الفصل الثاني والسبعون

بومبي

أوه، بومبي!

عرَفتُ الآن لماذا أراد بومبي العودةَ إلى موطنه إنجلترا. فالمكان هنا خلَّاب، مُكلَّل بالزهور المتسلِّقة على جوانبه، ونبات الخُزامى منتشِر في شكل تكتُّلات كبيرة عبر الممرِّ المؤدي إلى المنزل، وبالداخل توجد غُرَف ضيقة ونوافذُ ومدافئ صغيرة.

لكَم أردتُ أن أراه بمفردي، ولكننا دخَلْنا الغرفةَ جميعًا معًا.

سأل كودي: «هل مات؟».

قالت المُمرِّضة: «صه. لا ليس ميتًا، ولكنه مُشوَّش الذهن قليلًا. لا تُخِفه.»

بدا شكله مختلفًا عمَّا توقَّعت، لكني تصوَّرتُ أن السبب في ذلك هو أن عينَيه وفمَه مغلقان. ما رأيتُه هو وجهٌ رقيق مستدير، شاحب جدًّا، وخُصلات رمادية تُغطي مقدمةَ رأسه. بدا كأنه نسخةٌ أكبرُ سِنًّا من الخال دوك.

أمسك الخال دوك بيد بومبي ومسدَ عليها برفق. وهمَس له: «بومبي. بومبي؟»

فتح بومبي عينَيه، ورمش، وحملق فيه. قال للخال دوك: «بيتر؟»

قال الخال دوك: «بيتر؟». وأردف: «مَن بيتر؟ هذا أنا … دوك … يونس.»

قال بومبي: «يونس ليس هنا. إنه في المعسكر.»

عضَّ الخال دوك على إحدى شفتَيه.

قال الخال مو: «بومبي؟».

حملَق بومبي بشدة في الخال مو. وسأله: «مَن أنت؟».

«هذا أنا، موسى.»

قال بومبي: «موسى ليس هنا. إنه في المعسكر.»

قال الخال ستيو: «بومبي؟ هل تعرفني؟ أنا ستيوارت.»

فرمش بومبي ثلاثَ مراتٍ أو أربعًا أخرى. وقال: «ستيوارت ليس هنا. إنه في المعسكر.»

ثم تقدَّم كودي خطوةً إلى الأمام، فقال بومبي: «أوه! ها هو موسى. هل عُدت من المعسكر؟»

قال كودي: «نعم. لقد عدت من المعسكَر.»

وعندما تقدَّم براين خطوةً إلى الأمام، قال بومبي: «وها هو ستيوارت! هل عُدتَ من المعسكر أنت الآخَر؟»

فقال براين: «نعم.»

ثم تقدَّمتُ أنا خطوةً إلى الأمام وجلستُ على ركبتيَّ بجانب سريرِ بومبي، وقلت له: «بومبي؟ هل تعرفُ مَن أكون؟»

فحملق بي بشدَّة وقال: «هل أنتِ مارجريت؟»

قلت: «لا.»

«كلير؟»

«لا.»

قال براين: «توقَّفي عن هذا يا صوفي. إنه لا يَعرفك.»

فقال بومبي: «صوفي! هل أنتِ صوفي؟»

قلت: «نعم.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤