الأنشودة الخامسة عشرة١

سار الشاعران فوق ضفة نهر فليجيتونتي، التي كان يحميها البخار المتصاعد من شواظ اللهب الهاطلة من السماء، وعندما ابتعدا عن غابة المنتحرين، رأى دانتي حشدًا من المعذبين أخذوا يحدِّقون النظر فيهما. وعرف دانتي أحدهم، ولم يمنع تشويه وجهه من أثر النيران أن يناديه باسمه، السيد برونيتو لاتيني، وجرى بينهما موقف ود وصداقة متبادلة، وعبَّر لاتيني عن رغبته في السير والتحدث إلى دانتي بعض الوقت، فرحب دانتي بذلك، كما أبدى استعداده للبقاء معه في الجحيم، إذا راق ذلك لفرجيليو. قال برونيتو إنه لا بد له أن يتحدث وهو يسير حتى لا يشتد عذابه بالنار، وظل دانتي سائرًا مُنحني الرأس؛ لأنه كان فوق الضفة المرتفعة، وحتى يصبح أقرب إلى برونيتو. وتحدثا عن الماضي والمستقبل، وتنبأ لاتيني لدانتي بالمجد العظيم، وأخبره أن شعب فلورنسا الخبيث الحقود الناكر للجميل سوف يناصبه العداء لجميل صنعه؛ لأنه ليس من المناسب أن يثمر حلو التين بين حامض الغُبيراء، وسأله أن يكون حريصًا على التخلص من مساوئ ذلك الشعب. اعترف دانتي بفضل برونيتو لاتيني عليه، وقال إنه سيحتمل كل تقلبات الحظ وتصاريف القدر. وذكر لدانتي أسماء بعض رفاقه في العذاب، من القساوسة وأصحاب الشهرة الملوِّطين، وتمنى لو أنه بقي مع دانتي وقتًا أطول، ولكنه رأى جماعة من المعذبين تثير غبارًا فوق الرمال، فترك دانتي بعد أن أوصاه خيرًا بكتابه، الكنز، الذي يحفظ ذكراه في الدنيا، وجرى بأقصى سرعة لكي يلحق بجماعته.

(١) الآن تحملنا إحدى الضفتين الصلدتين،٢ ودخانُ الجدول يبسط فوقُ ظلًّا، لكي يحمي الماء والشاطئين من النار.٣
(٤) وكالفِلاميين، بين فيسانت٤ وبروجس،٥ إذ يخشَون الفيضان الذي يتدافع نحوهم، فيقيمون سدًّا يصد عنهم مياه البحر،٦
(٧) وكأهل بادوا،٧ على طول نهر بِرينتا،٨ في الدفاع عما لهم من قرًى وقلاع، قبل أن تشعر كيارنتانا٩ بالدفء؛١٠
(١٠) على هذه الصورة أُقيمَ ذانك الشاطئان،١١ خلا أن الصانع — كائنًا من كان١٢ — لم يشيدهما بمثل تلك الضخامة والارتفاع.١٣
(١٣) وكنا قد ابتعدنا عن الغابة كثيرًا،١٤ حتى لم أكن لأتبيَّن أين كانت، إذا ما اتجهتُ إلى الوراء،
(١٦) حينما لقينا حشدًا من النفوس، قَدِموا على طول الشاطئ،١٥ ونظر كلٌّ منهم إلينا، كما جرت العادة في المساء
(١٩) أن ينظر الناس بعضهم بعضًا تحت القمر الجديد،١٦ وحدَّقوا نحونا بأبصارهم هكذا، كما يُحدِّق حائكٌ عجوز في سَم الخِياط.١٧
(٢٢) وحينما وقع عليَّ نظر تلك الأسرة،١٨ تعرَّفَ عليَّ واحدٌ منها،١٩ وأمسكني من طرف الرداء،٢٠ وصاح: «أيُّ عجبٍ!»٢١
(٢٥) ولما مد ذراعه إليَّ، حدَّقتُ بعينيَّ في وجهه الذي أنضجتْه النار، حتى لم تمنع سحنته المحترقة
(٢٨) ذاكرتي أن تعرفه،٢٢ وبينما كنت أحني يدي إلى وجهه٢٣ أجبته: «أأنت هنا أيها السيد برونيتو؟»٢٤
(٣١) قال لي: أيْ بني،٢٥ عسى ألا يسوءك أن يعود برونيتو معك إلى الوراء قليلًا، ويترك الحشد يسير.»٢٦
(٣٤) قلت له: «أرجو هذا من كل قلبي،٢٧ وإن أردتَ أن أبقى معك فسأفعل ذلك، إذا راق لمن أذهب معه.»٢٨
(٣٧) قال: «يا بني، إن كل مَن يتوقف مِن هذا الحشد لحظة، يستلقي بعدئذٍ مائة عام، دون أن يروِّح عن نفسه عندما تُصليه النار،٢٩
(٤٠) ولذلك سِر قُدمًا، وسأتبع طرف ثوبك،٣٠ وسألحق بعد ذلك برفقتي التي تسير باكيةً عذابها الأبدي.»
(٤٣) لم أجرؤ على الهبوط من الطريق حتى أسير في مستواه،٣١ ولكني بقيتُ مُنحني الرأس كرجل يتقدم في خشوع.٣٢
(٤٦) وبدأ قائلًا: «أيُّ حظٍّ أو قدَر،٣٣ يسوقك هنا في أسفل، قبل النوم الأخير؟٣٤ ومن هذا الذي يدلُّك على الطريق؟»
(٤٩) وأجبته: «هناك في الحياة الهادئة فوقنا في العالم الأعلى، ضللتُ في وادٍ قبل أن تكتمل مني السن.٣٥
(٥٢) ووليته ظهري صباح أمس فحسب،٣٦ وظهر لي هذا الدليل،٣٧ حينما كنت أتراجع فيه، وهو يقودني في هذا الطريق إلى المستقر.»٣٨
(٥٥) قال لي: «إذا أنت اتبعتَ نجمك، فلن يفوتك بلوغ المرفأ المجيد،٣٩ إن صح ما تنبأتُ به في الحياة الجميلة،٤٠
(٥٨) ولو لم أكن متُّ قبل الأوان،٤١ ورأيت السماء رفيقة بك هكذا، لكنتُ منحتك العون في عملك.٤٢
(٦١) ولكن ذلك الشعب الخبيث الناكر للجميل،٤٣ الذي هبط قديمًا من فييزولي،٤٤ ولم يزل محتفظًا بطبيعة الصخر والجبل،٤٥
(٦٤) سيصير عدوًّا لك بجميل صُنعك،٤٦ ولهذا سببٌ؛ إذ ليس من المناسب أن يُثمِر حلو التين بين حامض الغُبيراء.٤٧
(٦٧) سمعةٌ قديمة في الأرض تصمهم بالعمى،٤٨ وهم شعبٌ بخيلٌ حسودٌ متغطرسٌ، فاحرص على أن تُبرِّئ نفسك من عاداتهم.٤٩
(٧٠) ويحفظ لك حظك رفيعَ الشرف، حتى يساور النهم عليك هذا الحزب وذاك،٥٠ ولكن العُشب لن يكون في متناول العنز.٥١
fig8
برونيتو لاتيني وشواظ اللهب. (أنشودة ١٥: ٢٢ …)
(٧٣) فلْيجعل وحوش فييزولي من أنفسهم حصيدًا يابسًا،٥٢ ولكنهم لن يمسوا النبات بأذًى،٥٣ إذا كان بعضه لا يزال ينبت في خبثهم،
(٧٦) الذي تنبعث فيه البذرة المقدسة لأولئك الرومان الذين ظلوا هناك، حينما بُني وكرٌ لهذا الحقد الشديد.»٥٤
(٧٩) أجبته: «لو كانت رغبتي تحققتْ تمامًا، لما كنتَ أُبعدتَ عن طبيعة البشر بعدُ؛٥٥
(٨٢) إذ بقيتْ راسخةً في ذهني، وهو ما يحزنني الآن،٥٦ صورتك الأبوية العزيزة الطيبة، عندما كنتَ تعلمني في الدنيا من ساعةٍ
(٨٥) لأخرى، كيف يُخلِّد المرء نفسه،٥٧ وطالما أحيا، ينبغي أن يفصح لساني كم ذا أعترفُ لك بالجميل.٥٨
(٨٨) وذلك الذي تقصه عن مصيري،٥٩ أنا أسجله وأحتفظ به، لكي تفسره لي، مع غيره من قولٍ،٦٠ سيدةٌ سوف تعرفه إذا وصلتُ إليها.٦١
(٩١) وأريد حقًّا أن يكون هذا واضحًا لك، ولكيلا يؤنِّبني ضميري، فإني على أهبة للقاء الحظ كما يريد بي.
(٩٤) وليس جديدًا على أذني مثل هذه النبوءة، ولذلك فليُدِر الحظ عجلته كما يروق له،٦٢ وليُعمِل الريفيُّ فأسه.»٦٣
(٩٧) عندئذٍ استدار أستاذي إلى الوراء صوب اليمين، ونظر إليَّ،٦٤ ثم قال: «من يُحسِن إنصاتًا يحسن فهمًا.»٦٥
(١٠٠) وأنا، على رغم ذلك، أواصل السير متحدثًا مع السيد برونيتو، وأسأل مَن هم أشهر رفاقه وأعلاهم قدرًا.٦٦
(١٠٣) قال لي: «من الخير أن تعرف منهم بعضًا، أما الآخرون فالسكوت عنهم أفضل؛ لأن الوقت سيقصر عن هذا الكلام الكثير.٦٧
(١٠٦) واعلم في كلمةٍ أن جميعهم كانوا قساوسة، وأدباء عظامًا، وذوي شهرة واسعة، ووصمتهم في الدنيا خطيئةٌ واحدة.٦٨
(١٠٩) بريشان يذهب٦٩ مع ذلك الحشد البائس، وكذلك فرنتشسكو داكورسو،٧٠ وإذا رغبتَ أن ترى مثل هذا القذَر، فإنك مستطيعٌ أن
(١١٢) ترى مَن٧١ نقله خادمُ سَدَنة الله،٧٢ من الأرنو إلى باكيليوني،٧٣ حيث ترك أعصابه المرهقة.٧٤
(١١٥) كم أود أن أزيد من القول، بَيد أني لا أستطيع أن أُطيل السير والحديث،٧٥ فإني أرى هناك دخانًا جديدًا ينبعث من الرمال.٧٦
(١١٨) ويأتي قومٌ ينبغي ألا أكون معهم،٧٧ فأوصيك بكتابي الكنز، الذي أحيا فيه بعدُ، ولست أسأل مزيدًا.»٧٨
(١٢١) ثم قفل راجعًا، وبدا أنه من أولئك الذين يتسابقون على العلم الأخضر في ريف فيرونا،٧٩ وظهر مِن بينهم أنه مَن يظفر،
(١٢٤) وليس ذلك الذي يخسر.٨٠
١  هذه أنشودة من ارتكبوا العنف ضد الطبيعة، أو قصيدة الملوِّطين، وتُسمَّى أيضًا أنشودة برونيتو لاتيني.
٢  هذا هو ما أشار به فرجيليو في الأنشودة السابقة:
Inf., XIV, 139–142.
٣  سبقت هذه الظاهرة في الأنشودة السابقة:
Inf., XIV, 90.
٤  فيسانت (Wissant): مدينة صغيرة في غربي الفلاندر، وعلى مقربة من كاليه.
٥  بروجس (Bruges): مدينة تقع في شرقي الفلاندر. وكانت هذه المنطقة أقرب إلى ساحل بحر الشمال في عهد دانتي.
وتوجَد صورتان صغيرتان ترجعان إلى القرن ١٥، واحدة تمثل بروجس، والأخرى تمثل ما بين فيسانت وبروجس، وهما في المكتبة العامة في برسلاو في بولندا.
٦  يوازن دانتي بين نهر فليجيتونتي وذلك السد في بلاد الفلاندر.
٧  كذلك أقام أهل بادوا حاجزًا يحميهم من فيضان نهر برينتا.
٨  نهر برينتا (Brenta) في شمال إيطاليا، يمر ببادوا، ويصبُّ في الأدرياتيك.
٩  كيارنتانا (Chiarentana): منطقة اختلف الباحثون في تحديدها. قال بعضهم إنها تقع في الألب الإيطالية، وقال آخرون إنها منطقة دوقية كارينتزيا في إليريا، وكانت تمتد حتى تشمل منبع برينتا وبادوا إلى ١٣٢٢.
١٠  يعني قبل أن يأتي دفء الربيع، ويذوب الثلج، فيفيض نهر برينتا على بادوا. وقد عاش دانتي بعض الوقت في بادوا وشهد ذلك السد.
١١  يوازن دانتي أيضًا بين شاطئَي فليجيتونتي وذلك السد.
١٢  يعني الله.
١٣  أي: إن شاطئَي فليجيتونتي كانا أقل ارتفاعًا من سد الفلاندر ومن حاجز برينتا. وفي هذا نوع من السخرية بعمل الإنسان.
١٤  أي: غابة المنتحرين.
١٥  كان هؤلاء من ارتكبوا العنف ضد الطبيعة، كما سبقت الإشارة إليهم:
Inf., XI, 48–50; XIV, 24-25.
١٦  أي: نظروا بتدقيق لضعف الضوء وقت المساء، وفي ظهور الهلال الجديد بعض الأمل في الرؤية. استمد دانتي هذه الصورة من البشر في حضن الطبيعة. وتوجَد صورة مشابهة عند فرجيليو:
Virg., Æn., VI, 268 …
١٧  هذه صورة خياط عجوز ضعيف النظر يريد أن يُدخِل الخيط في ثقب الإبرة، فيكشر حاجبيه، ويدقق النظر حتى يستطيع ذلك. وهذه صورة مستمدة من حياة الإنسان في صناعته. هكذا يعطي دانتي هذا التصوير البارع الذي يدل على دقة الملاحظة، وكل لفظ فيه عبارة عن صورة.
١٨  يستخدم دانتي لفظ الأسرة للدلالة على جماعة الملوطين الذين لم يحفلوا بالروابط الأسرية. وفي هذا سخرية بهؤلاء المعذبين.
١٩  يأتي دانتي في الأصل بالفعل المبني للمجهول. ولا يكاد المعنى يتغير بهذا التصرف.
٢٠  كان دانتي يسير فوق شاطئ نهر فليجيتونتي، وكان المعذبون يسيرون فوق الرمال المحترقة التي انخفضت عن مستوى الشاطئ بما يقرب من قامة الإنسان، ولذلك لم يستطع هذا المعذب أن يلفت نظر دانتي إلا بإمساكه من طرف ثوبه في أسفل.
٢١  تعجب المعذب ودهش لأنه كشف أن دانتي إنسان حي.
٢٢  لم يمنع تشويه وجه هذا المعذب من أن يتعرف دانتي عليه.
٢٣  يعني أن دانتي انحنى حتى اقتربت يده من وجه هذا المعذب. وفي قراءة أخرى لنص الكوميديا أن دانتي خفض وجهه، لا يده، حتى اقترب من وجه المعذب الذي يسير على الرمال. وليس هناك فرق يُذكَر بين التعبيرين في الدلالة على المعنى المقصود.
٢٤  برونيتو لاتيني (١٢١٠–١٢٩٤ Brunetto Latini): مواطن فلورنسي اشتهر في مجال الأدب والثقافة، وفي ميدان السياسة والوظائف. قام بعدة سفارات إلى الخارج، وعلى الأخص زيارته لألفونسو العاشر ملك قشتالة. وكان من حزب الجلف. وضع كتاب الكنز (Le Trésor)، وهو دائرة معارف باللغة الفرنسية. وكتب الكنز الصغير (Il Tesoretto) شعرًا باللهجة التسكانية، ويُعتبر تمهيدًا للكوميديا. وكان لاتيني صديقًا لدانتي، وفتح له أبواب المعرفة، وغرس في نفسه حب الوطن وتخليد الذكرى. ومات وكان دانتي لا يتجاوز الثلاثين.
٢٥  يخاطبه بلفظ البنوة، التي كان يلذ دانتي سماعها. وهذه كناية عن صلتهما القوية في الدنيا.
٢٦  يسأله في رفق هل من المستطاع أن يرافقه في سيره قليلًا، وفي هذا حنين المواطن إلى المواطن، والصديق إلى الصديق. وما إن رأى برونيتو دانتي حتى أراد أن يصاحبه، لكي يستعيد ذكرياته العزيزة بعض الوقت. ويذكر اسمه مع أن دانتي عرفه منذ قليل، لكي يُسمِعه رنين هذا الاسم العزيز لديه. وهذه عاطفة مرهفة لا يدركها إلا الإنسان المرهف الحس.
٢٧  قابل دانتي عاطفة برونيتو بالمثل، واستجاب لحنينه وإعزازه.
٢٨  لا يرجو دانتي بكل قوته أن يبقى مع برونيتو قليلًا فحسب، بل هو مستعد أن يبقى معه في الجحيم على الدوام، إذا لم يعترض فرجيليو على ذلك. وهذا موقف إنساني مليء بالعاطفة.
٢٩  عقاب من ارتكبوا العنف ضد الطبيعة هو أن يدوروا على الدوام، ومن يتوقف منهم لحظة يبقى مائة عام في مكان واحد دون أن يستطيع تخفيف شيء من أثر النيران التي تحرقه فوق الرمال.
٣٠  ولذلك فهو مضطر إلى متابعة المسير، فيسأل دانتي أن يمضي في سيره بينما هو يتبعه من أسفل محاذيًا لطرف ثوبه. ويوضح هذا إلى أي حد كان برونيتو حريصًا على صحبة دانتي أي وقت مستطاع.
٣١  كان دانتي يُؤثِر أن يهبط لكي يسير إلى جانب برونيتو، ولكن كان هذا ممنوعًا عليه.
٣٢  خفض دانتي رأسه لكي يكون أقرب إلى برونيتو. وهذان هما الرجلان اللذان جمع بينهما الوطن والأدب والسياسة.
٣٣  يشبه هذا قول فرجيليو:
Virg., Æn., VI, 531.
٣٤  أي: وهو لا يزال على قيد الحياة.
٣٥  يقصد بلوغه منتصف العمر، أي: سن الخامسة والثلاثين، عندما ضل دانتي سواء السبيل:
Inf., I, 1.
٣٦  يعني صباح ٨ أبريل ١٣٠٠:
Inf., I, 37.
٣٧  أضفت «الدليل» للإيضاح، والمقصود فرجيليو، الذي لا يذكر دانتي اسمه للآثمين.
٣٨  يقصد الفردوس، ويعد دانتي أن هناك مقره.
٣٩  أي: إلى الخلود. ويتفق هذا مع قول دانتي في الفردوس عن نجمه:
Par., XXII, 112-113.
وكان برونيتو يدرك ملامح العبقرية على دانتي منذ شبابه.
٤٠  يعني الحياة الدنيا.
٤١  أي إذا كان قد عاش حتى يرى دانتي وقد وضع الكوميديا.
٤٢  أي: إنه كان يرجو أن يعيش لكي يفرح بعمل دانتي ويعاونه فيه.
ويوجد عمود المقدمة في ضريح برونيتو لاتيني في كنيسة سانتا ماريا مادجوري في فلورنسا.
٤٣  يعني شعب فلورنسا.
٤٤  استولى الرومان على فييزولي (Fiesole)، وأنشَئوا في مواجهتها فلورنسا. ويُقال إن هذا حدث في عهد يوليوس قيصر، ونشأ شعب فلورنسا من بقايا شعب فييزولي ومن بقايا الجيش الروماني.
٤٥  أي: احتفظ شعب فلورنسا بصفات الصلابة والخشونة.
٤٦  هذه إشارة إلى ما سيناله دانتي على يد شعب فلورنسا بسبب أعماله الطيبة. وسبق أن تنبأ تشاكو وفاريناتا بنفي دانتي:
Inf., VI, 64–69; X, 79–81.
٤٧  يوازن برونيتو بين دانتي والتين الحلو، وبين شعب فلورنسا وأشجار الغبيراء الحامضة المذاق.
٤٨  تقول قصة قديمة إن بيزا خدعت فلورنسا بإرسالها إليها عمودين تالفين من الرخام كهدية، من أجل مساعدتها في أثناء حملة جُزر البليار، وقبلت فلورنسا الهدية دون أن تفطن إلى التلف، ولهذا أُطلقَ على شبعها صفة العمى.
٤٩  هكذا يحرص برونيتو على أن يجنِّب دانتي أخطاء شعب فلورنسا.
٥٠  أي: إن كلًّا من حزب البيض وحزب السود سيحرص على الإيقاع بدانتي.
٥١  يعني أن دانتي لن يكون في متناول أعدائه. وكان هذا من الأمثلة السائدة.
٥٢  أي: فليمزق أهل فلورنسا بعضهم بعضًا.
٥٣  النبات رمز لدانتي، وسط الحصيد الجاف اليابس.
٥٤  هذه إشارة إلى وجود الدم الروماني في فلورنسا، ويقصد فلورنسا بوكر الحقد.
٥٥  أي: لبقي على قيد الحياة.
٥٦  أي: يؤلمه الآن هذا العذاب الذي يلاقيه برونيتو فوق الرمال المحترقة.
٥٧  لم يكن برونيتو معلمًا محترفًا، ولكنه كان مرشدًا لدانتي وصديقًا له أفاده بثقافته الواسعة.
٥٨  دانتي معترف بالجميل.
٥٩  أي: ما تنبأ به منذ هنيهة.
٦٠  أي: تنبؤ فاريناتا بنفي دانتي مثلًا.
٦١  يعني بياتريتشي. وسبق أن قال له فرجيليو إنه سيعرف من بياتريتشي مصيره وقصة حياته:
Inf., X, 132.
٦٢  أي: إن دانتي سيحتمل كل تقلبات الحظ وتصاريف القدر.
٦٣  أي: إنه سيحتمل ما يصدر عن إرادة الإنسان. وكان هذا القول من الأمثلة الشائعة في فلورنسا في عهد دانتي.
٦٤  كان فرجيليو يسير متقدمًا على دانتي، وكان برونيتو يسير على الرمال، وعلى يمين دانتي.
٦٥  بهذا يُطري فرجيليو دانتي، ويبدي ارتياحه لإنصاته وحسن فهمه.
٦٦  كان دانتي لا يزال حريصًا على المزيد من المعرفة.
٦٧  كان الوقت ضيقًا لا يتسع لحديث طويل، وهذا تمهيد لافتراقهما.
٦٨  أي: إنهم ارتكبوا اللواط أو العنف ضد الطبيعة، على رغم شهرتهم وكونهم من رجال الأدب ورجال الدين. لم يُعفِ دانتي صديقه برونيتو من العذاب في الجحيم لأنه اشتهر بهذه الصفة.
٦٩  بريشان دا تشيزاريا (Priscian da Cesarea): أستاذ اللاتينية في القسطنطينية في أوائل القرن ٦. وضع مؤلَّفًا كبيرًا في قواعد اللغة اللاتينية نال شهرة واسعة في أثناء العصور الوسطى.
٧٠  فرنتشسكو داكورسو (١٢٢٥–١٢٩٢ Francesco d’Accorso): من أصل فلورنسي، ووُلد في بولونيا، وأصبح أستاذًا للقانون في جامعتها، وعلَّم القانون في أكسفورد بعض الوقت، وجمع في إنجلترا ثروة طيبة، ورجع إلى بولونيا. واشتهر بمؤلفاته القانونية، وبممارسته الربا.
٧١  هو أندريا دي موتزي (Andrea dei Mozzi)، مواطن فلورنسي عاش في القرن ١٣، وأصبح من رجال الدين.
٧٢  أي: البابا، ومن ألقابه خادم خدام الله، والمقصود بونيفاتشو الثامن.
٧٣  يعني أن بونيفاتشو الثامن نقل أندريا دي موتزي من فلورنسا على نهر الأرنو إلى أسقفية فيتشينتزا على نهر باكيليوني (Bacchiglione) في ١٢٩٦.
٧٤  أعصابه مرهقة بسبب الخطيئة التي ارتكبها، وترك أعصابه المرهقة يعني مات.
٧٥  كان برونيتو يود أن يطيل الحديث والسير مع دانتي، ولكن كان لا بد من افتراقهما، وفي هذا تكرار لمعنى الود القديم بينهما.
٧٦  أثار هذا الدخانَ الجديد جماعةٌ أخرى من المعذبين في أثناء مسيرهم.
٧٧  هذه جماعة أخرى ممن ارتكبوا العنف ضد الطبيعة، وهم ينقسمون طوائف حسب طبقاتهم ومهنهم. كانت هذه جماعةَ مَن شغلوا المناصب السياسية.
٧٨  يوصيه خيرًا بكتابه الكنز الذي يُخلِّد ذكراه في الدنيا.
٧٩  كان يقوم هذا السباق في أرض فضاء على مقربة من ضاحية سانتا لوتشيا، بالقرب من فيرونا، وكان الفائز فيه ينال علمًا أخضر. يعني أن برونيتو لاتيني جرى بآخر سرعة مثل من اشتركوا في ذلك السباق، جرى وهو الرجل المسن العالم المثقف الذي شغل مناصب هامة. وهذا جزء من العقاب الذي رأى دانتي أنه يستحقه.
٨٠  كان آخر من يصل إلى نهاية السباق ينال ديكًا علامة الهزيمة. وهذه صورة مستمدة من الحياة الاجتماعية التي عرفها دانتي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤