الملك رود آمون

رود آمون مري آمون وسر ماعت رع ستبن آمون
جاء ذكر هذا الملك بوصفه ابن ملك يدعى «أوسركون»، ويحتمل أنه «أوسركون الثالث»، وقد وضعه بعض العلماء في بادئ الأمر في العصر الصاوي، وبعضهم في الأسرة الخامسة والعشرين. وكان أول من وضعه في مكانه الحقيقي — أي: في الأسرة الثالثة والعشرين — هو الأثري «مسبرو»، وقد برهن على أن الأمراء الذي عاشوا في هذا العهد لم يمدوا سلطانهم بعد «أسيوط»؛ لأن الإثيوبيين كانوا قد دخلوا البلاد فعلًا من الجنوب واحتلوها (راجع Maspero, Hist. III p. 210).
وقد ترك لنا بعضَ آثار له في الوجه القبلي، وقد كان كما قلنا ابن ملك يدعى «أوسركون»، وقد اشترك على ما يظهر مع والده هذا في بناء معبد في «الكرنك»؛ إذ الواقع أن اسمه قد جاء مهشَّمًا في منظرين من مناظر هذا المعبد (راجع Rec. Trav. 22 p. 132, 134)، ولم يكن في مقدور «لجران» قراءة الاسم؛ إذ لم تبق منه إلا كلمة «آمون» وجزء من كلمة «رود» المكملة للاسم «رود آمون». هذا، ونجد أن «لجران» في مقال له قد قرأ الاسم كله ونسب «رود آمون» هذا إلى «أوسركون الثالث» بوصفه ابنه (راجع Rec. Trav. XXVIII p. 156).
ولكن نجد من جهة أخرى أن «دارسي» في مقال له يظن أن «رود آمون» هذا هو ابن «أوسركون الرابع» (راجع Rec. Trav. XXXV. p. 139).
أما الأثري «جوتييه» فيقول عنه (راجع L. R. III p. 392 n 3): إن من المؤكد أن «رود آمون» قد حكم في «طيبة» بوجه خاص؛ وذلك لأن ثلاثة أخماس الآثار التي وُجدت له عُثر عليها في «طيبة»، وإنه ابن «أوسركون الثالث» لا «أوسركون الرابع» كما يقول «دارسي».

ومن المحتمل أنه في عهد «رود آمون» هذا قام «بيعنخي» بفتح الوجه القبلي، ومن المحتمل جدًّا أنه في خلال حملة «بيعنخي» كان أحد أبناء «رود آمون» الذي يسمى «أوسركون» يحكم في «الدلتا» غير «أوسركون الثالث»، كما يقول «إدوارد مير»، وعلى ذلك فإن الملك الذي ذكر في لوحة «بيعنخي» ليس «أوسركون الثالث» بل كان يحمل اسم «أوسركون».

الآثار الباقية لهذا الفرعون

  • (١)
    عُثِرَ على قطعة كبيرة من الحجر كانت مستعملة ثانية في أسكفَّة باب من عهد البطالمة عليها اسمه، وجدها «دارسي» في مدينة «هابو» (راجع Rec. Trav. XIX. p. 20-21)، وقد عرفنا من نقوش هذه القطعة كذلك اسم كل من زوجة «رود آمون» وابنته كما سنرى بعد.
  • (٢)
    ووُجِد له إناء من البلور الصخري محفوظ الآن بمتحف اللوفر (راجع Pierret, Catalogue de la Salle Historique no. 456 et Recueil du Monuments Egyptien du Musee du Louvre II. p. 80; cf Daressy. Rec. Trav. XIX, p. 20 et XXXV. p. 14 note 1).
  • (٣)
    ووُجِد في «طيبة» لوح من تابوت للحفيدة الثانية لهذه الملكة التي تدعى «بدي آمون نب نستاوي»، وهذا الأثر محفوظ الآن بمتحف «برلين» (راجع XL. D. III. 284 a = L. D Text III p. 258; Br. A. R. IV 852 no. c)، وهذا الأثر كما قلنا يكشف لنا كذلك عن اسم ابنة أخرى للملك «رود آمون»، وعن اسم ملك يتصل «برود آمون» بروابط أسرية وثيقة، وهذا الملك هو «بف نف دو باستت»، ويمكن أن يكون هذا الملك موحدًا مع أمير «أهناسية المدينة» الذي جاء ذكره في لوحة «بيعنخي» (Smith, A. Z. VI. p. 114). وسلسلة النسب التي يمكن أن نستخلصها من قطعة الحجر التي عثر عليها في مدينة «هابو» ومن لوح الخشب الذي نحن بصدده قد وضعها كل من «فيدمان» و«دارسي» و«برستد»، ولكن لم يصل واحد من هؤلاء الثلاثة للحقيقة تمامًا كما يقول «جوتييه» (راجع L. R. III p. 393 n. 1).

وهاك سلسلة النسب كما اقترحها «جوتييه»:

ومن ذلك نفهم أن الملك «رود آمون» كان له زوجتان، وكل منهما أنجبت ابنة، أما الملك «بف نف-دو-باستت» فكان حماه. وذكر «بتري» أن التمثال الذي عُثر عليه في منف وعليه لقب «وسرماعت رع» هو لهذا الفرعون (راجع A Season in Egypt, Pl. XXI no 11 & p. 26). غير أن تلك النسبة لا ترتكز على أساس تاريخي؛ لأن هذا اللقب كان يحمله عدد كبير من ملوك الأسرة الثالثة والعشرين.
هذا، وقد ذكر الأثري «بدج» في كتاب «الملوك» من تأليفه (راجع Book of Kings II p. 62 & 90) أنه يوجد ملكان باسم «رود آمون» مختلفان؛ واحد منهما يلقب «وسرماعت رع» في الأسرة الثالثة والعشرين، والثاني يلقب «وسرماعت رع ستبن آمون» في الأسرة السادسة والعشرين. ويقول «جوتييه»: إنه لا يعرف إذا كان هذا التمييز مضبوطًا أم لا؛ غير أنه ليس من المستحيل أن يكون في تلك الفترة ملكان بهذا الاسم واحد منهما في «طيبة» وآخر في إحدى جهات الدلتا.

وتدل كل شواهد الأحوال على أن «رود آمون» هذا هو ابن الملك «أوسركون الثالث»، وأنه هو الذي في عهده حدث الفتح الإثيوبي.

وقد نسب بعض المؤرخين بعض الآثار لهذا الفرعون؛ غير أنه بعد فحص دقيق وُجد أنها لا ترتكز على أساس علمي أكيد (راجع L. R. III p. 393).

أسرة الفرعون «رود آمون»

جاء ذكر اسم زوجة لهذا الملك على قطعة مهشمة عُثِرَ عليها في مدينة «هابو» كما ذكرنا من قبل، ولكن اسم الملكة على هذا الأثر لم يكن تامًّا، وقد ذهب «دارسي» إلى أنه مما تبقى منه يمكن أن يقرأ «تامت آمون»، وكذلك جاء اسم ابنة له على هذا الأثر نفسه تدعى «نسيت-أر-باوتي»، وقد ذُكر اسمها في لوحة «برلين» التي ذكرناها فيما سبق في سلسلة النسب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤