الأنشودة الثانية عشرة١

وصل الشاعران إلى مكان وعر لكي يهبطا منه إلى الحلقة السابعة، ووجدا المينوطاوروس عند مدخله يعترض سبيلهما، فأثار فرجيليو غضبه، وبذلك أبعده لحظة عن الطريق، وهبط الشاعران فوق حطام الصخور إلى الحلقة السابعة، وذكر فرجيليو سابق هبوطه إلى هذا المكان، عندما لم تكن صخوره على ذلك النحو. وظهر أمامهما نهر تغلي في الدماء، ويُعذَّب فيه مرتكبو خطيئة العنف. ورأى دانتي سيلًا من القناطس مسلحًا بالسهام، وصاح أحدهم يستوقف الشاعرين مهدِّدًا إياهما بإطلاق سهمه، فقال فرجيليو إنهما سيتحدثان إلى كيرون كبير القناطس، وكانت هذه تدور حول نهر الدماء بالألوف، وتضرب بسهامها مَن يعلو مِن المعذبين خارج الدم أكثر مما تستحقه خطيئته. لاحظ كيرون أثر خطوات دانتي على الصخور وتحركها عند سيره، ولفت رفاقه إلى هذه الظاهرة، فأوضح له فرجيليو أن دانتي إنسان حي، وأنه يأتي هنا للضرورة لا للمتعة، وأنه ليس لصًّا آثمًا. أمر كيرون القنطروس نيسوس أن يكون دليلَهما في عبور نهر الدماء. ورأى دانتي الطغاة الذين غرقوا في الدم حتى عيونهم، وشهد القتلة الذين غطسوا حتى حناجرهم، وبالتدريج ظهر من نهر الدم بعض المعذبين، حتى صدورهم، لخفة آثامهم. وعبَر نيسوس بالشاعرين نهر الدم في أقل مواضعه عمقًا، ثم عاد من حيث أتى إلى رفاقه من القناطس.

(١) كان ألبيًّا٢ المكانُ الذي أتينا إليه، لنهبط من الشاطئ،٣ ومَن كان هناك أيضًا جعله على صورة يرتد عنها كل طرف.٤
(٤) ومثل ذلك الحُطام من الصخر الذي ارتطم بجانب الأديج، من ناحية ترنتو،٥ سواء بفعل زلزال أم لهبوط باطن الأرض،٦
(٧) وعندما تحرَّك الحُطام من قمة الجبل إلى السهل، تهشَّم الصخر حتى يشق بعضَ الطريق،٧ لمن كان في أعلى؛٨
(١٠) هكذا كان الهبوط في ذلك المنحدر الوعر، وعلى حافة الصخر المُحطَّم،٩ استلقى عارُ كريت،١٠
(١٣) الذي حملته البقرة الزائفة في بطنها،١١ ولما رآنا عض نفسه كمن يقهره الغضب في أعماقه،١٢
(١٦) وصاح دليلي الحكيم في وجهه:١٣ «ربما تظن هنا دوق أثينا،١٤ الذي أذاقك الموتَ فوقُ، في الدنيا.
(١٩) امضِ أيها الوحش، فإن هذا لا يأتي بتدبير من أختك،١٥ ولكنه يمضي ليشهد عقابكم.»
(٢٢) ومثل ذلك الثور الذي يحطم قيده، في اللحظة التي يتلقى فيها الضربةَ القاتلة، فلا يقوى على المسير، بل يقفز هنا وهناك؛١٦
(٢٥) رأيت المينوطاوروس هكذا يفعل،١٧ وصاح ذلك المتيقظ قائلًا:١٨ «فلتُسارِع إلى المعبر؛ إذ يحسن أن تهبط وهو في سَورة الغضب.»١٩
(٢٨) هكذا هبطنا فوق حطام تلك الصخور، التي تحركت كثيرًا تحت قدميَّ، لِما تنوء من حِمل جديد.٢٠
(٣١) سرتُ متأملًا، فقال لي: «ربما تفكر في هذا الحُطام يحرسه ذلك الغضب الوحشي، الذي أخمدتُ الآن سَورته.
(٣٤) والآن أريد أن تعلم أنني عندما نزلت في المرة السابقة هنا في الجحيم السُّفلَى،٢١ لم تكن هذه الصخرة قد سقطتْ بعدُ،
(٣٧) ولكن — إذا أحسنتُ التذكُّر — فمن المؤكد أنه قُبيل أن يأتي ذاك٢٢ الذي انتزع من ديس٢٣ الفريسة الكبرى٢٤ في الحلقة العليا،٢٥
(٤٠) اهتز الوادي العميق الكريه بعنفٍ في كل أرجائه،٢٦ حتى ظننتُ أن العالم قد أحس الحب،٢٧ وهناك من يعتقد أن الدنيا
(٤٣) كثيرًا ما انقلبت به إلى الفوضى والاضطراب،٢٨ وفي تلك اللحظة سقطتْ على هذا النحو تلك الصخرة القديمة هنا، وفي غير هذا المكان.٢٩
(٤٦) ولكن ثبِّت عينيك في الوادي؛ فها يقترب نهر الدم،٣٠ الذي يُغلَى فيه كل من يضر الآخرين بالعنف.
(٤٩) يا للجشع الأعمى،٣١ ويا للغضب المجنون، الذي يهزنا هكذا في الحياة القصيرة،٣٢ ثم يقذف بنا في الحياة الأبدية على هذا النحو المرير!
(٥٢) رأيتُ هوةً واسعة منحنية على شكل قوس،٣٣ كتلك التي تحتضن كل السهل، طبقًا لما قاله رفيقي.٣٤
(٥٥) وبينها وبين سفح الشاطئ٣٥ جرى سيلٌ من القناطس صفًّا٣٦ واحدًا، وقد تسلحتْ بسهام، كما اعتادت في الدنيا أن تخرج إلى الصيد.٣٧
(٥٨) وقفتْ جميعًا حينما رأتنا نهبط، وانفصل ثلاثةٌ من حشدها،٣٨ بأقواسٍ وأسهمٍ مختارةٍ من قبل،
(٦١) وصاح واحدٌ منها عن بُعد: «إلى أي عذاب تأتيان أيها الهابطان على الشاطئ؟ تكلما حيث أنتما،٣٩ وإلا شددتُ القوس.»٤٠
(٦٤) قال أستاذي: «سنوجِّه الجواب إلى كيرون٤١ هناك عن كثب؛ فلقد أضرَّت بك دائمًا رغبتك المتعجِّلة هكذا.»
(٦٧) ثم ربَّت عليَّ وقال:٤٢ «هو ذا نيسُّوس،٤٣ الذي مات من أجل ديانيرا الجميلة، وجعل من نفسه أداة الانتقام لنفسه.
(٧٠) وذاك، في الوسط، الذي يتطلع إلى صدره،٤٤ هو كيرون الكبير، الذي ربَّى أخيل،٤٥ وذاك الآخر هو فولوس،٤٦ الذي أُفعمَ هكذا بالغضب.٤٧
(٧٣) إنها تسير ألفًا ألفًا٤٨ حول بحيرة الدماء، وترمي بسهامها كل نفس تبرز من الدم، فوق ما تقتضيه خطيئتها.»٤٩
(٧٦) واقتربنا من تلك الوحوش المتحفزة، فتناول كيرون سهمًا، أزاح بمؤخرته لحيته وراء فكَّيه.٥٠
(٧٩) ولما كشف عن فمه الواسع، قال لرفاقه: «هل انتبهتم إلى أن مَن بالخلف،٥١ يحرك كل ما يمسُّه؟٥٢
(٨٢) وما اعتادت أقدام الموتى أن تفعل ذلك.» فأجاب دليلي الطيب، الذي كان قد بلغ مستوى صدره،٥٣ حيث تلتقي الطبيعتان:٥٤
(٨٥) «حقًّا إنه حيٌّ ووحيدٌ هكذا،٥٥ ويجب عليَّ أن أُريه الوادي المظلم؛ فالضرورة تحدوه إليه لا المتعة.
(٨٨) لقد انقطعتْ عن نشيدها العلوي مَن عهدتْ٥٦ إليَّ بهذا العمل الجديد،٥٧ إنه ليس لصًّا، ولستُ أنا بالنفس السارقة.
(٩١) ولكن باسم ذلك المقام السامي الذي أُحرِّك من أجله خطواتي في طريقٍ موحشٍ كهذا، أعطنا من أتباعك واحدًا قريبًا منا؛
(٩٤) كي يُرينا أين مكان العبور، ويحمل هذا الإنسانَ على ظهره، فإنه ليس روحًا يذهب في الهواء.»٥٨
(٩٧) فاتجه كيرون صوب اليمين وقال لنيسوس: «ارجع وكن لهما خير دليل، وإذا اعترضكم حشد آخر٥٩ فأبعِده.»
(١٠٠) الآن مضينا إلى الأمام مع الدليل الأمين، على شاطئ الغليان القاني،٦٠ حيث أطلق مَن يُغلَون فيه صرخاتٍ عالية.
(١٠٣) ورأيت قومًا غاطسين٦١ حتى الرموش،٦٢ وقال القنطروس الكبير: «أولئك هم الطغاة الذين أراقوا الدماء، وأعملوا السلبَ والنهب.٦٣
(١٠٦) إنهم يبكون هنا ما اقترفوه من جرائم دون رحمة، هنا الإسكندر،٦٤ وديونيسيوس الوحشي،٦٥ الذي أذاق صقلية سنواتٍ من العذاب الأليم.
fig7
القناطس. (أنشودة ١٢: ٥٢ …)
(١٠٩) وذاك الجبين ذو الشعر الحالك السواد هو أتزولينو،٦٦ وذلك الآخر الذي هو أشقر، هو أوبيتزو دا إستي،٦٧ الذي قتله في الحقيقة
(١١٢) هناك على الدنيا الابنُ الأثيم.»٦٨ حينئذٍ اتجهتُ إلى الشاعر، فقال: «ليكن هذا الآن دليلك الأول، وأنا الثاني.»٦٩
(١١٥) وبعد هذا بقليل، وقف القنطروس على قوم، بدا أنهم خرجوا حتى حناجرهم، من جدول ذلك الحميم الآني.٧٠
(١١٨) وأرانا شبحًا منعزلًا إلى جانبٍ٧١ وهو يقول: «لقد طعن هذا الشبح،٧٢ في معبد لله، قلبًا لا يزال ممجَّدًا على التاميز.»٧٣
(١٢١) ثم رأيتُ قومًا أخرجوا من النهر الرأسَ، وكذلك الصدر كله،٧٤ وعرفتُ من بينهم كثيرين.٧٥
(١٢٤) وهكذا انخفض ذلك الدم رويدًا رويدًا، حتى لم يعد يغطي سوى الأقدام، وهناك عبرنا ذلك المستنقع.
(١٢٧) وقال القنطروس: «وكما ترى هذا الجانب من جدول الحميم الآني يأخذ دائمًا في النقصان،٧٦ أريد أن أتعلم
(١٣٠) أن الجانب الآخر يهبط قاعه شيئًا فشيئًا،٧٧ حتى يبلغ موضعًا من الحتم أن يبكي فيه الطغيان.
(١٣٣) هناك تُعذِّب العدالةُ الإلهية أتيلَّا، ذاك٧٨ الذي كان نقمةً في الأرض، وتعذِّب بيروس،٧٩ وسكستوس،٨٠ وتستدرُّ إلى الأبد
(١٣٦) دموعًا تُسيلها شدة الغليان،٨١ من أعين٨٢ رينير دا كورنيتو،٨٣ ورينير باتزو،٨٤ اللذين أثارا حربًا مريرة في مجاهل الطرق.»
(١٣٩) ثم استدار إلى الوراء، واستأنف اجتياز المستنقع.
١  هذه أنشودة من ارتكبوا العنف ضد الناس، وتُسمَّى أنشودة القناطس.
٢  أي: كان المكان وعرًا مثل جبال الألب.
٣  يعني الحاجز بين الحلقتين السادسة والسابعة.
٤  يقصد المينوطاوروس حارس الحلقة السابعة.
٥  اختلف الباحثون في تحديد هذا المكان الذي يقصده دانتي، وربما كان منحدرًا جبليًّا يُسمَّى سالفيني دي ماركو (Salvini di Marco) على شاطئ الأديج (Adige) الأيسر، وبالقرب من روفيريتو بين فيرونا وترنتو في شمالي إيطاليا. وهكذا يذكر دانتي بعض المناطق التي تردد عليها في إيطاليا، ويستعين بها في تصوير الجحيم.
٦  اختل أساس الجبل لحركة القشرة الأرضية أو لتسرب مياه النهر إلى باطن الأرض.
٧  أي: تفسح طريقًا ما، ومع أنه كان مليئًا بالصخور فإنه طريق على كل حال.
٨  يعني في أعلى الجبل.
٩  كان بهذه الصخرة وبقرب حافتها فجوة في ذلك الشاطئ المرتفع.
١٠  تقول الميتولوجيا القديمة إن باسيفي (Pasiphae) زوجة مينوس (Minos) ملك كريت عشقت ثورًا، فأنجبت منه المينوطاوروس (Minotaurus)، وهو نصف إنسان ونصف ثور، وجمع بين صفات الإنسان والحيوان. وعندما انتصر مينوس على الأثينيين فرض عليهم أن يرسلوا كل عام سبعة شُبان وسبع فتيات لكي يفترسهم ذلك الوحش. وكانت هذه الضريبة هي العار الذي جلبته كريت على أثينا. وأخيرًا قتل تيزيوس، دوق أثينا، ذلك الوحش بمساعدة أريادني ابنة مينوس وباسيفي، وأخت المينوطاوروس:
Virg., Æn., VI, 26.
١١  كانت باسيفي قد اختبأت داخل بقرة من الخشب عند اجتماعها بعشيقها الثور:
Virg., Ec., VI, 46; Æn., VI, 25, 447.
١٢  هذه صورة من يغلبه الغضب فيعض نفسه.
١٣  هكذا يدفع فرجيليو الأخطار عن دانتي.
١٤  دوق أثينا هو تيزيوس (Theseus)، الذي قتل الوحش وخلص أثينا من العار:
Virg., Æn., 122, 393, 618.
ويوجَد تمثال لأريانا، ويرجع إلى القرن ٣ق.م.، وهو في متحف الفاتيكان. كما يوجَد تمثال لتيزيوس وهو يقتل المينوطاوروس، وهو في قصر ألباني في روما.
وقد وضع لولي (١٦٣٢–١٦٨٧) ألحان أوبرا تيزيوس، وسُجلت مقتطفات منها، وكذلك وضع هيندل (١٦٨٥–١٧٥٩) ألحان أوبرا عنها، وهي غير مسجلة:
Lully, J.B.: Thésée, opéra, Paris, 1675 (ex. Télefunken).
Handel, G.F.: Teseo, opera, London, 1713.
١٥  أخت الوحش هي أريادني (Ariadne) التي أحبها تيزيوس، وبإرشادها وصل إلى مكان الوحش وقتله. ونحسُّ في قول فرجيليو روح التهكم والسخرية. وأورد أوفيديوس هذه الأسطورة:
Ov., Met., VIII, 150–161, 166 …
وكذلك يوجَد رسم لتيزيوس بعد قتله للمينوطاوروس، ومن حوله بعض النساء والرجال والأطفال وقد بدت عليهم علائم الشكر والبهجة، وأصله من رسوم مدينة بومبي المندرسة، وهو في المتحف الوطني في نابلي.
وقد وضع مونتفردي (١٥٧٦–١٦٤٣)، وهيندل (١٦٨٥–١٧٥٩)، وماسينيه (١٨٤٢–١٩١٢)، وريتشارد شتراوس (١٨٦٤–١٩٤٩) ألحان أوبرات عن أريانا:
Monteverdi, Claudio: Lamento d’Arianna, Montova, 1608 (Discophiles Français).
Handel, G.F. Arianna, opera, London, 1733.
Massenet, J.: Arianne opéra, Paris 1906.
Strauss, R.: Ariadne auf Naxos, opera, Stütgart, 1912 (Ang).
١٦  هكذا يلاحظ دانتي حركات الثور ويستخدمها في الكوميديا. ويشبه هذا قول فرجيليو:
Virg., Æn., II, 223.
١٧  فعل المينوطاوروس ذلك لأن ذكرى القتل الذي أصابه أثار غضبه.
ويوجَد تمثال للمينوطاوروس بجسد رجل ورأس ثور، وهو في متحف الفاتيكان.
١٨  أي: فرجيليو.
١٩  يدعو فرجيليو دانتي إلى أن ينتهز فرصة غضب المينوطاوروس فيسارع إلى الهبوط.
٢٠  الحِمل الجديد يعني أن هذه الصخور لم تعتد أن يسير عليها الأحياء كدانتي.
٢١  يشير فرجيليو إلى هبوطه السابق:
Inf., IX, 22–27.
٢٢  أي: المسيح.
٢٣  ديس هنا يعني الشيطان (لوتشيفيرو).
٢٤  أي: سبق أن أنقذ بعض الشخصيات.
٢٥  يعني في اللمبو:
Inf., IV, 52–63.
٢٦  هذه إشارة إلى الزلزال الذي أصاب العالم عند موت المسيح، عند المسيحيين:
Matt., XXVI, 51.
٢٧  أي: إنه ظن أن العالم قد اهتز كأنه أحس بالحب.
٢٨  هذه إشارة إلى رأي إيمبودقليس، الذي يقول بأن العالم يقوم على تعارض عناصره، وإذا حل الحب، أي: التوافق، فقدَ العالم توازنه.
٢٩  هذه إشارة إلى ما سيلاقيه دانتي في الحلقة الثامنة:
Inf., XXI, 106 …
٣٠  هذا هو نهر الدم Flegetonte الذي سيأتي ذكره:
Inf., XIV, 130–135.
٣١  يُعمي الجشع بصيرةَ الإنسان، فيدفعه للاعتداء على الناس.
٣٢  يدفع الغضب الإنسان إلى جرح كرامة الآخرين والإساءة إليهم في الحياة الدنيا.
٣٣  هذه هي الدائرة الأولى في الحلقة السابعة.
ويوجَد حفر يمثل دوائر معقدة تقترب من فكرة الحلقات في جحيم دانتي، ويرجع إلى القرن ١٣، وهو في كنيسة القديس بطرس في بونتريمولي.
٣٤  أي: تبعًا لما شرحه فرجيليو لدانتي من قبل.
٣٥  هذا دليل على ارتفاع الشاطئ أو الحاجز.
٣٦  قناطس جمع قنطروس (Centaurus)، وهي كائنات خرافية نِصفها رجل ونصفها حصان. وهي رمز للعنف والغضب:
Virg., Georgics, II, 465; Æn., VI, 286.
Ov., Met., XII, 210.
ورسم جوتو (١٢٦٦ / ١٢٦٧–١٣٣٧) صورة للقنطروس في الكنيسة العليا للقديس فرنتشسكو في أسيسي.
٣٧  استمد دانتي صورة الخروج إلى الصيد من الحياة الاجتماعية في عصره.
٣٨  هم نيسوس وكيرون وفولوس، ويرمزون للغضب ولذة الجسد والعناد والعنف، مما يحمل الإنسان على ارتكاب العنف. وهم أبناء أكسيون ملك لابيتي وسحابة في صورة هيرا.
٣٩  أي: دون تقدم.
٤٠  يعني وإلا قتلهما بالسهم.
ويوجَد تمثال صغير يمثِّل قنطروسًا يمسك قوسًا لكي يطلق السهم، ويرجع إلى القرن ١٤، وهو في كنيسة سان ماركو في البندقية.
٤١  كيرون (Chiron) هو القنطروس الكبير الذي علَّم أبطال اليونان، واشتهر ببراعته في الصيد، وبمعرفته الطب والموسيقى، وبالقدرة على التنبؤ، وهو أعقل القناطس وأعدلها:
Virg., Geor., III, 550.
Hom., Ill., IV, 219; XI, 830 …
٤٢  لمس فرجيليو دانتي بيده لكي يسترعي انتباهه.
٤٣  نيسوس (Nessus): القنطروس الذي حاول أن يخطف ديانيرا (Dejanira) زوجة هرقل، فضربه بسهمه ضربة قاتلة، وطلب نيسوس وهو يجود بأنفاسه أن تأخذ ديانيرا بعض دمه. وعندما خشيت ديانيرا أن يقع هرقل في حب امرأة أخرى، وضعت عليه قميصًا مغموسًا في دم نيسوس، فشعر هرقل بآلام هائلة؛ لأن دم نيسوس كان سامًّا، وأحرق نفسه لكي يتخلص من العذاب. وبذلك انتقم نيسوس بنفسه للقتل الذي أصابه، كما تقول الميتولوجيا القديمة:
Ov., Met., IX, 101 …
ويوجَد تمثال من المرمر لهرقل يقتل القنطروس نيسوس، من عمل جوفاني بولونيا، المعروف بجامبولونيا (١٥٢٩–١٦٠٨)، وهو في اللودجا دي لانتزي في فلورنسا.
وقد وضع لولي (١٦٣٢–١٦٨٧) متتابعة موسيقية عن هرقل العاشق. وألَّف هيندل (١٦٨٥–١٧٥٩) أوراتوريو عن هرقل.
Lully, J.B.: Hercule Amoureux, suite, Paris, 1662 (Contrepoint).
Händel, G.F.: Heraklès, oratorio, London, 1744.
٤٤  أي: الذي أحنى رأسه.
٤٥  أخيل بطل اليونان في حرب طروادة، وسبقت الإشارة إليه:
Inf., V, 65.
٤٦  فولوس (Pholus): القنطروس الثالث، الذي قتله أحد رجال هرقل:
Virg., Georg., II, 456; Æn., VIII, 294.
٤٧  أُفعمَ قلبه بالغضب لِما ناله من القتل.
٤٨  أي: في عدد لا حصر له.
٤٩  تُغمر كل نفس في الدم حسب خطورة ما ارتكبته بسبب الغضب. وعندما تحاول أيُّ نفس أن تخفف العذاب الذي تلاقيه في نهر الدم وتخرج أكثر مما ينبغي لها، يضربها القناطس بالسهام حتى تُغمر في الدم.
وفي التراث الإسلامي صور تحوي بعض الشَّبه بعقاب الغاضبين عند دانتي، وذلك بالنسبة لعذاب من عاشوا على أموال الربا:
الهندي، كنز العمال (السابق الذكر)، ج٧، ص٢٧٨–٢٨٠، رقم ٣٠٨٢–٣٠٨٥.
٥٠  فعل ذلك حتى لا تعوقه لحيته الكثة عن الكلام.
٥١  يعني دانتي الذي يسير وراء فرجيليو.
٥٢  أي: إنهم أدركوا أن المتخلف إنسان حي قادم نحوهم.
٥٣  أي: إن دانتي بلغ بطوله صدر الوحش، وهذا دليل على ضخامة حجمه.
٥٤  أي: عند التقاء الجزء الحيواني بالجزء الإنساني.
٥٥  يعني لا يصحبه أحد سوى فرجيليو.
٥٦  أي: بياتريتشي التي تركت أناشيد السماء السعيدة، وهبطت لإنقاذ دانتي.
٥٧  العمل الجديد يعني الذي يخالف المألوف.
٥٨  أي: إن فرجيليو يطلب أن يحمل دانتي واحدٌ من القناطس.
٥٩  أي: حشد آخر من القناطس.
٦٠  أي: شاطئ نهر فليجيتونتي، نهر الدم.
٦١  في الأصل: تحت أو أسفل، وقلت «غاطسين»، وهذا هو المقصود.
٦٢  يعني حتى عيونهم؛ لأنهم ارتكبوا العنف ضد الأشخاص وضد ممتلكاتهم.
٦٣  في الأصل: نهبوا الممتلكات، والمعنى واحد.
٦٤  لا يتفق النقاد على تحديد شخص الإسكندر هنا؛ ربما كان المقصود إسكندر فيري، طاغية تساليا الذي عاش في القرن ٤ق.م.، واشتهر بالقسوة وإراقة الدماء. وربما كان إسكندر الأكبر المقدوني، الذي أراق الدماء في حروبه وفتوحاته:
Cic., De Officiis, II, 7.
٦٥  ربما كان هذا هو ديونيسيوس الكبير (٤٣١–٣٧٦ق.م. Dionysius)، طاغية سيراكوزا، الذي أراق الدماء، وسام شعب صقلية العذاب.
٦٦  أتزولينو دا رومانو (١١٩٢–١٢٩٥ Azzolino da Romano): زعيم الجبلين في شمالي إيطاليا، حيث بسط حكم الطغيان، وأخضع عدة مدن في لمبارديا وإيميليا والفنتو، وساعده فردريك الثاني في مشروعاته. وعارض البابوية لأسباب سياسية، فأعلن إسكندر الرابع عليه حربًا صليبية، وثارت عليه المدن التي أخضعها، فهُزم ووقع في الأسر، ومات في السجن. ويشير إليه دانتي في الفردوس:
Par., IX, 28–31.
٦٧  أوبيتزو دا إستي (١٢٦٤–١٢٩٣ Obizzo da Este) مركيز فرارا، الذي اشتهر بالبطش وإراقة الدماء.
٦٨  قتله ابنه، ويسميه دانتي الابن الأثيم، أو ابن زوجته.
٦٩  هذه هي المرة الأولى التي يصبح فيها دليل دانتي روحًا غير فرجيليو؛ إذ يحل مكانه نيسوس القنطروس.
٧٠  هؤلاء هم القتلة، وخطيئتهم عند دانتي أقل من الطغاة لأن ضحاياهم أقل؛ ولذلك يُغمَرون في الدم حتى الحناجر.
٧١  كان ذلك المعذَّب منعزلًا بمفرده لأن بقية الآثمين ابتعدوا عنه؛ وذلك لفظاعة الجرم الذي ارتكبه.
٧٢  أضفت «الشبح» لإيضاح المعنى.
٧٣  المقصود بهذا الشبح جويدو دي مونتفورتي (Guido di Monteforte)، ابن سيمون دي مونتفورتي إيرل ليستر، وكان جويدو رسول شارل الأول ملك أنجو في تسكانا. وكان إدوارد، الذي أصبح فيما بعد ملك إنجلترا، قد قتل سيمون أبا جويدو، فأراد الانتقام، وقتل هنري بن ريتشارد ملك إنجلترا، في كنيسة فيتربو في ١٢٧٢، وكان القتيل ابن أخي القاتل. ومما يُقال إن قلب هنري قد وُضع داخل ناووس ذهبي، فوق عمود، فوق جسر لندن على التاميز.
ويرى بعض الدانتيين أن قول si cola يعني يقطر (الدم)، وإن كان بوتي الشارح القديم يرى أنه مأخوذ من المعنى اللاتيني، الذي يفيد الاحترام والتوقير والتمجيد.
وتوجَد صورة صغيرة للندن ونهر التاميز، وترجع إلى القرن ١٥، وهي في المتحف البريطاني في لندن. وكذلك توجَد صورة صغيرة تمثِّل جويدو دي مونتفورتي يقتل هنري الإنجليزي، وترجع إلى القرن ١٤، وهي في مكتبة كيدجي في روما.
٧٤  كلما نقص العنف وإراقة الدماء زاد ظهور المعذبين من نهر الدماء.
٧٥  لا يذكر دانتي اسم واحد من هؤلاء، ولكنه ربما يشير بذلك إلى الصراع الحزبي العنيف في فلورنسا.
٧٦  أي: من الناحية التي جاءوا منها.
٧٧  أي: في الناحية المقابلة في هذه الحلقة.
٧٨  أتيلا (٤٣٣–٤٥٣م Atilla): ملك الهون الذي قام بإغارات مدمرة على آسيا وأوروبا، ويُسمَّى نقمة الله أو لعنته.
ورسم رافايلو صورة لأتيلا وهو يتراجع إلى بلاده، وهي في الفاتيكان في روما.
٧٩  بيروس (Phyrrhus) بن أخيل، الذي اشترك في حرب طروادة، وقتل الملك بريام وابنه بوليتس. وربما كان المقصود ملك أبيروس (٣١٨–٢٧٢ق.م.)، الذي اشتهر بسفك الدماء:
Virg., Æn., II, 469, 491, 526.
٨٠  سكستوس بومبيوس (Sextus Pompeius) بن بومبي الكبير، هزمه قيصر في ٤٥ق.م. وبعد وفاة قيصر سيطر على صقلية، ثم هزمه أسطول أغسطس، وقُتل في ٣٥ق.م. ويشير دانتي إليه في الفردوس:
Luc., Phars., VI, 420–423.
Par., VI, 71-72.
٨١  تستنزف العدالة الإلهية دموعهم على الدوام.
٨٢  لا يذكر دانتي لفظ العين، ولكني أضفت «من أعين» لإيضاح المعنى.
٨٣  رينير دا كورنيتو (Rinier da Corneto): قاطع طريق معاصر لدانتي، أثار الرعب في منطقة ماريما وحتى أبواب روما.
٨٤  رينير باتزو (Rinier Pazzo): قاطع طريق آخر معاصر لدانتي، أثار الرعب في وادي الأرنو وحتى مدينة أريتزو.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤