الأنشودة الثلاثون١

يذكر دانتي بعض مظاهر العنف في الميتولوجيا اليونانية، كما حدث من أتاماس لابنه، وكما وقع لهيكوبا حينما رأت ابنتها وابنها صريعين، ويقول إن هذا لا يداني في العنف والقسوة ما شهده في هذا الوادي الرهيب. رأى دانتي شبحين عاريين ينهشان بعنف كل مَن حولهما مثل خنزير جائع انطلق من حظيرته. كان أحدهما شبح ميرا الفاجرة التي عشقت أباها، متجاوزة في ذلك كل شريعة، وذهبت لكي تأثم معه بعد أن تنكرت في صورة غيرها من النساء، كما جاء في الميتولوجيا اليونانية. وكان الآخر شبح جاني اسكيكي، المواطن الفلورنسي الذي تنكر في صورة بووزو دوناتي، وأملى وصية زائفة لمصلحة سيمون دوناتي ولمصلحته هو، فكسب فرسًا تُسمَّى ملكة القطيع. ورأى دانتي معذبًا مريضًا بالاستسقاء منتفخ البطن، أحس بالعطش الشديد كالمصاب بالحمى، وكان ذلك هو أدامو دا بريشا، الذي زيف عُملة فلورنسا الذهبية، وقد تذكر تلال كازنتينو الخضراء بنُهيراتها التي تهبط إلى الأرنو، فزاده ذلك عطشًا، وكان يرجو أن يسير للبحث عمن حرضوه على تزييف العملة هنا، ولكن مرضه يمنعه عن الحركة. شهد دانتي زوجة فرعون مصر التي اتهمت يوسف باطلًا بمحاولة اغتصابها عندما لم يستجب لإغرائها. ورأى سينون إغريقي طروادة الكذوب، صاحب خدعة الحصان الخشبي في حرب طروادة. واستمع دانتي إلى عراك سينون وأدامو وتضاربهما، وتعيير أحدهما الآخر بما ارتكبه من الإثم. وظل دانتي مصغيًا إليهما بانتباه، حتى أظهر له فرجيليو الغضب لطول توقفه، فأحس بالخجل الشديد، وأراد الاعتذار لأستاذه، ولكنه عجز عن الكلام، وكان صمته خير اعتذار، فطمأنه فرجيليو وطيب خاطره.

(١) في الوقت الذي كانت فيه يونون٢ ثائرة على الدم الطيبي، من أجل سيميلي،٣ كما هي أظهرت ذلك غير مرة؛٤
(٤) جُن جنون أتاماس،٥ حتى إنه عندما رأى زوجته تسير بطفلين، وقد حملت واحدًا في كلٍّ من اليدين،
(٧) صاح: «فلنحل الشباك، لكي أمسك في الطريق باللبؤة والشبلين»، ثم مد مخلبيه القاسيين،
(١٠) وأخذ الطفل المسمَّى ليركوس٦ وأداره، وحطمه على صخرة، فأغرقت هي نفسها بحملها الثاني.٧
(١٣) وحينما هوى الحظ إلى الحضيض بكبرياء الطرواديين، الذي اجترأ على كل شيء،٨ حتى هلك الملك مع المملكة،٩
(١٦) وهيكوبا الحزينة البائسة الأسيرة،١٠ بعد أن رأت بوليكسين صريعة،١١ وكشفت الوالهة عن جدث ابنها
(١٩) بوليدورس١٢ على شاطئ البحر، نبحت كالكلب، وهي طائرة اللب؛ إذ كان الألم قد أفقدها الصواب.
(٢٢) ولكن لم تُر أبدًا ربات الانتقام في طيبة ولا في طروادة، بمثل هذه القسوة على أحد، لا عند نهش الوحوش أو حتى أعضاء البشر،
(٢٥) كما رأيت في شبحين عاريين شاحبَي اللون،١٣ جريا ينهشان، كما يفعل الخنزير، حينما ينطلق من الحظيرة.١٤
(٢٨) جاء أحدهما إلى كابوكيو، وأنشب نابيه في عقدة عنقه، حتى إنه وهو يجره، جعل الأرض الصلدة تَسحَج بطنه.
(٣١) والأريتزوي١٥ الذي ظل يرتجف، قال لي: «ذلك المسعور هو جاني اسكيكي،١٦ إنه يمضي غاضبًا وهو ينهش الآخرين هكذا.»
(٣٤) فقلت له: «أواه، لعل الآخر لا يُنشِب أسنانه فيك، ولعله لا يضيرك أن تخبرنا من هو، قبل أن يبتعد من هنا.»
(٣٧) قال لي: «تلك هي الروح القديمة لميرا الفاجرة،١٧ التي أصبحت لأبيها عاشقة، متجاوزة كل حبٍّ شرعي.
(٤٠) إنها جاءت هكذا لكي تأثم معه، وقد زيفت نفسها في صورة غيرها، كما حرص الآخر الذي يذهب هناك
(٤٣) على أن يتنكر في صورة بووزو دوناتي،١٨ وكتب وصية أعطاها مظهر الحق؛ لكي يكسب ملكة القطيع.»١٩
(٤٦) وبعد أن مضى الغاضبان، اللذان كنت قد أنعمت النظر فيهما، أدرتُ عيني لكي أرى سائر الملعونين.٢٠
(٤٩) ورأيت واحدًا كان يُبدي صورة الطنبور٢١ لو كان حِقوه مفصولًا عما هو عند الإنسان مشقوق.٢٢
(٥٢) الاستسقاء الثقيل — الذي يجعل الأعضاء غير متناسقة بسائل لا يمتصه الجسم، حتى يصبح الوجه غير متناسب مع البطن٢٣
(٥٥) جعله يُبقي شفتيه مفتوحتين، كما يفعل المحموم، الذي يدير إحداهما إلى الذقن والأخرى إلى أعلى، بفعل العطش.٢٤
(٥٨) قال لنا: «أنتما يا مَن تبقيان بغير عذاب في العالم الأغبر، ولست أعرف السبب،٢٥ انظرا وتأملا
(٦١) في بؤس السيد أدامو،٢٦ لقد نلت وأنا حيٌّ كثيرًا مما رغبت، والآن، وا أسفاه! أشتهي قطرة ماء!
(٦٤) النُّهيرات التي تهبط إلى الأرنو، من تلال كازينتينو الخضراء، جاعلة قنواتها باردة ندية،٢٧
(٦٧) تبدو أمامي أبدًا، وليس هذا بغير طائل؛ لأن صورة مجاريها تشعرني بجفاف، يفوق السقام الذي ينزع عن وجهي اللحم.٢٨
(٧٠) والعدالة الصارمة التي تلاحقني، تتخذ من الموضع الذي ارتكبت فيه الخطيئة، سبيلًا للمزيد في إطلاق زفراتي.
(٧٣) هناك رومينا،٢٩ حيث زيفتُ سبيكة مختومة بصورة المعمدان،٣٠ ومن أجلها تركت جسمي يحترق في أعلى.
(٧٦) ولكني لو رأيت هنا الروح البائسة، لجويدو أو إسكندر أو أخيهما،٣١ لما وجهت النظر إلى نبع براندا.٣٢
(٧٩) هناك واحدةٌ منها في الداخل، إذا صدقَت الأشباح الغاضبة التي تدور من حولنا، ولكن ما يفيدني هذا وقد قُيِّدت أعضائي؟
(٨٢) ولو كنت حقًّا لا أزال خفيفًا، فأقدر على التقدم في مائة عام بوصةً واحدة، لكنت قد وضعت نفسي في الطريق،٣٣
(٨٥) باحثًا عنها بين هؤلاء القوم المشوهين، مع أنه يدور أحد عشر ميلًا، ولا يقل عرضه عن نصف ميل.٣٤
(٨٨) بسببهم أصبحتُ بين مثل هذه الأسرة،٣٥ إنهم حملوني على أن أضرب الفلورينات٣٦ التي تحوي ثلاثة قراريط من زائف المعدن.»
(٩١) فقلت له: «مَن الخسيسان اللذان يُصعِّدان دخانًا كيدين ابتلَّتا في الشتاء،٣٧ وقد استلقيا متلاصقين إلى حدود يمينك؟»٣٨
(٩٤) أجابني: «هنا وجدتهما، حينما هبطت إلى هذه الهاوية،٣٩ ولم يتحركا بعد، ولا أعتقد أنهما سيتحركان إلى الأبد.
(٩٧) فواحدةٌ هي الزائفة التي اتهمت يوسف،٤٠ والآخر هو إغريقي طروادة سينون الكذوب،٤١ إنهما يطلقان بوطأة الحمى دخانًا كثيرًا.»
(١٠٠) وأحدهما،٤٢ الذي ربما أزعجه أن يُدعى بمثل هذا السوء، ضرب بقبضة اليد بطنه المتيبِّس.٤٣
(١٠٣) ودوَّى هذا كأنه طبلة، وضربه السيد أدامو على الوجه بذراعه التي لم تبدُ أقل صلابة،
(١٠٦) وهو يقول له: «إني وإن كنت مُنعت عن الحركة بالطرفين الثقيلين، فلي ذراعٌ طليقةٌ لمثل هذه المهمة.»
(١٠٩) عندئذٍ أجاب:٤٤ «حينما كنت ذاهبًا إلى النار، لم تكن ذراعك بهذا التأهب، ولكنها كانت كذلك، بل أكثر، عندما قمت بالتزييف.»٤٥
fig10
ميرا. (أنشودة ٣٠: ٣٦ …)
(١١٢) قال مريض الاستسقاء:٤٦ «أنت في هذا تنطق بالحق، ولكنك لم تكن شاهد عدل، حينما سُئلت هناك في طروادة عن الصدق.»
(١١٥) قال سينون: «إذا كنتُ قد قلت زيفًا، فإنك زيَّفت المال، وأنا هنا لخطيئة واحدة، وأنت لأكثر مما فعل كل شيطان!»
(١١٨) أجاب ذلك الذي كان منتفخ البطن: «فلتذكر الجواد يا مَن حنثت بالقسم،٤٧ وليكن عذابك أن كل العالم يعرف ذلك.»
(١٢١) قال الإغريقي:٤٨ «وليكن عذابك في عطش يشقِّق لسانك، وماءٍ كريهٍ، يجعل بطنك هكذا حجابًا أمام عينيك!»٤٩
(١٢٤) قال عندئذٍ مزيِّف النقد: «هكذا يُفغَر فوك لقول السوء كالعادة؛ لأني إذا كنت عطشًا وممتلئًا بسائلٍ خبيث،
(١٢٧) فأنت محمومٌ ويوجعك رأسك، ولكي تلعق مرآة نارسيس،٥٠ لست محتاجًا أن تُدعى بكلمات كثيرة.»
(١٣٠) كنت منتبهًا تمامًا للاستماع إليهما، حينما قال لي أستاذي: «الآن امضِ في النظر! فلم يبقَ إلا قليل حتى أشتبك معك.»٥١
(١٣٣) ولما سمعته يكلمني في غضب، اتجهت إليه وقد تولاني من الخجل ما لا يزال يدور في خاطري.
(١٣٦) وكمَن يحلم بخطر يصيبه، وفي حلمه يرجو أن يكون حالمًا، ويرغب أن يصبح ما هو واقع كأنه لم يقع؛٥٢
(١٣٩) هكذا أصبحت راغبًا في الاعتذار،٥٣ وأنا عاجزٌ عن الكلام، ولكني اعتذرت، ولم أعتقد أني فعلت ذلك.٥٤
(١٤٢) قال أستاذي: «إن أقل من خجلك يمحو خطيئة أكبر مما لم يكن مثلها ذنبك، ولذلك أبعد عن نفسك كل أسف،٥٥
(١٤٥) واذكر أني سأكون دائمًا إلى جانبك، إذا حدث بعدُ أنْ ساقك القدر إلى موضع، به قومٌ في عراك مماثل،
(١٤٨) فإن رغبتك أن تسمعه رغبةٌ وضيعة.»٥٦
١  هذه تكملة للسابقة، وهي تحتوي على مزيِّفي أشخاصهم، ومزيفي الكلام، ومزيفي النقود.
٢  يونون (Junone): ابنة ساتورن وريا، وأخت جوبيتر وزوجته في الميتولوجيا اليونانية. ويوجَد تمثال لها في متحف الفاتيكان.
٣  ثار غضب يونون على شعب طيبة؛ لأن زوجها جوبيتر أحب سيميلي (Semele) ابنة كادموس (Cadmus) ملك طيبة:
Ov., Met., III, 253–315.
وقد وضع هيندل (١٦٨٥–١٧٥٩) ألحان أوراتوريو عن سيميلي:
Händel, G. F.: Semele, oratorio, London, 1743. (Oiseau-Lyre).
٤  ثار غضب يونون على شعب طيبة أكثر من مرة، فتسببت في أن قتلت أجافي — أخت سيميلي — ابنها بنتيوس، وجعلت أختها الأخرى إينو تنتحر.
٥  أتاماس (Athamas): ملك أركومنوس في جزيرة بويتزيا، الذي أثارته يونون على زوجته إينو، فكان السبب في موتها وولديه:
Ov., Met., IV, 512–530.
٦  قتل أتاماس ابنه ليركوس (Learchus).
٧  قذفت إينو (Ino) زوجة أتاماس بنفسها إلى البحر مع ابنها الثاني ميليتشرتيس (Melicertes).
٨  هذه إشارة إلى بطولة طروادة والطرواديين.
٩  بسقوط طروادة زالت مملكة بريام:
Virg., Æn., II, 506 …
١٠  هيكوبا (Hecuba): زوجة بريام ملك طروادة، أحسَّت بالحزن والبؤس لِما حل بها من الويلات.
ألَّف مانفروتشي (١٧٩١–١٨١٣) ألحان أوبرا عن هيكوبا:
Manfroce, N. A.: Ecuba, opera, Napoli, 1812.
١١  بولكسين (Polyxena) ابنة بريام وهيكوبا، ورأتها أمها مقتولة بعد سقوط طروادة.
١٢  بوليدورس (Polydorus) بن بريام وهيكوبا، كشفت أمه جدثه وفقدت صوابها:
Ov., Met., XIII, 399 …
١٣  هما جاني اسكيكي وميرا، وسيأتيان بعد.
١٤  هذه صورة مأخوذة من حياة الخنزير.
١٥  هذا هو جريفولينو داريتزو، الذي خشي أن يُطبِق عليه الشبح الآخر فارتعد من الخوف، وسبقت الإشارة إليه:
Inf., XXIX, 109.
١٦  جاني اسكيكي دي كافالكانتي (Gianni Schicchi dei Cavalcanti): مواطن فلورنسي لجأ إلى مشورته سيمون بن بووزو دوناتي عندما شك في أمر وصيته، فأشار بعدم إعلان وفاة أبيه، وتنكر اسكيكي في زي بووزو دوناتي، وأملى وصية في مصلحة سيمون، وأضاف اسكيكي بنودًا لمصلحته هو، ونال فرسًا تُسمَّى ملكة القطيع، كما سيأتي بعد، ويُلاحَظ أن بووزو دوناتي المقصود هنا هو حفيد بووزو دوناتي قاطع الطريق السالف الذكر:
Inf., XXV, 140.
١٧  ميرا (Myrrha)، هي ابنة سنيراس ملك قبرص، عشقت والدها واستعانت بمربيتها، وتنكرت في زي امرأة أخرى، وارتكبت الإثم مع أبيها عندما كانت أمها متغيبة. ولما كشف الأب الحقيقة أراد قتل ابنته، ولكنها هربت إلى بلاد العرب، وتحولت إلى شجرة خرج منها أدونيس، كما تقول الميتولوجيا اليونانية الرومانية:
Ov., Met., X, 298–502.
وتوجَد صورة ترمز لفينوس وأدونيس وميرا، وهي من آثار مدرسة التصوير في البندقية، ولا يُعرَف صانعها على وجه التحديد، والصورة في المتحف الوطني في لندن.
وقد ألَّف ألكساندر جورج (١٨٥٠–١٩٣٨) ألحان أوبرا عن ميرا:
George, Alexandre: Myrrha, opéra, Praga, 1752.
١٨  يضرب مثلًا بجاني اسكيكي الذي تنكر في زي بووزو دوناتي كما سبق.
١٩  أي: لكي ينال فرسًا كانت تُسمَّى ملكة القطيع.
٢٠  هؤلاء هم مزيفو النقود.
٢١  هو أدامو دا بريشا، وسيأتي بعد.
٢٢  أي: عند انفراج الفخذين.
٢٣  يجعل مرض الاستسقاء بطن الإنسان كبير الحجم وغير متناسب مع سائر الأجزاء.
ويوجَد رسم بالموزايكو لمريض الاستسقاء، ويرجع إلى القرن ١٢، وهو في كاتدرائية مونريالي في الجنوب الغربي من باليرمو.
٢٤  يصف دانتي بعض مظاهر المحموم من حيث الشعور بالعطش.
وفي التراث الإسلامي ما يشبه هذه الصورة من حيث شعور أهل النار بالجوع والعطش:
الشعراني، مختصر تذكرة القرطبي (السالف الذكر)، ص٧٧.
٢٥  لم يسمع أدامو كلمات فرجيليو لجريفوليني، ولذلك نطق هكذا:
Inf., XXIX, 94.
٢٦  أدامو دا بريشا (Adamo da Brescia)، استخدمه آل جويدي لتزييف الفلورين، عملة فلورنسا، وأُحرقَ في ١٢٨١.
٢٧  كازينتينو (Casentino): منطقة تلال خضراء في حوض الأرنو الأعلى.
٢٨  يذكِّر هذا المعذبَ بالعطش المياهُ العذبة في منطقة كازينتينو التي مارس فيها تزييفه، وبذلك يزيد شعوره بالعطش.
٢٩  قلعة رومينا (Romena) في كازينتينو، وهي معقل آل جويدي.
٣٠  أي: الفلورين، عملة فلورنسا الذهبية، الذي كان شائع الاستعمال في أوروبا، لمركز فلورنسا الاقتصادي. وكان يحمل أحدُ وجهيه صورة يوحنا المعمدان حامي المدينة، ويحمل الوجه الآخر صورة الزنبق، شعار المدينة.
٣١  جويدو الثاني (Guido II.): ابن جويدو الأول كونت رومينا، وإسكندر (Alessandro) أخو جويدو الثاني، وأجينولفو (Aghinolfo) أخوهما. وهؤلاء هم آل جويدي الذين حملوا أدامو دا بريشا على تزييف عملة فلورنسا.
٣٢  يرى بعض الباحثين أن المقصود هو نبع براندا (Branda) في سيينا، ولكن يظهر أن الأغلب أن أدامو يشير إلى نبع آخر في رومينا.
٣٣  يعني أنه لم يكن يستطيع الحركة على الإطلاق.
٣٤  حاول بعض الباحثين تحديد مساحة جحيم دانتي بناء على هذا التقدير، ولكن دون جدوى.
٣٥  يعني هذه الجماعة من المزيفين.
٣٦  الفلورين الذي صنعه أدامو كان يحتوي على ٢١ قيراطًا من الذهب، على ٣ قراريط من النحاس، بدلًا من ٢٤ قيراطًا من الذهب، لكي يكون كشفه صعبًا.
٣٧  عندما تبتلُّ يد الإنسان في الشتاء القارس، هناك يتصاعد منها البخار؛ لأن الماء ترتفع درجة حرارته إلى درجة حرارة الجسم.
٣٨  هذه جماعة مزيفي الكلام الكاذبين.
٣٩  أي: عند موته منذ حوالي ١٩ سنة في ١٢٨١.
٤٠  هي زوجة فوطيفار المصري (Putifarre)، التي اتهمت يوسف الصديق باطلًا بمحاولة اغتصابها في عهد الهكسوس، في حوالي القرن ١٨ أو ١٧ق.م.:
Gen., XXXIX, 6–23.
وتوجَد رسوم بالموزايكو في إحدى قباب كنيسة سان ماركو في البندقية تسجل صورًا من تاريخ يوسف، ومنها قصته مع زوجة فوطيفار، ويبدو فيها وهي تحاول أن تغريه، وكيف يهرب منها وقد ترك ثوبه في يدها، وكيف تدَّعي عليه ما لم يفعله. وكذلك يوجَد نحت يمثل يوسف يهدئ من حال زوجة فوطيفار، واضعًا يده على كتفها اليمنى، وتبدو هي مطأطئة الرأس، والنحت كائن على كرسيِّ كبير الأساقفة ماسيمنيانو في رافنا، وهو مصنوع من العاج.
وقد ألَّف بولا رولو (حوالي ١٦٥٣–١٧٢٢) أوراتوريو عن يوسف في مصر، وألَّف رايموندي (١٧٨٦–١٨٥٣) أوراتوريو عن فوطيفار ويوسف ويعقوب:
Pollarolo, C. F.: Joseph in Aegypto, oratorio, Venezia, 1707.
Raimondi, P.: Putifar, Giuseppe, Giacobbe, oratorio.
٤١  سينون (Sinon) هو الذي جعل الطرواديين يأسرونه، ثم خدعهم فأدخلوا حصانًا خشبيًّا داخل أسوارهم، وكان مملوءًا بالجند المسلح، الذين خرجوا في منتصف الليل، وكانوا سببًا في سقوط طروادة، وسبقت الإشارة إلى هذه الخدعة:
Inf., XXVI, 55.
Virg., Æn., II, 57–194.
Hom., Od., IV, 271; VIII, 492; XI, 523.
٤٢  سينون.
٤٣  يعني أن سينون ضرب بطن أدامو؛ لأنه ذكر اسمه وخطيئته.
٤٤  أي: أجاب سينون أدامو.
٤٥  وهكذا رد سينون عنف أدامو بما يماثله.
٤٦  أي: إن أدامو أخذ يعيِّر سينون بخطيئته في طروادة.
٤٧  أي: الذي خدع أهل طروادة.
٤٨  أي: سينون.
٤٩  هنالك مثل تسكاني يقول إن مريض الاستسقاء والمرأة الحبلى يمنعهما البطن المنتفخ عن النظر.
٥٠  مرآة نارسيس، أي: صفحة الماء. ونارسيس (Narcissus) شاب جميل في الميتولوجيا القديمة، وهو ابن نهر سيفيسوس في بويتزيا والحورية ليريوبي، وعشق نفسه بالنظر إلى صفحة الماء، ومات وتحول إلى زهرة النرجس:
Ov., Met., III, 407 …
والمقصود أن هذا المعذب كان شديد العطش، حتى لم يكن يلزم الإلحاح عليه لكي يلعق صفحة الماء.
٥١  كاد فرجيليو أن يغضب على دانتي، وهو بهذا يستحثه على السير.
٥٢  هكذا يعرض دانتي حالة النائم الذي يرى خطرًا يوشك أن يصيبه، فيرجو أن يكون ما رآه مجرد حلم.
٥٣  أي: الاعتذار إلى فرجيليو.
٥٤  أحس دانتي بالخجل، وأراد الاعتذار لفرجيليو، ولكنه عجز عن الكلام، وكان صمته خير اعتذار. وهذا تصوير دقيق للموقف بين الشاعرين.
٥٥  هكذا حاول فرجيليو أن يخفف عن دانتي ما تولاه من شعور بالخطأ والخجل.
٥٦  يعمل فرجيليو على أن يجنِّب دانتي سماع مثل هذا السِّباب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤