الفصل الخامس والعشرون

الفصل من العمل

البحر!

نقوم الآن بنوباتِ حراسة مُكوَّنة من فردَين، ونوبةُ حراستي مع الخال دوك مجددًا، وهو شيء جيد، إلا أنه لا يُحب تسيير القارب عند هطول الأمطار، والأمطار لم تتوقَّف منذ أن غادرنا. إنه يريد أن يستخدمَ جهاز التوجيه الآلي، ولكني أُفضل أن أقوم بنفسي بتوجيه القارب طَوال الوقت عن استخدام هذا الشيء. أشعر كأننا نتحكم أكثرَ في اتجاه القارب إذا كان شخصٌ ما هو مَن يُوجِّهه.

كانت الرياح مُواتيةً وهادئة، ونحن نستمتع حتى الآن بوقتنا. سيكون أمرًا جيدًا إذا توقفَت الأمطار، لكني عندما أشعر بالبرد والبؤس أتذكر شيئًا قاله لي بومبي مرةً: «الشدائدُ تَبني الشخصية.» قال إنك إذا عشتَ دائمًا مُنعَّمًا ومُدلَّلًا وغارقًا حتى أُذنَيك في رغد الحياة، فستتحوَّل إلى شخصٍ ضعيف الشخصية؛ أما إذا تعرَّضتَ للمعاناة، فسوف تتعلَّم مواجهة التحديات وتُصبح أقوى. تبدو أقربَ إلى نصيحةِ جَد، أليس كذلك؟

•••

هذا الصباح، بينما كنتُ أرتدي ملابسي في الكابينة الأمامية، سمعتُ الخال دوك والخال ستيو يتحدَّثان في المطبخ. لم يكن الخال ستيو ذلك الشخصَ المتسلِّط الذي عهدناه. كان صوتُه مبحوحًا، وكانت الكلمات تخرج من فمه متلعثِمة.

«لا أعرف السبب … لم يكن لديَّ فكرة … لقد حدث ذلك بشكلٍ مفاجئ … كنتُ جيدًا في هذا العمل …»

قال الخال دوك: «ستجد عملًا آخر.»

قال الخال ستيو: «وماذا لو لم أجد؟ لم يكن ينبغي أن آتي. كان ينبغي أن أبقى هناك وأبحثَ عن عمل …»

قال الخال دوك: «هذا أفضل شيء بالنسبة إليك. ثِق في كلامي.»

شعرتُ بالصدمة. لقد فُصِل الخال ستيو من عمله؟ هذا ما فهمتُه على أي حال. عندما خرجتُ من الكابينة، أشاح الخالُ ستيو بوجهه عني، مُخفيًا إياه.

قال الخال دوك: «هاي، صوفي. كان براين يبحث عنكِ …»

قلتُ: «لماذا؟ هل يحتاج الحمَّامُ إلى التنظيف؟». كانت مجردَ دعابة، لكني شعرتُ بالندم لقولها؛ لأن الخال ستيو على الأرجح لم يكن يحتاج إلى سَماعي أتحدَّث بهذه الطريقة عن براين، بينما هو جالس هناك مبتئس بسبب فقدِ وظيفته.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤