الأنشودة السادسة عشرة١

سمع الشاعران في سيرهما دوي المياه الساقطة إلى الحلقة الثامنة، ورأيا أشباح معذبين ثلاثة، انفصل أصحابها عن جماعتهم، ودعَوا دانتي إلى الوقوف قليلًا، عندما تبينوا أنه مواطن فلورنسي مثلهم. طلب فرجيليو إلى دانتي التريث؛ لأن هؤلاء جديرون بحسن المعاملة. قَدِم الثلاثة على دانتي وجعلوا من أنفسهم حلقة تدور على الدوام، وتحدثوا في دورانهم، وكان هذا هو عقابهم. كانوا جويدو جويرا، وتيجيايو ألدوبراندي، وجاكوبو روستيكوتشي، وهم فرسان فلورنسيون شجعان اشتهروا بالبطولة والوطنية. وكانت خطيئتهم اللواط، مثل برونيتو لاتيني، في القصيدة السابقة. قال دانتي إنه مواطن من مدينتهم، وإنه أنصت لأخبارهم دائمًا، وردد أسماءهم وأعمالهم المجيدة بكل إعزاز. سأله روستيكوتشي: ألا تزال فلورنسا موئلًا للشجاعة والكياسة كالعادة؟ وأجابه دانتي بأن مُحدَثي النعمة والأرباح العاجلة قد أشاعت الغطرسة والإفراط في فلورنسا. سأل الثلاثة دانتي أن يذكرهم في الدنيا عند عودته إليها، ثم هرولوا إلى جماعتهم، وفي الهرب بدت سيقانهم السريعة كأنها أجنحة. تابع الشاعران المسير واقتربا من مسقط مياه كان له دوي شديد، مثل دوي نهر أكواكويتا، وكان ذلك الدوي قمينًا بأن يصيب أسماعهما بالصمم. خلع دانتي حبلًا كان ملتفًّا به حول وسطه، وناوله لفرجيليو، الذي ألقى به في الهاوية، وتوقع دانتي أنه سيرى شيئًا غير مألوف. وأقسم دانتي بأبيات الكوميديا أنه رأى كائنًا عجيبًا يصعد سابحًا في الهواء المظلم الكثيف، ويقترب منهما، مثل ملاح يأتي إلى الشاطئ، ويخلِّص رواسي سفينة تشبَّثت بحجر تحت الماء، وهو يمد ذراعيه إلى أعلى ويضم قدميه.

(١) لقد كنت في مكان يُسمَع عنده هدير المياه، التي اسَّاقطت في الدائرة الأخرى،٢ مثل الدوي الذي يصنعه النحل،٣
(٤) حينما غادرَت أشباحٌ ثلاثة معًا، وهي تجري، جماعةً٤ كانت تسير تحت وابلٍ من العذاب الشديد.٥
(٧) أقبلوا نحونا،٦ وصاح كلٌّ منهم: «قف! يا مَن تبدو لنا مِن زيِّك٧ واحدًا من مدينتنا المنحرفة.»٨
(١٠) وا أسفاه! كم رأيت على أعضائهم من ندوب، حديثة وقديمة،٩ نقشَتها ألسنة اللهب! ولا أزال أتألم منها لمجرد ذكراها.١٠
(١٣) تنبَّه إلى صياحهم أستاذي؛ فلفتَ وجهه إليَّ، وقال: «انتظر، ينبغي أن يكون المرء رفيقًا بهؤلاء.١١
(١٦) ولولا النار التي تقذف بها طبيعة هذا المكان، لقلتُ لك إن إسراعك إليهم خيرٌ من إسراعهم إليك.»١٢
(١٩) ولما وقفنا استأنفوا عويلهم القديم،١٣ فلما وصلوا إلينا جعل ثلاثتهم جميعًا من أنفسهم حلقةً واحدة،١٤
(٢٢) كما اعتاد أن يفعل أبطال الرياضة العُراة المطليُّون بالزيت، وهم يتحيَّنون مسكاتهم وفرص ظَفرهم، قبل أن يلتحموا ويتضاربوا فيما بينهم،١٥
(٢٥) وفي دورانهم هكذا صوَّب كلٌّ منهم وجهه نحوي، حتى أخذَت رقابهم تتحرك على الدوام، في اتجاه يُخالف حركة الأقدام.١٦
(٢٨) بدأ أحدهم: «إذا كان بؤس هذا المكان الرخو١٧ ووجهنا المشوَّه المسودُّ،١٨ مما يجلب الزرايةَ علينا وعلى صلواتنا،١٩
(٣١) فلعل شهرتنا تحمل عقلك على أن يخبرنا مَن أنت،٢٠ يا مَن يُحرِّك قدمَيك دبيبُ الحياة خلال الجحيم بمثل هذا الاطمئنان.٢١
(٣٤) إن هذا٢٢ الذي تراني أمشي على آثار قدميه، وإن سار الآن عاريًا مشوهًا،٢٣ كان رفيع المقام إلى حدٍّ لا يدور بخَلَدك؛
(٣٧) كان حفيد جوالدرادا الطيِّبة،٢٤ ودُعي باسم جويدو جويرا، وفي حياته صنع أعمالًا كثيرة، بالرأي والسيف.
(٤٠) والآخر الذي يطأ الرملَ من ورائي، هو تيجيايو ألدوبراندي،٢٥ الذي لا بد أن تكون ذكراه حميدة، فوقنا في الدنيا.٢٦
(٤٣) وأنا الذي وُضعتُ في العذاب معهما،٢٧ كنت جاكوبو روستيكوتشي٢٨ وفي الحق إن الزوجة المتوحشة تؤذيني أكثر من غيرها.»٢٩
(٤٦) ولو كنتُ في وقاية من النار لألقيتُ بنفسي بينهم إلى أسفل،٣٠ وأعتقد أن أستاذي كان سيأذن لي بذلك،
(٤٩) ولكن لمَّا كنت سأحترق وينضج جلدي، فقد غلب الخوفُ على رغبتي الصادقة، التي جعلتني مَشوقًا إلى عناقهم.٣١
(٥٢) ثم بدأتُ: «لَم تَغرس حالتُكم زرايةً في نفسي، ولكنْ ألمًا يمكث طويلًا قبل أن ينضو عني كله.٣٢
(٥٥) ولما قال لي سيدي هذا كلماتٍ، جعلَتني كلماته أفكر أن قومًا في مثل حالكم ربما يقدمون.٣٣
(٥٨) أنا من مدينتكم،٣٤ وقد ردَّدتُ وأصغيتُ بإعزاز، دائمًا وأبدًا، إلى أعمالكم وأسمائكم المجيدة.٣٥
(٦١) وإني أترك مُر العَفْص، وأرتاد حلوَ الثمار التي وعدني٣٦ بها دليلي الصدوق، ولكن عليَّ أن أهبط أولًا إلى القرار.»٣٧
(٦٤) أجاب بعدُ ذلك المعذَّب: «ألا فلتُحيِ النفسُ أعضاءك طويلًا،٣٨ ولتسطع شهرتك من بعدك،
(٦٧) ولكن أخبرني، ألا تزال الشجاعة والكياسة كامنةً في مدينتنا كالعادة هكذا، أم نزح ذلك عنها تمامًا؛٣٩
(٧٠) فإن جوليلمو بورسييري٤٠ الذي يتألم معنا منذ قريب،٤١ ويسير هناك مع رفاقه، يعذبنا بكلماته كثيرًا؟»٤٢
(٧٣) «إن مُحدَثي النعمة والأرباح المفاجئة،٤٣ ولَّدَت فيكِ يا فيورنتزا الغطرسةَ والإفراط، حتى لَتبكين اليوم من ذلك.»٤٤
(٧٦) هكذا صحتُ ووجهي متطلع،٤٥ والثلاثة الذين أدركوا أن في ذلك جوابًا، نظر بعضهم بعضًا كما يواجه الناس الحقيقة.٤٦
(٧٩) أجابوا جميعًا: «إذا كانت مرضاة الآخرين كلَّفتك هكذا قليلًا في المرات السابقة، فإنك لسعيدٌ إذا كنتَ تتكلم كما يروق لك!٤٧
(٨٢) ولهذا إذا أنت خرجتَ من هذه الأماكن المظلمة، ورجعتَ إلى رؤية النجوم الجميلة، وعندما يحلو لك قول «إني كنت»؛٤٨
(٨٥) فاعمل على أن تُحدِث منَّا لدى الناس ذِكرًا.»٤٩ وعندئذٍ فضُّوا حلقتهم،٥٠ وفي الهرب غدَت أجنحةً سيقانُهم السريعة.٥١
(٨٨) ولم يكن مستطاعًا قول آمين، بمثل هذه السرعة، بينما كانوا يختفون، وحينئذٍ بدا لأستاذي أن نرحل.
(٩١) وتبعتُه، وما إن سرنا قليلًا حتى اقترب إلينا خرير المياه،٥٢ حتى لم يكد يُسمَع لنا صوتٌ.٥٣
(٩٤) وكذلك النهر٥٤ الذي يجري في أول مجرًى مستقل،٥٥ من جبل فيزو٥٦ صوبَ الشرق،٥٧ على الجانب الأيسر من الأبنين،٥٨
(٩٧) والذي يُسمَّى في أعلى أكواكويتا، قبل أن يهبط إلى المجرى الأدنى،٥٩ ثم يفقد هذا الاسم عند فورلي،٦٠
(١٠٠) ويدوِّي هناك فوق سان بِندتُّو٦١ في جبال الألب، وهو يسقط في منحدر، حيث ينبغي أن يكون معتصمًا لألف شخصٍ،٦٢
(١٠٣) هكذا في أسفل شاطئ منحدر، وجدنا تلك المياه القاتمة٦٣ تدوِّي دويًّا، كان ممكنًا أن يصمَّ آذاننا في وقت قليل.٦٤
(١٠٦) وكان معي حبلٌ التفَّ من حولي، وقد فكرتُ مرة أن أمسك به الفهدة ذات الجلد الأرقط.٦٥
(١٠٩) وبعد أن فككته كله من حولي، كما أمرني بذلك دليلي، قدمته إليه ملفوفًا ومطويًّا.
(١١٢) وحينئذٍ استدار إلى الجانب الأيمن، وعلى مسافة قليلة من الحافة، ألقى به إلى أسفل،٦٦ في تلك الهاوية السحيقة.
(١١٥) قلت في نفسي: «لا بد أن يستجيب شيءٌ غير مألوف لهذه الإشارة الجديدة، التي يتابعها أستاذي هكذا بعينه.»٦٧
(١١٨) أوَّاه، كم ينبغي أن يأخذ الناس الحذر، بقرب مَن لا يرَون الأعمال وحدها، ولكن يَنفُذون بذكائهم إلى الأفكار!٦٨
(١٢١) قال لي: «سيأتي إلى أعلى توًّا، ما أنا أنتظره وما يحلم به فكرك،٦٩ وهو ما ينبغي أن ينكشف لعينيك سريعًا.»
(١٢٤) يجب على الإنسان دائمًا أمام ذلك الصدق الذي له مظهر الكذب، أن يُغلِق شفتيه لأقصى ما يستطيع، وإلا أثار اللوم دون خطيئة،٧٠
(١٢٧) ولكني لا أستطيع هنا صمتًا، وأقسم لك أيها القارئ بأبيات هذه الكوميديا،٧١ ولعلها لا تُعوِزها الحُظوة الطويلة الأمد،٧٢
(١٣٠) إني رأيت في ذلك الهواء المظلم الكثيف، كائنًا يأتي إلى أعلى سابحًا، يثير الرعب في كل قلبٍ رابط الجأش،٧٣
(١٣٣) وكان كما يعود ذلك الذي يهبط أحيانًا،٧٤ لكي يُخلِّص رواسي سفينة تشبَّثت بحجر، أو بشيء غيره في البحر مختبئٍ،٧٥
(١٣٦) وهو يمد ذراعيه إلى أعلى ويضم قدميه.٧٦
١  هي تكملة للأنشودة السابقة، ويمكن أن تُسمَّى أنشودة الفلورنسيين الثلاثة.
٢  هذه إشارة إلى الحلقة الثامنة التي أخذ الشاعران في الاقتراب منها.
٣  كان صوت المياه الساقطة غير واضح بسبب البعد، وكان يشبه دوي النحل.
٤  هذه جماعة مَن شغلوا وظائف عامة حربية أو مدنية.
٥  يعني مطر النيران المتساقطة من السماء.
٦  كانت هذه الجماعة تسير في اتجاه مضاد للشاعرين، يعني أن هؤلاء الثلاثة جاءوا من ناحية مسقط الهاوية.
٧  كان دانتي يلبس ما يشبه العباءة، وفوق رأسه الغطاء الفلورنسي، كما يبدو في كل رسومه.
٨  يعني فلورنسا التي سادها الفساد والفوضى.
٩  هذا كناية عما لحقهم من العذاب الشديد.
١٠  هكذا أحس دانتي بآلام هؤلاء المعذبين.
١١  أشار فرجيليو على دانتي بالانتظار والإنصات لهؤلاء المواطنين الفلورنسيين، الذين يجب أن يلقَوا كل رعاية وكياسة، على عكس احتقاره فلورنسيين غيرهم، كما سبق:
Inf., III, 49–51.
١٢  ذلك لأنهم أهل قدْر وشرف.
١٣  كانوا يبكون من الألم، وأوقفوا بكاءهم لحظة ثم عادوا إلى البكاء.
١٤  كان عقابهم أن يسيروا على الدوام بغير توقف، ولذلك جعلوا من أنفسهم حلقة تدور دائمًا.
وهناك نوع من الشَّبه بما جاء في التراث الإسلامي في النمَّامين بين الناس، الذين لا يَقِرون لحظة، وكذلك بالنسبة لما ورد في الأنشودة السابقة:
الشعراني، مختصر تذكرة القرطبي (السابق الذكر)، ص٧٦.
١٥  كانت تحدث مثل هذه المصارعات عند الرومان واليونان، كما كانت تحدث في العصور الوسطى. وهذه صورة من صور الرياضة في ذلك العصر.
١٦  كان يدور ثلاثتهم في شكل عجلة، وفي الوقت نفسه أداروا رءوسهم نحو دانتي حتى يمكنهم رؤيته والتحدث إليه.
١٧  المكان رخو لوجود الرمال.
١٨  سوَّدت النيران وجوههم، وشوَّهتها وسلختها.
١٩  لم تكن تُقبَل لهم صلاة ولا ضراعة.
٢٠  يسأله المتكلم باسم شهرته أن يخبره عن شخصه.
٢١  يعني أن دانتي يسير خلال الجحيم دون أن يخشى النيران.
٢٢  هو جويدو جويرا السادس من آل جويدي (١٢٢٠–١٢٧٢م Guido Guerra)، مواطن فلورنسي من أنصار الجلف، وتزعَّم الجلف الخارجين من فلورنسا بعد هزيمة مونتأبرتي، ثم رجع إلى فلورنسا، حيث مات بها. وامتاز بالشجاعة والفروسية، ولم تُعرَف عنه صفة اللواط، ولكن دانتي عدَّه من الآثمين بسببها.
وتوجَد صورة صغيرة لجويدو جويرا وهو يطرد الجبلين من أريتزو، وترجع إلى القرن ١٤، وهي في مكتبة كيدجي في روما.
٢٣  هذا التشويه من أثر النيران.
٢٤  جوالدرادا (Gualdrada): زوجة جويدو جويرا الرابع من زعماء الجبلين، وجاء حفيدها جويدو جويرا السادس من أنصار الجلف.
٢٥  تيجيايو ألدوبراندي دلي أديماري (Tegghiaio Aldobrandi degli Adimari): فارس فلورنسي شجاع أصبح عمدة أريتزو بعد منتصف القرن ١٣، ونصح حكومة فلورنسا بعدم الخروج لقتال سيينا، ولكن فلورنسا لم تستمع لرأيه، فهُزمت قواتها الجلفية في موقعة مونتأبرتي. ولم تُعرَف عنه صفة اللواط، ولكن دانتي جعله من الآثمين بسببها. وسبق أن استفسر عنه:
Inf., VI, 79.
٢٦  أي: إن قوله لم يُقبَل عندما أشار بعدم خروج الجند الفلورنسي لقتال سيينا، ولذلك ينبغي أن يُقدَّر رأيه الآن، وتُعرَف قيمة نصيحته.
٢٧  يعني أنه احتمل معهما عذابًا واحدًا.
٢٨  جاكوبو روستيكوتشي (Jacopo Rusticucci): فارس فلورنسي شجاع عاش في القرن ١٣، وكان من حزب الجلف، وهدم الجبلين منزله بعد موقعة مونتأبرتي.
٢٩  أساءت إليه زوجته فجعلته يزهد النساء ويرتكب اللواط.
٣٠  هذا دليل على ما حمله دانتي في قلبه من التقدير لهؤلاء المواطنين.
٣١  هكذا غلبت النارُ رغبتَه الصادقة في عناق هؤلاء المواطنين. وهذا تصوير دقيق للرغبة المخلصة في عناق مواطني فلورنسا التي وقفَت أمامها عقبةُ النيران.
٣٢  تأثر دانتي لعذاب مواطنيه أشد التأثر.
٣٣  هذا استمرار في إظهار التقدير والإعزاز لهم.
٣٤  يعني فلورنسا.
٣٥  كان دانتي يردد ذكرى أعمال هؤلاء الأبطال، ويتخذهم رمزًا للوطنية.
٣٦  العفص (fele): نوع من شجر البلوط، وهو رمز للخطيئة. والمقصود بالثمار الحلوة السعادة الأبدية التي وعده بها فرجيليو من قبل:
Inf., I, 112–123.
٣٧  يعني أسفل الجحيم حيث يوجَد لوتشيفيرو.
٣٨  يعني فلتعش طويلًا.
٣٩  هذه إشارة إلى ما لقيه هؤلاء الفلورنسيون على أيدي خصومهم السياسيين.
٤٠  جوليلمو بورسييري (Giuglielmo Borsiere): فارس فلورنسي عاش في القرن ١٣. وامتاز بالكياسة والرقة، وكان يقوم بمهمة المصالحة وإيجاد حسن التفاهم بين النبلاء.
٤١  ذلك لأنه مات قُبيل ١٣٠٠، بينما مات هؤلاء الثلاثة منذ حوالي ربع قرن.
٤٢  أي: يعذبهم بما حمله من أخبار الوطن السيئة.
٤٣  أي: إن أهل الريف الذين وفدوا على فلورنسا حديثًا، وكسبوا أموالًا سريعة، أظهَروا الغطرسة، وأخلُّوا بالمقاييس المألوفة.
٤٤  أدى هذا إلى أن تعاني فلورنسا ويلات جديدة.
٤٥  رفع دانتي رأسه حتى يبلغ صوته أسماع مواطنيه.
٤٦  أي: إن نظراتهم عبَّرت عن الدهشة والألم عندما أكد لهم دانتي حقيقة أليمة جالت بخواطرهم.
٤٧  يعني أن دانتي يتكلم بصراحة، ويغبطه مواطنوه على ذلك.
٤٨  أي: عندما يعود دانتي إلى الدنيا، ويحلو له أن يتذكر الرحلة التي قام بها إلى عالم ما بعد الحياة.
٤٩  يشبه هذا قول فرجيليو:
Virg., Æn., I, 204.
٥٠  أي: الحلقة التي كوَّنوها منذ وقفوا أمام دانتي.
٥١  سارعوا إلى الهرب لفوات الوقت، وفعلوا مثل برونيتو لاتيني:
Inf., XV, 121–124.
٥٢  هذا صوت مياه نهر فليجيتونتي.
٥٣  ارتفع دوي المياه باقتراب الشاعرين منها، فتعذَّر عليهما سماع كلامهما.
٥٤  أي: نهر مونتوني (Montone).
٥٥  أي: إنه أول نهر يصب في البحر مباشرة دون أن يلتقي بنهر البو في عهد دانتي. وأصبح الآن نهر لاموني أول نهر يصب في البحر مباشرةً.
٥٦  جبل فيزو (Monte Viso) في جبال الألب الإترسكية.
٥٧  يعني أنه يصب في بحر الأدرياتيك مباشرةً بعد مروره في موضع قريب من رافنا.
٥٨  أي: الجانب الشرقي من جبال الأبنين.
٥٩  يُسمَّى نهر أكواكويتا (Acquaqueta) من منبعه حتى مدينة فورلي (Forli).
٦٠  ويُسمَّى نهر مونتوني من فورلي حتى بحر الأدرياتيك.
٦١  دير سان بندتو (San Benedetto) فوق مُرتفَع بهذا الاسم.
٦٢  ربما كان المقصود بهذا أن آل جويدي أرادوا إقامة بعض المساكن لأتباعهم في هذا المنحدر لولا سقوط المياه.
٦٣  أي: مياه فليجيتونتي.
٦٤  هكذا كان دوي المياه يكاد يصم الآذان.
٦٥  هذه إشارة إلى الفهدة التي اعترضت سبيل دانتي في أول الجحيم:
Inf., I, 31–34.
ويختلف النقاد في المعنى الذي يرمز إليه الحبل؛ ربما يقصد به القانون، أو الإيمان، أو شارة رهبان الفرنتشسكان كرمزٍ للطهارة والنقاء.
٦٦  ألقى فرجيليو بالحبل على بُعد مسافة من حافة الهاوية؛ حتى لا يشتبك بالصخور الناتئة.
٦٧  استدل دانتي من ملاحظته فرجيليو على أن شيئًا عجيبًا على وشك الظهور.
٦٨  يعني أن فرجيليو قرأ أفكار دانتي بإحساسه المرهف.
٦٩  أي: سيأتي سريعًا ما كان دانتي يفكر فيه بطريقة غير واضحة.
٧٠  هناك حقائق تبدو كالأكاذيب ولا يكاد يصدقها العقل. على الإنسان أن يلزم الصمت أمام هذا الصدق الذي يبدو كذبًا، حتى لا يثير على نفسه لوم الناس دون ذنب.
٧١  يسمِّي دانتي كتابه بالكوميديا، وسيكرر هذه التسمية بعد:
Inf., XXI, 2.
ويسميه بالقصيدة المقدسة في الفردوس:
Par., XXV, 1.
٧٢  يُقسِم دانتي باسم الكوميديا التي يرجو أن تنال المجد.
٧٣  هذا هو جيريوني الكائن الخرافي الذي سيأتي بعد:
Inf., XVII, 1 …
٧٤  يقصد الملاح.
٧٥  يشبه هذا قول لوكانوس:
Luc., Phars., III, 697.
٧٦  هذه صورة الملاح الذي يمسك المرساة بقدميه، ويفتح ذراعيه لكي يخرج من الماء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤