كتاب بغيض بعضَ الشيء

١٩٧٠–١٩٧٢م
هافانا

لا، لم أكن دومًا بهذا القُبح

ما حدث أنَّ لديَّ كسرًا في الأنف
سبَّبه لي ليثانو الكوستاريكي بقالبِ طوب،
لأنني كنتُ أقول إنها ضربة جزاءٍ واضحة،
ويقول هو لا لا لا.
لن أعاود أبدًا طوال حياتي إدارة ظهري للاعب كرة قدمٍ كوستاريكي.
كاد الأب آنشايرانديو يموت من الخوف؛
ففي النهاية كان هناك مِن الدمِ أكثر ممَّا في مذبحه الأزتيكي.
وبعدها كان كيكي سولير من أصابَني في عيني اليُمنى
بأدقِّ ضربةِ طوبةٍ يُمكن تخيُّلها.
واضح أن الأمر كان يتعلق بإعادة تمثيل الاستيلاء على أوكيناوا.
لكن أصابني انفصال شبكية؛
شهر من عدَم الحركة المُطلق (في سنِّ الحادية عشرة!)
زيارة للدكتور كيبيدو في جواتيمالا والدكتور
بيدفورد الذي كان يستخدِم باروكة شعرٍ ملونة.
لهذا السبب أحوَلُّ أحيانًا،
وعند الخروج من السينما أبدو مُدمنًا مؤرَّقًا.
السببُ الآخر كانت ضربةً بزجاجةِ روم،
صوَّبها إليَّ زوج ماريا إلينا.
في الحقيقة لم تكن لديَّ أية نيةٍ سيئة،
لكن كل زوجٍ عالَمٌ على حِدة.
وإذا فكَّرنا أنه اعتقد أنني دبلوماسي أرجنتيني،
فيجب أن نشكُر الربَّ.
المرة الأخرى في براج، لم يُعرَف أبدًا ما جرى؛
أخذ يرفسُني أربعةُ جانِحين في زقاقٍ مُظلم،
على بُعد ناصيتَين من وزارة الدفاع،
على بُعد أربع نواصٍ مِن مكاتب الأمن.
كانت عشيَّةَ افتتاح مؤتمر الحزب؛
مما دفع البعض للقول إنه استعراضٌ ضدَّ المؤتمر.
(في المُستشفى قابلتُ مندوبَين آخرَين،
خرَجا مِن هجومَيهِما،
بعظامٍ تفُوق ما كان لديهما على الإطلاق،)
واعتقد آخرُ أنها مسألة آي إيه لأدفع ثمنَ هروبي من السجن،
واعتقد آخرون أنه إظهار للعنصرية المناهضة لأمريكا اللاتينية،
والبعض أنها مجرد الرغبة العالمية في السرقة.
جاء الرفيق سوبوليف ليسألني
إذا كنتُ قد لمستُ مؤخرة سيدة في صُحبةٍ
قبل أن يحتجَّ في وزارة الداخلية
باسم الحزب السوفييتي.
وفي النهاية لم يَظهر أيُّ أثر،
ويجب أن نشكر الربَّ من جديد،
لأنني ظللتُ مَجنيًّا عليه حتى النهاية،
في تحقيق في أرض كافكا.
على أية حال (ومِن أجل ما يُهمني التأكيد عليه هنا،)
كانت النتائج:
كسرًا مضاعفًا في الفكِّ الأسفل،
وارتجاجًا خطيرًا في المخِّ،
شهرًا ونصفًا في المستشفى،
وشهرَين آخرَين أبتلِعُ مسالًا حتى البُفتيك،
وكانت المرة الأخيرة في كوبا،
بينما أهبط سُلَّمًا تحت المطر،
وبين يدي رشاش م-٥٢.
وفي إحدى اللحظات ظهر ثورٌ لا أدري من أين.
تكعبلَتْ سيقاني في العُشب وبدأتُ أسقط.
لم يعبأ الثورُ، ولأنه قويٌّ جدًّا
لم يشأ أن يعودَ ليلضُمَني،
لكن ذلك لم يكن ضروريًّا على أية حال، لأنني،
كما كنتُ أحكي، سقطتُ فوق الرشاش
الذي لم يَصنع سوى أن ارتدَّ مِثل ثورةٍ في إفريقيا،
ومَزَّق إلى ثلاثٍ مِزَقٍ قوسَ وجنتِي
(البالِغ الأهمية للحلِّ الجمالي للخدَّين.)
هذا يشرح مُشكلتي جزئيًّا على الأقل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥