الفصل الرابع

آخِرَة الشَّيْطَان

(١) جَيْشُ النَّجْدَةِ

وَعادَ «هانومانُ» إلى مَمْلَكَةِ «كِشْكِنْدَةَ» بِمِثْلِ سُرْعَةِ الرِّيح. وَقَدْ فَرِحَ «راما» بِعَوْدَتِهِ فَرَحًا لا يُوصَفُ، وعادَتِ الطُّمَأْنِينَةُ إلى قَلْبِهِ، بَعْدَ أَنْ عَلِمَ أَنَّ «سِيتا» لا تَزالُ سالِمَةً مِنَ الْأَذَى. وطلَبَ إلى صَدِيقِهِ الْوَفِيِّ «هانومانَ» أَنْ يَصْحَبَهُ إلى الْجَزِيرةِ النَّائِيَةِ لتَخْلِيصها مِنَ الأَسْرِ.

فقالَ لَهُ: «ما جِئْتُ إِلّا لِهذا، وإِنْ كُنْتُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّنا سَنَلْقَى — في سَبِيلِ تَخْلِيصِها — أَهْوالًا وأَخْطارًا، لا أَعْلَمُ كَيْفَ نَنْجُو مِنْها. وَما أَدْرِي: كَيْفَ يَسْتَطِيعُ جَيْشُنا أَنْ يَجْتَازَ الْبَحْرَ إلى جَزِيرَةِ «لَنْكا»؟ ولكِنْ لا مَعْنَى لِلْيَأْسِ عَلَى كلِّ حالٍ.»

فَقالَ لهُ «راما»: «لا سبيلَ إلى دَرْكِ الْعَظائِمِ ونَيْلِ الْغاياتِ، إِلَّا بالتَّعَرُّضِ لِلْمَهالِكِ واقْتِحامِ الْعَقَباتِ. ومَتَى صَحَّتِ الْعَزِيمَةُ وحَالَفَها التَّوْفِيقُ، ذَلَّلا — في طَرِيقِهِما — الْمُحالَ، وتَحَقَّقَ بِهِما أَبْعَدُ الآمالِ.»

وكانَ الْمَلِكُ «سُجْرِيڨا» شَدِيدَ الرَّغْبَةِ في الْقَضاءِ عَلَى أَعْدائِهِ القُدَماءِ سُكَّانِ جَزِيرَةِ «لَنْكا»، فَأَعدَّ لَهُمْ جَيْشًا ضَخْمًا — مِنْ قَبائِلِ «الْڨانارٍ» — مُؤَلَّفًا مِنْ عِدَّةِ مَلايِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوا «راما» طاعَةً عَمْياءَ.

وَسارَ الْجَيْشُ — وفي مُقَدِّمَتِهِ «راما»، وَأَخُوهُ «لَكْشَمانُ»، وَصَفِيُّهُ الْحَمِيمُ «هانومانُ» — حتى بَلَغُوا الشَّاطِئَ الْجَنُوبِيَّ، فَلَمَّا رَأَوْا سَعَةَ الْبَحْرِ، وهياجَ أَمْواجِهِ الصَّاخِبَةِ، أَيْقَنَ «راما» أَنَّ نَجَاةَ «سِيتا» أَبْعَدُ مِنَ النَّجْمِ، وَخَشِيَ أَنْ تَكُونَ مُحاولَتُهُ لِإِنْقاذِها أَشْبَهَ بِمُحاولَةِ «سَمْپاتِي»: ذلِكَ النَّسْرِ الَّذِي أَرادَ أَنْ يُحَلِّقَ فَوْقَ الشَّمْسِ، فَتَقَطَّعَتْ — دُونَ غايَتِهِ — الْأَسْبابُ، وَعادَ إلى عُشِّهِ وَهُوَ أَخيبُ الْخُيَّابِ.

(٢) مؤْتَمَرُ الْعَفارِتَة

ولكِنَّ الْقَلْبَ إِذا عَمَرَه الإِيمانُ، ومَلَأَهُ الْيَقِينُ والاطْمِئْنانُ، حالَفَتْهُ أسْبابٌ مُوَفَّقَةٌ، وَفَتحَ لَهُ الإِخْلاصُ أَبْوابًا مُغْلَقَةً، ورُبَّما جاءَهُ النَّجاحُ بلا كَدٍّ وَلا تَعَبٍ، مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ. وهكَذَا كانَ، وإِليْكَ الْبَيانَ: لَقَدِ اسْتَوْلَى الذُّعْرُ والْفَزَعُ علَى أَهْلِ جَزِيرَةِ «لَنْكا»، بعدَ ما لَقُوهُ — علَى يَدِ عَدُوِّهِمْ «هانومانَ» — مِنْ عَذابِ الْحَرِيقِ والتَّخْرِيبِ. وفَزَّعَهُمْ أَنْ يَرَوْا أَنَّ واحِدًا بِمُفْرَدِهِ قَدِ اقْتَحَمَ عَلَيْهِمْ مَدِينَتَهُمُ الْحَصِينَةَ، وأَنْزَلَ بهِمْ كلَّ هذهِ النَّكَباتِ، فَكَيْفَ إِذا هَبَطُوا إِلَيْهِمْ في جُمُوعِهِمُ الَّتي لا تُحْصَى!

وَأَيْقَنَ مَلِكُ الشَّياطينِ أَنَّ «راما» و«هانومان» — بَعْدَ أَنْ تَعاونا عَلَى مُحارَبتِهِ، واجْتَمَعَ أَمْرُهُما علَى تَخْلِيصِ أَسِيرَتِهِ — سَيَبْلُغانِ ما أَراداهُ، ولَنْ يَعُوقَهُما شَيْءٌ عَنْ بُلُوغِ ما طَلَباهُ.

فَعَقَدَ مُؤْتَمَرًا مِنْ مَجْلِسِ الشُّورَى، وكِبَارِ الْقَادَةِ، وأَعْلامِ الْعَفارِيتِ وزُعَماءِ الشَّيَاطِينِ؛ لِيُعِدُّوا خُطَّة الدِّفاعِ عنِ الْمدينةِ، ويَحْمُوها شَرَّ أَعْدائِهِمُ الْمُغِيرِينَ، فَتَشَعَّبَتِ الْآراءُ، وتَفَرَّقَت الْأَهْواءُ، ورَأَى بَعْضُ رُؤَساءِ الْوُفودِ أَنْ يَبْدَأَ الْمَلِكُ بِقَتْلِ «سِيتا»؛ لأنَّها جَلَبَتْ عَلَيْهِمْ كلَّ هذهِ الْمَصائِبِ، ثُمَّ يُعِدَّ جَيْشَهُ العَظِيمَ لِيَلْقَى بهِ الْعَدُوَّ الْمُحارِبَ. واقْتَرَحَ آخَرُونَ أَنْ يُرْجِئَ (يُؤَخِّرَ) قَتْلَها حتَّى يَتِمَّ لهُ الظَّفَرُ. وأَشارَ غَيْرُهُمْ بِما يُخالِفُ ذلِكَ مِنْ وُجُوهِ النَّظَرِ.

(٣) أَمِيرُ التَّوابِعِ

وطالَ بَيْنَهُمُ الْأَخْذُ والرَّدُّ، حَتى تَجاوَزُوا الْحَدَّ. ثُمَّ وَقَف «ڨبهيشانُ» أَميرُ العفارِيتِ — وهوَ الشَّقِيقُ الأصْغَرُ لِمَلِكِ الشَّياطِينِ — فقالَ: «لَقدْ تَعِبْنا مِنَ الْإِساءَةِ إلى الْوادِعِينَ، والكَيْدِ لِلْآمِنِينَ. وقد جَرَّ عَلَيْنا حُكْمُ «رَڨانا» كَثِيرًا مِنَ الأحْداثِ والْمَصائِبِ، علَى غَيرِ طائِلٍ. والرَّأْيُ عِنْدي أَنْ نُطْلِقَ سَراحَ «سِيتا» ونُعِيدَها إلَى زَوْجِها، فَنُرِيحَ منْ قَبائِلِ «الْڨانارٍ» ونَسْتَرِيحَ، ونَحْقِنَ بَيْنَنا الدِّماءَ، ونُؤَمِّنَ بِلادَنا غاراتِ الْأَعْداءِ.»

فَغَضِبَ «رَڨانا» مِنِ اقْتِراحِ أخيهِ أَشَدَّ الْغَضَبِ، واشْتَدَّ النِّزاعُ بَيْنَهُما، فَلَمَّا ظَهَرَ لِلْأَمِيرِ «ڨبهيشانُ» إِصْرارُ أَخِيهِ، وعِنَادُهُ وتَمادِيهِ، تَرَكَهُ ثائِرًا، واجْتازَ الْبَحْرَ طائِرًا، حَتَّى بَلَغَ جَيْشَ أَعْدائِهِ، فَقصَّ عَليهِمْ ما دارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ مِنَ الْمُجَادَلَةِ، وعاهَدَهُمْ عَلَى أَنْ يُعاوِنَهُمْ فِي تَحْقِيقِ طِلْبَتِهِمُ الْعادِلَةِ.

(٤) الْقَنْطَرَةُ

وقدْ حَسِبُوهُ — أَوَّلَ الأَمْرِ — جاسُوسًا أَوْفَدَهُ الْأَعْداءُ إِلَيْهِمْ، لِيَكُونَ عَيْنًا عَليهمْ. ولكِنَّهُمْ لم يَلْبَثُوا أَنْ تَبَيَّنُوا صِدْقَه وإِخْلاصَهُ لهُمْ حِينَ أشارَ عَليهِمْ بِبِناءِ قَنْطَرَةٍ يَعْبُرُونَ عَليْها الْبَحْرَ. وكانُوا يَعُدُّونَ ذلكَ مِن الْمُسْتَحِيلاتِ؛ فقالَ لَهُمْ: «يَجِبُ أَنْ تَتَناصَرُوا عَلَى جَمْعِ ما يَسَعُكُمْ مِنْ جُذُوعِ الشَّجَرِ وَقِطَعِ الصَّخْرِ، ثمَّ تُلْقُوا بِها فِي الْبَحْرِ، وجَيْشُكُمْ مَلايِينُ مِنَ الْجُنُودِ، ولَنْ تَقِفَ عَقَبةٌ في سَبِيلِ ما يُرِيدُ.»

وقَدْ رَحَّبُوا بِهذِهِ الْفِكْرَةِ — عَلَى صُعُوبَتِها — وَراحُوا يَقْتَلِعُونَ الْجُذُوعَ وَيَكْسِرُونَ الصُّخُورَ، ويَقْذِفُونَ بِها في الْبَحْرِ، حَتَّى أَتَمُّوا الْقَنْطَرَةَ بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ.

(٥) الْمَعْرَكَةُ الْحاسِمَةُ

ثُمَّ عَبَرُوا الْجِسْرَ — في أَثْنَاءِ اللَّيْلِ — حتَّى بَلغُوا شاطِئَ الْجَزِيرَةِ آمِنِينَ؛ فَأَعَدُّوا جُموْعَهُمْ وَنَصَبُوا خِيامَهُمْ عَلَى مسافَةٍ بَعِيدةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ وَتَأَهَّبُوا لِمُناجَزَةِ أعْدائِهمْ.

ورَأى الشَّيْطانُ — وَهُوَ في ذِرْوَةِ الْبُرْجِ الْعالِي مِن قَصْرِهِ — جُمُوعَ الْعَدُوِّ تَقْتَرِبُ؛ فَامْتَلَأَ قَلْبُهُ رُعْبًا وَفَزْعًا، وَأَسْرَعَ إلى أَتْباعِهِ فأَيْقَظَهُمْ مِن نَوْمِهِمْ.

وَنُفِخَتْ أَبْواقُ الْحَرْبِ، وَتَأَهَّبَ جَيْشُ «رَڨانا» لِمُلْاقَاةِ الْمُغِيرِينَ، وَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِن الْمَدِينَةِ على رَأْسِ جَيْشِهِ الْكبِيرِ.

واشْتَبَكَ الْجَيْشانِ في الْحَرْبِ. وَكانَتْ جُنُودُ «راما» تَحْمِلُ مَعَها الْأَحْجارَ، وَجُذُوعَ الأَشْجارِ، فَتَقْذِفُ بِها أَعْداءَها؛ فَقَتَلَتْ مِنْهُمْ أُلُوفًا لا تُحْصَى، وَقَذَفَهُمُ الْعفارِيتُ والْمَرَدَةُ بِسِهامِهِمْ، فَقَتَلُوا وَجَرَحُوا مِنْهُمْ عَدَدًا كَبِيرًا.

وَكانَ «لَكْشَمانُ» قَدْ أُصِيبَ في تلكَ الْمَعْرَكَةِ بِجُرْحٍ خَطِيْرٍ، وَلكِنَّ «هانومانَ» أَسْرَعَ إلى شِفائِهِ مِنهُ بِما وَضَعهُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَعْشابِ الْحاسِمَةِ الشَّافِيَةِ؛ فكانَتْ بَلْسَمًا لِجِراحِه الْبَلِيغَةِ الدَّامِيَةِ. ولم تُشْرِقْ شَمْسُ الْيَوْمِ التَّالِي حتَّى اسْتَرَدَّ قُوَّتَهُ، وَعادَ إلَى الْمَعْرَكَةِ ثَانِيَةً إلى جانِبِ أخيهِ وَأَعْوانِهِ مِنْ رُؤَساءِ «الْڨانار».

وَدارَتْ رَحَى الْحَرْبِ الطَّاحِنَةُ أَيَّامًا وَلَيالِيَ طِوالًا. ورَجَحَتْ كِفَّةُ الشَّيَاطِينِ عَلَى أَعْدائِهِمْ — بادِئَ الأمْرِ — وَلكِنَّ بَراعَةَ النَّابِلِ الْعَظِيمِ «راما» في تَسْدِيدِ نِبالِه الْمَسْحُورَةِ إلى قَادَةِ أَعْدائِهِ ورُؤَساءِ جَيْشِهِمْ قَدْ رَجَّحَتْ كِفَّتَهُ، وَأظْهَرَتْ فَوْقَهُ (فَضْلَهُ وَرُجْحانَهُ) عَلى أعْدائهِ، فَقَدْ ظَلَّ يَنْبُلُهُمْ (يَرْمِيهِمْ بالنَّبْلِ) حتى شَتَّتَ شَمْلَهُمْ (فَرَّقَ جَمْعَهُمْ)، فَلَمْ يَبْقَ أَمامَهُمْ غَيْرُ الْفِرارِ (الْهَرَبِ) وَالاسْتِسْلام.

(٦) أَمِيرُ الزَّوابِعِ

ولَمَّا أَبْصَرَ الشَّيْطانُ «رَڨانا» بَوادِرَ الْخِذْلانِ، وَأَيْقَنَ بالْهَزِيمةِ وَالْخُسْرانِ، لَمْ يَرَ بُدًّا من أن يَرْمِيَ — عن قَوْسِهِ — آخِرَ سَهْمٍ في كِنانَتِهِ (جُعْبَةِ سِهَامِه)، ويُوقِظَ أخاهُ أَميرَ الزَّوابعِ؛ لِيَكْفُلَ لهُ النَّصْرَ عَلَى أعْدائِهِ.

وكان هذا الأميرُ الضَّخْمُ يُسَمَّى «كَمْبهَا كَرْنا»، وَيُلَقَّبُ بالْعِمْلاقِ الأَكْبَرِ، وَيُكَنَّى «أبا زَوْبَعةَ». وَهُوَ أَقْوَى شَياطِينِ عَصْرِهِ قَاطِبَةً، وأضْخَمُهُمْ جُثَّةً، وَأَطْوَلُهُمْ قامَةً، وأقْساهُمْ قَلْبًا.

وكانَ «رَڨانا» يُبْغِضُهُ وَلا يُطِيقُ أَنْ يَراهُ، فَهُوَ — إِذا مَشَى — ضاقَتْ بهِ شَوارِعُ الْمَدِينَةِ الرَّحْبَةُ، وزُلْزِلَتْ — تَحْتَ قَدَمَيْهِ — الأَرْضُ الصُّلْبَةُ. وإِذا أَكلَ لَمْ يَكْفِهِ شَيْءٌ مِنَ الطَّعامِ، وظَلَّ يَأْكُلُ بِلا انْقِطاعٍ، دُونَ أَنْ يَشْبَعَ، فَلا عَجَبَ إِذا أَرْغَمُوهُ عَلَى النَّوْمِ طَوالِ أيَّامِ السَّنَةِ، ولَمْ يَسْمَحُوا لهُ بالْيَقَظَةِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ اثْنَتَيْنِ في كُلِّ عامٍ؛ لِيتَنَسَّمَ — في خِلالِ ساعِهِما — قَلِيلًا مِنْ حُرِّيَّتِهِ، ثمَّ يَعُودُ إلى نَوْمَتِهِ.

ولَمْ يَكُنْ هذا الْيَوْمُ مَوْعِدَ إِيقاظِهِ مِنْ سُباتِه (نَوْمِه) الْعَمِيقِ، ولكِنَّ «رَڨانا» لَجَأَ إلى ذلِكَ مُضْطَرًّا لِما أَلَمَّ بهِ مِنَ الْحَرَجِ والضيِّقِ.

(٧) «أَبُو زَوْبَعةَ»

ولَمْ يَكُنْ إِيقاظُ الْمارِدِ الْهائِلِ هَيِّنًا مَيْسُورًا؛ فَقَدِ اجْتَمَعَ جُمْهُورُ العَفارتَةِ لِهذِهِ الْغايَةِ، وظَلُّوا يُصَفِّقُونَ بِأَيْدِيهِمْ، ويُدَبْدِبُونَ بأَرْجُلِهِمْ، ويَصِيحُونَ بِأَعْلَى أَصْواتِهم، ويَضْرِبُونَ دُفُوفَهُمْ، ويَنْفُخُونَ — عَلَى أُذُنَيْهِ — في أَبْواقِهمْ، دُونَ جَدْوَى، فَلَمْ يَرَوْا بُدًّا مِنَ الالْتِجاءِ إلى وَسِيلَةٍ أُخْرَى لِإيقاظِهِ مِنَ الْكَرَى (النَّوْمِ)؛ فأَحْضَرُوا طائِفَةً مِنَ الْأَفْيالِ والْجِمالِ، ثمَّ ضَرَبُوها بِعِصِيِّهِمْ وسِياطِهِمْ، فَصاحَتْ مُزَمْجِرَةً مِنَ الأَلَمِ، فَلَمْ يُوقِظْهُ صِياحُها الْعالِي، ولَمْ يُفِقْ مِنْ كَراهُ (نَوْمِهِ)، إِلَّا بَعْدَ أَنْ مَشَتْ تِلْكَ الْجِمالُ والْفِيلَةُ عَلَى جَسَدِهِ، فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ قَلِيلًا، ثُمَّ قالَ لَهُمْ في صَوْتِ مَنْ يَتَهَيَّأُ لِطَرْدِ النَّوْمِ عَنْ جَفْنَيْهِ: «لِماذا تُوقِظُوننِي قَبْلَ أَنْ يَحِينَ الْمَوْعِدُ؟»

فَقَصُّوا عَلَيْهِ — مَوجِزِينَ — سَبَبَ إِزْعاجِهِمْ إِيَّاهُ، وحَرَجَ الْمَأْزِقِ الَّذِي يَتَعَرَّضُونَ لهُ، إِذا لَمْ يَتَوَلَّ قِيَادَتَهُمْ، ويَكْفُلْ لَهُمُ النَّصْرَ عَلَى أَعْدائِهِمُ الْأَلِدَّاءِ، فَقالَ لَهُمْ: «إِنَّ أَخِي قَدْ أَخْطأَ — بِلا شَكٍّ — في إِغْضابِ «راما» واسْتِثارَةِ قَبائِلِ «الْڨانارٍ»، ولَنْ أُناصِرَهُ في هذِهِ الحَرْبِ الْخاسِرَةِ.»

(٨) سَهْمُ الْمَوْتِ

ولكِنَّهُمْ لَّجَأُوا إلى الْحِيلَةِ، وظَلُّوا يَسْتَعْطِفُونَهُ ويَضْرَعُونَ إِلَيْهِ أَنْ يُعِيَنهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِم. وأَحْضَرُوا لَهُ أَكْداسًا عَظِيمةً — مِنْ طَيِّباتِ اللَّحْمِ — وخَوابِيَ (آنِيَةً كَبيرَةً) مَمْلُوءَةً بِلَذَائِذِ الأَشْرِبَةِ الْمُخْتَلِفَةِ، حَتَّى انْتَعَشَ، وتَطَلَّقَتْ أسارِيرُهُ، وهَشَّتْ نَفْسُهُ إلَى الْقِتالِ، فَنَهَضَ لِنُصْرَةِ أَخِيهِ.

وما رَأَتْ قَبَائِلُ «الْڨانارٍ» «أبا زَوْبَعَةَ» حَتَّى هالَهُمْ ما رَأَوْهُ مِنْ ذلِكَ الْمارِدِ الضَّخْمِ، واسْتَوْلَى عَلَيْهِم الرُّعْبُ، ودَبَّ فِيهِمْ دَبِيبُ الْهَزِيمَةِ. ولكِنَّ «راما» — وهُوَ أَبْرَعُ نَبَّالٍ في عَصْرِهِ — أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِقَلْبٍ لا يَعْرِفُ الْخَوْفُ إِلَيْهِ سَبِيلًا، ورَمَى — عَن قَوْسِهِ — سَهْمًا مَسْحُورًا مِنْ تِلْكَ السِّهامِ الَّتي أَهْداها إِلَيْه النَّاسِكُ حِينَ لَقِيَهُ في غابَةِ الشَّياطِينِ، فَنَفَذَ السَّهْمُ إلى قَلْبِ الْمارِدِ الْجَبَّارِ، فَأَصْماهُ (أَهْلَكَهُ وأَرْدَاهُ)، فَهَوَى بِجُثَّتِهِ — إلى الأَرْضِ — على جُمْهُورٍ كَبيرٍ مِنَ الْعَفارِيتِ الْمُحِيطِينَ بهِ، فَسَحَقَهُمْ سَحْقًا.

وَأَيْقَنَ — حِينئِذٍ — أَبناءُ «الْڨانارٍ» أَنَّ النَّصْرَ قَدْ حالَفْهُمْ بَعْدَ مَوْتِ «أَبي زَوْبَعَةَ» ذلِكَ الْمارِدِ الْجَبَّارِ.

(٩) مَصْرَعُ «رَڨانا»

وَلَمَّا أَبْصَرَ مَلِكُ الشَّياطِينِ مَصْرَعَ أَخِيهِ الْأَكْبَرِ امْتَلَأَتْ نَفْسُهُ غَيْظًا وحِقْدًا على «راما»؛ فَأسْرَعَ إِلَيْهِ مُحاوِلًا قَتْلَهُ، كَلَّفَهُ ذلِكَ ما كَلَّفَهُ. ورآهُ «راما» مُقْبِلًا عَلَيْهِ، فَأَسْرَعَ إلى لِقائِهِ، مُسْتَهِينًا بالْمَوْتِ.

وكان كِلاهُما بارِعًا في الرِّمايَةِ، فْتَرَامَيا زَمَنًا، وأَمْطَرَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا صاحِبَهُ وابِلًا مِنَ النِّبالِ، دُونَ أَنْ يُصِيبَ مِنهُ مَقْتَلًا، حَتَّى أَحَسَّ «راما» أَنَّهُ تَعِبَ وخارَتْ قُواهُ، وكادَ الْإِعْياءُ والْجُهْدُ يُمْكِنانِ خَصْمَهُ مِنْهُ، ويُظْفِرانهِ بهِ، فَجَمعَ «راما» قُوَّتَهُ، وَرَمَى — عن قَوْسِهِ — سَهْمًا مَسْحُورًا سَدَّدَهُ إلى قَلْبِ عَدُوِّهِ، فَأَرْداهُ.

وانخَذَلَ جَيْشُ الْعَفارِيتِ — بَعْدَ مَصْرَعِ قَائِدِهِ — فَاسْتَسْلَمُوا صاغِرِينَ.

(١٠) فَرَحُ الطَّبِيعَةِ

وسادَ الْكَوْنَ — بَعْدَ مَوْتِ ذلِكَ الشِّرِّيرِ — فَرَحٌ عَظيمٌ، حتَّى خُيِّلَ لِلنَّاسِ كَأَنَّ الطَّبِيعَةِ كُلَّها قَدِ ابْتَهَجَتْ لِمَصْرَعِ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، فَغَنَّتِ الْبَلابِلُ والْكِرْوانُ عَلَى أَغْصانِها مَحْبُورَةً (مَسْرُورَةً)، وانْتَثَرَتِ الأَزْهارُ والرَّياحِينُ، فَمَلَأَتِ الشَّوارِعَ والْمَيادِينَ. وسَمِعَ «راما» أَناشِيدَ رَائِعَةَ الْمَعْنَى، بارِعَةَ اللَّحْنِ، تُمَجِّدُ صَنيِعَهُ، وتُشِيدُ بِذِكْراهُ.

(١١) على عَرْشِ «لَنْكا»

ورَأَى «راما» أَنْ يُكافِئَ صاحِبَهُ الْعِفْرِيتَ النَّبِيلَ «ڨبهيشانَ» أَمِيرُ التَّوابعِ — أَخا الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ «رَڨانا» — فَأَسْرَعَ بِتَتْوِيجهِ على مُلْكِ أَخِيهِ الْقَتِيلِ، مُكافَأَةً لهُ على ما بَذَلَهُ مِنْ صَنِيعٍ جَلِيلٍ.

(١٢) اجْتِماعُ الشَّمْلِ

وكانَتْ «سِيتا» جالِسَةً في سُرادِقِها، وَحِيدَةً على عادَتِها، ولَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ شَيْئًا مِمَّا حَدَثَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ وَقْعَ أَقْدامٍ قَرِيبَةٍ مِنْها انْزَعَجَتْ، وحَسِبَتْ «رَڨانا» قادِمًا عَلَيْها، كما عَوَّدَها كُلَّ يَوْمٍ. ولكِنَّها لم تُبْصِرْ زَوْجَها «راما» أمامَها حتَّى أَسْرَعَتْ إِلَيْهِ. وقد كادَ يُذْهِلُها السُّرُورُ الَّذِي فَاجَأَها — دُونَ أَنْ تَتَوَقَّعَهُ — فَتَحَدَّرَتْ مِنْ عَيْنَيْها دُمُوعُ الْفَرَحِ.

واجْتَمعَ الشَّمْلُ الشَّتِيتُ بَعْدَ أَنْ دَبَّ الْيَأْسُ إلى قَلْبَيْهِما. وزادَ في أَفْرَاحِهما أَنَّ هذا الْيَوْمَ — الَّذِي كُتِبَ لَهُما أَنْ يَلْتَقِيا فِيهِ — قد أَعْقَبَ آخِرَ يَوْمٍ يَنْتهِي بهِ الْعامُ الرَّابِعَ عَشَرَ. وقَدِ افْتُتِحَتْ بهِ السَّنَةُ الْخَامِسةَ عَشْرَةَ، أَعْنِي أَنَّهُ كانَ الْيَوْمَ الْمُقَرَّرَ لِعَوْدَةِ الْمَنْفِيِّينَ إلى مَدِينَةِ «أَيُدْيا» حاضِرَةِ وَطَنِها الْمَحْبُوبِ.

(١٣) أَفْراحُ الْوَطَنِ

وَلَمَّا عَرَفَ «هانومانُ» أنَّ مُدَّةَ النَّفْيِ قَدِ انْتَهَتْ، أَصَرَّ عَلَى الإِسْراعِ إلى «أيُدْيا»؛ لِيُخْبِرَ الأميرَ «بَهاراتَ» أَنَّ أَخاهُ «راما» وصاحِبَتَهُ «سِيتا» عائِدانِ إلى مَدِينَتهِما.

ورَكِبَ «هانومانُ» عِفْرِيتًا مِنْ عَفارِيتِ «لَنْكا»، فَحَملهُ إلى «أيُدْيا»، فَبَلَغَها بَعْدَ وَقْتٍ قَليلٍ.

أمَّا «ڨبهيشانُ» فَقدْ أَسْرَعَ — بَعْدَ أنِ اسْتَتَبَّ لهُ الأمْرُ — فأَحْضَرَ مَرْكَبَةً عَجِيبَةً لِيَمْتَطِيَها الْأُمَراءُ، وهيَ مُكَلَّلَةٌ بالْأَزْهارِ، تَجُرُّها بَجَعاتٌ ظَرِيفاتٌ، فامْتَطاها الْأُمَراءُ، بَعْدَ أَن وَدَّعُوا صاحِبَهُمْ «ڨبهيشانَ» وأَوْصَوْهُ بِإِقامَةِ الْعَدْلِ بَيْنَ عَفَارِيتِ الْمَدِينَةِ.

وقَدْ ساسَهُمْ بِحِكْمَةٍ، بَعْدَ أَنْ قَضَى على شَياطِينِهِمْ وزَوابِعِهِمْ، وقَطَعَ دابِرَهُمْ، وكَفَّ شَرَّهم وأذاهُم عَنِ النَّاسِ.

(١٤) الْعَوْدَةُ

وطارَتِ الْبَجَعاتُ فِي الْهَواءِ، حَتَّى بَلَغَتْ — بَعْدَ ساعاتٍ قَلائِلَ — مَدِينَةِ «أيُدْيا» حَيْثُ أَبْصَرَ الْأُمَراءُ سُكَّانَها يَمْرَحُونَ مُبْتَهِجِينَ بِقُرْبِ عَوْدَةِ مَلِيكِهِمُ الْمَحْبُوبِ.

وَابْتَهَجَ «بَهاراتَ» بِمَقْدَمِ أَخِيهِ الْحَبِيبِ إلَى نَفْسِهِ، وتَوَّجَهُ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ، الْمُشْتاقِ إلَى لِقائِهِ. وَأَصْبَحَ «راما» و«سِيتا» — مُنْذُ ذلِكَ الْيَوْمِ — مَلِكَيْنِ. وَقَدْ أَبَلَغَهما الصَّبْرُ ما أراداهُ، وَحَقَّقَ لَهُما الْوَفاءُ ما تَمَنَّياهُ. وَلَمْ يَبْقَ هُناكَ حاقِدٌ عَلَيْهِما، ولا حاسِدٌ لَهُما؛ فَقَدْ ماتَتْ «مَنْتارا» الْعَجُوزُ الْماكِرَةُ — مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ — وَنَدِمَتِ الْمَلِكَةُ «كَيْكِي» عَلَى فَعْلَتِها الشَّنْعاءِ نَدَمًا شَدِيدًا. وَأَقْبَلَتْ على «راما» تَسْتَغْفِرُهُ، وَتَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ أَنْ يَتَجاوَزَ عَنْ إِساءَتِها، وَيَصْفَحَ عَنْ زَلَّتِها، فَأَجابَها إلَى طِلْبَتِها، ونَسِيَ كلَّ ما أَسْلَفَتْهُ إِلَيْهِ من كَيْدٍ وإِيذاءٍ، وَشَرٍّ وَبَلاءٍ.

(١٥) هَدايا مَلَكِيَّةُ

أَمَّا «لَكْشَمانُ» فَقَدْ مَنَحَهُ أَخُوهُ أَعْلَى أَوْسِمَةِ الدَّوْلَةِ، وَأَسْمَى أَلْقابِ الْإِمارَةِ. وَلَمْ يَنْسَ لَهُ صَبْرَهُ ونَبالَتَهُ، وهِمَّتَهُ وشَجاعَتَهُ، كما لَمْ يَنْسَ ما أسْداهُ إِلَيْهِ صَفِيُّهُ الْحَمِيمُ، الْقَائِدُ الْكَبِيرُ «هانومانُ»؛ فَغَمَرَهُ بِنَفائِسِ الْهَدايا، تَقْدِيرًا لَهُ ولِمَلِيكهِ «سُجْرِيڨا».

وَقَدْ سُرَّ «هانومانُ» الشُّجاعُ مِنْ هَدايا صاحِبِهِ؛ لا لِأَنَّها تَحْوِي أَنْفَسَ الْحُلِي، وأَثْمَنَ اللَّآلِئِ، وأرْوَعَ الْكُنُوزِ فَحَسْبُ، ولكِنْ لِما تَحْمِلُهُ — على ذلِكَ — فِي طَيَّاتِها مِنْ مَعانِي الْمَحَبَّةِ وَالْوِدادِ، والشُّكْرِ على ما أَدَّاهُ منْ جَمِيلٍ، وصَنِيعٍ نَبِيلٍ.

(١٦) خَاتِمَةُ الْقِصَّةِ

وَهكَذَا خُتِمَ عَهْدُ النَّفْيِ والشَّقاءِ، ووَلَّى زَمَنُ التَّشْرِيدِ والْعَناءِ، وانْقَضَتْ أَعْوامُ الْكَرْبِ والْبَلاءِ، وحَلَّتْ بَعْدَهَا سَنَوَاتُ الْبَهْجَةِ وَأَيَّامُ الصَّفَاءِ. وَدَامَ حُكْمُ هَذَيْنِ الْمَلِكَيْنِ زَمَنًا طَوِيْلًا، يَسودُهُ الْأَمْنُ وَالرَّخَاءُ، وَتُرَفْرِفُ عَلَيْهِ رَايَاتُ السَّعَادَةِ وَأَعْلَامُ الهَناءِ. وقَدْ غَمَرَ الْإِخْلاصُ أَهْلَ مَمْلَكَةِ «كُوسالا» فِي عَهْدِ هذا الْملِكِ الرَّشِيدِ، وَأَلَّفَ بَيْنَهُمُ الْحُبُّ فِي زَمَنِهِ السَّعِيدِ؛ فَأَصْبَحَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ يُحِبُّ لِغَيْرِهِ مِثْلَ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَيُؤَسِّيهِ (يُصَبِّرُهُ وَيُعَزِّيهِ) فِي ضَرَّائِهُ وَبُؤْسِهِ، وَيَفْرَحُ لهُ فِي سَرَّائِهِ وَأُنْسِهِ.

ولَمْ يَقْتَصِرِ السُّرُورُ عَلَى عالَمِ الْأَناسِيّ وَحْدَهُ، بَلِ انْتَقَلَ إلى عالَمِ الْمَلائِكَةِ بَعْدَهُ، كما شَمَلَ طَوائِفَ الْجِنِّ وزُمَرَ الْعَفارِيتِ والتَّوابِعِ، الَّذِينَ اسْتَراحُوا مِنْ كَيْدِ زُعَمائِهِمْ مِنَ الْمَرَدَةِ والْأَبالِسَةِ والزَّوابِعِ.

وَغَمَرَ الْفَرَحُ جَمِيعَ الْكائِناتِ، وفاضَ الْأُنْسُ عَلَى كلِّ الْمَخْلُوقاتِ، لانْقِضاءِ عَهْدِ الشُّرُورِ والآثامِ، وحُلُولِ عَهْدِ الْأُلْفَةِ والْوِئامِ، بَعْدَ أَنْ قُوِّضَتْ دَعائِمُ الطُّغاةِ والْمُسْتَبِدِّينَ، ودالَتْ دَوْلَةُ الْعُتاةِ والظَّالِمِينَ.

وَلَمْ تَنْسَ بِلادُ الْهِنْدِ عَهْدَ ذلِكَ الْمَلِكِ الرَّشِيدِ، وَحُكْمَهُ السَّعِيدَ، وَكيْفَ لَقِيَ — في حَياتِهِ الأُولَى — أَفانِينَ مِنْ ضُرُوبِ الْحُزْنِ وَأَلْوانِ الشَّقاءِ، ثُمَّ جُوزِيَ — عَلى وَفائِهِ وصَبْرِهِ — أَحْسَنَ الْجَزاءِ، وَظَفِرَ بالرَّاحَةِ بَعْدَ التَّعبِ والْعَناءِ، وبالطُّمَأْنِينَةِ بَعْدَ الْفَزَعِ والشَّقاءِ.

•••

وَما زالُوا يَتَنَاقَلُونَ هذِهِ الْقِصَّةَ واحِدًا عَنْ واحِدٍ، ووَلَدًا بَعْدَ والِدٍ، حَتَّى انْتَقَلَتْ مِن الزَّمَنِ الْغابِرِ، إِلَى الزَّمَنِ الْحاضِرِ، فَنَقَلْتُها إِلَيْكَ، وقَصَصْتُها عَلَيْكَ؛ لِما تَحْوِيهِ مِنْ عِبْرَةٍ جَلِيلَةٍ، وحِكْمَةٍ أَصِيلَةٍ، وخَيالٍ رائِعٍ، وَإِرْشادٍ بارِعٍ، وتَنْبِيهٍ وتَذْكِرَةٍ، ومَوْعِظَةٍ وتَبْصِرَةٍ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤