليه الجنرال كوركو فهو: «لم تَعُدِ البنية القوية تساعد هذا النابغة كسابق عهدها، وقد تعوَّد منذ صباه الاستحمام لمغالَبته ألَمًا خفيًّا لا يريد أن يعرفه أحدٌ، وقد أصابه عسرٌ في البول منذ ليلة المعركة «موسكو»، فلم يخلص منه إلَّا ثاني يوم دخوله كرملين، وقد أنبأني أبي والجرَّاح وكاتم سِرِّه أنَّ هذا الداء يُلازِمه منذ صباه.»

وروى الدكتور إيفان أنَّ هذا الألم كان يحس به نابوليون منذ سنة ١٧٩٦، وكان يُعالِجه بالماء الساخن، فإذا لم يَجِدْ مغطسًا أمامَه أنزل في برميل، والمظنون أنَّ هذا الألم ناتج عن الْتِهاب في عنق المثانة أو عن حصوة كلوية، وقد ذهب بعضهم إلى أنَّ نابوليون وهو في سنت هيلانة اعترف في إحدى نوبه بأصل الداء، وأنَّ الأطباء نسبوه يومئذٍ إلى جهل الشبيبة على أنَّه كان متزوِّجًا وعلى ثقةٍ من نفسه.

وإلى القارئ بعض التفاصيل مأخوذةً عن السِّجِلَّات الرسمية، كما كتبها الدكتور ماستيفيه طبيب الإمبراطور لذلك العهد، فإنَّها تُلْقِي شعاعًا على هذه الحوادث الغامضة:

إنَّ عسر البول الذي أحسَّ به الإمبراطور لم يذهب تمامًا إلَّا في اليوم الثاني بعد دخول موسكو، وقد دعاني إليه عند الصباح وأراني إناءً مملوءًا بولًا وقال: إنَّه مستريح بعد هذا البول الغزير، ولكنه قلقٌ لتراسُب الموجود في الإناء إلى ثُلُثه تقريبًا، فطمْأَنْتُه بقُرب انفراج الكرْب، فسألني كعادته: ماذا يُقال حولي؟ وكان سريره موضوعًا بحيث لا يرى المدينة فأجبْتُه أنَّ حلقةً من النار تحيط بكرملين، فقال: قد يكون من حماقة بعض الجنود الذين أشعلوا النار بالقرب من البيوت الخشبية، ثم حدَّق بنظره في السقف وسكت بضع دقائق، وإذا بوجْهِه قد تغيَّر وبدَتْ ملامِحُه في شكلٍ هائلٍ، فدعا خادمَيْه رستم وكونستان وترك سريره بسرعةٍ فحَلَقَ ذقنَه بيدِه ولبس ثيابَه وهو صامتٌ قليل الصبر، حتى إنَّه رفس المملوك رستم ورماه على قفاه لأنَّه أخطأ فقدَّم حذاءَه الأيسر قبل الأيمن.

وبقِيتُ في مكاني ساعة أنتظر إشارةَ رأسِه المعهودة لأنصرف، فدخل إليه بعضهم وذهب إلى الغرفة المجاورة.

الإمضاء
ماستيفيه عضو الجمعية الملوكية

ويؤيِّد هذه الشهادةَ شهادةٌ أخرى كتَبَها الجرَّاح إيفان، وإيفان من أصدقاء الإمبراطور الحائزين كل ثقته، حتى إنَّه وقَّع وحدَه عقدَ زواج كارولين ومورا، وكانتْ جوزفين تستشيره دائمًا قبل الذَّهاب للمياه المعدنية، فضلًا عن ذلك فقد خدَمَ في جيش إيطاليا خمس سنوات، ورافَقَ نابوليون في كل حروبه، وكان عليه بعد المعركة أن يُطْلِع الإمبراطور على عدد الجرحى والقَتْلى وحالة المستشفيات النقَّالة، وأهمية جِراح الرُّؤساء والقُوَّاد، فكان مركزه كمركز كورفيزار، بل أسْمى لحاجة الإمبراطور إليه في كل المواقع، وصحبته له كلَّ يوم وكلَّ ساعة، وهاك الشهادة:

figure
الدكتور إيفان يعالج جرح نابوليون في راتيسبون.

كان الإمبراطور سريع التأثُّر بالعوارض الجوية، وكان من الضروري عنده أن تظَلَّ وظائف الجِلْد سليمة لحفظ التوازن في صحته، وإلَّا أصابَه سُعالٌ وعسْرُ بول، ففي ٥ سبتمبر سنة ١٨١٢ هبَّتْ ريحٌ هوجاء وانتشر ضباب كثيف وسقط مطر غزير، فظهرتْ فيه الأعراض بشدة اضطُرِرْتُ إلى تسكينها بدواء ذهبوا في استحضاره بعيدًا عن المعسكر، ولم تذهب الأعراض والحُمَّى وتهدأ حالتُه إلَّا بعد أيام، ثم يقول في مكان آخَر:

أخذ نابوليون يشعر بانحراف صحته منذ السابع من شهر سبتمبر، فكانتِ البداية صداعًا شديدًا لم يَمْنَعْه مع ذلك من النهوض باكرًا واعتلاء صهوة جوادِه قبل ساعة الهجوم أي نحو الساعة الخامسة، وكان فُطوره قليلًا من الخمر المُعَتَّقة وغذاؤه خبزًا مبلَّلًا بالنبيذ.

وفي ٨ منه قضى ليلتَه بين أنقاض البلدة المجاوِرة، وفي الغد كان في موسكو، فاحتلَّ منزلًا جديد البناء وجمع أعوانَه من حوله ليُلْقِيَ أوامرَه كعادته، وإذا بصَوْتِه قد بُحَّ فجأةً وامتنع عليه الكلام والإملاء، فتناوَلَ قلمًا وورقةً وأخذَ يرسم ما يجول بخاطِرِه من خُطَط وأوامر، ويدفع إلى مَن حولَه من مساعديه وكُتَّابه، وعلى الرغم من كثرة هؤلاء الأعوان فقد كانتِ المهمة شاقَّة؛ لأنَّهم كانوا يقِفون حيارى عند كل سطر من خَطِّه قبل أن يَصِلوا إلى حلِّ رموزه وطلاسِمه، وكان كلَّما انتهى من تسطير أمرٍ يضرب بقبضة يده على الطاولة ليأخذوا ما تكدَّس حولَه من هذه الأوراق.

figure
نابوليون في فرائه في أثناء حملة روسيا في سنة ١٨١٢.

قيل إنَّه كان وهو في تلك الحالة التي يُعاني فيها أثقالَ المخاوف والهموم وآلام الفكر والبدن ضعيفًا في إرادته متردِّدًا في عزْمِه بعيدًا عن القُدْرة والإقدام اللَّذَيْن اتَّصَف بهما، ولكن هذا القول يحتاج إلى إثباتٍ، ومن يقرأ شيئًا من تلك الأوامر لا يَسَعُه إلَّا الاعتراف بأنَّها صادرةٌ عن ذهنٍ صافٍ وخاطرٍ سريعٍ ونظرٍ بعيدٍ.

واستراح طويلًا في موسكو، فلم يُغادِرْها إلَّا في أصيل اليوم الثاني عشر من الشهر، بعدَ أن اطَّلع على حالةِ الخسارة في الجيشين وحركات العدوِّ والذخيرة وغير ذلك، فكان حتى الساعة الأخيرة قابضًا على زمام الإدارة والإحكام، يُدِير بنفسه دفةَ الجيش، ماشيًا على قدمَيْه ليلًا ونهارًا، لا يعرف الراحة إلَّا مُضطرًّا، ولا ينام إلَّا غرارًا.

هذه هي الحقيقة فيما يختص بمرض نابوليون الذي جعَلَه الكونت سيكور وغيره العامل الأكبر في اندحار الإمبراطور وتقهقُرِه.

وقد تناول قلم تولستوي بالهزء مَن زعم أنَّ نتيجة هذه المعركة كانتْ معلَّقة بزكام نابوليون فقال: إنَّ مخلِّص روسيا إذنْ هو ذلك الخادِم الذي نَسِيَ أنْ يقدِّم إلى سيِّدِه حذاءً لا يخترقه الماء، كما قال من قبلُ فولتير مستهزئًا أيضًا: «إنَّ مذبحة سان برنامي كانتْ نتيجة الهضم في معدة شارل التاسع.»

نعم، إنَّ حالة الإنسان العقلية والبدنية تؤثِّر في تصرُّفاته، ولكنها لا تكفي وحدَها للتعليل عمَّا يَعقُبُها من الحوادث، وقد قال تولستوي: إنَّ نابوليون لم يأتِ في معركة موسكو أمرًا يجلب له الضرر أو يُقلِّل من نجاحه، وإذا كان بدا عليه السأم ثم تولَّاه اليأس فذلك بعد أن تألَّبتْ عليه العناصر والبشر جميعًا، وما عتَّم أنِ استرجع قواه الأولى عندما ابتعد عن روسيا، بل لم يذكر التاريخ أنَّه أظهر في زمن من الأزمان من النشاط والمقدرة ما أظهره في أواخر هذا العام ١٨١٢ وأوائل ١٨١٣ حيث تجلَّتْ مقدرته العقلية الخارقة بأسمى مظاهرها.

لم يحتج إلى أكثر من ٤ أشهر ليُعِدَّ جيشًا جديدًا، فسافَرَ في ١٥ إبريل إلى مايانس، ومنها إلى فيمار فلوتسن، حيث انتصر في معركة ٢ مايو، وبعد ٦ أيام دخل درسد ظافرًا، وفي ٢٠ فاز في معركة بوتزن، وقتل من ورائه المارشال دوروك، فكان ذلك سبيلًا إلى إشاعةٍ سَرَتْ بسرعةِ البرق مؤدَّاها أنَّه جرح جرحًا بالغًا أو قتل، حتى إنَّه عندما رجع إلى درسد (في ١٠ منه) زعم الناس أنَّ الذي مرَّ أمامهم في مركبته ليس الإمبراطور، بل تمثال له من الشمع، ولم يصدِّقوا ببقائه حيًّا إلَّا بعد أن أُطْلِقَتِ المدافع وقُرِعَتِ الأجراس.

ربَّما ساعَدَ على هذا الشك أنَّ الإمبراطور عند وصوله إلى درسد سار توًّا إلى غرفته لأنَّه كان منهوك القُوى من السَّهر ونام في سريره نومًا عميقًا حتى الساعة التاسعة من اليوم التالي، إذ ركب جوادَه واستعرض الجيش في مروج درسد، ولم يكن من السهل معرفة الحقيقة في حينها؛ لأنَّ الإمبراطور عوَّد الناس أن يؤمنوا بنجمه الذي لا يعرف الأفول، وبقوَّته التي لا يتطرَّق إليها الضعف، فكانوا يعتقدون أنَّه أبعدُ من أن يُنال بأذًى إلَّا أنَّ الملتفِّين حولَه والمتقرِّبين إليه أدْرَكوا ما كان يَعْتَوِره حينًا بعد حين من شبه نُعاس أو غيبوبة تضعف معها الإرادة وترتخي الأعصاب، وقد وصفَه المارشال مارمون بقوله: «كان قليل الاهتمام بالعواقب لا يُصدِّق الحقيقةَ إلَّا إذا وافَقَتْ هوًى في نفسه، وكان متعجرفا يحتقر كلَّ الناس، وذا عقلٍ واسِعِ التدبير كثير الإنتاج كعادته، إلَّا أنَّه ضعيفُ الإرادة كثير التردُّد.»

ذلك لأنَّ الإمبراطور كان قد تقدَّم في العمر وتغيَّر عمَّا كان عليه في أوسترلنز ويانا، والأربعون جاءتْ شديدة الوطأة على هذا الرجل الخارق العادة الذي تَسَع حياتُه أعمارًا كثيرة.

وقد كان انتصار درسد في ٢٧ أغسطس آخِرَ شعاع من كوكب مجْدِه لولا اعتلالٌ فجائي أفسَدَ نتائجه الباهرة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤