مقدمة

بقلم  عباس حافظ

في هذه القطع العشر، ألوان نضر، وظلال سود وخضر من أرفع العواطف وأسماها، وأشرف الدوافع وأقواها، وهو الحب، خليقة المصور البديع الباري، ويد اللطيف الخبير، الذي سوَّى الإنسان و عدَّله، في أي صورة ما شاء ركَّبه، وجعل الحب في الحيوان أشد غرائزه، وأحاله في الإنسان أكبر تمييزه، لأنه الغريزة مع لطف الحس، وتهذيب الحضارة وجمال اللون والشارة، ووحي الفكر، وإلهام الضمير.

الحب هو غذاء القلب، ومادة الروح، وجوهر الكون، ومحرك الدنيا والرابط بينها وبين الآخرة.

الله فيه يتجلى، والإنسان به يسمو، والعالم على هداه يسير.

وهذه ألوان مختلفة منه، كل منها طبيعي لأنه في الفطرة، وكل ظلٍ من ظلاله جميل لأنه فيء الدوحة البشرية التي منها نبتنا وعلى أفنانها تنقلنا، ومنها ثمراتنا على الدهر وأزهارنا في مواسم الحياة وحقول الزمان ومسيرة السنين.

ومن يؤمن بالحب فهو بالله مؤمن، ومن يكفر به فقد كفر بنعمة الحياة التي جعلته شركة سواء بين الحيوان والإنسان.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤