الحانة وأماكن أخرى
براج – هافانا
(طبعة أولى: دار الأمريكتَين، هافانا، ١٩٦٩م. جائزة دار الأمريكتَين، ١٩٦٩م.)
عزيزي خورخي
(١) البلد
٢٧ عامًا
استراحة المُحارب
النقمة الكبرى
روح الأمة
مع اﻟ ٦٠ في المائة من السلفادوريين
منظمة الدول الأمريكية
بحثًا عن المتاعب
(٣) البلد
I
السجن من جديد، فاكهة سوداء.
في شوارع وغُرف البشر، سيشكو شخص في هذه اللحظات من الحب، سيعزف موسيقى أو يقرأ أخبار معركةٍ تجري تحت ليل آسيا. وفي الأنهار، ستُغني الأسماك عدم تصديقها بشأن البحر، الحلم المستحيل، الهناءة المُفرطة. (أتحدث عن تلك الأسماك الزرقاء في الحقيقة المُسمَّاة السَّوسنات السوداء، التي يَستخلِص من أشواكها رجال عنيفون وسريعون عطورًا تدوم طويلًا.)
وفي أي مكانٍ، ستكون آخرُ الأشياء الغارقة أو المُعلقة سجينةً أقل منِّي.
ورغم ذلك، كنتُ أفضِّلُ تمشيةً طيبة في الريف. ولو بدون كلب.)
IV
العمى: هو أول كلمة تخطُر على ذهنك.
V
اليوم كان العيد الوطني: استيقظتُ شِبه مُحطَّم فوق الأرض الرطبة الجارحة مِثل فم ذئبٍ ميت، بين الغازات المُسكِرة للأناشيد.
VI
VII
IX
X
XI
XII
ينقسم الحرَّاس إلى عدَّة مجموعات. مجموعة من يقذفون بالطوب الأرانب وهي تجري من الحديقة وزهرات الأقحوان في أفواهها، مثلًا. ومجموعة من يسيرون مُتقافزين أمام زنزانتي، صائحين بكلمات ريفية وناظِرين في ساعاتهم إلى زبد المطر. ومجموعة من يتبوَّلون عند الفجر في الموعد الذي يوقِظونني فيه (بضوء مصابيحهم يلعَق وجهي) ويقولون لي مُتجهِّمين إن الجو اليوم أشدُّ برودة. لكن لا ينتمي إلى أيٍّ من هذه المجموعات الجندي رقم ٣٥٧ الذي كان راعيًا وموسيقيًّا وأصبح الآن شرطيًّا بسبب انتقامٍ غير واضح على الإطلاق والذي (أعني رقم ٣٥٧) سيفصلونه نهاية هذا الشهر. كل هذا لأنه هرب ذات ليلةٍ وذهب لينام مع امرأته حتى التاسعة صباحًا، مستهزئًا بالتعليمات. منذ أيامٍ أهداني رقم ٣٥٧ سيجارةً. وأمس، بينما ينظرُ إليَّ وأنا أمضغ ورقة ينسون طويلة (أفلحتُ في جذبِها قُرب القضبان بعصًا ذات خُطَّاف صنعتُها بنفسي)، سألني عن كوبا. واليوم ألمح إلى أنَّني ربما استطعتُ كتابة قصيدةٍ صغيرة من أجله — تتحدَّث عن جبال تشالاتينانجو — ليحتفِظ بها كتذكارٍ بعد أن يقتلوني.