الفصل الرابع عشر

بومبي والسيارة

اليوم سمعتُ براين يسأل العم ستيو عمَّا حدث لوالدَي صوفي الحقيقيَّين.

قال العم ستيو: «لا أعرف.»

سأل براين: «كيف لا تعرف؟».

هز العم ستيو كتفَيه. «لا يخبرني أحدٌ على الإطلاق بشيء.»

لذلك سألت والدي ماذا حدث لوالدَي صوفي الحقيقيَّين، قال: «يومًا ما سأخبرك.»

«أخبرني الآن.»

«لا، لا أعتقد ذلك.»

•••

أتعرَّض للتوبيخ لعدم فهمِ كل التُّرَّهات الخاصة بالمِلاحة. وأتعرَّض للتوبيخ عندما أمزح أكثرَ مما ينبغي. وأتعرَّض للتوبيخ عندما أتنفَّس. حسنًا، يكاد يحدث ذلك.

•••

أخبرَتنا صوفي بقصتِها الأولى من قصص بومبي اليوم. كانت أحداثها على نحوٍ يُشبه ما يأتي:

•••

عندما كان بومبي شابًّا في مقتبل العمر، كان يعيش في مزرعة، وكانت عائلته فقيرةً جدًّا. لم يكن لديهم حتى سيارة أو شاحنة. لكن في يومٍ ما حصَلوا على سيارة مقابل اثنين من البغال. المشكلة الوحيدة كانت في عدم دراية أيٍّ منهم بقيادة السيارات. ولكن بومبي كان يركب السيارات، ولم يرَ أن قيادة سيارة يمكن أن يكون أمرًا عسيرًا. لذا تطوَّع بومبي للذَّهاب إلى المدينة لأخذ السيارة وقيادتها إلى المنزل.

كانت السماء تُمطر، وتُمطر، وتُمطر. يجب أن تسمع صوفي تحكي قصة. كانت تخوض فيها بإسهاب وتَروي كلَّ تفاصيلها. وهذا لدرجة أنك تكاد تستطيع أن تشعر بالمطر يتساقطُ على رأسك عندما تقول ذلك. يمكنك أن تشعر به، وأن تَشَمَّ رائحته. إنه حقًّا شيء رائع.

على أي حال، ذهب بومبي لأخذ السيارة وكانت السماء تُمطر، وتُمطر، وتُمطر. كان يقود سيارته إلى المنزل حتى وصل إلى المكان حيث يجب عليه عبورُ جدول الماء. لا يوجد جسرٌ أو أيُّ شيء يمكن العبور منه. عندما كانوا يرتادون هذا الطريق سيرًا، أو يمتطون البغال، كانوا دائمًا يخوضون فيه فحسب.

لذلك قاد بومبي السيارة في الجدول، لكن الماء كان يندفع بسرعةٍ شديدة، وكان كحاجز كبير يغمره، وكان بومبي يصرخ: «توقَّفي!» لكن السيارة أبَت أن تتوقَّف، فقلب الحاجزُ المائيُّ السيارة، واندفع بومبي خارجًا منها وهو يشاهد السيارة الجديدة تغرق في النهر.

عندما عاد بومبي أخيرًا إلى المنزل، تعرَّض للجَلْد من والده وحَظِي بفطيرةِ تفاح من والدته.

سأل براين صوفي: «لماذا أعطته فطيرة تفاح؟».

قالت صوفي: «لأنها كانت ممتنَّةً لكونه لا يزال على قيد الحياة.»

قال براين: «كيف تعرفين هذه القصة على أي حال؟».

قال العم دوك: «اصمُت يا براين.»

لكن صوفي قالت: «لأن بومبي أخبرني بها، هكذا عرَفتُها.»

يمكنُك أن تُخمن أن براين أراد أن يقول شيئًا آخر، لكنه لم يفعل. ولم يفعل ذلك أحد.

كنتُ جالسًا هناك أفكر في خروج بومبي من تلك السيارة، وفي إعطاء أمِّه له فطيرةَ تفاح.

•••

اليوم ظلَّت صوفي والخال دوك يتقاذفان ثلاثةَ أكياس من الكعك المملَّح بضع دقائق! كانا في غاية الحماسة والسعادة. وغمَرني شعورٌ كبير بالرضا أنا أيضًا. أنا مُعلم!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤