الْحَنِينُ إِلَى الْوَطَنِ

يَا بَنِي الْأَوْطَانِ مَا أَحْلَى اللِّقَا
وَأَلذَّ الْعِزَّ مِنْ بَعْدِ الشَّقَا
فَمَتَى نَحْظَى بِغِزْلَانِ النَّقَا
وَنُرِيحُ الْقَلْبَ مِنْ هَذَا الْعَنَا

•••

حَكَمَ الدَّهْرُ عَلَيْنَا بِالْفِرَاقْ
حِينَ لَا نَقْوَى عَلَى مُرِّ الطَّلَاقْ
آهِ وَا شَوْقِي إِلَى حُلْوِ التَّلَاقْ
حَيْثُ أَحْظَى مِنْ حَبِيبِي بِالْمُنَى

•••

آهِ وَا شَوْقِي إِلَى ذَاكَ الْحِمَى
حَيْثُ أَضْحَى الْقَلْبُ صَبًّا مُغْرَمَا
يَا إِلَهَ الْعَرْشِ كُنْ لِي رَاحِمَا
وَاشْفِ قَلْبِي مِنْ تَبَارِيحِ الضَّنَى

•••

تِلْكَ أَوْطَانٌ لَهَا قَلْبِي صَبَا
إِذْ قَضَى فِيهَا أُوَيْقَاتِ الصِّبَا
فَاحْمِلِي بِاللهِ يَا رِيحَ الصَّبَا
عَنِّيَ الشَّوْقَ إِلَى ذَاكَ الْحِمَى

•••

كُنْتُ قَبْلَ الْبُعْدِ لَا أَدْرِي الْعَذَابْ
لَا وَلَا أَعْرِفُ مَعْنَى الِاحْتِجَابْ
غَيْرَ أَنَّ الْقَلْبَ بَعْدَ الْبُعْدِ ذَابْ
فَارْحَمُوا قَلْبِي وَدَاوُوا الْبَدَنَا

•••

قَرَّبَ اللهُ أُوَيْقَاتِ الْهَنَا
وَأَرَاحَ الْقَلْبَ مِنْ بَعْدِ الْعَنَا
وَإِذَا لَمْ تُدْنِنَا دَارُ الْفَنَا
فَلَقَدْ تَجْمَعُنَا دَارُ الْبَقَا

وَطَلَبَ مِنْهُ صَدِيقٌ حَاجَةً فَأَنْشَدَهُ:

قَدْ طَلَبْتَ الْقَلِيلَ مِنِّي وَمَا كَا
نَ فُؤَادِي مِنَ الْوِدَادِ مُقِلَّا
لَكَ مَا شِئْتَ يَا خَلِيلِي فَإِنِّي
فِي حَيَاتِي لِسَائِلِي لَمْ أَقُلْ لَا

عِيدُ الْجُلُوسِ

لَا غَرْوَ أَنْ لَاحَتْ كَوَاكِبُ سَعْدِهِ
تَحْكِي بِطَلْعَتِهَا أَسِنَّةَ جُنْدِهِ
وَالْعِيدُ أَقْبَلَ بَاسِمًا بِجُلُوسِهِ
كَالسَّيْفِ يَبْدُو ضَاحِكًا مِنْ غِمْدِهِ
عِيدٌ بِهِ رَقَصَتْ قُلُوبُ أُولِي الْوَلَا
ثَمْلَى كَأَنَّ شَرَابَهَا مِنْ وُدِّهِ
وَافَى فَلَمْ يَبْقَ فُؤَادٌ سَاكِنًا
حَتَّى حَسِبْتُ قُلُوبَنَا مِنْ وَفْدِهِ
وَقَدِ انْجَلَتْ بِيضُ الْأَزَاهِرِ وَهْيَ تَحْـ
ـكِي الزَّهْرَ لَكِنْ فِي أَعَالِي مَجْدِهِ
مَلِكٌ إِذَا عَجَزَ الْوَرَى عَنْ مَدْحِهِ
نَطَقَتْ شَمَائِلُهُ بِرَائِقِ حَمْدِهِ
فَلْيَهْنِكَ الْعِيدُ الَّذِي هَتَفَتْ بِهِ
أَبْنَاءُ مِصْرَ وَالْعِرَاقِ وَنَجْدِهِ
قَدْ زَانَ تَاجَ الْمُلْكِ فَارُوقٌ كَمَا
يَزْدَانُ إِكْلِيلُ الزُّهُورِ بِوَرْدِهِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤