٢٧

لم تكن إصابة ظهره، كما أخبرتْه ماريانا، جسيمة؛ يستطيع أن يتحرك في العصر، وإن كان بحذر، يستطيع ارتداء ملابسه، يستطيع أن يُعِد سندوتشًا. ظن ليلة أمس أنه على حافة الموت؛ وهو اليوم بخير مرة أخرى، إلى حد ما. مقادير ضئيلة من مواد مختلفة، تخلط معًا وتتحول إلى برشامة في مصنع في بانكوك، تُقلِّص غول الألم إلى فأر. معجزة.

وهكذا يستطيع تقديم مُوجَز بكل الأحداث التي جَرَت حين تصل إليزابيث كُسْتِلُّو. انزلقتُ في الحمام والتوى ظهري، اتصلتُ بماريانا، فأتتْ وعالجَتْني، وأنا الآن بخير مرة أخرى. لم يذكر جون أوجست الغادر، لم يذكر الارتجاف والدموع، لم يذكر البيجامة التي في سلة الغسيل. جاء دراجو هذا الصباح ليطمئن عليَّ، ولد رائع، أنضجُ من سنِّه.

– وتقول إنك بخير.

– نعم.

– وصورك؟ مجموعة الصور الفوتوغرافية؟

– ماذا تقصدين؟

– هل مجموعة الصور الفوتوغرافية بخير أيضًا؟

– أفترضُ ذلك، لماذا لا تكون كذلك؟

– ربما يكون عليك إلقاء نظرة.

لا توجد صور مفقودة، لا شيء مفقود، لكن يبدو أن هناك خطأ في ملمس إحدى صور فوشي، بمجرد أن يخرجها من الغلاف البلاستيك إلى النور، بها خطأ في الشكل أيضًا. يمسك في يده نسخة مقلَّدة بدرجات بني تشبه اللون الأصلي، مطبوعة على طابعة إلكترونية على ورق تصوير فوتوغرافي شبه مصقول. الدعامة الكرتونية للصورة جديدة، أَسمَك قليلًا من الأصلية، السُّمْك الزائد أول ما يكشف التزييف، باستثناء ذلك لا غبار على النسخة، وربما لم يكن ليلاحظ ذلك أبدًا لولا حث كُسْتِلُّو.

يلحُّ عليها: كيف عرفْتِ؟

– كيف عرفتُ أن دراجو وصديقه كانا على وشك عمل شيء؟ لا أعرف. ارتبتُ فقط. تمسك النسخة.

– لن أستغرب إن كان أحد هؤلاء الحفَّارِين الجد الأكبر لكُسْتِلُّو من كيري. وانظر، انظرْ إلى هذا الرفيق، تَنقُر بظفرٍ وجهًا في الصف الثاني. أليست هذه الصورة طبق الأصل لميروسلاف يوكتش!

يختطف الصورة الفوتوغرافية منها. ميروسلاف يوكتش: إنه هو، بقبعة وقميص مفتوح عند العنق، وشارب رياضي أيضًا، يقف جنبًا إلى جنب مع عمال المناجم الكُرْنيين والأيرلنديين، عمال بوجوه صارمة، من زمن انقضى.

التدنيس هو أكثر ما يشعر به، السخرية من الموتى على أيدي شابَّيْن ساخرَين لا يعرفان الاحترام، يفترض أنهما فَعلَا ذلك بتقنية رقمية، لم يكن ليستطيع أبدًا أن ينجز هذا المونتاج المُقْنِع في الغرفة المعتمة القديمة الطراز.

يلتفت إلى كُسْتِلُّو المرأة. يلحُّ: ماذا حدث للنسخة الأصلية؟ هل تعرفين ما حدث لها؟ يشعر بأنه يفقد السيطرة على صوته، ولا يبالي، يلقي النسخة إلى الأرض.

– الولد الغبي، الغبي! ماذا فعل بالنسخة الأصلية؟

تنظر إليه إليزابيث كُسْتِلُّو بعينين واسعتين مندهشتين. تقول: لا تسألْني بول؛ لم أرحب بدراجو في بيتي ولم أعطه حرية استخدام مجموعة الصور الفوتوغرافية النفيسة، لم أرسم طريقي إلى الأم من خلال الابن.

– إذن كيف عرفْتِ بهذا … هذا التخريب؟

– لم أعرف. كما قلْتُ من قبل، ارتبتُ فقط.

– لكن ماذا جعلكِ ترتابين؟ ماذا تكتُمِين عني؟

– تماسكْ بول! فكِّرْ، هنا دراجو وصديقه شون، صبيان أستراليان يتمتعان بالصحة، كيف يقضيان وقت الفراغ؟ لا يتسابقان بالموتوسيكلات، لا يلعبان كرة القدم، لا يلاطمان الأمواج، لا يقبِّلان الفتيات، لا، بدل ذلك يغلقان عليهما غرفة مكتبك في النهاية. هل ينكبَّان على قراءة القصص البذيئة؟ لا، إن لم أكن مخطئة، لا تمتلك يا للغرابة إلا القليل من الكتب القذرة؛ إذن ماذا يمكن أن يشد انتباههما إلا مجموعة الصور الفوتوغرافية، وهي مجموعة طبقًا لما تقوله لا تُقدَّر بثمن بحيث كان لا بد أن تمنحها للدولة؟

– لكني لا أرى عندهما دافعًا لعمل ذلك. لماذا يثيران كل هذا الاضطراب ليزوِّرا — يضع حافة عكازه على النسخة ويشدها إلى السجادة — زائفة؟

– إذن لا أستطيع مساعدتكَ؛ تتوقف المسألة عليك، لكن تذكَّرْ أنهما صبيان صغيران مفعمان بالحيوية في مدينة خامِلة لا تُقدِّم مَخرجًا لتوترات عِظامها، لما في رأسيهما من طَنين المخطَّطات والرَّغبات. الوقت يسرع من حولنا بول. تنجب الفتيات في العاشرة. الأولاد، يلتقط الأولاد في نصف ساعةٍ المهارةَ التي كنا نقضي نصف عمرنا لنلتقطها، يلتقطونها ويَضجَرون منها وينتقلون إلى شيء آخر. ربما ظن دراجو وصديقه أنها ستكون مُضحِكة: مكتبة الدولة، مجموعة مُوقَّرة من الرجال والسيدات «يُهَوُّون» على أنفسهم من الحر، شخص عظيم الشأن ثاقب النظر أو أي شخص آخر يزيح الستار عن إرث ريمنت، و— آه، آه! — هذا الذي في مركز درة١ المجموعة ليس إلا واحدًا من عشيرة يوكتش من كرواتيا! مهزلة كبيرة، بهذا كان يمكن أن يصفها بِلي بُنْتر، ربما هذا كل ما تساويه، مهزلة مدروسة لكنها بلا طعم وربما لم تستغرق منهما وقتًا طويلًا وربما بإرشاد من خبير أيضًا.

– والأصل الثمين، نسخة فوشي، مَن يعرف أين هي؟ ربما ما زالت تحت سرير دراجو، أو ربما دفع هو وشون بها إلى تاجر، ومع ذلك اهدأْ؛ ربما تشعر بأنك أضحوكة، وقد تكون محقًّا، لكن لم تكن هناك ضغينة وراء ذلك، مجرد نكتة، نكتة صبيانية مُتهوِّرة.

تبلُّد. هل الأمر بهذا الوضوح، واضح لدرجة أن الجميع يرونه؟ وكأن القلب مُرهَق في صدره بدرجة لا تجعله ينبض، تأتي الدموع إلى عينيه من جديد، لكن بدون قوة خلفها، مجرد إفراز مائي.

يهمس: هؤلاء هم إذن؟ غجر؟ أي شيء آخر سرقه مني أولئك الغجر الكروات؟

– لا تكن ميلودراميًّا بول! هناك كروات وكروات، تعرف ذلك بالتأكيد، حفنة من الكروات الطيبِين وحفنة من الكروات السيئِين وبينهم ملايين الكروات، وآل يوكتش ليسوا سيئِين، فيهم فقط بعض القسوة، بعض الجفوة في القلب، بما فيهم دراجو، دراجو ليس ولدًا سيئًا، تعرف ذلك. أذكِّركَ: أخبرْتَه، بشموخ على ما أظن، إن الصور ليست صورك، لسْتَ إلا حارسًا لها من أجل تاريخ الوطن. حسن، دراجو جزء من ذلك التاريخ أيضًا، تذكَّرْ. أي ضرر، يفكر دراجو، في أن يغرس واحدًا من آل يوكتش في الذاكرة الوطنية، حتى لو كان قبل الأوان — الجد يوكتش على سبيل المثال؟ مجرد مزاح، لم يفكر في نتائجه؛ ولكن مَنْ مِن الصغار الجامحِين يفكر في نتائج أعماله؟

– الجد يوكتش؟

– نعم أبو ميروسلاف. ظننتَ أن ميروسلاف نفسه هو الذي في الصورة، أليس كذلك؟ لكن اثبتْ، لم يَضِع كل شيء. لم يَضِع شيء في الحقيقة إن كنْتَ محظوظًا، ألفٌ في المائة ما زالت صورة فوشي، الصورة التي تَعتزُّ بها بين يدي دراجو، أخبرْه بأنك ستبلغ البوليس إذا لم يُعِدْها فورًا.

يهز رأسه: لا. سيرتعب فقط ويحرقها.

– تحدثْ إذن إلى أمه، تحدثْ إلى ماريانا. سترتبك؛ ستفعل أي شيء لحماية ابنها البِكر.

– أي شيء؟

– ستلوم نفسها، فهي، قبل كل شيء، مُرمِّمة الصور في العائلة.

– وبعد ذلك؟

– لا أعرف. ما يحدث بعد ذلك يتوقف عليك. إذا أردْتَ أن تواصل وتصنع مشهدًا، يمكن أن تصنع مشهدًا. وإذا لم تصنعه، فليكن.

– لا أريد مَشاهد، أريد معرفة الحقيقة فقط. فكرة مَنْ؟ فكرة دراجو، أم فكرة ما اسمه، فكرة شون؟ أم فكرة ماريانا؟

– يمكن وصف ذلك بأنه إلمام متواضع جدًّا بالحقيقة. ألا تَوَد معرفة المزيد؟

– لا، لا أريد معرفة المزيد.

– ألا تود معرفة لماذا وقع الاختيار عليك كضحية، كغبي؟

– لا.

– بول المسكين، تَجفَّل حتى قبل أن تقع الصفعة. وربما لا تكون هناك صفعة. ربما ستركع ماريانا أمامك. غلطتي.٢ افعل بي ما تشاء. وهلم جرًّا. لن تتأكد إلا إذا كان لك مشهد معها. ألا يمكنني حثَّكَ؟ ماذا تَبقَّى لك؟ قصة مُفكَّكة عن غجر سرقوك، المرأة الغجرية المتورِّدة والشاب الغجري الوسيم. ليس الشيء الرئيسي إطلاقًا، ليس الشيء المميز.

– لا. لا إطلاقًا. أرفض. لا مَشاهد. لا مَسارح. لو عرفْتِ، إليزابيث، كم أنا مريض ومُرهَق من تعامُلِك معي بهذه الطريقة إضافة إلى القصص المجنونة التي في رأسك! أفهمُ ما تريدين. تودين أن — ما الكلمة؟ — أستغل ماريانا. وتأمَلين بعد ذلك أن يكتشف الزوج الأمر ويطلق عليَّ النار أو يمزقني. ذلك هو الشيء الأساسي الذي تأملين أن أفعله، أليس كذلك؟ الجنس والغيرة والعنف، أكثر أنواع الإثارة سوقية.

— لا تكن سخيفًا بول! لا تُحلُّ أزمة مثل الأزمة الحالية، جوهرها أخلاقي، بتمزيق شخص أو إطلاق النار على رأسه. حتى أنتَ عليك أن تعرف ذلك، لكن أسحب اقتراحي إن كان يزعجك، لا تتحدث إلى دراجو، لا تتحدث إلى أمه، إن كنْتُ لا أستطيع حَثَّك، فأنا بالتأكيد لا أستطيع إرغامك. إن كنْتَ سعيدًا بِفقْد صورتك النفيسة، فلتكن.

•••

تحدثْ إلى ماريانا، تقول له كُسْتِلُّو المرأة. لكن ماذا يقول؟ ماريانا؟ أهلًا، كيف حالك؟ أعتذر عما صدر مني الليلة الماضية، ليلة وقعتُ في الحمام، لا أعرف ماذا سيطر عليَّ. لا بد أني فقدتُ صوابي. ألاحظ، بالمناسبة، ضياع صورة من مجموعتي. هل تعتقدين أنكِ يمكن أن تطلبي من دراجو أن ينظر في حقيبته ويرى إن كان قد وضعها فيها عن طريق الخطأ؟

عليه قبل كل شيء ألا يَتَّهِم؛ إذا اتَّهَم، فسينكر آل يوكتش، وتكون نهاية الوضع الغامض الذي ما زال يحتله بينهم؛ وضعُ مريضٍ، وضعُ زبون.

ربما يكون عليه، بدل الاتصال بماريانا، كتابة خطاب آخر من خطاباته، قامعًا التقلُّب هذه المرة، منتقيًا الكلمات بأقصى ما يستطيع من حذر، مُقدِّمًا عرضًا هادئًا ومقنعًا لموقفه تجاهها وتجاه دراجو، وتجاه الصورة الفوتوغرافية المفقودة. لكن من يكتب خطابات في هذه الأيام؟ من يقرؤها؟ هل قرأتْ ماريانا خطابه الأول؟ هل استلمته حتى؟ لم تقدم إشارة.

تعود به الذاكرة إلى الوراء: زيارة في الطفولة إلى باريس، إلى سراديب لافيت؛ يشاهد قصاصات من الورق ملفوفة في خراطيش تنطلق من قسم إلى آخر عبر أنابيب هوائية. يتذكر، حين فُتِحتْ فوهة الأنبوبة صدر من أحشاء الجهاز صوت هواء مكتوم. نظام من نظم الاتصال اندثر. عالَمٌ اندثر، انتهى من الوجود. ماذا حدث لها، لكل تلك الخراطيش الفضية؟ ذُوِّبتْ، ربما، لتصنع منها أطر الهياكل أو طلقات الإرشاد.

لكن ربما يختلف الأمر مع الكُرْوات. ربما ما زال هناك في الوطن القديم عَمَّات وجَدَّات يكتبن خطابات إلى أُسرِهن البعيدة، في كندا، في البرازيل، في أستراليا، ويَلصقن عليها طوابع، ويضعنها في صندوق البريد: فازت إيفانكا بجائزة الفصل في القَص، وَلَدت البقرة الرمادية، كيف حالكم؟ متى نراكم من جديد؟ وبالتالي قد لا يجد آل يوكتش غرابة في أن يرسل لهم عبر البريد.

يكتب:

عزيزي ميروسلاف

حاولتُ تحطيم بيتك، ولا شك أنك ترى أنني عليَّ أن أخرس وأتلقى أي عقاب تصدره الآلهة في حقي. حسن، لن أخرس. اختَفتْ صورة فوتوغرافية نادرة من مقتنياتي وأود استردادها (أضيف أن دراجو لن يستطيع بيعها؛ فهي معروفة للباعة).

إن كنتَ لا تعرف عَمَّ أتكلم، فاسألِ ابنك، اسألْ زوجتك.

لكن ليس هذا هو السبب وراء كتابتي إليك، أكتب لأقدم اقتراحًا.

ترتاب في أني كنتُ أُخطِّط لزوجتك. أنت مُحِق، لكن لا تقفز إلى النتائج بشأن نوع الخطط.

لا أعرض الفلوس فقط، أعرض أشياء ليست مادية أيضًا، أشياء إنسانية، أعني الحب أساسًا. استخدمتُ كلمة الأب الروحي، إن لم يكن معك فمع ماريانا. وربما لم أنطق بالكلمة، فكرتُ فيها ليس إلا. اقتراحي كالتالي: مُقابِل قرض كبير لأجل غير مُحدَّد، لتغطية تعليم دراجو وربما بقية أطفالك، هل يمكن أن تجد موضعًا في مسكنك وفي بيتك، في قلبك وفي بيتك، لأب روحي؟

لا أعرف إن كان لديكم في كرواتيا الكاثوليكية مُؤسَّسة للأب الروحي. ربما نعم، وربما لا. لا تَذكُر الكتب التي رجعتُ إليها شيئًا عن ذلك، لكن يجب أن تكون على معرفة بالمصطلح، الأب الروحي هو الرجل الذي يقف بجوار الأب عند جُرْن المَعمودِيَّة، أو يُرفرِف فوق رأس الطفل، يُباركه مُقسمًا على مُساندته طوال الحياة، وحيث يكون القس في مراسيم التعميد تجسيدًا للابن والشفيع، ويكون الأب بالطبع الأب، يكون الأب الروحي تجسيدًا للروح القدس. على الأقل هكذا أتصور الأمر. صورة بلا مادة، روحية، تَتجاوَز الغضب والرغبة.

تعيش في منو بارا، على مسافة من المدينة. ليس أمرًا سهلًا بالنسبة لي، في حالتي الحالية المتقلِّصة، أن آتي زائرًا، ومع ذلك، هل ستفتح لي بيتك من حيث المبدأ؟ لا أريد شيئًا في المقابل، لا أريد شيئًا ملموسًا، ربما باستثناء مفتاح للباب الخلفي. بالتأكيد لا أخفي خططًا لأخذ زوجتك وأطفالك منك، أطلب فقط أن أرفرف، أن أفتح صدري، حين تكون مشغولًا في مكان آخر، وأَصبُّ بركات قلبي على عائلتك.

يجب من الآن ألا تكون لدى دراجو مشكلة في فهم المكان الذي أتوق إليه في البيت. ربما تجد الطفلتان الصغريان مشكلة أكبر. إذا اخترْتَ ألا تقول لهما شيئًا في الوقت الحالي، فسوف أفهم.

أعرف أنك لم تكن تتوقع مثل هذا الاقتراح حين بدأْتَ في قراءة هذا الخطاب، ذكرتُ لواحدة من معارفي ما كان يجري في شقتي — اختفاء واحدة من مجموعة الصور الفوتوغرافية وهلم جرًّا — فاقترحَتْ أن أتصل بالبوليس، لكن هذا آخر ما يمكن أن أفكر فيه. لا، أستخدم هذه الافتتاحية عن حادث سيِّئ لمجرد أن أترك قلمي يجري وقلبي يتكلم (إضافة إلى ذلك، كم خطابًا أمام المرء فرصة لكتابتِه الآن؟)

لا أعرف شعورك أنت نفسك تجاه الخطابات؛ وحيث إنك قادِم من عالَم أقدم وأفضل من بعض النواحي، فقد لا تجد غرابة في أن تُمسِك القلم بدورك. ومن ناحية أخرى إذا كانت الخطابات غريبة بالنسبة لك، فالتليفون موجود دائمًا (٨٣٣٢١٤٤٥)، أو يمكن أن تحمل ماريانا رسالة، أو دراجو (لم أتخلَّ عنه، من غير اللائق: أَخبِرْه بذلك)، أو بلنكا. وأخيرًا هناك صمتٌ دائمًا. صمت يمكن أن يحتشد بالمعاني.

سأشتري الآن طابعًا وألصقه على هذه الرسالة، وقبل أن أُنقِّح أفكاري، سأشق طريقي إلى أقرب صندوق بريد، اعتدتُ تنقيح أفكاري في كثير من الأوقات، نقَّحْتُ أفكاري طوال الوقت، لكنني الآن أشمئز من ذلك.

المخلص
بول ريمنت
١  بالفرنسية في الأصل.
٢  باللاتينية في الأصل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤