تَحِيَّةُ الرَّايَةِ

يَا رَايَةً لَوْلَاكِ مَا رَهِبَ الْعِدَا
رُوحِي الْفِدَاءُ لَوَ انَّهَا تَرْضَى الْفِدَا
خَضْرَاءُ كَالْوَادِي الْخَصِيبِ يَزِينُهَا
نُورُ الْهِلَالِ بَدَا كَسَيْفٍ جُرِّدَا
وَعَلَى جَوَانِبِهِ النُّجُومُ كَأَنَّهَا
حَرَسٌ عَلَيْهِ إِذَا أَحَاطَ بِهِ الْعِدَا

قَالَ فِي صِبَاهُ:

رَعَى اللهُ أَيَّامَ الصِّبَا مَا أَلَذَّهَا
وَأَلْطَفَ ذِكْرَاهَا عَلَى مَسْمَعِ الصَّبِّ
تَقَضَّتْ وَأَغْصَانُ الْحَيَاةِ جَنِيَّةٌ
فَمَا كَانَ لِي مِنْهَا سِوَى ثَمَرِ الْحُبِّ
ثِمَارٌ لَعَمْرِي لَمْ يَذُقْهَا أَخُو الْهَوَى
عَلَى الْبُعْدِ إِلَّا هَامَ شَوْقًا إِلَى الْقُرْبِ
هُوَ الْحُبُّ لَا لَفْظٌ يُقَالُ وَإِنَّمَا
عَوَاطِفُ يُهْدِيهَا الْعَفَافُ إِلَى الْقَلْبِ
وَيَنْقُلُ مَعْنَاهَا إِلَى صُحُفِ الْهَوَى
لِحَاظٌ تَعَوَّدْنَ الْكِتَابَةَ بِالْهُدْبِ
فَمَنْ لَمْ يَذُقْ طَعْمَ الْغَرَامِ وَمَا عَسَى
يُلَاقِيهِ أَهْلُ الْعِشْقِ مِنْ أَلَمِ الْكَرْبِ
وَرَاجَعَ مَا قَدْ خَطَّ فِي صَفَحَاتِهِ
إِذن لَبَكَى الْعُشَّاقُ بِالْمَدْمَعِ الصَّبِّ

وَقَالَ:

زُرْتُها وَالْفُؤَادُ بِالْحُبِّ طَافِحْ
فَأَفَاضَتْ مِنِّي الدُّمُوعُ الْفَوَاضِحْ
ظَبْيَةٌ بَيْنَ لَحْظِهَا وَفُؤَادِي
كَمْ مُحِبٍّ غَدَا لَعَمْرِي يُكَافِحْ
وَهْوَ كَالْغُصْنِ بَيْنَ بِيضِ الصَّفَائِحْ
حيثُمَا يَنْثَنِي يُصَادِفُ جَارِحْ
لَيْسَ بِدْعًا فَلَحْظُهَا ذُو نِبَالٍ
وَفُؤَادِي مُدَرَّعٌ بِالْجَوَارِحْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤