عمر أبو ريشة

شاعر سورية الرومانسي

سَبَقَت الفجرَ في غلائلَ من أشعة النجوم، وتبرجت من «قوس قُزَحَ»، ثم أخذت تتعطر خُلسة من أنداء الفجر، حتى إذا طلع جَزَتْهُ أضعافًا وردَّتْ للنجوم دَيْنَها، وتركت الشمس تَعجب من استحالة أشعتها إلى هذا الفن الرائع، في هذه الحورية التي لا تنتسب إلى أرض أو بحر أو سماء فحسب، بل إلى العوالم بأسرها. تلك هي «الرومانسية» التي تتقمص الشعراءَ والفنانين حتى إذا شَدَوا بسحرها تركوا الخلق مشدوهين حائرين.

لمحناها في شاعر «سورية» «عمر أبو ريشة»، وأردنا أن ننوه بوطنيته التي أهَّلَته لمركز سياسي جهير، وبواقعيته الشريفة الاتجاهات، التي انتظمها ديوانه، ولكن رومانسيته الخلابة جذبتنا إليها وقالت: ألا يكفيكم قول شاعركم فيَّ:

حسبها أن أردَّها لكَ مِنْ قَلْبي صلاةً، ومن شفاهي أغاني!

ثم تجلَّتْ في كتاب أو ديوان رائع تنافست فيه الأنغام والصور والأحاسيس والألوان الرشيقة، واكتفى الإلهام بعنونته «من عمر أبو ريشة» ولكن لمن؟ لمن؟ ساءلَ الشاعرَ وجدانُه.

لِمَنْ تعصرُ الرُّوحَ يا شاعرُ؟
أمَا لِضَلَالِ المُنَى آخِرُ؟
أَلِلْحُبِّ؟ أين التفاتُ الفُنونِ
إذا هتف الأملُ العاثرُ؟
أَلِلَّهو؟ كم دُمْيَةٍ صُغْتَها
ومَزَّقَها ظُفْرُكَ الكاسِرُ؟
أللمجدِ؟ ماذا يُحِسُّ القتيلُ
إذا ازورَّ أو بسمَ العابرُ
أَلِلْخُلْدِ؟ كيف تردُّ الذِّئابَ
وقد عَضَّها جُوعُها الكافِرُ
رُويدك! لا تَسْفَحَنَّ الخيالَ
ببيداء، ليس بها سامرُ
أمَا يُرقصُ الكونَ في صَمْتِهِ
كما يُرقِصُ الحيةَ الساحرُ؟
دَع الحُلْمَ يَخْفُقُ في ناظريك
فموعدُه غدُكَ الساخرُ

أسمعتَ؟ أأدركتَ أن خيال الرومانسية، يرقص الكون صمته؛ كما يرقص الحية الساحر؟ ثم ماذا؟

ثم يمر شاعرنا بصرح روماني قديم، لا يستطيع غير الظن أن يتحدث عن ماضيه، واسترعى انتباهَه خلوُّه من الشوك، وتألق ترابه النظيف، فقال في نفسه: إن الموت يقف أمام ضحيته، مجروح الكبرياء؛ لأنه لا يستطيع أن يفتك أكثر مما فتك:

قِفي قَدَمِي! إنَّ هذا المكان
يَغيبُ به المرءُ عن حِسِّهِ
رمالٌ، وأنقاضُ صَرْحٍ هَوتْ
أعاليه تَبحثُ عن أُسِّهِ
أُقلِّبُ طرفي به ذاهلًا
وأسأل يوميَ عن أمْسِهِ
أكانت تسيل عليه الحياةُ
وتغفو الجفونُ على أُنسهِ؟
وتَشْدُو البلابلُ في سَعْدهِ
وتجري المقاديرُ في نحسهِ؟
أأستنطق الصخرَ عن ناحِتِيهِ؟
وأستنهضُ الميْتَ مِن رَمْسِه؟
حوافر خَيْلِ الزمانِ المُشِتِّ
تكادُ تحدِّث عن بُؤْسِهِ!
فما يَرضعُ الشَّوكُ مِنْ صَدْرهِ
ولا يَنعبُ اليومُ في رأسهِ
وتلك العناكبُ مذعورةٌ
تريدُ التفلَّتَ من حَبْسِهِ
لقد تَعبتْ منه كفُّ الدَّمار
وباتت تخاف أذَى لَمْسِهِ
هنا ينفضُ الوهمُ أشباحَهُ
وينتحرُ الموت في يَاسِهِ

أرأيت كيف تتأنق الرومانسية بألوانها الزاهية، حتى في معرض التفلسف والاعتبار، وكيف حين تمس الواقع مسًّا خفيفًا تطير سريعًا بأجنحة الخيال، ومعها طيوف شتى من كل شيء احتكت به، فأحيته وجسمته، ولطفته، حتى كف الديار التي صارت تستحي من الأذى!

أرأيت كيف أن الشاعر الرومانسي الطبع يأبى إباءً أن تستبد «الواقعية» به وسرعان ما تطويها عواطفه وأخيلته الزاهية؟!

ورأى الشاعر في الصحراء ماءً يتموج من بعيد، فقيل له إنه السراب، فتأمله طويلًا وأحس بالرمل الملتهب ظمأ تحت أشعة الشمس ينام ليحلم بالماء، وما هذا الذي يسمونه سرابًا إلا أطياف حلمه اللذيذ، وكان الشاعر على حال عاطفية قلقة، فوجد في إحساسه هذا منفذًا لها:

كم جئت أحملُ من جراحات الهوى
نَجْوَى يُرددها الضميرُ تَرَنُّما!
سالتْ مع الأملِ الشهيِّ لِترتمي
في مِسمعيكِ، فما غَمَزْتِ لها فَما
فخنقتُها في خاطري! فتساقطتْ
في أَدْمُعي، فَشَرِبْتُها متَلَعْثما
ورجعت أدراجي أصيدُ من المُنَى
حُلمًا أنامُ بأُفقِهِ متوهِّمَا!
أختاه! قد أزفَ النَّوى فتنعَّمِي
بَعْدِي، فإنَّ الحبَّ لن يتكلَّمَا
لا تحسبيني ساليًا، إنْ تَلمحي
في ناظِري هذا الذهولَ المُبْهَمَا
إنْ تهتكي سِرَّ السَّرابِ وَجَدْتِه
حُلمَ الرمالِ الهاجعات على الظَّما!

لا نعرف الأناقة المطبوعة في الشعر الحديث بلغت مبلغ الترف الزاهي في شاعرية أصيلة، بأجملَ مما ازدهت به في أشعار «عمر أبو ريشة» «وبدوي الجبل» «وإلياس فرحات» و«نزار القبَّاني»، وجميعهم من شعراء سوريَّة الموهوبين، الذين جعلونا نترنح إعجابًا بفنهم الحر البديع.

ولعل «عمر أبو ريشة» يتَصَدَّرُ الجميعَ في حلاوة رومانسيته وقوتها معًا، وقد رشَفتْ من جمال الطبيعة السورية ومن الوطنية السورية التي هي مضرب الأمثال وأتحفتنا بأناشيدَ عذبةٍ، هي من فرائد الشعر الغنائي المعاصر.

وقبل الانتقال إلى نماذجَ من شعر الوطنية الجميل، الذي تحتضنه هذه الرومانسية المحلقة؛ فتعطينا صورًا نابضة بالتزاوج الفني، بينها وبين الواقعية الرفيعة، نعرض طُرقًا أخرى من وجدانيات هذا الشاعر الهفهافة، وإن ران على معظمها — رغم تألقه — القلقُ واللوعة واللهف!

كان شاعرنا يسير في الليل وحيدًا كئيبًا يفكر في أبيه وأحبابه الموتى، فسمع كأن صوتًا من بعيد يناديه، فالتفت مضطربًا، فلم يلمح سوى نجمة واحدة تسطع في الأفق:

مَنْ يُناديني وقد أنكرني
في دُروبِ العُمْرِ مَنْ يَعْرفني؟
أغرِيبٌ مَلَّ في غربتهِ
عَبَثَ الوهمِ، ولهوَ الزَّمنِ؟
أم شَقِيُّ نسي الكبر على
شَفَتَيْهِ بسماتِ المؤُمِنِ؟

•••

مَنْ يُناديني وأعراسُ الصِّبا
لم تَدَعْ في الكأْسِ ما يُسْكرني؟
أَبَتَولٌ سَلَّها مِنْ خِدْرِها
شوقُها المخضوبُ بالحُلْمِ الهني؟
أمْ هَلوكٌ، أَلِفَتْ روضتُها
شفةَ السَّاقي وكفَّ المجتني؟

•••

مَنْ يُناديني وسُمَّارُ الدُّجَى
كُحِّلَتْ أجفانهم بالوَسَنِ؟
أحبيبٌ؟ أيُّ أحبابي تُرَى
مِنْ كُوَى الخُلْدِ سَرَى يؤنسني؟
ما لأصداء المنادِي خَفَتَتْ
وتلاشَى وَقْعُها في أُذني؟
نجمةٌ ضاءتْ على البعدِ، فيا
ذيلَها الوضَّاءَ، كنْ لي كفني!

ويحيي موسم الورد فإذا بالرومانسية تتعطر بأريجه، وتتبرج الزنابق — وقد تعوَّد الشاعر أن يقطف الزهر يهديه إلى أحبابه — فتوحي إليه:

ألفيتُها مخضلة في رَوْضها
والفجر بين ذيولهِ يَطْويها
حتى إذا انتفضتْ عليه تجمعت
أنفاسُه وتجمدَتْ في فِيهَا
وتمايلتْ تِيهًا بِعُرْسِ فُتونِها
وزَهَتْ وعُرْس فُتونها يُبكيها
والطيبُ مسفوحٌ على جَنَبَاتِها
يَهْمِي على رُوحي بما يُشجيها
فلويت في شبه الذُّهولِ أناملي
وقَطَفْتُها. لهفي! لمن أُهديها؟

لا ريب أنه انتهى إلى إهدائها إلى فنه، فهي بنت الفن السماوي، وإن نزلت إلى الأرض، ورضعت من تربتها، والفنان ذاته ابن السماء وإن استضافته الأرض، وَدَلَّلَتْه وزعمت أنها أمه الحنون، وقد تكون كذلك؛ لأنها بنت الشمس، فبينها وبين الملكوت الأعلى وشائج خالدة، فالأريج والنور والأطياف، والأشعة والظلال والذرات المتعانقة والسابحة، والعواطف الراقصة، والذبيحة وكل ما يُرى ولا يُرى من عوالمَ كبيرةٍ وصغيرة؛ هي الكون، هي عالم الفنان، هي الفنان ذاته الذي تلمحه في هذه الرموز الخلابة، وما هي إلا لمحات خفيفة عابرة من نفسيته، التي قلما تكيف والتي لا تُحَدُّ.

وشاعرنا المحلق يصور لنا «مصرع الفنان» في إحدى معلَّقاته المؤثرة الفنانة، بحسبنا للتدليل على جمالها الرائع هذا الاستهلال:

نامَ عَن كأسهِ وعن أَحبابه قبل أن يَنقضي نهار شَبَابِهْ
نام عن سكرةِ الحياة وقد جَفَّ شراب السلوانِ في أكوابهْ
نسماتُ الرِّضا على شفتيْهِ وشتاتُ الرُّؤَى على أهدابِهْ
وبَنات الغروبِ تَسكب في أُذنيه مَوَجاتِ عودهِ ورَبابِهْ
لابسات عمْرَ المآزر مَرَّتْ ريشةُ الأُفْقِ فوقَها بخضابِهْ
راقصات في حَلقة من عبابِ اللهوِ والرقصُ مَوْجةٌ مِن عُبابِهْ
رَقَصاتِ المطهَّماتِ من الخيلِ بِعرْسَ يَموجَ في تصخابِهْ
يا بنات الغروبِ قد نَفَضَ الليل على الكونِ حالكاتِ نِقابِهْ
احْمِلي الراحلَ الغريبَ وسِيري بالزغاريد سلوة لاغترابِهْ
وادخلي هيكل الفنونِ وأبقيه سراجًا يضيء في مِحْرابِهْ!

ولئن نظر في مرآته إلى آلام الفنان وإلى عذابه الأرضي، وصور كل ذلك في صور مشجية شتى؛ فإن شاعرنا لم يتجاهل المعنى الأسمى من شخصية الفنان، ومن حياته ورسالته، ولو كان في الظاهر ضحيتها.

ولنسمع الآن ما يقوله — في دور الشاعر الوصَّاف — عن جناز الفنان:

لستُ أَنْسَى الناقوسَ لمَّا نعاه والمصلَّى يَموجُ في أحبارِهْ
ورءوسُ الرجالِ مطرقةٌ والحزنُ ساجٍ مسربَلٌ بوقارهْ
والمناديلُ في أكفِّ الغواني تَشْرَبُ الدَّمْعَ مِنْ مَقَرِّ انفجارِهْ
حَمَلُوهُ في نَعْشِهِ الأبيضِ اللونِ وساروا كتائهٍ في قِفَارِهْ
وَحَدَوْهُ بكلِّ لحن شَجِيّ سَرَقَتْهُ الآذانُ مِنْ أَسرارِهْ
إيهِ ألحانَهُ وأنتِ حنينٌ سالَ مِنْ رُوحِهِ على أوتارِهْ
رافقيهِ في أُفقهِ فهو ظمآنُ بَعيدُ العُهودِ عن قِيثارِهْ
رُبَّ ورقاءَ في الفضا الرَّحْبِ لمَّا زَقْزَقَ الفَرْخُ شاكيًا من أُوارِهْ
أَطْبَقَتْ فوقَ صدرها مِنْ جَنَاحَيْها وأَهْوَتْ كالنَّجم عند انهيارِهْ
وأكبَّتْ عليهِ تَمْنَحُهُ العطفَ ومِنقارُها على مِنقارِهْ!
وتأبى الرومانسية التي رضعت في طفولتها من أفاويق «الفن للفن» إلا أن تشرب والواقعيةَ من مناهل الحياة، قالت الحياة:

ما أنا إلا أنت أيتها الرومانسية الزاهية المتبرجة! لا تباعديني، فإن في ظلماتي أضواء، وفي جمودي عواطف، وفي سكوني ثورات، وفي مآسيَّ مباهج مستورة. كم من جمال لي يستره القبح العابر! وكم عبودية أفرضها توحي بالتحرر! وكم آفاق صغيرة هي منافذ لأوسع الآفاق! فاختاري ما شئت من نماذجي المعروضة، وتأملي فيها وتجاوبي معها تشعري حينئذ بفيض ألحاني ومثالياتي.

لكِ أن تتناولي الوطن أو الإنسان أو غيرهما من النماذج العظيمة أو الدقيقة التي أنتظمها وأن تتشربي روحها وتعبري عنه بآياتك فستجديها جميعًا منك وإليك.

وأخذ شاعرُنا مِعْزَفَهُ بين اليقظة والحلم، وراح يستجيب لواقعية الحياة منشدًا:
يا شعبُ، لا تَشكُ الأذاةَ ولا تُطِلْ فيها نواحكْ
لو لم تكن بيديك مجروحًا لَضمَّدْنا جِراحكْ!
أنتَ انتقيتَ رجالَ أَمْرِكَ وارتقبْتَ بهم صَلَاحَكْ
فإذا بهم يُرخُونَ فوقَ خسيسِ دنياهم وشاحَكْ
كم مَرَّةٍ خفروا عُهُودَكَ واستَقَوْا برضاكَ راحَكْ
أيسيلُ صَدرُكَ مِنْ جراحتِهم وتعطيهم سِلَاحَكْ؟!
لو كنتَ تجَهْلَهُم، لراحَ الغُدْرُ يَسْتَجْدِي سماحَكْ!

•••

لهفى عليكَ! أهكذا تَطْوِي على ذُلٍّ جَناحَكْ
لو لم تُبِحْ لِهَواكَ علياءَ الحياةِ لما استباحَكْ!

ثم ينشدنا من قصيدته الوطنية الرائعة «هذه أمتي!» التي أنشدها في حلب سنة ١٩٤٥:

يا بلادي، ناجاكِ مَنْ وَقَفَ الخُلْدُ وأَصْغَى إلى صَدَى تَحْنانِه
كادَ أن يُرْخِصَ المَدامعَ في الأرزاءِ لولا الحياءُ مِنْ إيمانِهْ
ما الجبانُ الذي حَنَوْتَ عليهِ وسكبتَ العزاءَ مِلْءَ جَنانِهْ
عَرَفَتْهُ الهيجاءُ أنذلَ مَنْ فَرَّ وأَشْقَى مَنْ جَرَّ ذيلَ هَوَانِه
قامَ في فيئِكِ الكريم حَيِيًّا ودُمُوعُ المتابِ في أجفانِهْ
يَشتمُ الغَفْلَةَ التي ذُقتِ منها ما يَذُوقُ القطيعُ من ذؤبانِهْ
ليس يَدري الجزَّارُ ما الخنجرُ المسنونُ إِلَّا إِنْ حَزَّ في شريانِه
فَتَبَسَّمْتِ والإباءُ بعينيكِ تذوبُ الأحقادُ في غُفرانِه
وتهاديتِ في انتظارِ صباحٍ يَستحمُّ الوجودُ في إِحسانِهْ
ما لِذاكَ اللَّهيبِ تَطْفُو المروءاتُ عليهِ وتَرْتَمي في دُخَانِهْ!

وهكذا علَّمنا «عمر أبو ريشة» أن الفن يواكب الحياة فيستوعبها وتستوعبه، وحين تعود الرومانسية به إلى «نداء الحب»، فما هي بمبعدته في التخصيص عن التعميم، فالحب هو الوطن، هو الإنسان، هو البشرية، هو الله، فلننشق الآن هذا العطر الأخير من جنان هذا الشاعر الرومانسي المبدع، الذي لا تُمَلُّ صحبة أريجه وألوانه:

لنا الحُبُّ والكأسُ والمِزْهَرُ
وللناسِ مِنَّا الصَّدَى المسْكِرُ
مَشيْنا معًا وجَناح الرِّضَا
يواكبنا ظِلُّهُ الخَيِّرُ
وخلفَ مَلاعبنا أنجمٌ
على شوقِ أَوْبَتِنا تَسْهَرُ
غدًا يَنقلُ الكونُ ألحانَنَا
ويَسْمُرُ في ذِكْرِنا السُّمَّرُ
فَمِيلي نَغِبْ في شَذَا ضَمَّةٍ
يَرُفُّ عليها المَدَى المُقْفِرُ
أخاف انفلاتَ الرُّؤَى الباسماتِ
إذا خَلَجَ الجَفْنُ والمحْجَرُ
فأحلامُنا يقظاتُ الحياةِ
ووحيُ النفوسِ التي تَشْعُرُ
ونحن من الأزلِ المطمئنِّ
تُبَشِّرُ في يَومِنا الأعْصُرُ!

وإذا كان للحياة أن تزدهي بألحانها الوفية المعبرة، فما أولى الأمم بأن تعتز بشعرائها المحسنين! وما أغنى سورية بمثل هذا الشاعر العبقري الذي ينافسها في التعلق به العالم الجديد!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤