الفصل الخامس والستون

صراعٌ داخلي

نحن في السيارة في طريقنا إلى منزل بومبي، أنا وكودي وبراين والخال مو والخال ستيو والخال دوك. تركنا «ذا وندرر» مع شخصٍ وجدَه الخال دوك للبدء في إجراء الإصلاحات المطلوبة، بينما نذهب نحن جميعًا بالسيارة إلى منزل بومبي. وكان ذلك على إثر شجارٍ كبير. نحن جميعًا نَزِقون وفي حالةٍ مِزاجية سيئة الآن، ولا نكاد نتحدَّث معًا. أصيب الخالُ دوك بخيبةِ أمل كبيرة؛ إذ إننا لا نستطيع الإبحارَ بالقارب حول ساحلِ أيرلندا؛ لأنه أراد التوقُّف عند منزل أحدِ أصدقائه الموجود في إحدى البلدات الساحليَّة. وأخيرًا استطاع إقناعَ الخال ستيو والخال مو بأن نسلك بالسيارة الطريق المؤدي إلى منزل صديقه، والتوقف هناك مدةً وجيزة.

قال الخال ستيو: «ولكنها ستكون زيارةً عابرة!».

قال الخال مو: «لن نقضيَ هناك أسبوعًا أو شيئًا من ذلك.»

لم ننجح في الاتصال بأقاربنا الليلةَ الماضية نظرًا إلى وجود أعطال في هواتف الفندق؛ لذا لم يتَسنَّ لنا بعدُ التواصلُ مع الأقارب في أرض الوطن. وهو أمرٌ مُقلِق لي. أين الجميع؟ آمُل أن نتمكَّن من الاتصال بهم من منزلِ صديق الخال دوك.

نحن مكدَّسون في هذه السيارة مثل سمك السردين، ومن الصعب الكتابةُ في دفتر اليوميات الآن؛ لأن براين يختلس النظر من فوق كتفي، مُحاولًا معرفةَ ما أكتب. يقود الخال ستيو السيارة، وسنكون محظوظين إذا تمكَّنا من الوصول أحياءً. فنحن ننعطف بالسيارة يَمنةً ويَسرةً عبر طُرقٍ ضيقة، والخال ستيو ينسى باستمرار أن عليه السيرَ بالسيارة على الجانب الأيسر، وكادت السيارة بالفعل أن تدهسَ قطيعًا من الخِراف وعددًا من المزارعين أمامنا.

كل شيء في غاية الجمال؛ الأرض الشديدة الخُضرة، والجُرُف المُطلَّة على البحر. أكانت حقًّا أمواجُ هذا البحر تتقاذَفنا منذ أيامٍ قليلة؟ كنت أتمنى ألا نكونَ في هذه الحالة المِزاجية السيئة حتى نتمكَّن من التوقُّف والتجول في بعض من هذه البلدات الصغيرة. ولكن بدا من الصعب ثَنيُ أخوالي عن عزمِهم. فهم عازمون الآن على التوقُّف سريعًا عند منزل صديق الخال دوك في زيارةٍ عابرة ثم الذَّهاب إلى بومبي.

أشعر بصراعٍ داخلي، أتوق شوقًا إلى رؤية بومبي، ولكني في الوقت نفسه خائفة جدًّا من ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤