الفصل السابع عشر

الحل

كان جرانت يائسًا. كانت إشراقته خافتةً على نحوٍ غير معهودٍ منه من قبل في سكوتلانديارد. حتى إنه تحدث لويليامز المخلص بحدَّة، ولم يذكره بنفسه سوى الأذى المفاجئ على ذلك الوجه الوردي اللطيف. ألقت السيدة فيلد باللوم دون شروطٍ على الاسكتلنديِّين: طعامهم، وطرقهم، ومناخهم، وبلدهم؛ وقالت بطريقة درامية صبيانية لزوجها: «إذا كانت أربعةُ أيام في بلدٍ مثلِ هذا تجعله هكذا، فماذا يفعل الشهر؟» كان ذلك في المناسبة التي كانت تعرضُ فيها لزوجها الملابس الصوفية الممزقة المتَّسخة التي أحضرها جرانت معه من غزوته في التلال؛ لكنها لم تُخفِ معتقداتها وتحيُّزاتها، وقد عانى منها جرانت بشكل طفيف بقدر ما تسمح به روحُه القلقة. بعد عودته إلى الروتين اليومي ومعالجة متأخرات العمل، كان يتوقف ويسأل نفسَه، ما الذي تركه دون إنجاز؟ ما هي السبل الممكنة للاستكشاف التي ترَكها دون أن يُجرِّبها؟ لقد حاول عمدًا منع نفسِه من طرح مزيد من الأسئلة، وقَبول النظرية العامة القائلة بأن حُجج الشرطة كانت جيدة جدًّا بحيث تكون جديرةً بالتصديق، والموافقة على رأي باركر بأنه كان يعاني من «حالة عصبية» ويحتاج إلى عطلة. لكن لم يكن هناك فائدة. كان الشعور بوجود خطأٍ ما في مكانٍ ما، يعود دائمًا في اللحظة التي يتوقف فيها عن مضايقة نفسه. بل إن الإدانة كانت تتنامى مع مرور الأيام البطيئة، غير المثمرة، المملَّة، وكان يعود بذهنه إلى ذلك اليوم الأول، قبل أكثر من أسبوعين بقليل، عندما رأى جثة غير معروفة، ليستغرقَ في القضية مرةً أخرى من هناك. هل فاتته نقطةٌ في مكانٍ ما؟ كان هناك الخنجر الذي ثبَت أنه دليل عقيم غير مثمر. ومع ذلك، لم يزعم أحدٌ أنه رأى أو امتلك خنجرًا مثله. كل ما فعلته هو الندبة على يد القاتل؛ وهي دليلٌ قاطع فقط عندما يتحالف مع مزيد من الأدلة.

كان هناك هذا الدليل، وذاك، وغيرهما، لكنها جميعًا صمدت أمام ضغوط التفكُّك، وبقيَت في كياناتها المنفصلة كما كانت في نمط الكل؛ وتُرك جرانت، كما كان من قبل، مع الاعتقاد، القوي جدًّا وغير المعقول جدًّا لدرجة أن ذلك الاعتقاد وصل إلى حدِّ الخرافات، ولدرجة أن البروش ذا الحروف الأولى في جيب سوريل كان مِفتاحَ اللغز بأكمله؛ وأنه كان يُفضي صائحًا بقصَّته لهم، إلا أنهم لم يسمعوا. كان يرقد في مكتبه مع الخنجر الآن، وكان مدرِكًا له على الدوام. عندما لم يكن لديه ما يفعله، كان يُخرِج الاثنين البروش والخنجر من الدرج ويجلس هناك «يتأمَّلهما»، كما أبلغ ويليامز المتعاطف مرءوسه. لقد أصبح مهووسًا بهما. كان هناك علاقة ما بين الاثنين؛ بين العرض الذي قدمه سوريل لامرأة والخنجر الذي قُتل به. لقد شعر وهو يلعب بالأشياء الموجودة على الطاولة بمثل قوة ووضوح شعوره بضوء الشمس الذي يُدفئ يديه. ومع ذلك فقد سخر من الفكرة كلٌّ من منطقه ومنطق الآخرين. ما علاقة البروش بالقضية؟! قتل جيرالد لامونت سوريل بخنجر إيطالي صغير — كانت جَدَّته إيطالية، وإذا لم يكن قد ورث الخنجر، فمن المحتمل أنه ورث إرادةَ استخدام الخنجر — بعد المشاجرة في صف الانتظار. وفي روايته الخاصة، استاء من رحيل سوريل عن بريطانيا، تاركًا إياه عاطلًا عن العمل ومفلسًا إلى حدٍّ ما. كان سوريل يملك المالَ لدفع ثمن رحلته، لكنه لم يعرض عليه. وفي روايته، لم يكن يعلم أن سوريل قد أعطاه أيَّ نقود إلا بعد يومين من جريمة القتل. من أين جاء البروش المرصَّع باللآلئ ذو الحروف الأولى؟ كان الخنجر الصغير المصنوع من الفضة والمطلي بالمينا أساسيًّا في القضية — ملك الأدلة. سيتم تصويره، وكتابة فقرات عنه، ومناقشته في كل منزل في إنجلترا، وسيؤدي الصدع الصغير الموجود على مقبضه المزيَّن إلى شنق رجل. وطوال الوقت، كان هذا البروش اللؤلئي، الذي لم يظهر في القضية على الإطلاق، يتوهج بدحضٍ صامتٍ وكاملٍ لجميع نظرياتهم الهزيلة.

كان الأمر سخيفًا تمامًا. كره جرانت منظر البروش، ومع ذلك عاد إليه مِرارًا وتَكرارًا كما يفعل الرجل لعشيقته الساخرة. حاول «إغماض عينَيه» — وهو ملجؤه المفضَّل عند الوقوع في مأزق — وإما أن يُشتِّت انتباهه بالترفيه أو الانغماس في العمل أوقاتًا طويلة في كل مرة؛ ولكن دائمًا عندما كان يفتح عينيه مرة أخرى كان البروش هو ما يراه. لم يحدث هذا من قبل — أن يفتح عينَيه مرة أخرى ولا يرى أي زاوية جديدة في القضية. لقد أدرك أنه إما مهووس وإما وصل إلى الزاوية الأخيرة في القضية — الزاوية الحيوية — وأنها لم تخبره بشيء؛ كانت هناك من أجله ليراها، لكنه لم يكن يعرف كيفية فعل ذلك.

لنفترض، كما يعتقد، أن القتل تم على يد مبعوث بعد كل شيء، وليس نتيجةَ الخلاف في صفِّ الانتظار، ما نوع الشخص الذي سيكون عليه هذا المبعوث؟ ليس واحدًا من هؤلاء الأقرب إلى الرجل المقتول بالتأكيد. لكن لم يتمكن أيُّ شخص آخر من الوصول إلى صف الانتظار باستثناء الشرطي، والحارس، ولامونت. أم كان هناك شخص آخر نجح في الهروب دون أن يُلاحظه أحد؟ كان راءول ليجارد قد رحل، ورحل لامونت، دون جذب الانتباه؛ أحدهما لأن صفَّ الانتظار كان منشغلًا بأموره، والآخر لأنه كان منشغلًا بجريمة القتل. هل من الممكن أن يكون هناك شخصٌ آخر؟ وذكَّر نفسه كيف أثبتَ العديدُ من الشهود أنهم كانوا غيرَ مبالين بما يحيط بهم. لم يتمكن أيٌّ منهم من إعطاء وصفٍ مناسب للأشخاص الذين وقفوا إلى جانبهم، باستثناء راءول ليجارد، الذي كان أكثرَ انتقادًا لأنه كان غريبًا عن إنجلترا، وكان الحشد الإنجليزي لا يزال وسيلةً ترفيهية له. أما بالنسبة إلى الآخرين، لم يكن الأمر ترفيهًا، ولم يهتمُّوا بجيرانهم؛ لقد كان لديهم كل الانشغال الذاتي لسكان لندن ورواد صفوف الانتظار المعتادين. كان لا يزال من الممكن أن يكون شخص آخر قد هرب دون أن يتذكره أحد. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي فرصة القبض عليه الآن؟ ما هو الدليل المحتمل الذي لديهم؟

البروش، قال نصفُه الآخر، البروش!

يوم الجمعة، أُحضر لامونت مرةً أخرى لمحكمة جنح جاوبريدج، واحتجَّ محاميه، كما توقع جرانت، على الشهادة التي أُخذت من لامونت. توقع جرانت منه أن يحتجَّ من حيث الشكليات، لكن كان واضحًا أنه كان يحتج على الإدانة. لقد أصبَح مدركًا لاستفادة المدَّعي من اعتراف لامونت بأنه استاء من رحيل سوريل. قال القاضي إنه لم يرَ أي دليل على ممارسة الشرطة أسلوبَ الإكراه. من الواضح أن السجين لم يكن على استعدادٍ للإدلاء بشهادةٍ فحسب، بل كان حريصًا على ذلك. لكنَّ محاميَ لامونت أشار إلى أن موكله لم يكن في حالة عقلية أو جسدية للإدلاء بمثلِ هذه الشهادة المهمة. فبالكاد كان قد تعافى من ارتجاج حادٍّ في المخ. ولم يكن في حالة مناسبة تؤهله ﻟ…

وهكذا استمرت الحجةُ الكلامية غير المجدية، وجلس الشخصان الأكثر اهتمامًا بها— جرانت ولامونت — شاعرَين بالملل والتعب، منتظرين حتى يتوقفَ سيلُ الكلمات ويصبح بمقدورهما المغادرة، أحدهما إلى زنزانته والآخر إلى عمله ومشكلته الدائمة. كانت الآنسة دينمونت في المحكمة المزدحمة الآن مرةً أخرى، وهذه المرة لم يكن هناك شكٌّ في لطفها تجاهَ جرانت. يبدو أن مقابلتها مع خالتها كان لها تأثيرٌ غريب في تليينها بكل الطرق، وتعجَّب جرانت من ذلك عندما تذكر السيدة إيفريت. لم يخطر بباله إلا في طريق العودة إلى سكوتلانديارد أن إيمان خالتها في لامونت قد ولَّد فيها أملًا لا علاقة له بالعقل أو المنطق، وأن الأمل هو الذي منَحها هذا السحرَ الغريب غير المعتاد الذي كاد أن يشعَّ من وجهها. وأطلق جرانت السِّباب. إنها قد تأمُل أن يكون لامونت غيرَ مذنب بعد كل شيء، لكن ما الذي ستستفيد منه إذا أُدين؟

هذا البروش اللؤلئي! ماذا كان يقول؟ من كان لديه حقُّ الوصول إلى صف الانتظار؟ ألقى بنفسه في غرفته وحملقَ غاضبًا خارج النافذة. سيستقيل من منصبه. لم يكن أهلًا له. ظل يرى الصعوبات في حين لم يرَ الآخرون أيًّا منها. كان دليلًا محضًا على عدم الكفاءة. لا بد أن باركر يسخر منه! حسنًا، دعه يسخر. كان باركر لا يتمتع بأي قدرٍ من الخيال. ولكن كان جرانت يتمتع بالخيال أكثرَ مما يتطلبه العملُ الشرطي. سوف يستقيل. هناك شخصان على الأقل سيكونان ممتنَّين له؛ الرجلان اللذان كانا يتوقان كثيرًا إلى وظيفته. أما بالنسبة إلى هذه القضية، فلن يُفكر فيها أكثر من ذلك.

وحتى أثناء اتخاذ القرار، استدار من النافذة لأخذ البروش من دُرجه مرة أخرى، لكن قاطعه دخول باركر.

قال رئيسه: «حسنًا، سمعتُ أنهم يُثيرون ضجةً حول الشهادة.»

«نعم.»

«ما الفائدة التي يعتقدون أنها ستعود عليهم؟»

«لا أعرف. المبدأ، حسبما أفترض. وهم يرون بعض الاعترافات التي يُمكننا الاستفادةُ منها، على ما أعتقد.»

قال باركر: «أوه، حسنًا، دعهم يتخبَّطوا. لا يمكنهم التملُّصُ من الأدلة. بشهادةٍ أو مِن دون شهادة، تغلَّبنا عليهم. هل ما زلتَ قلقًا بشأن القضية؟»

«لا، لقد تخليتُ عنها. بعد ذلك سأصدق ما أراه وأعلمه، وليس ما أشعر به.»

قال باركر: «رائع! أنت تكبح خيالَك، جرانت، وستكون رجلًا عظيمًا في يومٍ من الأيام. غالبًا ما يكفي التمتعُ بالموهبة مرةً واحدة كلَّ خمس سنوات. إذا قمتَ بقَصرِها على ذلك، فمن المحتمل أن تكون أحد العناصر المهمة.» وابتسم ابتسامة عريضة وحنونة لمرءوسه.

ظهر شرطيٌّ في المدخل، وقال لجرانت: «هناك سيدة تودُّ مقابلتك يا سيدي.»

«من هي؟»

«لم تكشف عن اسمها، لكنها قالت إن الأمر مهمٌّ للغاية.»

«حسنًا. أدخِلْها.»

تحرَّك باركر كأنه سيذهب، لكنه استقر مرةً أخرى، وساد الصمت بينما كان الرجلان ينتظران الوافدَ الجديد. كان باركر مسترخيًا قليلًا أمام مكتب جرانت، وكان جرانت خلفه، ويدُه اليسرى تُربت على مقبض الدرج الذي يحمي البروش. ثم انفتح الباب، وأرشد الشرطيُّ الزائرَ بتَكرارٍ رسمي لإعلانه: «جاءت سيدةٌ لمقابلتك يا سيدي.»

كانت المرأةَ السمينة من صف الانتظار.

«مساء الخير، سيدة … واليس.» تذكَّر جرانت اسمَها بصعوبة؛ فهو لم يرَها منذ التحقيق. «ما الذي يمكنني أن أفعله من أجلك؟»

قالت بلهجتها الكوكنية الهائجة: «مساء الخير أيها المفتش. أتيتُ لأنني أعتقد أن هذا الأمر قد زاد عن الحد. لقد قتلتُ بيرت سوريل، ولن أترك أيَّ شخص يعاني من أجل ذلك إذا كان بإمكاني المساعدة في ذلك.»

قال جرانت: «أنتِ …» وتوقَّف محدقًا في وجهها السمين اللامع، وعينيها المستديرتين، والمعطف الساتان الأسود الضيق، والقبعة الساتان السوداء.

ألقى باركر نظرةً خاطفة على مرءوسه ورآه في حيرة من أمره — حقًّا، يجب أن يأخذ جرانت عُطلة — لذا تولى التعامل مع الموقف. قال بلُطف: «اجلسي، سيدة … واليس. لقد كنتِ تُفكرين كثيرًا في هذه القضية، أليس كذلك؟» قدَّم كرسيًّا وأجلَسَها فيه وكأنها أتت لتستشيرَه بشأن حموضة المعدة. «ليس من الجيدِ إطالةُ التفكير في أشياء سيئة مثل جرائم القتل. ما الذي يجعلك تعتقدين أنكِ قتلتِ سوريل؟»

قالت بحدَّة: «أنا لا أعتقد. ليس هناك مجالٌ للشك. لقد كان عملًا جيدًا جدًّا.»

قال باركر بتساهُل: «حسنًا، دعينا نقُل كيف نعرف أنكِ فعلت ذلك؟»

كرَّرَت: «كيف تعرفون؟ ماذا تقصد؟ أنتم لم تعرفوا حتى الآن، لكنني أخبرتُكم الآن وهكذا عرَفتم.»

قال باركر: «لكن، كما تعلمين، مجرد أنك قلتِ إنك فعلت ذلك ليس سببًا يجعلنا نعتقدُ أنك فعلتِه.»

قالت، وصوتها يرتفع: «أنتم لا تصدقونني! هل يأتي الناس عادةً ويعترفون بقتل أحدٍ بينما لم يفعلوا ذلك؟»

قال باركر: «أوه، في كثير من الأحيان.»

جلسَت في صمتٍ تغمرُها الدهشة، كانت عيناها الداكنتان اللامعتان الخاليتان من أي تعابير تندفعان بسرعةٍ من وجه إلى آخر. رفع باركر حاجبًا بهدف إضحاك جرانت الذي ظلَّ صامتًا، لكن جرانت لم يُلاحظه تقريبًا. جاء من خلف المكتب كما لو انفصل فجأةً عن تعويذة جعَلَته بلا حراك، واتجه نحو المرأة.

قال: «سيدة واليس، هلا تخلعين قفازاتك لحظة؟»

قالت وهي تخلع قفازاتها القطنية السوداء: «هيا الآن، هذا منطقيٌّ أكثر بعض الشيء. أعرف ما الذي تبحث عنه، لكنها اختفت الآن تقريبًا.» مدَّت يدها اليسرى، بدون قفازات، إليه. على جانب سبابتها، كان هناك علامةٌ لندبة خشنة شُفيت لكنها لا تزال ظاهرةً في الجلد الخشن ليدها التي تعمل بجِد. أخرج جرانت نفَسًا طويلًا، وجاء باركر وانحنى لفحص يد المرأة.

قال: «لكن، سيدة واليس، لماذا أردتِ قتل سوريل؟»

قالت: «لا تشغل بالك. لقد قتلتُه، وهذا يكفي.»

قال باركر: «يؤسفني أن الحال ليس كذلك. فحقيقة أن لديكِ ندبة صغيرة على إصبعك ليست دليلًا بأي حال من الأحوال على أن لك علاقةً بموت سوريل.» قالت: «لكني أقول لك إنني قتلتُه! لماذا لا تُصدقني؟ لقد قتلته بالخنجر الصغير الذي أحضره زوجي من إسبانيا.»

«هكذا تقولين، لكن ليس لدينا أيُّ دليل على صحة ما تقولينه.»

كانت تُحدق في كِلَيهما بعُدوانية. علَّقَت: «لو أنك أصغيتَ لما تقول، لأدركتَ أنك لا تصلح شرطيًّا على الإطلاق. لولا ذلك الشابُّ الذي لديك، لعُدتُ إلى المنزل الآن. لم أعرف قطُّ أناسًا بمثل هذا الغباء. ماذا تريدان أكثرَ من اعترافي؟»

قال باركر: «أوه، أكثر من ذلك بكثير»، بينما كان جرانت لا يزال صامتًا. «على سبيل المثال، كيف يمكنك قتلُ سوريل عندما كنتِ أمامه في صف الانتظار؟»

«لم أكن أمامه. كنت أقف وراءه طوال الوقت حتى بدأ الصفُّ في التقدم ببطء. ثم طعنته بالخنجر وبعد قليل اندفعتُ إلى الأمام، وبقيت قريبةً منه طوال الوقت حتى لا يسقط.»

هذه المرةَ تخلى باركر عن أسلوبه اللطيف ونظر إليها باهتمام. سأل: «وماذا كان سوريل بالنسبة إليك لتطعَنيه بخنجر؟».

«لم يكن بيرت سوريل شيئًا بالنسبة إليَّ، لكنه كان يجب أن يُقتَل وأنا قتلتُه، أترى؟ هذا كل شيء.»

«هل تعرفين سوريل؟»

«نعم.»

«منذ متى تعرفينه؟»

شيءٌ في هذا السؤال جعلها تتردَّد. قالت: «منذ بعض الوقت.»

«هل آذاك بطريقةٍ ما؟»

لكن فمها المتردد في الحديث انغلق بإحكام أكبر. نظر إليها باركر بلا حولٍ ولا قوة، وبعد ذلك استطاع جرانت رؤيته ينقلبُ على المسار الآخر.

«حسنًا، أنا آسف جدًّا، سيدة واليس»، قال كما لو أن المقابلة قد انتهت، «لكن لا يمكننا تصديقُ قصتك. فهي قصةٌ من الصعب تصديقُها. لقد كنتِ تفكرين كثيرًا في هذه القضية. الناس يفعلون ذلك، كما تعلمين، في كثيرٍ من الأحيان، ثم يبدَءون في تخيلِ أنهم فعلوا الشيء بأنفسهم. أفضل شيء يمكنك فعلُه هو العودة إلى المنزل وعدم التفكير في الأمر أكثرَ من ذلك.»

كما توقع باركر، أثَّر ذلك فيها. وظهر رعبٌ خافت على وجهها الأحمر. ثم ذهبَت عيناها السوداوان الثاقبتان إلى جرانت وفحَصَتاه. قالت لباركر: «لا أعرف مَن قد تكون، لكن المفتش جرانت يُصدقني تمامًا.»

قال جرانت: «هذا هو مفوض الشرطة باركر، رئيسي. سيتعيَّن عليكِ إخبارُ مفوض الشرطة أكثرَ من ذلك بكثير، سيدة واليس، حتى يتسنَّى له تصديقُك.»

أدركَت الصدَّ، وقبل أن تتعافى قال باركر مرةً أخرى: «لماذا قتلتِ سوريل؟ ما لم تُقدمي لنا سببًا مناسبًا، يؤسفنا أننا لا نستطيع تصديقك. لا يوجد شيءٌ على الإطلاق يربطك بجريمة القتل باستثناء تلك الندبة الصغيرة. أتوقع أن هذه الندبة الصغيرة هي التي دفعَتك للتفكير في كل هذا الآن، أليس كذلك؟»

قالت: «ليس كذلك! هل تعتقد أنني مجنونة؟ حسنًا أنا لستُ مجنونة. لقد فعلتُ ذلك تمامًا، وأخبرتك كيف فعلتُ ذلك بالضبط. ألا يكفي هذا؟»

«أوه، لا، كان من الممكن أن تختلقي بسهولة قصةَ كيف فعلتِ ذلك. يجب أن يكون لدينا دليل.»

قالت في انتصارٍ مفاجئ: «حسنًا، لديَّ غِمدُ الخنجر في المنزل. ها هو دليلك.»

قال باركر بتمثيلٍ جيد للغاية للشعور بالندم: «يؤسفني أنه لا جدوى من هذا أيضًا. يمكن لأي شخص أن يكون لديه غمدُ الخنجر. سيتعيَّن عليكِ إبداءُ سببٍ لقتل سوريل قبل أن نبدأ حتى في تصديقك.»

قالت بتجهُّمٍ بعد صمت طويل: «حسنًا، إذا كان لا بد أن تعرف، فقد قتلتُه لأنه كان على وشك إطلاق النار على روزي.»

«مَن هي روزي؟»

«ابنتي.»

«لماذا كان سيُطلق النارَ على ابنتك؟»

«لأنها لم تكن تريد أن يكون لها علاقةٌ بأمثاله.»

«هل تعيش ابنتك معك؟»

«لا.»

«إذن ربما ستسمحين لي بالحصول على عُنوانها.»

«لا؛ لا يمكنك الحصول على عنوانها. لقد سافرَت إلى الخارج.»

«ولكن إذا سافرَت إلى الخارج، فكيف يمكن أن يؤذيها سوريل؟»

«لم تكن قد سافرَت إلى الخارج عندما قتلتُ بيرت سوريل.»

بدأ باركر قائلًا: «إذن …» لكن جرانت قاطعه.

قال ببطء: «سيدة واليس، هل راي ماركابل ابنتُك؟»

وقفَت المرأة على قدَمَيها بسرعةٍ مذهلة بالنسبة إلى شخصٍ في حجمها الضخم. استرخى فمُها المقفول فجأة، وخرجَت أصواتٌ غير واضحة من حلقها.

قال جرانت بلطف: «اجلسي»، وأعادها إلى كرسيِّها «اجلسي وأخبِرينا بكل شيء عن ذلك. خُذي وقتك.»

سألَت عندما تمالكَت نفسها: «كيف عرَفتَ؟ كيف عرَفت؟»

تجاهل جرانت السؤال. «ما الذي جعلَكِ تعتقدين أن سوريل قصد إيذاء ابنتك؟»

«لأنني التقيتُ به ذات يومٍ في الشارع. لم أرَه منذ سنوات، وقلتُ شيئًا عن ذَهاب روزي إلى أمريكا. وقال: «وأنا كذلك.» ولم يُعجبني تعليقه؛ لأنني كنتُ أعلم أنه مصدرُ إزعاجٍ لروزي. ثم ابتسم لي ابتسامةً غريبة وقال: «على الأقل، هذا غير مؤكد. إما أن نذهب معًا أو لن يذهب أيٌّ منا.» فقلت: «ماذا تقصد؟ روزي ستذهب بالتأكيد. لقد حصلَتْ على عقدٍ ولا يمكنها فسخُه.» فقال: إن لديها عقدًا سابقًا معي. فهل تعتقدين أنها ستلتزم بذلك أيضًا؟» وقلت: «لا تكن أحمق. إن علاقات الأولاد والبنات من الأفضل أن تُنسى.» وابتسم مرةً أخرى، بهذه الطريقة الغريبة المروعة، وقال: «حسنًا، أينما تذهب فسنذهب معًا.» ورحل.»

سأل جرانت: «متى كان ذلك؟»

«لقد مرَّ اليومَ ثلاثة أسابيع؛ يوم الجمعة قبل أن أقتله.»

في اليوم التالي لتسلُّم سوريل الطرْدَ الصغير في منزل السيدة إيفريت. «حسنًا. تابعي.»

«حسنًا، عدتُ إلى المنزل وفكَّرت في الأمر. وظللت أرى وجهه. كان يبدو شاحبًا للغاية على الرغم من كونه وسيمًا جدًّا وكل ذلك. وبدأت أتأكد من أنه كان ينوي قتل روزي.»

«هل كانت ابنتك مخطوبةً له؟»

«حسنًا، هذا ما قاله. لقد كانت علاقةً بين صبي وفتاة. كان كلٌّ منهما يعرف الآخَر منذ أن كانا طفلَين. بالطبع، روزي لن تحلم بالزواج منه الآن.»

«حسنًا. تابعي.»

«حسنًا، اعتقدتُ أن المكان الوحيد الذي سيكون بمقدوره رؤيتُها فيه هو المسرح. كما ترى، ذهبتُ خِصيصى لإخبار روزي بذلك — لم أكن أراها كثيرًا — لكن يبدو أنها لم تقلق. لم تقل شيئًا سوى: «أوه، بيرت دائمًا يتفوَّه بالتفاهات على أي حال، وعلى أي حال لم أعُد أواعِدُه قطُّ. كان لديها الكثيرُ من الأشياء الأخرى التي يجبُ التفكير فيها، ولم تكن قلقة. لكنني كنتُ قلقة، بالتأكيد. ذهبت في تلك الليلة ووقفت على الجانب الآخر من الشارع، أشاهد الناس يأتون إلى صفوف الانتظار. لكنه لم يأتِ. وذهبتُ إلى العرض الصباحي يوم السبت ومرةً أخرى في المساء، لكنه لم يأتِ. ومرةً أخرى مساء الاثنين، وبعد ظهر الثلاثاء. وبعد ذلك ليلة الثلاثاء رأيتُه قد أتى وحده، وذهبت ووقفت خلفه في صف الانتظار عند باب الصالة. بعد مدة، رأيتُ انتفاخًا في جيب معطفه الأيمن، وتحسَّستُه، كان صلبًا. كنتُ متأكدةً حينها من أنه كان مسدسًا وأنه سيقتل روزي. لذلك انتظرتُ حتى يتقدم الصفُّ ببطء، كما قلت، وطعنتُه بالخنجر. لم يُصدر أيَّ صوت. ربما يجول بخاطرك أنه لم يكن يعلم أن أيَّ شيء قد حدث. ثم اندفعت إلى الأمام، كما أخبرتُك.»

«هل كان سوريل وحده؟»

«نعم.»

«من كان يقف بجانبه؟»

«لمدةٍ من الوقت كان هناك شابٌّ نبيل داكنُ البشرة، وسيمٌ للغاية. ثم جاء رجلٌ آخر للتحدثِ إلى بيرت، ودفع الشابَّ النبيل للخلف إلى جواري.»

«ومن كان خلفك؟»

«السيدة والسيد اللذان أدْلَيا بالشهادة في التحقيق.»

«كيف تكون روزي ماركهام ابنتك؟»

«حسنًا، كما ترى، كان زوجي بحَّارًا — هكذا حصلتُ على الخنجر من إسبانيا — كان يجلب لي الكثيرَ من الأشياء. ولكن عندما كانت روزي صغيرة، تعرَّض للغرق، وعرضت أخته التي كانت متزوجةً من ماركهام وتعيش حياةً زوجيةً هانئةً أن تأخذ روزي وتُربيها؛ لأنهما لم يكن لديهما أطفال. لذلك تركتها تذهب. وقد ربَّياها تربيةً صحيحة، أؤكد لك. فابنتي روزي سيدة بحقٍّ. لقد كنت أعملُ خادمةً لسنوات، ولكن منذ أن حصلَت روزي على المال، خصَّصَت لي ما يُسمونه راتبًا سنويًّا، وأنا أعيش على ذلك في الغالب الآن.»

«كيف عرَفت ابنتك سوريل؟»

«الخالة التي أحضرَت بيرت كانت تعيش بجوار آل ماركهام، وكان بيرت وروزي يذهبان إلى المدرسة نفسِها. كانا قريبَين من بعضهما البعض حينَها للغاية، بالطبع. ثم ماتت الخالة عندما كان بيرت في الحرب.»

«ولكن بعد الحرب خُطِبا بالتأكيد؟»

«لم يكونا مخطوبَين كما تقول. كان كلٌّ منهما منجذبًا للآخَر فحسب. كانت روزي حينها في جولةٍ لعرض «ذا جرين صن شايد» (المظلة الخضراء) ثم اعتاد كلٌّ منهما مقابلةَ الآخَر عندما كانت في المدينة أو بالقرب منها.»

«لكن سوريل اعتبر نفسه خاطبًا؟»

«ربما. يرغب الكثيرُ من الرجال في الارتباط بروزي. كما لو أن روزي ستُفكر في أمثاله!»

«لكنهما احتفظا بدرجةٍ ما من التعارف؟»

«أوه، نعم، لقد سمحَت له بالحضور لمقابلتها في شقتها في بعض الأحيان، لكنها لم تخرج معه، أو أي شيء من هذا القبيل. ولم تستقبله كثيرًا. لا أظن أنها كانت قادرةً على إبعاده إلى الأبد، كما ترى. لقد كانت تُخيب ظنه بلطف، على ما أعتقد. لكنني لستُ متأكدة من كل ذلك. لم أذهب لرؤية روزي كثيرًا بنفسي. هذا ليس معناه أنها لم تكن لطيفةً معي، لكن ذلك لم يكن يُناسبها. فلم تكن تريد امرأةً عجوزًا عادية مثلي بالجوار، وهي تقضي وقتها مع اللوردات وغيرهم.»

«لماذا لم تُخبري الشرطة على الفور أن سوريل كان يُهدد ابنتك؟»

«فكَّرتُ في الأمر، ثم اعتقدت، في المقام الأول، أنني لا أمتلك دليلًا على ذلك. وبالنظر إلى الطريقة التي عامَلتُموني بها اليوم، لا بد أن أعتقد أنني كنتُ محقَّة. وثانيًا، حتى إن افترضنا أن الشرطة قبضَت عليه، فلن يتمكَّنوا من سجنه للأبد. كان سيقتلها بمجرد أن يخرج. ولم أستطع أن أُراقبه دائمًا. لذلك اعتقدتُ أنه من الأفضل القيامُ بفعل ذلك عندما أستطيع. كان لديَّ ذلك الخنجر الصغير، واعتقدت أن ذلك سيكون طريقةً جيدة. لا أعرف أي شيءٍ عن المسدسات وهذه الأشياء.»

«أخبِريني، سيدة واليس، هل رأت ابنتك ذلك الخنجر من قبل؟»

«لا.»

«هل أنتِ متأكدةٌ تمامًا؟ فكري قليلًا.»

«نعم رأته. أنا أكذب. عندما كبرَت، وقبل أن تغادر المدرسة، كان لديهم مسرحيةٌ لشكسبير بها خنجر. لا أتذكر اسمها.»

اقترح جرانت: «ماكبث؟».

«نعم، هذه هي. وكانت البطلة. كانت دائمًا رائعةً في التمثيل، كما تعلم. حتى عندما كانت صغيرة، كانت رائعةً في مسرحية إيمائية بالمدرسة. وكنتُ دائمًا أذهب لأشاهدها. وعندما كانوا يُمثلون هذه المسرحية ماكبث، أقرضتُها الخنجرَ الصغير الذي أحضَره والدُها من إسبانيا. فقط من أجل الحظ، كما تعلم. أعادته إليَّ عندما انتهت المسرحية. لكنها احتفظت بالحظِّ دائمًا. كانت محظوظةً طَوال حياتها. لقد كان الحظ فقط هو الذي جعَل لادز يراها عندما كانت في جولة؛ لذلك أخبر بارون عنها، وأجرى بارون مقابلةً معها. هكذا حصلَت على اسمها — راي ماركابل. فطَوال الوقت كانت ترقص وتُغني، وظل يقول: «ريماركابل!» (أي رائع)؛ ولذا اتخذَته روزي اسمًا لها. إنها نفس الأحرف الأولى من اسمها — على الأقل، اسمها بعد التبنِّي، هل فهمتما؟»

ساد الصمت. بدا كلٌّ من باركر، الذي كان صامتًا بعضَ الوقت، وجرانت في حيرةٍ مؤقتة. فقط المرأة السمينة ذاتُ الوجه الأحمر بدَت مرتاحة تمامًا.

قالت: «هناك شيء واحد يجب أن تتذكَّراه. اسم روزي يجب أن يبقى خارج الموضوع. ولا كلمة واحدة عن روزي. يمكنك القول إنني قتلتُه بسبب تهديده لابنتي الموجودة في الخارج.»

«أنا آسف، سيدة واليس، لا يمكنني أن أعِدَكِ بذلك. اسم الآنسة ماركابل سيُذكر بالتأكيد.»

قالت: «لكن لا يجب أن يحدث هذا! لا يجب! إن إقحامها في ذلك الأمر سوف يُفسد كلَّ شيء. فكِّر في الفضيحة والكلام. من المؤكد أنكم أيها السادة أذكياءُ بما يكفي للتفكير في طريقةٍ لتجنُّب ذلك؟»

«يؤسفني ذلك سيدة واليس. لو استطعنا ذلك لفعلناه، لكن لن يكون ذلك ممكنًا إذا كانت قصتُك حقيقية.»

قالت برِباطة جأش مدهشة، مع الأخذ في الاعتبار حِدَّتها السابقة: «أوه، حسنًا، لا أعتقد أن ذلك سيُحدِث فرقًا كبيرًا للغاية بالنسبة إلى روزي. فروزي هي أعظمُ ممثلة في بريطانيا في الوقت الحاضر، ومكانتها أفضلُ من أن يفسدها شيءٌ من هذا القبيل. يجب فقط أن تشنقني قبل أن تعود من أمريكا.»

قال باركر بابتسامةٍ خافتة: «من السابق لأوانه الحديث عن الشنق. هل معكِ مفتاح منزلك؟»

«نعم؛ لماذا؟»

«إذا سلَّمته إليَّ، فسأرسل رجلًا للتحقُّق من قصتك عن غِمد الخنجر. أين يمكن أن يجده؟»

«يوجد في أعماق الدرج العُلوي الأيسر من الخزانة ذات الأدراج، في صندوقٍ به زجاجةُ عطر.»

استدعى باركر رجلًا وأعطاه المفتاح والتعليمات. قالت السيدة واليس بحدةٍ للمبعوث: «واترك كلَّ شيءٍ في مكانه.»

عندما رحَل الرجل، دفع جرانت قصاصةً من الورق عبر مكتبه إليها وأعطاها قلمًا. قال: «هلا تكتبين اسمَك وعنوانك هنا؟».

أخذَت القلم بيدِها اليسرى، وكتبت بجهدٍ ما طلب.

«هل تتذكرين عندما ذهبتُ لمقابلتك قبل التحقيق؟»

«نعم.»

«لم تكوني عَسْراء وقتها.»

«يمكنني استخدام أيٍّ من اليدَين في معظم الأشياء. هناك اسمٌ لذلك، لكني نسيت ما هو. لكن عندما أفعل أي شيء مميز، أستخدم يساري. وروزي، عسراءُ أيضًا. وكذلك كان والدي.»

سأل باركر: «لماذا لم تأتي من قبل وتُخبرينا بهذه القصة؟»

«لم أكن أعتقد أنك ستقبضُ على أي شخص إذا لم تقبض عليَّ. لكن عندما رأيتُ في الصحيفة أن الشرطة لديها قضيةٌ جيدة، وكل هذه الأمور، اعتقدتُ أنه يجب القيام بشيء ما. ثم ذهبت اليوم إلى المحكمة لإلقاء نظرة عليه.» إذن كانت في تلك المحكمة المزدحمة اليوم دون أن يراها جرانت! «لا يبدو سيئًا بالرغم من مظهره الأجنبي. وبدا مريضًا جدًّا. لذا عدتُ إلى المنزل، وفكَّرت في الموضوع، وجئتُ إلى هنا.»

قال جرانت: «حسنًا»، ورفع حاجبَيه لرئيسه. استدعى مفوضُ الشرطة رجلًا، وقال: «السيدة واليس ستنتظر في الغرفة المجاورة لحظة، وستبقى معها. إذا كان هناك أيُّ شيء تريدينه، فاطلبي فقط مِن سيمبسون، سيدة واليس.» وأغلق الباب خلف جسدها المغطَّى بالساتان الأسود الضيق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤