أسئلة إلى شارون كريتش

(١) صوفي، مثل سال في رواية «مسيرة شهرين»، من نوع الراوي الذي يُضفي حياةً على القصص. كيف ترَين دورَكِ باعتبارك قصَّاصة؟ هل كان في حياتِك قصَّاصون تأثَّرتِ بهم؟

أعتقدُ أنني أرى دوري بوصفي قصَّاصة مشابهًا لدور الراوي؛ أن أُضفِيَ حياةً على القصص، وأن أسمحَ للقارئ بالشعور كما لو كان في داخل القصة، ويُمكنه أن يرى الأشياء نفسَها التي يفعلها الراوي ويسمعها ويشعر بها. أحاول استبعاد الأجزاء المملَّة، وتسريع أو إبطاء الوتيرة حسب الحاجة.

عائلتي مليئة بالقصَّاصين ممن يُضفون حياةً على القصص، وقد تعلمتُ منهم أهميةَ الوتيرة والتفاصيل والنبرة. وتعلمتُ أيضًا قيمة الحس الدعابي، وأن أكثر القصص جِديةً لا تخلو من لحظاتٍ من المرح أيضًا.

(٢) لو كنتِ على متن رحلة «ذا وندرر»، وكُلفت بمهمة الخال ستيو في الفصل الخامس، فما الشيء الذي كنتِ ستختارينه لتعليم رفقائك على القارب المذكور؟

كنتُ سأواجه صعوبةً في الاختيار؛ لأن كل اختيار من اختيارات الشخصيات في هذه القصة يدخل في نطاقِ اهتماماتي (الرمي، شفرة الراديو، القصص، وما إلى ذلك)؛ لذا بصفتي الكاتبة، فقد تمكَّنتُ من اختيارها جميعًا.

(٣) أخبِرينا بمزيد عن إهدائك في الرواية: «إلى ابنتي كارين، التي أبحرَت عبر المحيط وألهمتني هذه القصة. من والدتِك التي شعرَت بالقلق بينما كنتِ بعيدة». كيف نشأَت هذه الرواية من قصة ابنتِك؟

عندما تخرَّجَت ابنتي من الكلية، أبحرَت عبر المحيط في مركبٍ شراعي يبلغ حجمه خمسًا وأربعين قدمًا برفقة ستة ذكور، وغنيٌّ عن القول أنني بصفتي والدتها كنتُ قلقةً عليها أثناء الرحلة، مع العلم بأنني لم أتلقَّ أيَّ اتصال منها خلال الرحلة التي استمرَّت قرابة الشهر. لم يتسنَّ لي أن أعرف ما إذا كانوا قد استمرُّوا في طريقهم بسلام حتى وصلوا إلى اليابسة. لقد واجهوا في الطريق عاصفةً شديدة، وكادوا يفقدون حياتهم، لكنني لم أكن أعرف ذلك حتى هاتفَتني ابنتي من أيرلندا في نهاية الرحلة. كانت أولى كلماتها «أمي! لقد كِدنا أن نموت.»

كنتُ مفتونةً بكل جانب من جوانب رحلتها، وظلَّت تدورُ في رأسي عدةَ سنوات، قبل أن أبدأ محاولاتي في تحويلها إلى قصة. صوفي وأفرادُ الطاقم يتبعون مسارًا مماثلًا، ويواجهون عاصفةً مماثلة.

(٤) كيف أجرَيتِ أبحاثك عن الرحلة البحرية؟ هل أنتِ نفسُك بحَّارة؟

بينما كانت ابنتي في رحلتها، أخذت دروسًا في الإبحار (في بحيرةٍ هادئة جدًّا!) حتى أعرف القليل عمَّا كانت تمرُّ به. بعد عدة سنوات، عندما صِرتُ مستعدةً لكتابة النسخة الأدبية من رحلتها، انغمَستُ في كتب الإبحار وخرائط المحيطات، وتحاورتُ مع ابنتي. ولحسن الحظ، كان لديها سجلٌّ بيومياتها أثناء الرحلة، وكان مليئًا بالرسومات والتفاصيل الرائعة لما يبدو عليه الحال حين تكون في هذا المحيط الشاسع؛ مما ساعدَني على تخيُّل ما كان عليه الأمر.

(٥) هل هناك أيُّ شخصيات في الرواية مأخوذةٌ من شخصيات واقعية؟

كلُّ شخصية من المحتمل أن تكون مأخوذةً من أشخاصٍ كثيرين من دائرة معارفي، لكنني لا أكون على دراية بذلك عندما أكتب. فأنا أبدأ بصورةٍ مُبهَمة لشخصٍ ما ثم أكتب من أجل تطوير ملامح وتفاصيل تلك الشخصية، وعندما أكتب تأخذ أيَّ أوجه تشابُه «واقعية» ربما تكون قد ألهمَت الشخصية، في التطور والتغير مع وضع الشخصية في مواقف مختلفة. في شخصية صوفي، على سبيل المثال، يمكنني رؤيةُ رتوش من شخصية ابنتي وشخصيتي، لكنني أرى العديد من الاختلافات أيضًا.

(٦) تُبرز العديدُ من كُتبِك علاقاتٍ قويةً بين الأجيال. هل كنتِ قريبةً من أيٍّ من أجدادك؟

كنتُ أقربَ إلى جدتي لأمي (التي تظهرُ نسخةٌ منها في رواية «الجدة توريلِّي تُعِد الحساء»)، ولكن أيضًا كانت تربطني علاقاتٌ وثيقة بالعديد من العمَّات والأعمام، وأعتقد أن كلَّ هذه العلاقات كانت مصدرَ إلهام لشخصياتي الأكبر سنًّا. أحبُّ أيضًا التوازن في الكتابة عن الصغار والكبار؛ فالشخصيات الأكبر سِنًّا تُرشِد الشباب، ولكن تتعلم منهم أيضًا، والشخصيات الأصغر سنًّا لا تتعلم من كبار السن فحسب، بل تؤثِّر فيهم أيضًا.

(٧) هل كان التناوبُ بين منظورَي الصبي والفتاة يُمثِّل لك تحدِّيًا؟

ثَمة سببان وراء قراري باستخدام الأصوات المتناوبة؛ هما: إحداث التباين، واستكشاف مفهوم أن أيَّ قصة تتشكَّل من خلال راويها. التحدي في التناوب بين منظور الصبي والفتاة لم يكن متعلقًا بالنوع بقدرِ ما كان متعلقًا بالشخصية؛ كيفية البقاء داخل منظور هذه الشخصية بعينها أثناء روايتها للقصة. صوفي وكودي شخصيتان مختلفتان تمامًا، وكان استكشافُ رؤية كلٍّ منهما الرحلةَ أمرًا مثيرًا وممتعًا.

(٨) تُعاني صوفي من بعض الإحباط بسبب نبذِها لكونها فتاةً وحيدة على متن قارب من الفِتيان والرجال. هل عانيتِ إحباطًا مماثلًا في طفولتِك؟

ما يدعو للاستغراب أنني أُعاني من تلك الإحباطات وأنا بالغةٌ أكثرَ مما عانيتُها عندما كنتُ طفلة! ولكن في هذه القصة، انصبَّ اهتمامي أكثرَ على إحباطات ابنتي بصفتها الفتاةَ الوحيدة على متن ذلك القارب الشراعي. لقد كانت إحباطاتُها مماثلةً لإحباطاتِ صوفي.

(٩) هل حدَّدتِ بِنْية الرواية قبل البدء في الكتابة، أم إن التنسيق المكوَّن من ستة أجزاء وثمانية وسبعين فصلًا قد نشأ أثناء كتابتك لها؟

نشأ أثناء الكتابة. لقد بدأتُ بقصة صوفي، وسرعانَ ما أدركتُ أنه سيكون من الممتع والمفيد أن يكون لديك راوٍ ثانٍ بمنظورٍ مختلف. وبدا التناوب بين وِجهتَي نظرَيهما طبيعيًّا. لقد بدَت الفصول العديدة الصغيرة مناسبةً للشكل الذي تبدو عليه تدويناتُ المفكرة اليومية، وبدا منطقيًّا عرضُ الرحلة نفسِها في ستة أجزاء (تجهيزات الرحلة، الرحلة التجريبيَّة، الجزيرة، وما إلى ذلك). وقد لفت أحدُ أعضاء لجنة جائزة نيوبري نظري إلى الاستخدام السائد للعدد ثلاثة ومضاعفاته في هذه القصة (ستة على سبيل المثال)، بدءًا من «البحر، البحر، البحر»، صوفي ذات الوجوه الثلاثة، التنسيق السداسي الأجزاء، إلخ. لم يكن هذا عن قصد، لقد كان إيقاعًا وُضع عندما سمعتُ لأول مرة صوتَ صوفي في رأسي تقول: «البحر، البحر، البحر.»

(١٠) هل كنتِ قارئةً في طفولتك؟ ماذا كانت كتبك المُفضَّلة؟ وماذا عن الآن؟

مع الأسف لا أعتقد أنني كنت أقرأ كثيرًا في طفولتي. فقد كنتُ أكثرَ اهتمامًا بالخروج واللعب والانطلاق. أحاول الآن اللَّحاق بما فاتني. أقرأ كل يوم القصصَ الخيالية بصفةٍ أساسية (للكبار وللأطفال). من بين المؤلفين المفضَّلين لديَّ في مجال قصص الأطفال: كارين هيس وجيري سبينيلي وكاثرين باترسون ولويس لوري وكيت ديكاميلو وسونيا سونز وكارين كوشمان وريتشارد بيك وفيليب بولمان وديفيد ألموند و… حسنًا، يمكن أن تطولَ القائمة إلى ما لا نهاية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤