١

تطيح به صدمة من اليمين، حادة ومفاجئة ومؤلمة، كصعقة الكهرباء، ترفعه بعيدًا عن الدراجة. اهدأْ! يُحدِّث نفسه وهو يطير في الهواء (يطير بأَيسر ما يكون!) ويشعر بساقيه طَيِّعَتَين. يُحدِّث نفسه: دُرْ كقطٍّ، واقفِز على قدميك؛ استعدادًا لما يأتي. تبدو في الأفق أيضًا الكلمة غير المألوفة لمبر بإي آر أو لمبر بآر إي.١

إلا أن الأمور لا تجري على ما يرام. إما لأن رجليه تعصيانه أو لأنه يُصعَق في لحظة (يسمع صوت ارتطام جمجمته على الأسفلت أكثر مما يشعر به، بعيدًا، خشبيًّا، مثل طرقة المطرقة)، لا يقفز على قدميه إطلاقًا، وعلى النقيض يتدحرج مترًا وراء متر، ويستمر الحال، حتى يخمده التدحرج تمامًا.

يستلقي ممددًا في سلام. صباح رائع. للشمس لمسةٌ حنون. يوجد ما هو أسوأ من استرخاء المرء، في انتظار أن تعود له قوته. وقد يوجد ما هو أسوأ من أن تنتاب المرء غفوة خاطفة. يغلق عينيه؛ يَترنَّح العالم تحته، يدور؛ يفقد الوعي.

يفيق بعد برهة. ثَقُلَ الجسدُ الذي طار خفيفًا في الهواء، ثقل حتى إنه لا يستطيع أن يرفع إصبعًا لينقذ حياته. يلوح فوقه شخص يحجز الهواء عنه، فتًى بشعر ناعم وبُقَع على طول الجبهة. «دراجتي.» يقول للولد، ناطقًا الكلمة الصعبة مقْطعًا مقطعًا. يريد أن يسأل عما جرى لدراجته، ما إن كانت في الحفظ والصون، حيث، كما هو معروف جيدًا، قد تختفي دراجة في لمح البصر، ولكنه غاب عن الوعي من جديد قبل أن تنطلق هذه الكلمات.

١  Imber أو lmbre.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤