الأنشودة الثانية والعشرون١

أشار دانتي إلى حركات الفرسان وسيرهم في الحرب والسلم، وقال إنه لم يرَ مثيلًا للبوق الغريب الذي سار الشياطين بمصاحبته. ونظر دانتي إلى القطران، فرأى بعض الآثمين قد رفع ظهره، كالدرافيل في البحر، لكي يُخفِّفوا ألم الغليان. ورأى المعذبين في القطران مثل الضفادع على حافة المستنقع، وقد أظهرت خياشيمَها، وأخفت جسمها في الماء. ووجد الشيطان جرافيكاني يلتقط أحد المعذبين بخطافه، وأقبل بقية الشياطين للاشتراك في تمزيقه، ولكن محادثة فرجيليو له أوقفت ذلك التعذيب، وعرف دانتي أنه جامبولو من نافار، الذي استغل نفوذه في بلاط الملك تيبالدو في الرشوة وجمع المال. وحاول بارباريتشا أن يحميه من اعتداء الشياطين حتى ينتهي فرجيليو من حديثه معه. سأله فرجيليو هل يوجَد معه رجل من اللاتين. قال جامبولو إن معه في القطران الراهب جوميتا، الذي استغل مركزه في سردينيا لجمع المال، وأصبح بذلك زعيمًا للمرتشين. وعمل جامبولو على خداع الشياطين لكي يُفلِت منهم، وينجو من التمزيق. وطلب أليكينو الشيطان أن يجري بينه وبين جامبولو سباق، وكانت تلك مباراة عجيبة، بين شيطان ومعذَّب. استطاع جامبولو أن يقفز في لحظة إلى القطران، ولم يستطع جناحا أليكينو أن يسبقا خوف جامبولو، وهكذا أفلت من التعذيب، وعندئذٍ غضب كالكابرينا لنجاح خدعة جامبولو، وهاجم أليكينو المسئول عن هربه، واشتبك الشيطانان في معركة حامية، وسقطا معًا في القطران الآني. وحاول بقية الشياطين إنقاذهما بخطاطيفهم من جانبَي الوادي. انتهز دانتي وفرجيليو هذه الفرصة وتابعا رحلتهما دون رُفقة الشياطين.

(١) مِن قبلُ رأيتُ الفرسان يتحركون، يبدءون الهجوم، ويعرضون صفوفهم، وأحيانًا ينسحبون نجاةً بأنفسهم،٢
(٤) ورأيتُ الطلائع في أرضكم يا أهل أريتزو،٣ وشهدتُ هجمات المغيرين،٤ ومبارزة الفرسان زرافاتٍ ووحدانًا،٥
(٧) بالأبواق تارةً وطورًا بالأجراس، وبالطبول وبإشارات القلاع،٦ وبأشياء لنا وأخرى أجنبية،٧
(١٠) ولكني لم أرَ بمصاحبة هذا البوق الغريب٨ فرسانًا ولا مشاةً يتحركون، ولا سفينةً تسير بإشارة من أرض أو نجم.٩
(١٣) ذهبنا مع الشياطين العشرة، ويلاه من الرُّفقة الرهيبة! ولكن في الكنيسة يصحب الإنسان القديسين، وفي الحانة ذوي النَّهم.١٠
(١٦) اتجه انتباهي إلى القطران وحده، لكي أرى كل ما احتواه الوادي، والقومَ الذين احترقوا بداخله.١١
(١٩) وكالدرافيل، حينما تُشير للملاحين بظهرها المقوس، كي يستعدوا لإنقاذ سفينتهم؛١٢
(٢٢) هكذا أبرز بعض الآثمين ظهره أحيانًا١٣ لكي يخفف الألم، وأخفاه في أقل من ومضة البرق.١٤
(٢٥) وكما تقف الضفادع عند حافة مياه خندق بخيشومها وحده في الخارج، حتى تُخفي أقدامها وسائر الجسم؛١٥
(٢٨) كذلك وقف الآثمون في كل جانب، ولكن ما إن أخذ بارباريتشا يقترب منهم، حتى انسحبوا تحت الحميم الآني.١٦
(٣١) رأيتُ، وهو ما لا يزال يرتجف منه قلبي، واحدًا ينتظر هكذا، كما يحدث أن يبقى ضفدعٌ ويختفي آخر،
(٣٤) وجرافيكاني الذي كان أقرب إليه، شبك خُطافه في خصلات شعره اللزج،١٧ وانتزعه إلى أعلى، فبدا لي ككلب البحر.١٨
(٣٧) كنتُ قد عرفتُ أسماءهم جميعًا؛ لأني لاحظتهم بعناية حين اختيارهم،١٩ وحينما نادى كلٌّ منهم الآخر، انتبهتُ، وكيف انتبهت!٢٠
(٤٠) وصاح الملاعين كلهم معًا:٢١ «يا روبيكانتي، احرص على أن تُنشِب مخالبَك في ظهره، حتى تسلخه.»
(٤٣) قلت: «أستاذي، اعمل على أن تعرف، إن استطعت، مَن البائس الذي وقع في قبضة أعدائه.»
(٤٦) اقترب دليلي إلى جانبه، وسأله من أين جاء، فأجاب: «لقد وُلدتُ في مملكة نافار.٢٢
(٤٩) ووضعتني أمي خادمًا لسيد؛ إذ كانت قد ولدتني من وغدٍ هادمٍ لنفسه وأمواله،٢٣
(٥٢) ثم صرتُ من خواصِّ تيبالدو٢٤ الملك الطيب، وهناك عكفتُ على اصطناع الرشوة، التي أؤدي عنها الحسابَ في هذا الوهج.»
(٥٥) وتشيرياتو، الذي خرج من كلا جانبَي فمه نابٌ، كما للخنزير، أشعره كيف يمزقه أحد نابَيه.٢٥
(٥٨) وقع الفأر٢٦ بين قطط شريرة،٢٧ ولكن بارباريتشا أطبق عليه ذراعيه، وقال: «ابقَوا هنا، بينما أعصره أنا.»٢٨
(٦١) ثم التفت إلى أستاذي وقال: «سَلْه أيضًا، إذا رغبتَ أن تعرف منه مزيدًا، وقبل أن يمزقه الآخرون إرْبًا.»٢٩
(٦٤) عندئذٍ قال دليلي: «أخبرني الآن، أتعرف تحت القطران رجلًا من اللاتين بين سائر الأشرار؟»٣٠ فأجاب: «لقد رحلتُ
(٦٧) منذ قليل عن رجل، كان جارهم في ذلك الجانب،٣١ وكنت أود أن أبقى مغطًّى معه، حتى لا أخشى مخلبًا ولا خطافًا!»٣٢
(٧٠) فقال ليبيكوكُّو: «إننا قد احتملنا كثيرًا»، وأمسك ذراعيه بالمحجن، حتى إنه، وهو يمزقه، حمل منه قطعة.٣٣
(٧٣) وكذلك أراد دراجينياتزو أن يعقف ساقيه من أسفل، وعندئذٍ دار قائدهم حوله٣٤ بوجه الشر.
(٧٦) وعندما هدءوا قليلًا، سأل دليلي دون أناة، ذلك الذي كان لا يزال ينظر إلى جرحه:٣٥
(٧٩) «من كان ذلك الذي تقول إنك قد أسأتَ بالرحيل عنه، لتأتي إلى الشاطئ؟» فأجاب: «كان هو الراهب جوميتا،٣٦
(٨٢) من جالُّورا،٣٧ وعاء كل خيانة، الذي استولت يده على أعداء سيده،٣٨ ففعل لهم ما جعل كلًّا منهم يمدحه لذلك.٣٩
(٨٥) لقد أخذ أموالهم، ثم تركهم أحرارًا، كما يقول، وفي المناصب الأخرى كان أيضًا مرتشيًا، لا صغيرًا ولكن زعيمًا.٤٠
(٨٨) ويتحدث إليه السيد ميكيل زانكي،٤١ من لوجودورو،٤٢ وفي الكلام عن سردينيا لا يشعر لساناهما بالكلال.٤٣
(٩١) أواه! انظر إلى ذلك الآخر الذي تتحرق أسنانه الأُرَّم!٤٤ وددت لو أطيل الحديث، ولكني أخشى أن يستعد لينزع مني جلدةَ الرأس.»
(٩٤) وقال القائد الكبير٤٥ وهو متجهٌ إلى فارفاريلُّو، الذي أدار عينيه لكي يطعن: «فلتذهب هناك، أيها الطائر الخبيث.»٤٦
(٩٧) واستأنف المرتعدُ بعدُ:٤٧ «إذا أردتما أن تريا أو تسمعا قومًا من تُسكانا أو لمبارديا، فسآتيكما بهم،٤٨
(١٠٠) ولكن فلتبقَ المخالب الشريرة بعيدةً قليلًا حتى لا يخشَوا انتقامها،٤٩ وإني، إذ أجلس في هذا الموضع ذاته،
(١٠٣) ومهما كان من أمري، سأستقدم منهم سبعة٥٠ حينما أُطلق صفيري،٥١ كما هي عادتنا أن نفعل، عندما يضع أحدنا نفسه في الخارج.»٥٢
(١٠٦) رفع كانياتزو فمه عند هذا الكلام، وهو يهز رأسه، وقال: «فلنسمع الخبثَ الذي راوده، كي يُلقي بنفسه إلى أسفل!»٥٣
(١٠٩) وعندئذٍ أجاب مَن امتلأت جَعبته بالمكائد:٥٤ «حقًّا إني لشديد الخبث، حينما أدبِّر لرفاقي بؤسًا أشد.»
(١١٢) لم يُطِق أليكينو صبرًا، وبعكس الآخرين، قال له:٥٥ «إذا أنت ألقيت بنفسك،٥٦ فلن أتبعك عدوًا،
(١١٥) ولكني سأضرب بجناحيَّ فوق القطران،٥٧ ولنترك المُرتفَع، وليكن الشاطئ حاجزًا لك، لنرى أتتفوق علينا أنت وحدك!»
(١١٨) ستسمع مباراةً جديدة٥٨ أيها القارئ، اتجهَ كلٌّ منهم بعينيه إلى الجانب الآخر، وأولهم مَن كان أقل نُضجًا لأنْ يفعل ذلك.٥٩
(١٢١) أحسن النافاري٦٠ اختيار وقته، وثبَّت في الأرض عقبَيه، وفي لحظة قفز، وحرَّر نفسه من قصدهم.٦١
(١٢٤) وحينئذٍ أحسَّ كلٌّ منهم بوخز الإثم،٦٢ وعلى الأخص مَن كان سببًا في الخطأ؛٦٣ ولذلك تحرك وصاح: «قد لحقتُ بك!»
(١٢٧) ولكن قليلًا نفَعه ذلك؛ لأن الجناحين لم يستطيعا للخوف سبقًا، وذهب ذلك إلى أسفل، ورفع هذا صدره إلى أعلى وهو يطير.٦٤
(١٣٠) غير هذا لا يفعل البط البري؛ إذ يغوص إلى أسفل حينما يقترب البازي، الذي يعود صُعُدًا حانقًا منهزمًا.٦٥
(١٣٣) وكالكابرينا، وقد غضب من هذه الخدعة، تبعه طائرًا، وهو شديد الرغبة أن يهرب الآثم، لكي يدخل في المعركة.٦٦
(١٣٦) وحينما اختفى المرتشي،٦٧ حوَّل كالكابرينا مخالبه هكذا إلى رفيقه، واشتبك معه فوق الخندق.
(١٣٩) ولكن الآخر كان في الحق صقرًا قارحًا، يجيد طعنه بالمخلب، وسقط الاثنان معًا وسط المستنقع الآني.٦٨
(١٤٢) وكانت الحرارة فاصلًا بينهما توًّا، ولكن استحال عليهما التحليق؛ إذ صارت أجنحتهما منغمسة في القطران هكذا.
(١٤٥) وبارباريتشا الذي تولاه الحزن، مع رفاقه،٦٩ جعل أربعةً منهم يطيرون إلى الشاطئ الآخر بكل الخطاطيف،٧٠ وبسرعة فائقة
(١٤٨) هبطوا هنا وهناك إلى مواضعهم، ومدوا الخطاطيف إلى اللذين غمرهما اللزج،٧١ وكانا قد نضجا داخل الجلد المحترق،٧٢
(١٥١) وتركناهم مُرتبكين على ذلك النحو.٧٣
١  هذه تكملة للأنشودة السابقة، أنشودة المرتشين.
٢  يصف دانتي حركات الفرسان المستمدة من تجربته ومشاهدته.
٣  أهل أريتزو (Gli Aretini) يسكنون على تُخوم تسكانا، وكانوا من الجبلين الذين ناهضوا الجلف الفلورنسيين.
٤  كان الفرسان يقومون بحملات اعتداء ونهب على أرض العدو. ويشير دانتي بهذا إلى معركة كامبالدينو في ١٢٨٩، التي اشترك فيها.
٥  المقصود المبارزات الاستعراضية وقت السلم.
٦  كانت القلاع ترسل إشاراتها بالأعلام والدخان نهارًا، وبالنار ليلًا.
٧  هذه هي الإشارات الإيطالية أو الأجنبية الأصل التي كانت تتحرك القوات العسكرية تبعًا لها في الحرب والسلم.
٨  أي: إن بارباريتشا كان ينفخ في بوق غريب، بالضرب على عَجُزه، أو بإخراج الريح وإحداث صوت عالٍ.
٩  كانت السفن تتلقى إشارات من الأرض بقرب الشاطئ، وتهتدي بالكواكب في عرض البحر. ووردت صورة مشابِهة عند فرجيليو:
Virg., Æn., VII, 215.
١٠  يعني كما يكون الإنسان في رفقة القديسين في الكنيسة، وفي رفقة السكارى في الحانة؛ هكذا كان الشاعران هنا في رفقة الشياطين، بحكم الضرورة. كان هذا القول من الأمثلة السائرة في عصر دانتي.
وتوجَد صورة لجماعة من الرجال يحتسون الخمر على مائدة وقد اتخذوا أوضاعًا مختلفة، وهم في بيئة جبلية، وهي من عمل الأخوين ساليميني في القرن ١٤، وهي في كنيسة يوحنا المعمدان في أوربينو.
١١  هذه صورة من العذاب الرهيب.
١٢  كان ظهور الدرفيل يعني اقتراب العاصفة، واعتبر القدماء الدرفيل صديقًا للملاح؛ لأنه ينبِّهه إلى الخطر المُحدِق.
١٣  الصورة مأخوذة من ملاحظة الدرفيل في البحر.
١٤  هذه طريقة لتخفيف حدة الألم لحظة واحدة وسط القطران الآني.
١٥  هذه صورة دقيقة للضفادع عند حافة الماء.
١٦  بهذه الطريقة حاول المعذبون أيضًا أن يخففوا عذابهم لحظة.
١٧  فعل جرافيكاني ذلك عندما كان المعذب عند حافة القطران الآني.
١٨  هذه مقارنة دقيقة بين المعذب المرفوع في الهواء ولونه في لون القطران، وبين كلب البحر الذي يقرب لونه من السواد.
١٩  أي: إن دانتي انتبه عندما اختار مالاكودا الشياطين العشرة، وبذلك عرف أسماءهم:
Inf., XXI, 118–123.
٢٠  أي: إنه انتبه بأذن مرهفة السمع.
٢١  يشبه هذا الموقف صياح المعذبين ضد فيليبو أرجنتي من قبل:
Inf., VIII, 61.
٢٢  هوجامبولو دي نافار (Giampolo di Navarre): مواطن من إسبانيا.
٢٣  كان أبوه وغدًا محتالًا عاش على الخداع، وبدَّد ما يملك، ثم انتحر.
٢٤  تيبالدو (١٢٥٣–١٢٧٠ Tibaldo): ملك نافار، اشترك مع لويس التاسع ملك فرنسا في حملته الصليبية على تونس، ومات في أثناء رجوعه.
٢٥  هكذا أحس بوطأة العذاب.
٢٦  الفأر كناية عن جامبولو.
٢٧  القطط الشريرة كناية عن الشياطين. وكان هذا القول من الأمثلة الشائعة منذ عهد دانتي.
٢٨  في الأصل: inforcare، يعني يضغط الجواد بالساقين، والمقصود هنا إحاطة المعذب بالذراعين. وفعل بارباريتشا ذلك لكي يحمي جامبولو مؤقتًا من بقية الشياطين، وحتى يستطيع فرجيليو أن يحادثه. وسيستغل جامبولو هذه الحماية للقيام بخداع جديد كما كان يفعل في الدنيا.
٢٩  يعني الشياطين.
٣٠  لاتيني يعني إيطالي عند دانتي. استخدم دانتي هذا اللفظ بهذا المعنى مرات عديدة:
Inf., XXVII, 27, 33; XXVIII, 71; XXIX, 88, 91.
Purg., VII, 16; XI, 58; XIII, 92.
٣١  يقصد الراهب جوميتا في الجانب الآخر من إيطاليا، أي: في سردينيا.
٣٢  يعني أنه كان يود البقاء مغطًّى بالقطران حتى لا يناله عذاب الشياطين.
٣٣  هذا للمزيد في عذابهم جزاء ما ارتكبوا من آثام.
٣٤  أي: بارباريتشا.
٣٥  هذا هو جامبولو.
٣٦  جوميتا (Gometa): راهب من سردينيا، وكان قاضيًا لجالورا نائبًا عن أوجولينو فيسكونتي حاكم بيزا ١٢٧٥–١٢٩٦، واشتهر بالرشوة، وباستغلاله سلطة وظيفته لتحقيق مصلحته الشخصية.
٣٧  جالورا (Gallura) هي الجزء الشمالي الشرقي من سردينيا، وكانت حكومة بيزا قد قسمت الجزيرة أربعة أقسام.
٣٨  أي: أوجولينو فيسكونتي.
٣٩  أي: إنه أطلق سراح أعداء مولاه في نظير المال، مما ألهج ألسنتهم بالثناء عليه.
٤٠  كان زعيمًا للمرتشين.
٤١  ميكيل زانكي (Michel Zanke): أصبح حاكم لوجودورو في سردينيا بعد موت إنتزو ابن الإمبراطور فردريك الثاني، وسيأتي بعد:
Inf., XXXIII, 134–147.
٤٢  لوجودورو (Logodoro) هي المنطقة الشمالية الغربية في سردينيا.
٤٣  ذكريات سردينيا عزيزة لديهما؛ ولذلك فهما لا يتعبان أبدًا من الحديث عنها.
٤٤  أي: فارفاريلو الذي كان يهدد جامبولو بالتعذيب.
٤٥  أي: بارباريتشا.
٤٦  أي: الشيطان صاحب الجناحين.
٤٧  يعني جامبولو الذي ارتعد من تهديد الشياطين.
٤٨  سبق أن سأل فرجيليو جامبولو عن بعض اللاتين معه، ولما عرف جامبولو إلى أي البلاد ينتمي هذان الشاعران، بطريقة كلامهما، عرض عليهما أن يستقدم بعض مواطنيهما للحديث معهما، وقصد جامبولو بذلك أن يستريح من العذاب وقد حماه بارباريتشا أطول وقت مستطاع، ثم لكي يجد الفرصة للإفلات والقفز في القطران مرة أخرى.
٤٩  طلب جامبولو أن يبتعد الشياطين حتى يظهر الآثمون فوق سطح القطران، وهذا خداع؛ لأنه أراد إبعاد الشياطين حتى يمكنه أن يقفز إلى القاع.
٥٠  أي: سبعة من الآثمين.
٥١  الصفير هو طريقة التفاهم بينهم.
٥٢  أي: عندما يخرج أحدهم من القطران.
٥٣  أراد جامبولو أن يخدع الشياطين باستدعاء بعض المعذبين بهذا الصفير.
٥٤  أي: جامبولو.
٥٥  يعني بعكس بقية الشياطين الذين لم يحفلوا بكلام جامبولو.
٥٦  أي: إذا ألقى بنفسه في القطران.
٥٧  يعني سيطير وراءه لكي يضربه قبل أن يغطس في القطران. وهكذا قَبِل أليكينو اقتراح جامبولو، وبذلك سيتعرض للخديعة.
٥٨  يعني مباراة عجيبة؛ لأنها تقع بين آثم وشيطان. ويمتاز الآثم بالخبث والخداع، ويمتاز الشيطان بجناحيه، وقد ظن أنه سيلحق بالآثم على أية حال.
٥٩  المقصود بذلك كانياتزو.
٦٠  أي: جامبولو.
٦١  أي: اقتراح أليكينو عندما قَبِل تحدي جامبولو.
٦٢  يعني لهرب جامبولو وتخلصه من تعذيب الشياطين عندما قفز إلى القطران.
٦٣  أي: أليكينو.
٦٤  أي: إن انطلاق جامبولو، الخائف المرتعد، كان أسرع من أن يلاحقه جناحا أليكينو، الذي ارتفع عندئذٍ إلى أعلى الشاطئ. وفي هذا كله مشهد مليء بالخداع والسخرية والهزل، مع عنصر المأساة والتعذيب، ورسم دانتي ذلك بريشته البارعة.
٦٥  أي: يعود صاعدًا في الهواء. وهذه ملاحظة مستمدة من حركة الطير.
٦٦  كان كالكابرينا يأمل أن يستطيع جامبولو الاختفاء في القطران، حتى يجد الفرصة سانحة لكي ينتقم لما وقع من أليكينو من التهاون وسوء التقدير.
ورسم بوش (حوالي ١٤٥٠–١٥١٦) صورة جنة عدن، وفيها رسوم لشياطين مجنحة، وكذلك رسم صورة الجحيم وفيها شياطين ونيران، وألوان من العذاب، واستخدم الآلات الموسيقية كأدوات للتعذيب. والصورتان في متحف برادو في مدريد. ورسم جويا (١٧٤٦–١٨٢٨) عدة صور للشياطين المجنحة، ورسم بعضها في حالة العراك، وهي في متحف برادو في مدريد.
٦٧  يعني جامبولو.
٦٨  سقط أليكينو وكالكابرينا معًا في القطران. وهكذا نجح جامبولو في خداعه، وأوقع الشيطانين في هذا المأزق. ويطابق هذا عنصر الهزل والسخرية في طبيعة دانتي.
وقد رسم جوتو (١٢٦٦ / ١٢٦٧–١٣٣٧) صورة لمدينة أريتزو وبها شياطين مجنحة، وهي في كنيسة سان فرنتشسكو العليا في أسيسي.
٦٩  تولَّى الشياطينَ الحزنُ لِما أصاب أليكينو وكالكابرينا.
وتوجَد صورة باسم انتصار الموت، وبها شياطين مجنحة ممسكة بخطاطيف تنهال بها على الآثمين تعذيبًا، ورُسمت حوالي منتصف القرن ١٤، ولا يُعرَف على وجه التحديد مَن رسمها، وهي في الكامبوسانتو في بيزا.
٧٠  أي: إلى الشاطئ الخامس.
٧١  أي: إن الشياطين مدوا خطاطيفهم من جانبَي الوادي لإنقاذ الغارقين.
٧٢  يعني أن جلدهما كان قد احترق، فتحول إلى قشرة جافة، ثم احترق ما تحتها، أي: إنهما احترقا في الداخل والخارج على السواء.
٧٣  انتهز دانتي وفرجيليو فرصة ارتباك الشياطين، وانشغالهم بإنقاذ الغارقين، لكي يتابعا رحلتهما دون هذه الرُّفقة الشريرة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤