منطق الاستدلالات المباشرة
أولًا: الاستدلالات المباشرة
ثانيًا: التقابل بين القضايا
- (١) التناقض Contradiction.
- (٢) التضاد Contrariety.
- (٣) التداخل Subalternation.
- (٤) الدخول تحت التضاد Subcontrariety.
قبل بيان هذه الأحكام، نريد أن نعرف أولًا ماهي القضايا المتقابلة. تقابل التناقض يكون بين ك م، ج س، أو بين ج م، ك س، ومن ثم فالقضيتان المتناقضتان هما المختلفتان في الكم والكيف معًا، مثال: «كل إنسان فانٍ» «ليس بعض الناس فانين» قضيتان متناقضتان.
(١) أحكام التقابل بين القضايا
-
(١)
حكم التناقض: القضيتان المتناقضتان لا تصدقان معًا، ولا تكذبان معًا، أي إذا صدقت إحداهما كذبت الأخرى، وإذا كذبت إحداهما صدقت الأخرى، فإذا افترضنا أن «كل إنسان فانٍ» صادقة لزم أن تكون «كل إنسان خالد» لزم أن تكون «بعض الناس ليسوا خالدين» صادقة.
-
(٢)
حكم التضاد: القضيتان المتضادتان لا تصدقان معًا، لكن قد تكذبان معًا، أي إذا صدقت إحداهما، لزم أن تكذب الأخرى، لكن إذا كذبت إحداهما، فإن القضية المقابلة لها قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة، ونسميها غير معروفة.
-
(٣)
حكم التداخل:
للتداخل ثلاث قواعد:- (أ)
إذا صدقت القضية الكلية، صدقت القضية الجزئية المتداخلة معها.
- (ب)
إذا كذبت القضية الجزئية، كذبت الكلية المتداخلة معها.
- (جـ)
العكس غير صحيح: أي إذا كذبت الكلية أو إذا صدقت الجزئية فإن القضية المتداخلة معهما غير معروفة؛ أي قد تصدق أو تكذب؛ إذا صدقت «كل إنسان فانٍ» صدقت «بعض الناس فانون»، لكن إذا كانت «كل الناس يمشون على أربع» كاذبة فإن «بعض الناس يمشون على أربع» غير معروفة. وإذا كانت «بعض الناس خالدون» كاذبة، كذب بالتالي «كل الناس خالدون». لكن إذا كانت «بعض الناس متعلمون» صادقة فإن «كل الناس متعلمون» غير معروفة. (يمكن للطالب أن يطبق أحكام التداخل في القضية السالبة بنفسه لكي يتأكد من فهم القاعدة).
- (أ)
-
(٤)
حكم الدخول تحت التضاد: القضيتان الداخلتان تحت التضاد لا تكذبان معًا، لكن قد تصدقان معًا، ومعنى ذلك أنه إذا كذبت إحداهما، لزم أن تكون الأخرى صادقة، لكن إذا صدقت إحداهما، فالثانية غير معروفة، أي قد تصدق وقد تكاد، فإذا قلنا: إن «بعض الناس علماء» صادقة، فإن «ليس الناس علماء» (ج س) غير معروفة.
ثالثًا: الاستدلالات المباشرة بالعكس والنقض
(١) العكس المستوي Conversion
شروط العكس المستوي
- (١)
أن يتحدا في الكيف، أي يكون كيف القضية المعكوسة هو نفس كيف القضية الأصلية.
- (٢)
ألا يُستغرق حدٌّ في المعكوسة ما لم يكن من قبل مستغرقًا في الأصل.
- (أ)
الكلية الموجبة تُعكس إلى جزئية موجبة.
- (ب)
الكلية السالبة تُعكس إلى كلية سالبة.
- (جـ)
الجزئية الموجبة تعكس إلى جزئية موجبة.
- (د)
الجزئية السالبة لا عكس لها.
فإذا قلنا مثلًا: إن «كل إنسان قادر على التعلم» وافترضنا أنها صادقة فإن عكسها هو «بعض القادرين على التعلم آدميون»، هنا غيَّرنا مواضع الموضوع والمحمول في القضيتين الأصل والمعكوسة، كذلك نجد أن الجزئية الموجبة لا تستغرق حديها، ومن ثم فلا يوجد حد مستغرق فيها، وليس مستغرقًا في الأصل.
وإذا قلنا: «لا إنسان خالد» وافترضنا صدقها، فإن عكسها هو «لا خالد إنسان»، هنا غيرنا موضع الموضوع والمحمول، كما نجد أن حدي القضية المعكوسة مستغرقان؛ لأن القضية كلية سالبة، وهذان الحدان مستغرقان في الأصل لأنهما حدَّا قضية كلية سالبة أيضًا.
يمكنك أيها الطالب أن تختبر نفسك في حالة القضية الموجبة الجزئية وتعكسها وتطبق الشروط السابقة.
(٢) نقض المحمول Obversion
نجد إذن أن الكلية الموجبة تصير كلية سالبة: «كل إنسان فانٍ» قضية ك م، وأن «لا إنسان هو لا فانٍ» قضية ك س (لاحظ أننا اعتبرنا «لا فانٍ» حدًّا واحدًا وموجبًا لا سالبًا).
نجد أيضًا أن الجزئية الموجبة تصير جزئية سالبة: «بعض الطلاب أذكياء» حين نجري عليها عملية نقيض المحمول تصبح: «ليس بعض الطلبة لا أذكياء». نجد ثالثًا أن الكلية السالبة ينقض محمولها فتصبح كلية موجبة، مثال: «لا كاذب موضع ثقة» تصبح: «كل كاذب هو لا موضع ثقه»، نجد أخيرًا أن الجزئية السالبة تصبح جزئية موجبة.
- (١)
الكلية الموجبة تصبح كلية سالبة.
- (٢)
الكلية السالبة تصبح كلية موجبة.
- (٣)
الجزئية الموجبة تصبح جزئية سالبة.
- (٤)
الجزئية السالبة تصبح جزئية موجبة.
(٣) نقض العكس المستوي: Obverted Conversion
وهو طريقة من طرق الاستدلال المباشر ننتقل فيه من قضية إلى قضية أخرى بحيث يكون موضوع القضية الجديدة (نقيض العكس) هو نفس المحمول في القضية الأصلية، مع بقاء الصدق والكذب. فلو كان لدينا القضية:
أمثلة:
(١) الكلية الموجبة:
(٢) الكلية السالبة
مثال آخر:
(٣) الجزئية الموجبة
مثال آخر:
(٤) عكس النقيض المخالف: Partial Contraposition
هو استنتاج قضية من قضية أخرى بحيث يكون موضوع القضية المنتجة نقيض محمول الأولى، ومحمولها موضوع الأولى، على أن يُحتفظ بالصدق ولا يحتفظ بالكيف.
- (١)
أن تنقض محمول القضية الأصلية.
- (٢)
أن تعكس بعد ذلك نقض المحمول عكسًا مستويًا فينتج عن ذلك أن:
عكس النقيض المخالف للكلية الموجبة هو كلية سالبة.
وللكلية السالبة هو الجزئية الموجبة.
وللجزئية السالبة هو الجزئية الموجبة.
ولا عكس نقيض مخالف للجزئية الموجبة؛ لأن نقيض محمولها الجزئية السالبة والجزئية السالبة لا تعكس.
أمثلة:
الكلية الموجبة:
أمثلة:
الكلية السالبة:
أمثلة:
الجزئية السالبة:
وقد اكتشف عالم المنطق الإنجليزي «وليم هاملتون» عملية عكس النقيض المخالف للجزئية السالبة — ولم يقبل لاشيليه ذلك — بل اعتبرها عملية لفظية.
كل أ ب.
لا شيء من ب أ.
لا شيء من أ ب.
لا شيء من ب أ.
(٥) عكس النقيض الموافق Obverted Contraposition
عكس النقيض الموافق — هو خطوة أوسع من عكس النقيض المخالف — إذ إننا بعد أن ننتهي من عملية النقيض المخالف، نقوم بنقض المحمول مرة أخرى، وعلى هذا تكون عملية النقيض الموافق هي أن تنتقل من قضية إلى أخرى. بحيث يكون موضوع الثانية نقيض محمول الأولى، ومحمولها نقيض موضوع الأولى — على أن تحتفظ بالصدق والكيف، أو بمعنى أدق أن تستدل من قضية صادقة صدق قضية أخرى، موضوعها نقيض محمول القضية الأصلية، ومحمولها نقيض موضوع القضية الأصلية.
أمثلة:
الكلية الموجبة:
الكلية السالبة:
الجزئية السالبة:
ولتفسير هذا القول:
أن الكلية الموجبة في العكس المستوى تنعكس عكسًا بسيطًا إلى الجزئية الموجبة.
والكلية السالبة في عكس النقيض الموافق تنعكس إلى جزئية سالبة.
والجزئية الموجبة في العكس المستوي تنعكس إلى الجزئية الموجبة.
والجزئية السالبة عكس نقيض الموافق تنعكس إلى الجزئية السالبة.
والكلية الموجبة في عكس النقيض الموافق تنعكس إلى كلية موجبة.
والكلية السالبة في العكس المستوي تنعكس إلى الكلية السالبة.
والجزئية الموجبة في عكس النقيض الموافق لا تنعكس.