يوكيو ميشيما ناقدًا
«عند التمعن في صفات هذا الرجل، ومن خلال كتاباتي عن شخصيات الرجال التي داومت عليها حتى الآن، ربما يبدو لي أنه إنسان عبثي من الدرجة الأولى، ولكنه كذلك رجل من الرجال. وربما في المستقبل القريب يستطيع القيام بعمل هائل للغاية. فلنراقبه مع القرَّاء بصبر وأناة.»
يضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات قدَّم فيها «يوكيو ميشيما» رؤيته النقدية تجاه مجموعة من التجارب الإبداعية اليابانية في القرن العشرين، من أبرزها تجربة الطبيب والروائي الياباني «أوغاي موري» الذي يتبوَّأ مكانة مُقدَّسة في الثقافة والأدب الياباني؛ إذ يفتتح «ميشيما» الحديث عنه متسائلًا عن القيمة التي يُمثِّلها موري في ظِلِّ انتقال اليابان من النمط الأوروبي إلى النمط الأمريكي. وكذلك تجربة «جونئتشيرو تانيزاكي» التي يضعها تحت مبضع الناقد فيُحلِّل التجربة بين الكمال الفني الذي وصلت إليه وملامح الثقافة الشمولية التي لا تتمتع بها. وإلى جانب هاتين التجربتين تناول «ميشيما» تجارب إبداعية أخرى، لعل أميزها تجربته هو؛ إذ تحدَّثَ عن نفسه بصيغة الغائب؛ ليُعطي لقلمه العنان في التحرُّر من نزعة الأنا التي يمكن أن تسيطر على الكتابة الذاتية، ولذا فقد جاء حديثه عن نفسه بعيدًا عن التنميط بل تلمس فيه روح الثورة على الذات، وتقترب منه في الوقت الذي يبتعد فيه عن نفسه.