الأنشودة التاسعة والعشرون١

اغرورقت عينا دانتي بالدمع حزنًا على الهالكين في الأنشودة السابقة، حتى آثر البقاء للبكاء عليهم، وحاول فرجيليو أن يهدئ من روعه، ويحمله على متابعة السير، لطول الطريق، وقد تأخر الوقت، وعليه أن يرى أشياء أخرى كثيرة. دانتي يبرر بكاءه ورغبته في التوقف بأنه شهد روحًا من دمه تبكي خطيئتها، وكانت روح جيري دل بلُّو، وهو من أقربائه الذين أثاروا الدسائس، وأحس دانتي بالعطف عليه؛ لأنه قُتل دون أن ينتقم أحد لمقتله. وتقدم الشاعران، فأصابت دانتي صرخات عجيبة، كأنها سهام والأسى حديدها، فغطى أذنيه بالكفين. وقال إن مرضى الصيف في وادي كيانا وماريما وسردينيا لم يزد عذابهم عما شهده في الوادي العاشر من الحلقة الثامنة. كان هؤلاء هم مزيِّفي المعادن بالسيمياء والسحر، ورآهم دانتي في أوضاع مختلفة، فاستلقى هذا على بطنه، وزحف بعضهم على أربعة، وأصابهم الجرب والبرص والشلل، جزاء ما ارتكبوا من غش وخداع. ورأى اثنين متساندين وهما يحكَّان بعنف قروحهما الأليمة. حادثهما فرجيليو وسأل أحدهما هل يوجَد هنا واحد من اللاتين، فاعترفا بأنهما منهم، وقال فرجيليو إنه جاء لكي يقود إنسانًا حيًّا من هاوية لأخرى، لكي يُظهِره على الجحيم، فتولاهما وسائرَ المعذبين الدهشةُ والرهبة. وسألهما دانتي عن شخصيهما. كان أحدهما جريفولينو داريتزو، وكان الآخر كابوكيو دا سينيا، وقد أُحرقا لممارستهما أعمال السحر والكيمياء. انتهز دانتي هذه الفرصة فتكلم في تهكم وسخرية عن شعب سيينا، الذي اشتهر بالبذخ والزهو والخيلاء.

(١) الحشد الكبير والجروح العجيبة، بلَّلت عيني كثيرًا، حتى أصبحتا راغبتين في البقاء لكي تبكيا،٢
(٤) ولكن فرجيليو قال لي: «ما هذا الذي تنظر؟ لماذا يبقى بصرك محملقًا هناك في أسفل، بين الأشباح البائسة الممزقة؟
(٧) إنك لم تفعل كذلك في الأودية الأخرى،٣ واعلم، إذا فكرت أن تحصيها، أن الوادي يدور اثنين وعشرين ميلًا.٤
(١٠) وها قد أصبح القمر تحت أقدامنا،٥ وقليلٌ الآن ما مُنحناه من الوقت، وعليك أن ترى أشياء أخرى لم ترها بعد.»٦
(١٣) عندئذٍ أجبته: «إذا فهمت السبب الذي نظرتُ من أجله، فربما كنت منحتني من البقاء مزيدًا.»٧
(١٦) وبينما كان دليلي يسير، ومضيت أنا من ورائه، كنت أقدم له الجواب، وأضيف: «بداخل ذلك الكهف،
(١٩) الذي أنعمت الآن فيه النظر هكذا، أعتقد أن روحًا من دمي تبكي خطيئةً، تكلفها كثيرًا هناك في أسفل.»٨
(٢٢) حينئذٍ قال أستاذي: «لا تُجهد فكرك من الآن بشأنه، وانتبه إلى شيءٍ غيره، وليظل هو باقيًا هناك؛٩
(٢٥) فإني قد رأيته عند أسفل الجسر الصغير، وهو يشير إليك ويتهددك في عنف بأصبعه، وسمعت مَن يسميه جيري دل بلو.١٠
(٢٨) وقد كنتَ وقتئذٍ مشغول الخاطر تمامًا، بمن حكم القلعة العالية،١١ حتى إنك لم تنظر هناك، وهكذا ارتحل.»
(٣١) فقلت: «يا دليلي، إن موته القاسي، الذي لم ينتقم له بعدُ أحدٌ ممن كان في العار رفيقه،
(٣٤) جعله يشعر بالخزي؛١٢ ولذلك ذهب دون أن يكلمني، كما أظن، وبهذا جعلني أزداد عليه إشفاقًا.»١٣
(٣٧) هكذا تحدثنا حتى أول موضع يظهر فيه الوادي التالي إلى قاعه من الجسر، إذا ازداد فيه الضياء.١٤
(٤٠) وحينما أصبحنا فوق آخر دير،١٥ في «الماليبولجي»، حتى أمكن أن يبدو لأنظارنا رجاله،١٦
(٤٣) رمتني صرخاتٌ عجيبةٌ بسهامٍ كان الأسى حديدها، وعندئذٍ غطيت الأذنين بالكفين.١٧
(٤٩) وكالألم الذي يوجَد إذا أمست الأمراض بين يوليو وسبتمبر — في مارستانات وادي كيانا،١٨ وفي ماريما وسردينيا١٩
(٤٩) مجتمعةً كلها معًا في خندقٍ واحد، كان الأمر هنا كذلك، وخرجتْ منه ريحٌ كريهةٌ، كالتي اعتادت أن تنبعث من الأعضاء العفنة.
(٥٢) ونزلنا فوق آخر شاطئٍ من الجسر الطويل،٢٠ إلى اليسار دوامًا، وحينئذٍ صار نظري أشد قوة،٢١
(٥٥) صوب القاع في أسفل، حيث العدالة المنزهة، يد السيد الأعلى، تعاقب المزيفين الذين تسجلهم ها هنا.٢٢
(٥٨) لا أعتقد أنه هناك بؤسٌ أشد — حينما أرى في إيجينا كل الشعب صريع المرض، وقد امتلأ الهواء هكذا بالوخم،٢٣
(٦١) حتى سقط كل حيوان إلى صغار الدود، وبعد، كما يؤكد الشعراء،٢٤ بُعث الأقدمون إلى الحياة
(٦٤) من بيض النمل٢٥ — مما كان عليَّ٢٦ أن أراه في ذلك الوادي المظلم، من أرواحٍ تتعذب في أكوامٍ عجيبة،
(٦٧) استلقى هذا فوق بطنه، واستند ذاك بكتفيه إلى الآخر، وزحف بعضٌ على أربعة في الطريق الرهيب.٢٧
(٧٠) سرنا خطوة خطوة دون كلام، ونحن ننظر ونُصغي إلى المرضى،٢٨ الذين لم يقوَوا على رفع أجسادهم.٢٩
(٧٣) ورأيت اثنين جالسين، مستندًا أحدهما إلى الآخر،٣٠ كما يُسنَد وعاءٌ إلى وعاء للتسخين،٣١ وتَرقَّش جسداهما بالقشور من الرأس إلى القدم.
(٧٦) لم أرَ أبدًا سرجًا يحمله فتًى، وسيده في انتظاره، ولا من يبقى يقظان وهو غير راغبٍ،٣٢
(٧٩) كما انهال كلٌّ منهما على نفسه بعضِّ الأظافر، لِما تولاهما من حرقة الأكلان، ولم يكن لهما من عون سواه،٣٣
(٨٢) هكذا أسقطت أظفارهما القشر، كما تفعل السكين بزعانف الشلبة،٣٤ أو بأسماك أخرى ذات زعانف أكبر.
(٨٥) بدأ دليلي يخاطب أحدهما: «أنت يا من تنزع قشورك بالأصابع، وتجعل منها كلبتين أحيانًا،٣٥
(٨٨) قل لنا أيوجَد لاتينيٌّ٣٦ بين هؤلاء الذين هم هنا في الداخل، ألا فلتَكفِك الأظفار إلى الأبد في هذا العمل.»٣٧
(٩١) فأجاب أحدهما وهو يبكي: «إننا من اللاتين، يا من ترانا نحن الاثنين مشوهين هنا هكذا، ولكن مَن أنت يا مَن تستفسر عنا؟»
(٩٤) قال دليلي: «إنني روح أهبط مع هذا الإنسان الحي، من إفريزٍ إلى إفريزٍ، وقصدي أن أُظهِره على الجحيم.»٣٨
(٩٧) حينئذٍ انفصل المسند المزدوج، واتجه كلٌّ منهما نحوي وهو خائفٌ،٣٩ ومعهما آخرون، سمعوه برجع الصدى.
(١٠٠) واتجه إليَّ الأستاذ الطيب بكلِّيته، وهو يقول: «قل لهما ما تريد»، فبدأت الكلام وفقًا لِما رغب:
(١٠٣) «ألا لا تزولنَّ ذكراكما في العالم الأول٤٠ من عقول البشر، ولكن لكي تعيشا تحت شموسٍ كثيرة،٤١
(١٠٦) خبِّراني مَن أنتما ومن أي قوم، لا تدعا منظركما المشوه وعذابكما الأليم يخيفكما،٤٢ فلا تفصحان لي عن شخصيكما.»
(١٠٩) فأجاب أحدهما: «قد كنت من أريتزو، ووضعني ألبرتو دا سينيا في النار،٤٣ ولكن ما مت من أجله لا يأتي بي هنا.٤٤
(١١٢) وفي الحق أني قلت له مازحًا: «إني عارفٌ كيف أرفع نفسي في الهواء طائرًا»، وذاك الذي كان ذا فضول وفهم قليل،
(١١٥) أرادني أن أُظهِره على هذا الفن،٤٥ ولمجرد أني لم أصنع منه ديدالوس،٤٦ جعل من كان له ابنًا يحرقني بالنار.
(١١٨) ولكن إلى آخر خندق من العشرة، ومن أجل الكيمياء،٤٧ التي مارستها في الدنيا، قضى بإرسالي مينوس،٤٨ الذي ليس له أن يخطئ.»٤٩
(١٢١) فقلت للشاعر: «هل وُجد أبدًا قوم مزهوُّون هكذا كشعب سيينا؟٥٠ في الحق لم يبلغ الفرنسيون ذلك الشأو!»٥١
(١٢٤) حينئذٍ أجاب قولي الأبرص الآخر٥٢ الذي سمعني: «فيما عدا استريكا٥٣ الذي عرف كيف يعتدل في النفقات،٥٤
(١٢٧) ونيقولا،٥٥ الذي كشف أولًا عادة القرنفل الباهظة الثمن،٥٦ في الحديقة٥٧ حيث تتخذ جذورها مثل هذه الحبات،
(١٣٠) وفيما سوى الجماعة التي أضاع كاتشا دا شانو٥٨ من أجلها الكرم والغابة الكبيرة، وأظهر الأبالياتو٥٩ ذكاءه.٦٠
(١٣٣) ولكن كي تعرف من الذي يسندك هكذا تجاه شعب سيينا، أَنعِم فيَّ النظر، حتى يُحسِن وجهي إجابتك،
(١٣٦) وبهذا سترى أني شبح كابوكيو،٦١ الذي زيَّف المعادن بالكيمياء، وعليك أن تذكر، إذا كنت أُحسِن النظر إليك،٦٢
(١٣٩) كيف كانت لي طبيعة القرد تمامًا.»٦٣
١  أول هذه الأنشودة تكملة للسابقة، تُسمَّى أنشودة مثيري الفتن الدينية والسياسية، ثم المزيفين.
٢  هكذا تأثر دانتي لعذاب مثيري الفتن في القصيدة السابقة، وشاركهم في بؤسهم، وآثر البقاء لكي يبكي عليهم.
٣  لم يقف دانتي أمام أي وادٍ سابق في هذه الحلقة حزينًا، على هذا النحو يصور دانتي مواقف للعذاب والأسى، ثم يحزن هو ويتألم.
٤  يعني أن الوادي طويل، ويضم عددًا لا يُحصَى من الهالكين، وفي هذا نوع من الدعابة أبداها فرجيليو لدانتي.
٥  أي: أصبحت الساعة الواحدة بعد الظهر.
٦  لما كان على الشاعرين أن يقطعا الحلقات التسع في الجحيم في يوم واحد، لم يبقَ أمامهما سوى خمس ساعات لزيارة الوادي العاشر والأخير من الحلقة الثامنة، ثم تبقى الحلقة التاسعة. وهكذا يحادث فرجيليو دانتي بعطف ورقة لكي يحمله على متابعة السير.
٧  يحاول دانتي أن يبرر رغبته من الوقوف أمام هذا الوادي.
٨  أي: إن أحد أقرباء دانتي كان يبكي هناك في داخل أحد الكهوف. وفي كلماته شعور بالأسى على واحد من ذوي قرباه.
٩  يحاول فرجيليو أن يخفف عن دانتي أثر الحزن والأسى، ويعمل على أن يشغله بأمر آخر.
١٠  جيري دل بلو (Geri del Bello) هو ابن عم والد دانتي. ويُقال إنه اشتهر بإثارة الدسائس بين أفراد أسرة ساكتي (Sacchetti) الفلورنسية، مما أدى إلى أن قتله أحد أفرادها في أواخر القرن ١٣.
١١  القلعة العالية هي هوتفور، والمقصود برتران دي بورن السابق الذكر:
Inf., XXVIII, 134.
١٢  كان الانتقام أمرًا ضروريًّا في تسكانا. ويختلف النقاد في حدوث الانتقام لمقتل جيري دل بلو، وإن كان لا يبعد أن الانتقام قد وقع بعد أن كتب دانتي هذه الأبيات، كما يروي بيترو بن دانتي.
١٣  كان دانتي يرى ضرورة الانتقام لمقتل جيري مهما كانت جريمته، وتأثر دانتي هنا بعصبية الدم، وأحس بالعطف على الآثم.
١٤  أي: الوادي أو الخندق العاشر.
١٥  استخدم دانتي هنا لفظ chiostra، ويعني الدير. والمقصود مكان مغلق، أي: هذا الوادي العاشر.
١٦  استخدم دانتي هنا لفظ conversi، ويعني المعتزلين كالرهبان — وإن لم يكونوا من رجال الدين — الذين يُعذَّبون في هذا الخندق.
١٧  كان صراخ المعذبين يؤلم دانتي مثل سنان السهام، التي صُنعت أطرافها وحديدها من الأسى، فغطَّى أذنَيه بكفَّيه، حتى يقلَّ سمعه وألمه.
١٨  وُجدت في عهد دانتي مستشفيات في منطقة أريتزو وكورتونا وكيوزي لمعالجة المرضى.
١٩  وادي كيانا (Valdichiana) في تسكانا بين مصبات نهر كيانا. وانتشرت الملاريا في تسكانا وساردينيا في عصر دانتي، وظلت إلى عهد حديث.
٢٠  هبط الشاعران ليصبحا أقدر على رؤية ما بداخل الخندق.
٢١  هذا لأنه اقترب من المنظور.
٢٢  أي: المعذبون المسجلون في هذا المكان.
٢٣  تقول الميتولوجيا اليونانية إن الطاعون انتشر في جزيرة إيجينا (Ægina) بقرب أثينا:
Ov., Met., VII, 523–627.
٢٤  أي: أوفيديوس:
Ov., Ibid.
٢٥  بعث جوبيتر سكان إيجينا من النمل بعد هلاكهم، كما ورد في الميتولوجيا اليونانية.
٢٦  ترجع المقارنة إلى ما سبق في البيت ٥٨.
٢٧  هؤلاء أول طائفة من جماعة المزيفين الذين اشتغلوا بالسيمياء والسحر وزيفوا المعادن، وقد أصابهم الجرب أو البرص أو الشلل، ربما لأن الجرب والبرص يشبهان صورة المعادن التي أجرى عليها المزيفون تجاربهم، ولأن الشلل يمنع حركة بعضهم عن العمل.
٢٨  يقصد المعذبين.
٢٩  أي: لم يقوَ أحدهم على النهوض واقفًا، وهذا هو بقية عذابهم.
٣٠  أي: عند وضع وعاء إلى وعاء قرب موقد لتجفيفهما.
٣١  هما اثنان من الذين اشتغلوا بتزييف المعادن في عصر دانتي، وهما مصابان بالبرص في هذا الوادي، وسيأتي ذكرهما بعد قليل.
٣٢  الفتى الذي يحمل السرج وسيده في انتظاره، أو الذي يفعل ذلك وقد غلبه النعاس يتحرك بسرعة لكي ينتهي مما عليه حتى يذهب وشأنه. هاتان صورتان دقيقتان مستمدتان من الحياة الواقعة.
٣٣  هذه صورة دقيقة مستمدة من مرضى الجرب والبرص.
٣٤  التشبيه مستمد من سمك الشلبة (scaglie) الذي له زعانف تستلزم مجهودًا لإزالتها.
٣٥  أي: يجعل من أصابعه كلبة لانتزاع القشور.
وفي التراث الإسلامي بعض الشبه بهذه الصورة في عقاب أهل النار بالجرب وحك الجلد حتى ظهور العظم:
السمرقندي، قرة العيون (السابق الذكر)، ص٧٥.
الهندي، كنز العمال (السابق الذكر)، ج٧، ص٢٤٧، رقم ٢٨٢٦.
٣٦  أي: إيطالي، وسبق هذا التعبير:
Inf., XXII, 65; XXVII, 27.
٣٧  يدعو فرجيليو بدوام ما يريده هذا المعذب من استخدام أظفاره.
٣٨  سبق مثل هذا التعبير:
Inf., XXVIII, 46–51.
٣٩  أي: إن الدهشة قد استولت على هذين المعذبين والآخرين عند السماع بقدوم إنسان حي لزيارة الجحيم، فانفصلت أكتاف هذين المعذبين ونظرا إلى دانتي.
٤٠  أي: في الدنيا.
٤١  يعرض دانتي عليهما العمل على إبقاء ذكراهما في الدنيا.
٤٢  أي: يسألهما بألا يجعلا منظرهما المشوه بسبب المرض يمنعهما عن الإفصاح عن شخصيهما.
٤٣  كان جريفولينو داريتزو (Griffolino d’Arezzo) يعمل بالكيمياء والسحر، وأخذ مالًا من ألبرتو دا سيينا (Alberto da Siena) لكي يعلمه الطيران. وعندما كشف ألبرتو خداعه أخبر أباه، وكان أسقف سيينا، فأحرق جريفولينو في أواخر القرن ١٣.
وتوجَد صورة لمدينة أريتزو من عمل بينوتزو جوتزولي (حوالي ١٤٢١–١٤٩٧)، وهي في كنيسة سان فرنتشسكو في مونتفالكو.
٤٤  أي: إنه جاء إلى الجحيم لخطايا أخرى ارتكبها.
٤٥  أي: فن الطيران.
٤٦  ديدالوس (Daedalus): ساحر في الميتولوجيا اليونانية، عاش في كريت، وكان يستطيع الطيران:
Ov., Met., VIII, 188 …
٤٧  أي: إنه قام بتزييف المعادن.
٤٨  مينوس قاضي الجحيم، وسبق ذكره:
Inf., V, 4 …
٤٩  أي: إنه كان يدَّعي أنه لم يخدع جريفولينو، ولكنه كان يمازحه، وجاء إلى الجحيم لخدع أخرى سيميائية.
٥٠  كان أهل سيينا معروفين بحب المظاهر، والثقة في النفس والكبرياء.
٥١  وهذا أيضًا هو حكم دانتي على الفرنسيين.
٥٢  هو كابوكيو دا سيينا.
٥٣  يقال إنه استريكا دي جوفاني دي ساليمبيني (Stricca di Giovanni de’ Salimbeni)، وأصبح عمدة بولونيا، واشتهر بالإسراف والبذخ في النصف الثاني من القرن ١٣.
٥٤  هذه سخرية من جانب دانتي؛ لأنه كان على عكس ذلك.
٥٥  نيقولا دي ساليمبيني (Niccolo de’ Salimbeni) أخو استريكا السالف الذكر، كان من المعروفين بالإسراف والبذخ.
٥٦  كان المترفون يستخدمون القرنفل في طعامهم لكي يُكسِبه نكهة طيبة.
٥٧  المقصود بالحديقة مدينة سيينا.
وتوجَد صورة لسيينا توضح مبانيها وطرقها، وبعض سكانها من المشاة والراكبين، ومن الرجال والنساء، وهي من عمل أمبرودجو لورنتزيتي في القرن ١٤، وهي في القصر العام في سيينا.
٥٨  هو كاتشا داشانو (Caccia d’Asciano) الذي كان يمتلك كرومًا وغابات بالقرب من سيينا، وأنفق كل ما يملكه على رفاقه في حياة الترف والبذخ.
٥٩  هو بارتلوميو دي فولكا كيبري، الملقَّب بالأبالياتو (Bartolomeo dei Folcacchieri detto l’Abbagliato)، كان مستشارًا للكومون في سيينا في أواخر القرن ١٣، وشغل بعض الوظائف في أنحاء تسكانا. وكان هؤلاء الأربعة أعضاء في جماعة من الأثرياء في سيينا، وأنفقوا الأموال في بذخ. ولم يضعهم دانتي هنا، بل ذكرهم فقط لكي يتهكم على سيينا، ويبين كبرياء أهلها وسفههم.
٦٠  هكذا يتهكم دانتي على الأبالياتو؛ لأنه كان معروفًا بعكس ما وصفه به.
٦١  كابوكيو دا سيينا (Capocchio da Siena)، يقال إنه كان صديقًا لدانتي، وزميلًا له في الدراسة في بولونيا، وأُحرقَ في سيينا في أواخر القرن ١٣ لممارسته أعمال الكيمياء والسحر.
٦٢  أي: إذا كنت أنت دانتي حقيقة.
٦٣  كان لكابوكيو بعض صفات القردة في التقليد والمحاكاة، وإذا أنعم دانتي النظر فسيعرفه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤