الفصل الستون

تساؤلات

لا يصرخ أبي في وجهي ويسألني دائمًا إن كنتُ بخير. أريد أن أتحدَّث معه، لكني لا أعرف كيف أفعل ذلك، أو ماذا أقول.

•••

ما أتعجَّب منه هو: كيف أنك لا تُلاحظ مرورَ الوقت، ولا تشعر أنك تتغيَّر بطريقةٍ ما، ولكنك تُدرك فجأةً أن ما تُفكر به اليوم مختلف عمَّا كنتَ تفكر به أمس أو الأسبوع الماضي أو الشهر الماضي؟

أشعر كما لو أنني كنتُ نائمًا طيلةَ حياتي، وأتمنى لو أنني كنتُ أطرح تساؤلات مثلما تفعل صوفي، وأتمنى لو كنتُ أعرف أشياءَ أكثر. ولكن على الرغم من شعوري ذاك، لا أعرف كيف أتحوَّل إلى شخصٍ يطرح الأسئلة ويعرف أكثر.

وأبي؛ لقد كنتُ أراه كلَّ يوم في حياتي تقريبًا، ولكنه فجأةً يبدو كأنه شخصٌ غريب عني تمامًا. لا أعرف عنه أيَّ شيء. فلا أعرف أين وُلِد أو ماذا يفعل في عمله، أو كيف أُصيب بتلك الندبة التي على جبهته.

الجميع يتحدَّث عن الوصول إلى أيرلندا، لكنَّ لديَّ شعورًا غريبًا بأننا لن نصل إلى هناك، أو أنني لستُ مستعدًّا لأن أكون هناك. وماذا سيحدث لصوفي عندما نصل إلى بومبي؟ ربما يكون هذا جزءًا من السبب الذي يجعلني لا أريد الوصولَ إلى هناك. أنا خائفٌ على صوفي.

وأظلُّ أتساءل مِن أين لصوفي بحكايات بومبي، وإن كانت هذه هي حقًّا حكايات بومبي، وإذا كانت كذلك، فهل أخبرها فقط بالحكايات المتعلِّقة بصِراعه في الماء، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا فعَل ذلك؟

وبعد ذلك تذكَّرتُ حكايةً من حكايات بومبي لم تكن عن الماء. كانت عن موت أبيه. حلمتُ الليلة الماضية أن بومبي كان يُخبرني بهذه القصة، وعندما استيقظت ذهبتُ أبحث عن أبي، وكان مستلقيًا على أحدِ الأسرَّة، فوخزتُه حتى استيقظ.

قلت له: «كنتُ أطمئنُّ عليك فقط.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤