المقدمة

أيها القارئ المنحني على صفحات هذا الكتاب تُقَلِّبها واحدة فواحدة، إن كنْتَ ظمآنَ الروح لِتَصَفُّحه، متعطشًا لقراءة محتوياته، فلا تُأَمِّلْ أن تَجِدَ في تضاعيفه قطرة واحدة تنفع غلتك وتطفئ ما بين جنبيك من حرارة الظمأ، وإنَّ طموحك لتحقيق مثل ذلك الأمل يسلب ما في نفسك من الراحة والسكون؛ لأن هذا الغدير الذي يُصَوِّرُه لك وهْم الظمأ نبْعًا فَيَّاضًا مترعًا بالبهجة والإشراق، إن هو إلَّا منظر سراب خادع كَوَّنَتْه أشياء ثلاث هي: الصحراء، فالحرارة، ثم النور، فهل يليق بك أن تحفل بأمر هذه مكوناته؟

قدرية حسين

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤