الطَّائِرَةُ

طَائِرَةٌ تَعْلُو عَلَى الـ
ـسُّحْبِ إِذَا الْخَطْبُ ادْلَهَمْ
كَأَنَّهَا الْبُرْكَانُ قَدْ
تَنَاثَرَتْ مِنْهُ الْحُمَمْ
لِتَحْصُدَ الْأَرْوَاحَ وَالـ
ـزَّرْعَ فَمَا تَرْعَى الذِّمَمْ
لَا فَرْقَ بَيْنَ يَافِعٍ
تُرْدِيهِ أَوْ شَيْخٍ هَرِمْ
كَمْ كُنْتَ يَا طَيَّارُ قِدْ
مًا تَخْدُمُ الْعِلْمَ وَكَمْ
كَشَفْتَ عَنْ آثَارِ بُلْـ
ـدَانٍ تَغَالَتْ فِي الْقِدَمْ
خَاطَرْتَ بِالرُّوحِ وَرُحْـ
ـتَ بِالثُّلُوجِ تَصْطَدِمْ
حَتَّى بَلَغْتَ الْقُطْبَ بَعْـ
ـدَ أَنْ نَبَتْ عَنْهُ الْهِمَمْ
فَكُنْتَ خَيْرَ خَادِمٍ
لِلْعِلْمِ بَلْ هَادِي الْأُمَمْ
فَمَا الَّذِي غَيَّرَ مَا
كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ شَمَمْ
أَطَاعَةُ الْقَائِدِ وَهْـ
ـوَ الْآمِرُ النَّاهِي الْأَصَمْ
أَمْ رَغْبَةُ الْحَاكِمِ أَنْ
يَبْنِي قُصُورًا مِنْ رِمَمْ
إِذْ فَاتَهُ مَا كَانَ مَسْـ
ـطُورًا بِمَنْثُورِ الْحِكَمْ
إِنْ يَنَمِ الْعَاتِي فَلِلـ
ـرَّحْمَنِ عَيْنٌ لَمْ تَنَمْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤