الفصل الثالث والثلاثون

الحياة

عندما استيقظتُ هذا الصباح، كانت هناك فكرةٌ تُراودني: أنا أمقت البحرَ والبحرُ يمقتني. كانت فكرةً غريبة. فأنا لا أمقت البحر.

عندما دخلتُ مطبخ القارب لأتناولَ بعض الطعام، كان الخال ستيو بالداخل. لا أراه كثيرًا. فعادةً ما يكون نائمًا في وقتِ استيقاظي وأكون نائمةً في وقتِ استيقاظه. وكان هذا أمرًا جيدًا بالنسبة إليَّ حتى الآن.

كان الوجودُ معه في المطبخ معه بمفردي أمرًا مربكًا. فأنا لا أجد أبدًا ما أقوله له. لذا قرَّرتُ أن أسأله عن روزالي.

سألتُه: «هل سبَق وقابلتَ روزالي من قبل؟». وأردفتُ: «أقصد روزالي التي أخبرنا عنها الخالُ دوك؟»

أجاب: «بالتأكيد.»

«لقد أحبَّها الخال دوك كثيرًا، أليس كذلك؟»

قال الخال ستيو: «هذا أقلُّ ما يُقال.» كان يعبث بمجموعة من القوائم؛ يحذف بعض العناصر ويُضيف عناصرَ أخرى.

«إذن لا بدَّ أن الخال دوك قد انزعج عندما تزوَّجَت روزالي شخصًا آخَر، أليس كذلك؟ لا بدَّ أن قلبه قد تحطَّم، صحيح؟»

قال الخال ستيو: «شيء من هذا القبيل.»

سألته: «وماذا فعَل إذن؟ هل نسِيَها وانتهى الأمر أم ماذا؟».

نظر إليَّ الخال ستيو. «نسي روزالي؟ هل تمزَحين؟ وما سببُ توقُّفنا في كلِّ هذه الأماكن في اعتقادك، بلوك آيلاند، مارثا فينيارد، جراند مانان؟»

«ماذا؟ لماذا؟ ألم يُرِد الخال دوك زيارةَ أصدقائه ليس إلا؟ ألم نكن نُصلح القاربَ فحسب؟»

قال: «بالتأكيد. بالتأكيد.» وخلَط أوراقه معًا، ثم أعاد ترتيبَها ووضعها بعضَها فوق بعض بنظام. قال: «اسمعي. لا تُخبري دوك بما سأخبرك به. فهو حسَّاس بعضَ الشيء بشأن موضوع روزالي.»

قلت له: «لن أخبره.»

«بلوك آيلاند هو المكان الذي قابل فيه دوك روزالي لأول مرة.»

قلتُ: «حقًّا؟».

«ومارثا فينيارد؟ أتذكرين جوي؟ حسنًا، جوي هو شقيقُ روزالي.»

«شقيقها؟ حقًّا؟»

«وقد عرَف دوك من جوي أنه بعد وفاة زوج روزالي …»

قلتُ: «وفاة زوجها؟ إذن هي ليست متزوجةً الآن؟».

قال الخال ستيو: «هذا صحيح. عرَف دوك أن روزالي ذهبَت إلى جراند مانان لزيارة فرانك ورؤية الحيتان …»

«أتقصد فرانك الذي نعرفه … فرانك الذي قابلناه في جراند مانان؟ أتقصد هذا الرجل؟»

«هو بعينه.»

«وروزالي؟ أين كانت روزالي عندما كنَّا هناك؟»

«غادرَت جراند مانان.»

«حسنًا، وأين هي؟»

قال الخال ستيو: «خَمِّني.»

ولكني لم أستطِع التخمين وقتها؛ فقد نزل الخال دوك، وانهمكَ الخال ستيو في أوراقه، وكان واضحًا من ذلك أن الحديث قد انتهى.

حاولتُ أن أسأل الخال ستيو في وقتٍ لاحق، لكنه قال لي: «لقد أخبرتُك بالكثير. من الأفضل أن ندَع الأمر جانبًا الآن.»

قلت: «لا شك أنك تعرف كثيرًا عن روزالي. ظننت أن لا أحد يُخبرك بأي شيء.»

قهقه الخال ستيو. وقال: «ما زلت لا أعرف سوى أشياء قليلة.»

وهكذا ظللتُ أتساءل عن مكان روزالي، ربما لا نكون ذاهبين إلى بومبي حقًّا. ربما يكون الخال دوك ذاهبًا بنا إلى مكانٍ آخَر بحثًا عن روزالي. ربما تكون في جرينلاند، أعتقد أنها في طريقنا. أو ربما تكون عادت إلى الولايات المتحدة، وسوف يُقرر الخال دوك العودة بنا إلى هناك والبحثَ عنها.

•••

تسبَّب الخال دوك في قلقي الليلةَ الماضية بينما كنَّا في نوبة الحراسة معًا. كنتُ أُوجِّه القارب، وكان هو واقفًا يُحملق في البحر في مقدمة القارب. فاستدار ونظر إليَّ، وأخذ يتفرَّس وجهي دقيقةً، ثم قال: «ما الغرض منها يا صوفي؟»

«ماذا تقصد؟ الغرض من ماذا؟»

فتنهَّد بعمق. وقال: «أتحدث عنها. الحياة.»

قلت: «أحقًّا تسألني أنا؟».

أطبَقَت شَفتُه العليا على شَفته السفلى. ظننتُه على وشك البكاء، وكان هذا سيكون شيئًا صادمًا لي؛ لأن الخال دوك دائمًا ما كان مثالًا للشخص الرزين الهادئ. فلا تتوقَّع أن يكون قلقًا بشأنِ معنى الحياة، ولا شك أنك لا تتوقَّع بُكاءه في منتصف الليل على قاربٍ شراعي.

لكنه عاد بعد ذلك إلى مؤخرة القارب، وبدأ يعبث ببعض الحبال، وكان هذا كلَّ ما قاله عن الحياة. نظرتُ إلى الماء ثم إلى السماء، واجتاحَتني حَفنةٌ من أغرب المشاعر. في البداية، كنت أشعر بالسكينة التامة كما لو كان هذا المكانُ هو أهدأَ مكان على الأرض، ثم فجأةً تحوَّلَت هذه السكينة إلى شعورٍ عميق جدًّا بالوحدة.

وبدأتُ أفكر في التأمين على الحياة، وكم سيكون رائعًا أن تتمكَّن من الحصول على ضمان بأن حياتك ستكون سعيدة، وأن يكون كلُّ من تعرفهم سُعداءَ، ويُمكنهم جميعًا القيامُ بما يرغبون به حقًّا، وأن يعثروا جميعًا على مَن يرغبون في العثور عليهم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤