البابُ الرابع

الملاحق

الملحق الأول: مقدمات وملخصات

الأنشودة الأولى

بعد هزيمة بروتس وكاسيوس في موقعة فيليبي سنة ٤٢ق.م.، وعدَت الحكومة الثلاثية أن تعطي جنودها المحنكين أراضي ثماني عشرة مدينة إيطالية، وكانت كريمونا إحدى تلك المدن. ويبدو أن هذه المدينة الأخيرة لم تكفِ حاجة الجنود فمنحوا مدينة مانتوا المجاورة (انظر الأنشودة التاسعة)، ويحتمل أن يكونوا قد احتلوها عنوةً وطُرِدَ والد فرجيل من ضيعته في أنديس مع مَن طُرِدوا. فذهب فرجيل يطلب العون من كايوس أسينيوس بوليو (انظر مقدمة الأنشودة الرابعة) وكان حاكمًا على غاليا ترنسبادانا، فنصحه أن يتوجه إلى روما ويرفع الأمر إلى أعتاب أوكتافيانوس، فساعده الحظ ونجح في استرداد ضيعته.

وهذه الأنشودة عبارة عن حوارٍ بين راعيَيْن: هما تيتيروس الذي ينتحل شخصية فرجيل، وميليبويوس. ويوصف تيتيروس مستلقيًا وسط حقوله بين أغنامه في استرخاء وتقاعد، فيمر به ميليبويوس، وقد طُرد توًّا من حقله، يدفع أمامه قطيعه المنكود الذي أضناه التعب.

وبالرغم من أن تيتيروس يمثل فرجيل، فهو في الأصل شخصية خيالية لا تتحدث إلا بلسان الشاعر من حين إلى آخر. وجدير بالذكر أن مشهد هذه الأنشودة خيالي محض لا يصف بأي حالٍ ما يحدث في مانتوا.

تلخيص الأنشودة الأولى

ميليبويوس : إنك تتمتَّع بالراحة يا تيتيروس، وتغني أناشيد الحب على مزرعتك: لقد طُردنا من بلدتنا العزيزة.
تيتيروس : إنني مدينٌ بذلك يا ميليبويوس، إلى إله سأقدِّم له فروض الاحترام ما حييتُ.
ميليبويوس : لستُ أحسدك بل أدهش من حظك الحسن في هذه الأيام المضطربة. انظر، ها أنا لا أستطيع أن أدفع عنزاتي بسهولة، وقد فقدتُ اثنين من الجداء الحديثي الولادة. لقد كان في إمكاني أن أدرك من أشجار البلوط المصعوقة ما سيأتيني من اضطراب — ولكن خبِّرني مَن ربك هذا؟
تيتيروس : لقد اعتدت أن أتخيل روما مثل سوق بلدتنا ولكن في صورةٍ أكبر، مثلما يشبه الكلب الجرو، بيد أنها تعلو بهامتها على سائر المدن الأخرى كما يعلو السرور على الصفصاف.
ميليبويوس : ولمَ ذهبتَ إلى روما؟
تيتيروس : ذهبت لأشتريَ حريتي، فجاءَتْني في سنٍّ متأخرة، غير أنها جاءَتْني أخيرًا بعدما هجرت جالاتيا التي منعَتْني أن أدخر شيئًا إلى أماريلس محبوبتي الحالية.
ميليبويوس : كنت أدهش من أماريلس وسبب حزنها وتقطيبها؛ فهي إذن كانت تحزن على غيابك، وكذلك كل البلدة أيضًا.
تيتيروس : لم يكن في مقدوري أن أتجنَّب الغياب. لقد كان همِّي الوحيد هو الذهاب إلى روما؛ حيث شاهدت الطفل الذي سأبجله دائمًا لأنه أول من أجاب على سؤالي ردًّا شافيًا.
ميليبويوس : يا لك من رجل سعيد! ستبقى لك مزرعتك إذن، لا شك في أنها صغيرة ومجدبة، ولكنك ستنجو من مخاطر الأماكن الغريبة، وستتمتع بمسراتك القديمة كلها من طنين النحل الذي يبعث إلى النوم، إلى أغنية مشذِّب الكروم، إلى قرقرة يماماتك المحبوبة.
تيتيروس : نعم وعلى ذلك ستترك الغزلان الأرض لترعى في الهواء، والأسماك البحر لتعيش فوق الأرض، وستترك الأمم كلها أقطارها العزيزة، قبل أن تُمحى صورته من قلبي.
ميليبويوس : أما نحن فسنرحل إلى أراضٍ نائية. أواه، هل سيأتي يوم أرى فيه من جديد بلدي، وكهفي الوضيع، ومزرعتي التي كانت يومًا ما ملكي؟ ما هذا! هل سيمتلك حقولي المحروثة جيدًا جندي بربري؟ هل كنتُ أبذر قمحًا وأطعِّم كُمَّثْرى وأزرع كرومًا لهذا الرجل؟ إلى الأمام يا قطيعي المسكين، إلى الأمام، لن أرقد بعد ذلك في خمولٍ أراقبك سعيدًا ترعى وأنا أغني.
تيتيروس : يمكنك أن تبقى معي هذه الليلة وتشاركني في طعامي البسيط؛ فإن الدخان المتصاعد من المنازل الريفية، والظلال المستطيلة تُشير إلى أن وقت العشاء قد أزف.

الأنشودة الثانية

في هذه الأنشودة يبكي الراعي كوريدون عجزه عن الفوز بعطف وحب ألكسيس اليافعة، ويشكو عدم اهتمامها بهداياه وتفوقه في الغناء؛ فهي تمقته لأنه فلاح ظلف وتفضِّل عليه أيولاس. ويقول جين هوبو Jean Hubaux إن فرجيل قد حاكى بكتابته هذه الأنشودةَ ما كتبه ثيوكريتوس في القصيدة الحادية عشرة التي يبكي فيها السيكلوب بوليفيموس Polyphemus قسوة عروس الماء جالاتيا. ولا يخطئ جين في قوله إن هذه الأنشودة أقل جمالًا من سائر أناشيد فرجيل الأخرى رغم اعترافِه بأنها تمتاز بفنها الواضح وتركيبها الرائع. وهذا الحكم الأخير يحظى بموافقة وتأييد كثيرٍ من النقَّاد.

ويبدو أن موضوع هذه الأنشودة قد أثار سخرية النقاد الأشرار، ويقال إن فرجيل كان قد دُعي ذات مرة إلى عشاء، فأعجب بعبد جميل يدعى الإسكندر، فأراد حاكم غاليا أن يمنحه إياه؛ ومن ثم نشأت فكرة الأنشودة «ألكسيس»، من الحب الذي كان يكنه الشاعر لهذا العبد، ولكن لو أن هذه القصة صادقة حقًّا، فهي لا تشرح، كما تحاول أبدًا، ما يقصده فرجيل من الأنشودة، الذي يبدو أنه شيء يخالف مخالفةً تامَّةً ما يرد في القصة.

ويكشف تركيب هذه الأنشودة عن طابع يمتاز به شعر فرجيل كله; وهو الابتكار الرفيع رغم المحاكاة للنماذج الإغريقية؛ ففي أنشودة ألكسيس هذه يحاكي الشاعر ثيوكريتوس محاكاة تكاد تكون كاملة، إلا أن بها وحدة باطنية خاصة بها وحدها تدل على روح جديدة لا تمتُّ إلى الأصل في شيء.

تلخيص الأنشودة الثانية

أحب كوريدون ألكسيس دون جدوى، فلم يسعه غير التجول خلال الغابات ينشد هذه القصائد الجافة.

واحسرتاه يا ألكسيس، إن ازدراءك سيكون سببًا في موتي، انظري كيف أتخبط هنا وهناك أبحث عنكِ الآن في لظى الظهيرة القائظ، بينما قد هدأ كل شيء. كان من الأفضل أن تقضي على شخصٍ آخر غيري رغم أنكِ عادلة. لا تثقي كثيرًا بالأشكال الخلَّابة. إنكِ تحتقرينني، ومع ذلك فأنا راضٍ، فها أنا أستطيع أن أغني، ولو كنتُ أثق في خيالي في الماء، فإني أرى أن وجهي ليس قبيحًا جدًّا. فإذا كنتِ تقبلين مشاركتي حياتي الريفية البسيطة، تتعلَّمين كيف تعزفين على المزمار في قدسية بان، كل تلك الألحان التي كانت أمينتاس تتوق أن تتعلَّمها فلم تنَل مأربها. وستحظين بالمزمار الذي تركه لي دامويتاس العظيم وهو يحتضر، كما ستنالين أيضًا ظبيَيْن أليفَيْن أحتفظ بهما لكِ رغم توسلات ثيستيلس العديدة بأن أعطيهما لها، وستنالهما طالما أنكِ متكبرة بهذا الوصف.

هلمِّي، فها هي الحوريات والنياد يقدِّمن إليكِ باقاتٍ من أجمل الزهور، كما أنني سأجمع لكِ المختار من الفاكهة. أي كوريدون، إنكَ أحمق لأنك تأمل أن تفوز بألكسيس من أيولاس بواسطة الهدايا. واأسفاه، ما هذا الشقاء الذي جلبته لنفسي، ومع ذلك، لماذا تتجنبينني يا ألكسيس؟ فبالرغم من أن بالاس تحب المدن، فهناك آلهات أخرى قطنت الأحراش. تتوق كل المخلوقات إلى شيءٍ، وأنا أتوق إليك. صه، إن المساء البارد يأتي ولكن حبي يحترق وتشتعل نيرانه. ما هذا الجنون يا كوريدون؟ لماذا لا تنسى ألكسيس وتشغل نفسك بما ينفعك؟

الأنشودة الثالثة

تقابل الراعيان المتخاصمان مينالكاس ودامويتاس، ودار بينهما هزل مرير اتفقا على إثره أن يمتحنا مهارتهما الشعرية، فلما أعلن كلٌّ منهما ما يراهن به، طلبا من بالايمون، وكان مارًّا في ذلك الوقت، أن يحكم بينهما فقبل أن يمثل دور القاضي.

وكان يُسمَّى مثل هذا الشعر شعر المبادلة، والقاعدة فيه أن يرد المغني الثاني على الأول بأبياتٍ مماثلةٍ في نفس الموضوع، على أن يظهر قوة فائقة في حسن التعبير أو يكتسح ما قاله المغني الأول. ولقد حاكى هوراتيوس هذه الأنشودة في الأغنية التاسعة من كتابه في الأغاني، أما هذه الأنشودة فتحاكي كثيرًا القصيدتَيْن الرابعة والخامسة لثيوكريتوس، غير أن هذا النوع من الشعر كان منتشرًا جدًّا في إيطاليا؛ حيث كانت الأغاني الارتجالية المكونة من سُكانات جافة إحدى خواص الأعياد القروية.

تلخيص الأنشودة الثالثة

مينالكاس : هل هذا قطيع ميليبويوس؟
دامويتاس : لا، إن إيجون قد تركه في عهدتي.
مينالكاس : يا للخراف التعسة! بينما يجلس سيدك بعيدًا يُطارح الغرام، يستنزف آكاري لبنك حتى الموت.
دامويتاس : لا تسبني، فإني أعرف عنك شيئًا.
مينالكاس : أظنُّك رأيتني أقتلع كرمات ميكون.
دامويتاس : على أية حال، لقد هشمت قوس دافنس حقدًا.
مينالكاس : ماذا يُمكنني أن أفعل عندما تكون للصوص مثل هذه الجرأة؟ لقد رأيتك تحاول سرقة عنزة دامون، وعندما نبَّهتُ إليك الأذهان تواريتَ وراء الحلفاء.
دامويتاس : إنها عنزاتي، لقد أفقدنيها دامون؛ لأني انتصرت عليه في مباراةٍ غنائية.
مينالكاس : أتفوَّقتَ أنت على دامون في الغناء؟ إنك لم تملك قط مزمارًا حقيقيًّا، بل اعتدت العزف على قشة ناعقة.
دامويتاس : هل نتبارى لنرى مَن منَّا أفضل في الغناء من الآخر؟ إنني أُراهن على بقرةٍ منتقاة.
مينالكاس : لا يمكنني المراهنة على رأسٍ من القطيع، ولكن عندي كأسَيْن جميلَي النقش جديدَيْن، صنعهما ألكيميدون.
دامويتاس : عندي كأسان من صنع يده كذلك، لا يقل جمالهما عن جمال كأسَيْك، وفي جدتهما، ولكن لا ريب في أنهما لا يقارنان بالبقرة.
مينالكاس : سألتقي بك حيث تريد. ليكن حَكَمنا بالايمون. ها هو ذا آتٍ إلينا.
دامويتاس : إنني على استعداد، وما عليك يا بالايمون إلا أن تُصغي جيدًا.
بالايمون : إن الزمن والمكان ملائمان للغاية، ابدأ يا دامويتاس.
دامويتاس : إن جوبيتر يحميني.
مينالكاس : إن أبولو يحميني.
دامويتاس : إن جلاتيا تُطارحني الهوى.
مينالكاس : إن أمينتاس يطارحني الهوى.
دامويتاس : سأرسل إليها بعض الحمام.
مينالكاس : لقد بعثت إليه بعض التفاح وسأرسل إليه بعضًا آخر في الغد.
دامويتاس : إن جالاتيا تحدثني بكلمات حلوة، فهل للآلهة أن تسمعها.
مينالكاس : إن أمينتاس لا يحتقرني ولكنه يبتعد عني.
دامويتاس : أرسل لي فيلس، يا أيولاس.
مينالكاس : إن فيلس تحبني رغم أنني غائبٌ عنها، يا أيولاس.
دامويتاس : لكل شيءٍ آفتُه، وآفتي غضب أماريلس.
مينالكاس : لكل شيءٍ مسرتُه، ومسرتي أمينتاس.
دامويتاس : أي ربات الفن، أطعمن عجلةً من أجل بوليو الذي يعشق شِعري.
مينالكاس : أطعمن ثورًا من أجل بوليو شاعر نفسه.
دامويتاس : هل لمن يعجب بك يا بوليو، أن ينعم ببركاتك؟
مينالكاس : هل لمن لا يحتقر بافيوس أن يعشق مايفيوس ويعمل دون جدوى؟
دامويتاس : اهربوا أيها الصبيان، فبقربكم ثعبان!
مينالكاس : قفي أيتها الخراف، فالشاطئ غير أمين!
دامويتاس : أبعد العنزات عن النهر يا تيتيروس؛ فسأغسلها أنا في النبع.
مينالكاس : أدخلوا الخراف في الحظائر أيها الصبيان؛ مخافة أن تجفف الشمس ألبانها.
دامويتاس : إن ثوري يذوي من الحب كسيده.
مينالكاس : إن أغنامي كلها عظام بسبب عين حسود.
دامويتاس : اقرأ أحجيتي وستصبح ربي يا أبولو.
مينالكاس : اقرأ أحجيتي ولك أن تحتفظ بفيلس لك.
بالايمون : لست أستطيع التفضيل بينكما، فكلاكما يستحق الجائزة، كفَّا الآن.

الأنشودة الرابعة

كان كايوس أسينيوس بوليو من أنصار قيصر المتحمسين، ومن مؤيدي أنطونيوس الذي نصبه في عام ٤١ق.م. نائبًا عنه في غاليا ترانسبادانا عندما ساعد فرجيل على استرجاع مزرعته (انظر الأنشودة الأولى). وفي سنة ٤٠ق.م. أصبح قنصلًا واشترك مع مايكيناس في عقد معاهدة برنديزيوم مع أوكتافيانوس وأنطونيوس الذي جعل السلام أمرًا يكاد يكون مفروغًا منه بعد قرنَيْن كاملَيْن من الحروب الأهلية في إيطاليا. ولم يكن بوليو حليف الشعراء فحسب، بل كان هو نفسه شاعرًا (انظر الأنشودة الثالثة)، ويعدِّد لنا هوراتيوس في أغنيته الثانية ألقابه كخطيب، ومؤرخ للحروب الأهلية، وكاتب تراجيدي.

كتب فرجيل هذه الأنشودة في أثناء قنصلية بوليو، وفيها يتنبأ بقدوم عصر من السلام والسعادة الريفية كالتي كان يتحرق قلب كل روماني شوقًا إليها. ويصف لنا قدوم هذا العصر في جيل خاص. أما آراؤه بصدد هذا الجيل فمستمدة من ثلاثة مصادر؛ أولًا: من الكتب السيبيلينية التي يظهر أنها قد نقلت نظرية أتروسكية تُنبئ بتوالي عشرة أجيال أو فترات مدتها مائة وعشرة أعوام، حَكَم الفترة العاشرة منها أبولو. ثانيًا: «نظرية الجيل العظيم» الذي ينتهي أجله عندما تصبح الأجرام السماوية في نفس الوضع الذي كانت عليه يوم خُلِقَت، وبانتهائه يبدأ عصر جديد. وثالثًا: رواية هسيود لأربعة عصور من الذهب والفضة والنحاس والحديد.

وإلى هنا يتضح كل شيء، غير أن فرجيل يربط بداية هذا العصر وانتشاره بميلاد طفلٍ ونموه، فمَن يكون هذا الطفل؟ لا شك في أن الجواب على هذا السؤال هو «طفل بوليو» إذ كان قد وُلِد له في ذلك الوقت طفلان يُدعى أحدهما كايوس أسينيوس جالوس، وقد أصبح رجلًا عظيم الشأن، ذكره أوغسطس على أنه الرجل الذي يأمل أن يخلفه. وهناك رواية تقول إن جالوس أخبر النحوي أسكانيوس بيديانوس، أنه حقيقة هو الطفل المذكور في الأنشودة، كما أن السطر الوارد فيها «ستسوس عالمًا يسوده السلام بخصال أبيك الحميدة.» لا يمكن أن يشير إلى شيءٍ غير سلام معاهدة برنديزيوم التي عقدها بوليو.

ويقول الذين يعارضون هذه الفكرة إن اللهجة «سيحكم العالم» المستعملة لابن بوليو، لا بد وأن تكون قد أغضبت أوكتافيوس، ولكن بوليو عندما كان قنصلًا، كان حاكمًا اسميًّا للدولة، ولم يكن أوكتافيوس حاكم روما المطلق بعد أوغسطس، وعلاوةً على ذلك فإن لغة فرجيل غامضة عن قصد، وخيالية إلى حد كبير مما قد يسمح لأي حاكم ظالم أن يغض النظر عنها ويبيحها عن رضًا، خصوصًا وأنه في القول المذكور «سيرى آلهة وأبطالًا» قد يدرك منه إشارة إلى شخصه وبلاطه.

ويجادل فريق آخر فيقول إن الطفل سينجب لأوكتافيوس نفسه، وكان قد تزوج حديثًا سكريبونيا Scribonia ثم طلَّقها عام ٣٩ق.م. فأنجبت جوليا Julia الذائعة الصيت، ولكن فرجيل بالرغم من ذلك، قصد أن يجعل هذه النقطة مبهمة.

كذلك إن أوجه الشبه بين لغة هذه الأنشودة وأنشودة إسحق مع ذكر الطفل الذي سيولد، قد أدى إلى اعتقادٍ راسخٍ بين المسيحيين الأوائل بأن أبيات فرجيل ليسَت سوى نبوءةٍ مسيحيةٍ بطريقةٍ خفيَّة، ثم تغلَّبَت هذه العقيدة في العصور الوسطى، وعبَّر عنها بوب الذي يسمى مسيحة «أنشودة مقدسة للرعاة على غرار بوليو لفرجيل». ويقول إن أنشودة الرعاة هذه قد اقتبست من نبوءة سيبيلينية بميلاد المسيح، ولكن بالرغم من وصول إشاعات غامضة عن آمال مسيحية، إلى إيطاليا من الشرق، فلا أساس مطلقًا إلى الاستنباط من هذه الأنشودة الرعوية بأن فرجيل كان على معرفةٍ بهم. أما وصفه للعصر الذهبي فلا يساعد على تمييزه من الأوصاف الأخرى لنفس الشيء؛ إذ كان هذا شائعًا في العصور الغابرة.

تلخيص الأنشودة الرابعة

اسمحن لي يا ربات الفن المتعلقات بالرعاة أن أغني أنشودة أسمى، فإن العصر الأخير الذي ذكرته النبوءة قد أتى، إن الجيل العظيم يبدأ من جديد، وسيعود حُكم ساتورن، يا لوكينا، صُونِي ميلاد الصبي الذي يجلب الأزمنة السعيدة عندما تكف الجريمة ويزول الفزع من الأرض إبَّان قنصلية بوليو، بينما سيشق هو لنفسه حياة أشبه بحياة الآلهة، ويتنقل بين آلهة وأبطال، ويحكم عالمًا يسوده السلام، ستنبت الأرض الجدباء أزهارًا تسرك أيها الفتى في أيام صباك، وستكفُّ الأسود عن التخريب، وسيُنفى كل شيء ضار. حتى إذا ما صرت قادرًا على القراءة وإدراك معنى الأعمال المجيدة، تنتج الأرض من تلقاء نفسها قمحًا وخمرًا وشهدًا. غير أنه مع ذلك ستبقى هناك بعض آثار الآثام القديمة لتدفع الناس إلى العمل لكسب القوت، وإلى القتال للفوز بالمجد. وعندما تصل إلى سن الرجولة، لن يركب أحدٌ ظهر البحر طلبًا للربح؛ لأن الأراضي كلها ستنبت كل شيء، ولن يضطر الفلاح إلى العمل، وسيتلوَّن الصوف بسائر الألوان التي ينتجها الفن الآن.

«إلى الأمام أيتها الأجيال المباركة.» هكذا أنشدت ربات الحظ «وأنت أيها الصبي.» اقترب من رسالتك وسط ولاء وغبطة الكون. هل لي أن أحيا لأتحدث بأمجادك في أغنيات جديرة بأورفيوس ولينوس، وحتى بان نفسه. أيها الصبي دع ابتسامتك من الآن حتى تحيِّي والدتك بشيرًا بالمجد المنتظر.

الأنشودة الخامسة

تقابل الراعيان موبسوس ومينالكاس والتحما في مباراة ودية، فرثى أحدهما موت دافنس، وترنَّم الآخر بتأليه دافنس. وهذه الأنشودة من أناشيد المبادلة، يقابل الخمسة والعشرين بيتًا الخاصة بموبسوس فيها (٢٠–٤٤)، خمسة وعشرون أخرى خاصة بمينالكاس (٥٦–٨٠).

أما وجه الشبه بين الأغنيتين فملحوظ جدًّا، ويقال إن دافنس هو الراعي المثالي لشعر الرعاة الذي ابتكره فرجيل ويتغنى بموته ثيرسيس في قصيدة ثيوكريتوس الأولى.

ويعتبر تأليه فرجيل لدافنس، تأليهًا ليوليوس قيصر، ويُظن أنه كُتب بعد الأمر الصادر من الحكومة الثلاثية بوقتٍ قصيرٍ في عام ٤٢ق.م. احتفالًا بمولده في شهر كونكتيليس الذي سُمي فيما بعد يوليوس نسبةً إلى اسمه.

تلخيص الأنشودة الخامسة

مينالكاس : ما دمنا قد تلاقينا، وما دام كلانا مغنيًا بارعًا، فلنجلسن هنا تحت أشجار الدردار ونغني.
موبسوس : في أي مكان يروق لك، هنا في الظلال أو هناك تحت الكهف.
مينالكاس : إن أمينتاس وحده هو الذي يُباريك.
موبسوس : إنه سيباري فيبوس فورًا.
مينالكاس : ابدأ يا موبسوس، وأنشد أغنية حب أو مدح أو هجاء.
موبسوس : لا، سأنشد أغنية جديدة كتبتها حديثًا، وعندئذٍ فلنرَ هل يستطيع أمينتاس التغلُّب عليها.
مينالكاس : لا يقدر أمينتاس إلا أن يتظاهَر بأنه مثلك.
موبسوس : ولا أكثر، ها قد وصلنا إلى الكهف.
لقد مات دافنس، فبكته الحوريات وأرسلت أمه شكواها إلى السموات. ولم يرعَ أحد من الرعاة قطعانه، ولم يتذوَّق حيوان مفترس أي طعام أو شراب، لقد حزنت عليه الأسود وتوجَّعت. لقد علَّم دافنس الرعاة الطقوس البكهية، وكان فخر إخوانه، ومذ مات هجر الآلهة القطر وحلَّت بالأرض لعنة. أيها الرعاة، قدموا لدافنس فروض التمجيد الأخيرة، وأقيموا قبرًا واكتبوا عليه لافتة.
مينالكاس : تلذ لي أغنيتك كما يلذ النوم للمتعب، والأنهار الباردة للظمآن. إنك خير خلف يليق بسيدك. سأحاول أن أغني أنا أيضًا عن دافنس.
موبسوس : ما من زكاة أعظم من سماع أغنية منك في موضوع كهذا.
مينالكاس : إن دافنس يُعبد ولذلك يعم السرور القطر، وتغتبط آلهة القطر وتكف الذئاب عن السلب، وتنادي به الجبال والصخور ومزارع الكروم إلهًا. كن عونًا لنا يا دافنس، سأقيم لك مذبحَيْن هنا بجانب مذابح فيبوس، وأقدِّم تذبحات ريفية، وأقيم لك عيدًا مرتَيْن في كل عام جديد. نعم إن اسمك وشهرتك سيبقيان أبدًا، وسيوفي لك كرامُك نذورَهم.
موبسوس : ماذا أستطيع أن أمنحك في مقابل أغنية أكثر إمتاعًا من همهمة الريح الجنوبية ولطمات الأمواج على الشاطئ أو خرير الأنهار أسفل الوادي؟
مينالكاس : سأقدم لك هذا المزمار الذي علَّمني الكثير من الأغاني الجميلة.
موبسوس : وهاك عصا راعٍ طلبها مني أنتيجينيس فلم ينلها.

الأنشودة السادسة

بعد انتهاء الحرب البروسينية عام ٤١ق.م. تولى ألفينوس فاروس أحد أنصار أوكتافيانوس حكم غاليا ترانسبادانا بدلًا من بوليو الذي ساعد فرجيل على استرجاع مزرعته (انظر الأنشودة الأولى) إذ كان من أنصار أنطونيوس. ويبدو أن هذا التغيير سبَّب لفرجيل بعض المتاعب، ويقال إنه كاد يفقد حياته في عراك مع أريوس قائد المائة الذي آلت إليه ملكية حقل فرجيل. غير أن فاروس وصديقه كورنيليوس جالوس (انظر الأنشودة العاشرة) ساعداه في ذلك، ولذا يوجِّه فرجيل أنشودة الرعاة هذه إلى نصيره.

والشاعر يتكلم كما لو كان فاروس هو الذي حثه على كتابة الشعر الحماسي ويبدي أسفه على هذا، وفي الوقت عينه يسأل فاروس أن يقبل تصدير القصيدة الرعوية الآتية باسمه، والتي تروي كيف تقابل راعيان مع سيلينوس وأرغماه على إنشاء أغنية تحوي بيانًا عن الخليقة وكثير من الأساطير الشهيرة.

تلخيص الأنشودة السادسة

كانت أشعاري الأولى خاصة بالرعاة، ولما حاولت عمل الشعر في الأغراض الحماسية منعني أبولو؛ ولذا فإني أترك للآخرين التغني بصيتك وحروبك يا فاروس، وأطلب إليك أن تتقبل مني هذه الأغنية الريفية التي سيعتز بها رب الشعر ما دامت هي مكرسة لك.

عثر راعيان على سيلينوس نائمًا بعد حفل للشراب، فحاولا أسره بأن ربطاه بتيجانه، ولكي يحصل على حريته قبل أن ينشدهما أغنية كثيرًا ما كان يَعِدهما بها. وما إن ابتدأ في الغناء حتى شرعت القردة والحيوانات المفترسة ترقص على وقع الأنغام، وتهز أشجار البلوط قممها طربًا؛ فقد تغنَّى بالخليقة وكيف تقابلت الذرات الأولى في مكان، وكيف تشكَّل منها العالم كله والأرض، وكيف انفصلت الأرض اليابسة عن البحر وبدأَت تتشكَّل، وكيف بدأَت الشمس تشرق والسحب تتكوَّن وتهبط على هيئة أمطار، وكيف نمَت الغابات وتحرَّكت المخلوقات الحية فوق الجبال.

تحدَّث بعد ذلك عن بيرها وساتورن وبروميثيوس وضياع هيلاس، ثم أخذ يصف كيف هامت باسيفاي، في نوبة من الجنون، بحب ثور وصارت تقتفي أثره فوق الجبال، وتحدَّث بعدئذٍ عن أتالانتا وشقيقات فايثون، وكيف سيق جالوس بواسطة إحدى ربات الفن إلى الجبل الأيوني حيث حيَّاه لينوس كشاعر وطلب منه أن يترنَّم بالغابة جرينيا. ثم تحدَّث عن سكيلَّا وهي تهدم أسطول أوليسوس، وعن ثيريوس وفيلوميلا وكيف تحوَّلا إلى طائرين.

لقد أنشد جميع الأغاني التي سمع يوروتاس ذات يومٍ أن أبولو قد منعها، وصار ينشد حتى جاء المساء أخيرًا، وكان ذلك بسرعةٍ فاضطر الرعاة أن يدخلوا أغنامهم إلى الحظائر.

الأنشودة السابعة

هذه أنشودة مبادلة يقصُّ فيها ميليبويوس، المباراة بين الراعيين ثيرسيس وكوريدون. والأخير راعي عنزات.

تلخيص الأنشودة السابعة

بينما كان دافنس جالسًا تحت شجرة سِنْدِيان، تصادف أن كان الراعيان كوريدون وثيرسيس يسوقان قطيعَيْهما إلى نفس المكان، وقد شرد تيس هناك أيضًا. فلما رآني دافنس توسَّل إليَّ أن أقف عنده قليلًا، وبالرغم من عدم وجود مَن يرعى حملاني، لم أستطع التنحِّي عن القيام بدور القاضي في المباراة الغنائية بين كوريدون وثيرسيس، فبدأ أحدهما وردَّ عليه الآخر وهكذا صار كلٌّ منهما يرد على زميله:

كوريدون : يا ربات الفن، سأغني كما يغني كدروس، وإذا ما تعذر عليَّ ذلك فسوف أترك ممارسة فني.
ثيرسيس : توِّجوني أيها الرعاة بأغصان اللبلاب حتى ينفجر كدروس حقدًا. أمَّا إذا امتدح غنائي وقرَّظه كثيرًا فتوِّجوني بالجرسة كرقيا ضد لسانه الشرير.
كوريدون : إن ميكون يكرس رأس هذا الخنزير وقرون هذه الغزالة إليك يا ديانا، وإذا دام حظه في الصيد، فسيكون لك تمثال كامل من المرمر.
ثيرسيس : ينبغي عليك يا بريابوس، بصفتك حارسًا لحديقة متواضعة أن تقنع سنويًّا بتقدمةٍ من اللبن والكعك. إنك الآن من المرمر، أما إذا أتَت الأغنام بإنتاج جيد من الحملان، فسيكون تمثالك من الذهب.
كوريدون : جالاتيا، يا ألذ وأجمل سائر الأشياء، تعالَي، إذا كنتِ تحبين كوريدون عندما تعود الماشية إلى حظائرها.
ثيرسيس : ألا لي أن أبدو أكثر مرارةً من الأعشاب السردينية وأعظم الأشياء أذًى. إذا لم تبدُ لليوم نهاية فأسرعي يا غزلاني إلى البيت.
كوريدون : أيتها الينابيع والمروج الخضراء التي يكسوها القطْلَب، احفظي قطيعي من قيظ الصيف.
ثيرسيس : إننا لا نهتم هنا بجانب الموقد، ببرد الشتاء.
كوريدون : يحمل الخريف ثماره وتبتسم الطبيعة كلها، بيد أنه لو كان ألكسيس بعيدًا لجفت الأنهار.
ثيرسيس : الحقول جافة وفي طريقها إلى الهلاك، والكروم لا أوراق فيها، غير أنه إذا ما أتى فيلس فسيجعل المطر جميع الغابات خضراء سندسية.
كوريدون : يحب مختلفُ الآلهة الأشجارَ المختلفة، ولكن شجرة البندق التي يحبها فيلس ستتفوَّق عليها كلها.
ثيرسيس : إن الأشجار المختلفة مجد الأماكن المختلفة، بيد أن ليكيداس أجملها جميعًا.
كوريدون : وهكذا عبثًا كافح ثيرسيس، فثبتَ أن كوريدون عديم النظير.

الأنشودة الثامنة

يحتمل أن تكون هذه الأنشودة قد كُتبت بعد الأنشودة السادسة أو معها في آنٍ واحد. وهي على أي حالٍ تتضمَّن معلوماتٍ صادقة عن تاريخها؛ فهي موجهة إلى بوليو الذي كان قد ذهب ليحارب البارثينيين في أواخر عام ٤٠ق.م. فلما تم الاستيلاء على سالوناي Salonae في العام التالي، عاد سفير أنطونيوس إلى روما محملًا بالغنائم ومجد الظفر العظيم، فخُلِعَت عليه أمجاد النصر في اليوم الخامس والعشرين من شهر أكتوبر.

وصلت أنباء انتصارات بوليو، إلى إيطاليا، حينما كان فرجيل مشغولًا بكتابة هذه الأنشودة، وكان معروفًا أنه في طريقه إلى الوطن، ولكنه لم يصل بعد من الحروب التي توَّجت رأسه بأكاليل النصر. وربما كان يعتقد فرجيل أن بوليو على وشك عبور نهر تيمافوس أو أنه كان يسير حذاء شاطئ البحر الإلِّيري؛ ولذا وجَّه إليه هذه الأنشودة في أواخر صيف عام ٣٩ق.م. أو في بداية خريف ذلك العام.

وتدل هذه الأنشودة على أن فرجيل قد عاد إلى كتابة شعر الرعاة وإلى محاكاة ثيوكريتوس من جديدٍ بعد أن شُغِلَ بكتابة أنشودتَيْ بوليو وسيلينوس.

وبالأنشودة أغنيتان يصف دامون في إحداهما حزنه على خيانة نيسا. أما الفيسيبويوس فتصف مجهودات سيدة مجهولة الاسم لاستعادة حب دافنس عن طريق السحر. ويسمى هذا الجزء الثاني من الأنشودة ﺑ «الساحرات» ومن ثم كان اسم الأنشودة كلها «الساحرة».

تلخيص الأنشودة الثامنة

سأكرِّر أغنيات دامون ألفيسيبويوس التي أدهشت الطبيعة بأسرها، فمتى سيكون من حقي، يا بوليو، أن أتحدث عن شهرتك كمحارب وشاعر؟ وأرجو في الوقت نفسه أن تتقبَّل مني وسط انتصاراتك، هذه القصيدة البسيطة التي وضعتها كطلبك. لقد نشر الفجر على الكون أعلامه البيضاء وشق الظلام بسيفه اللامع عندما بدأ دامون يغني كالآتي:

أشرِق يا نجم الصباح، بينما أوجه إلى الآلهة شكوى فانية عن خيانة نيسا. إن أحراش مينالكاس المغنية تصغي دائمًا إلى أغاني حب الرعاة. إن نيسا تتزوج موبسوس، فيا له من زواج وحشي! اذهب يا موبسوس واحتفل بزواجك. إنكِ جديرة بالزواج أيتها الفتاة، أنتِ يا من تحتقرينني وتبخسين غضب الزمان حقه. أذكر جيدًا كيف رأيتكِ أول مرة، وأنا في ميعة الصبا، تجمعين التفاحات، فهَوِيتُكِ في الحال ووقع غرامكِ في قلبي، إنني الآن أعرف ما هو الحب الحق. إنه وحشي عديم الرحمة، في مقدوره أن يدفع الأم إلى قتل بَنِيها الأعزاء.

هل لمجرى الطبيعة كله أن يتغير الآن! سألقي بنفسي الآن في البحر، فهل تقبلين، يا نيسا، هذا برهانًا أخيرًا على صدق حبي لك؟ كُفَّ يا مزماري كُف.

هكذا غنَّى دامون، فهل لكُنَّ يا ربات الفن أن تُردِّدن جواب ألفيسيبويوس؟ أظن أن الطقوس السحرية التي يمكنني بها أن أدفع دافنس إلى الجنون لا ينقصها غير الرقيا؛ إذ تستطيع الرقيا تحريك سائر الأشياء التي في السماء والتي على الأرض. ها أنا ذا أربط ثلاثة خيوط من ثلاثة ألوان حول صورتك، وأدور بها ثلاث مرات حول مذبحك؛ فالعدد الفردي له قوة سحرية عظيمة. انسجي يا أماريلس ثلاث عُقد حُب من ثلاثة ألوان.

هل لحبي أن يعمل في دافنس كما تعمل النار في هذا الفخار وهذا الشمع؟ وهل لحبي أن يفنيه كما تأكل النار غصن الغار هذا؟ هل له أن يتوق إليَّ كما تتوق العجلة الصغيرة إلى العجل فتهيم على وجهها في كل مكان سعيًا وراءه.

سأدفن الآن هذا الجلباب الذي كان يرتديه يومًا، تحت عتبة الباب، وأحاول تجربة قوة الأعشاب البونطية التي أعطانيها مويرس الساحر العظيم. خذي الرماد وألقيه خلفك في مجرى جارٍ دون أن تنظري إلى الخلف، فتجدي أن الرماد يشتعل من تلقاء نفسه في الوقت ذاته، إن هذا يؤذن بالحظ الحسن. إن الكلب يعوي. فهل هو قادم أم هذا حلم؟ إنه قادم. كفى يا أغنيتي كفى.

الأنشودة التاسعة

تصف هذه الأنشودة مقابلة الراعيَيْن ليكيداس ومويرس، وكان مويرس قد طرد من مزرعته، ويقود بعض الجداء إلى السوق لأجل المحتل الجديد، فيعجب من ذلك ليكيداس؛ لأنه سمع أن مينالكاس (أي فرجيل) قد كفل سلامة المقاطعة بشعره، ولكن مويرس يُجيب بأن الأمر غير ذلك بالكلية، وأنه قد نجا بصعوبة هو ومينالكاس من الموت. ثم يشرع الراعيان يُردِّدان فقرات من شعر مينالكاس وينطلقان في طريقهما ينشدان.

إن الاضطرابات التي يُشير إليها هي التي سبق شرحها في مقدمة الأنشودة الأولى والأنشودة السادسة. وقد تكون هذه الأنشودة نداءً شعريًّا موجهًا إلى فاريوس طلبًا لمعونته.

وعلى أية حال فإن خطة هذه الأنشودة تُحاكي خطة أنشودة ثيوكريتوس السابعة.

تلخيص الأنشودة التاسعة

ليكيداس : إلى أين؟ إلى المدينة؟
مويرس : لقد كُتب لي أن يطردني من مزرعتي رجلٌ غريب! ومن سوء الحظ أن آخذ معي هذه الجداء لأجله أيضًا!
ليكيداس : لقد علمتُ أن مينالكاس أنقذ المقاطعة بشعره وأغانيه.
مويرس : حقيقةً قيل ذلك، بيد أن الأغاني لا تُفيد شيئًا وسط تضارب الأسلحة، وإذا لم أتجنب وأختصر كل عراكٍ جديد، فما كنت أنا أو مينالكاس بين الأحياء الآن.
ليكيداس : يزعجنا أن تحسب أننا قد فقدنا مينالكاس تقريبًا. من كان إذن يتغنى بمباهج القطر أو يؤلف الأغنية التي انتقيتها أخيرًا منك والتي تبدأ «إن تيتيروس يطعم العنزات»؟
مويرس : أو بالأحرى تلك الأغنية التي لفاريوس ولم تنتهِ بعد، ومطلعها «ينقذ فاريوس مانتوا وستترنَّم البجعات بمجدك للسماء.»
ليكيداس : ما دمت تأمل في الرخاء، أنشدني شيئًا، فأنا أنظم كذلك شعرًا. ويسميني الرعاة شاعرًا. بيد أني أعلم جيدًا أنني لست بالنسبة إلى فاريوس وكنَّا، سوى إوزة بين بجعات.
مويرس : سأحاول أن أتذكر أغنية «اخرجي يا جالاتيا من البحر، وتمتعي معي بمباهج الربيع.»
ليكيداس : أيمكنك أن تتذكَّر الأغنية التي سمعتك تُنشدها لنفسك في الليلة الماضية؟
مويرس : «لماذا تراقب الأجرام القديمة يا دافنس؟ إن قيصر هو النجم الجديد للفلاحين.» واحسرتاه، فليست ذاكرتي كما كنت وأنا في شرخ الصبا. وحتى صوتي قد سُحِرَ. ومع كلٍّ فسيخبرك عن كل ذلك مينالكاس نفسه.
ليكيداس : إنك تراوغني بمختلف المعاذير، ولكن اليوم هادئ جدًّا ويتطلب أغنية، ونحن في منتصف طريقنا إلى البيت. فلنبق هنا، أو إذا كنت تخشى أن يلحقنا الظلام أو تهطل علينا الأمطار، فلنغنِّ ونحن سائرون في الطريق.
مويرس : لا. كفى. فلنهتم بعملنا، سيكون الوقت أكثر ملاءمة عندما يجيء مينالكاس نفسه.

الأنشودة العاشرة

ولد جايوس كورنيليوس في الفورم يولي Forum Julii عام ٦٦ق.م. وكان من أنصار أوكتافيانوس، فعينه أحد الوكلاء الذين يوزعون الأراضي على الجنود المحنكين في شمال إيطاليا. ويبدو أنه في نطاق هذه السلطة أمكنه أن يمدَّ يد المساعدة لفرجيل ويتصادق معه. وكان هو أيضًا معروفًا ككاتب رثائي كثيرًا ما يقرظه أوفيد. وقد حارب في أكتيوم ونُصِّب حاكمًا على مصر حيث أثار سخط الإمبراطور وانتحر أخيرًا عام ٢٦ق.م.
وتصف هذه الأنشودة الحزن الذي ألمَّ بجالوس لفقدانه ليكوريس، وكانت ممثلة ذائعة الصيت اسمها المسرحي كيثيريس Cytheris، واسمها الحقيقي فولومنيا Volumnia؛ لأنها كانت أمَة فولومنيوس يوترابيلوس Volumnius Eutrapelus المعتوقة. ويبدو أنها هجرت جالوس من أجل ضابط من فريق أجريبا الذي قاد حملة على غاليا وعبر الرين عام ٣٧ق.م. بينما كان جالوس يقوم بخدمةٍ عسكريةٍ في مكانٍ آخر. ويصوِّر جالوس محاطًا بالرعاة الأركاديين. والأنشودة كلها من الأدب الرفيع فريدة الجمال ويعجب بها ماكاوليه كثيرًا.

تلخيص الأنشودة العاشرة

امنحيني يا أريثوسا، هذه الأغنية الريفية الأخيرة، وساعديني كي أنشد حب جالوس المضطرب. أين كنت أيتها النياد عندما كان دافنس يموت من الحب غير المثوب؟ لقد بكاه كل شيء، حتى أشجار الغار والطرفاء، وكذلك بكَتْه الجبال، والأغنام أيضًا جاءت واحتشد الرعاة حوله في حزنٍ عميق وأسًى عظيم، ورثى له أبولو أيضًا وسيلفانوس، بينما أمره بان أن يتذكر أن الحب أقسى من أن ترضيه الدموع، ولكنه أجاب: بالرغم من ذلك أتوسل إليكم أيها الرعاة أن تنشدوا أحزاني؛ فقد يسبب هذا أن ترقد عظامي في هدوء وسلام. ليتني كنت واحدًا منكم حتى كنت أستطيع أن أتمتع بحياة ريفية مع رفيق ريفي. آهٍ يا ليكوريس، بأي سعادة يمكننا أن نجعل حياتنا تنزلق وسط مشاهد كهذه. لا يمنعني عنكِ سوى الحرب الضروس بينما أنت بعيدة وسط ثلوج الألب؛ سيكون عزائي في الغناء.

سأحمل عبء أحزاني هنا في هذه الغابات، وسأحفر أغنيات حبي على الأشجار، أو أجد سلوى عن أحزاني في الصيد والقنص.

واحسرتاه! ليس هذا علاج حُبٍّ كحبي. ليس لي أغنيات أو أحراش. لا يتغيَّر الحب أبدًا في أي جو وفي أي فصل، إن الحب لا يُقهر، فلأستسلمن إلى الحب أيضًا.

هكذا تنتهي قصيدتي الريفية؛ إنها قصيدة متواضعة، غير أنها من النوع الذي ستعتز به ربات الفن لجالوس كتذكار لحبي الدائم النمو.

هيَّا بنا يا قطيعي فإن ظل المساء ينذرنا بالإسراع إلى البيت.

الملحق الثاني: خاص بالهوامش

  • (1)
    Brummer, p. 73: “Patre Vergilio rustico.”
  • (2)
    Probus (Brummer, p. 73): “Natus … matre Magia Polla.” Focas (Ibid., p. 50): “Mater Polla fuit, Magii non infima proles.”
  • (3)
    Nat. Hist., III. 23: “Mantua Tuscorum trans Padum sola reliqua.”
  • (4)
    Polybius, Hist., III, 40, 4-5. Cf. Pedroli, Roma e la Gallia Cisalpina (Turin, 1893), p. 102; Sigonio, De antiquo iure Italiae, II, c. 5.
  • (5)
    Cf. Pedroli, op. cit. I, 127.
  • (6)
    De Officiis, III, 88; “Male etiam Curio, cum causam Transpadanorum aequam esse dicebat, semper autem addebat: ‘Vincat utilitas!’”
  • (7)
    Suetonius, Caes …, 8.
  • (8)
    Cassius Dio, Hist. Rom., XXXVII, 9.
  • (9)
    Saturnalia, V, 2, I: “a Veneto rusticis parentibus nato inter silvas et frutices educto,” etc.
  • (10)
    Pliny, Nat. Hist. III, 23, 130. Cf. Pedroli, op. cit., pp. 96 ff.
  • (11)
    Saturnalia, V, 2, 1.
  • (12)
    Diehl, p. 9; Cartault. p. 2; Heyne, p. Ixii; Ribbeck, De vita et scriptis P. Vergili Maronis, in P. Vergili Maronis Opera in usum scholarum (Leipsic; Teubner, 1884), p. viii.
  • (13)
    Epigr., XII, 67:
    “Octobres Maro consecravit Idus.
    Idus saepe colas et has et illas
    qui magni celebras Maronis Idus.”
  • (14)
    Idyll., V, 25 (ed. Peiper, p. 259):
    “Octobres olim genitus Maro dicat Idus.”
  • (15)
    Pliny, Epist. III, 7.
  • (16)
    Brummer, p. 1.
  • (17)
    Brummer, p. 2: “in subiecta fossa partu levata est.”
  • (18)
    Brummer, p. 51 (L. 50 f.)
    “terra ministravit flores et munere verno herbida supposuit puero fulmenta virescens.”
  • (19)
    Brummer, p. 2.
  • (20)
    Brummer, p. 2: “Accessit aliud præsagium, si quidem virga populea more regionis in puerperiis eodem statim loco depacta ita brevi evaluit, ut multo ante satas populos adæquavisset, quæ arbor Vergilii ex eo dicta atque etiam consecrata est summa gravidarum ac fetarum religione et suscipientium ibi et solventium vota.”
  • (21)
    “Initia ætatis Cremonæ egit usque ad virilemtogam quam septimo decimo anno natali suo accepit isdem illis consulibus iterum (duobus), quibus erat natus, evenitque ut eo ipso die Lucretius pœta decederet.”
    (Brummer, p. 2.)
  • (22)
    Cartault, pp. 9 f.
  • (23)
    Inst. Or. I, 4–9.
  • (24)
    Cartault, p. 10.
  • (25)
    Hier., Chron., Olymp. CLXXI, 3 (ed. Schœne, II, 133).
  • (26)
    Donatus (Brummer, p. 2): “Sed Vergilius a Cremona Mediolanum et inde paulo post transiit in urbem.”
  • (27)
    Epist., IV, 13.
  • (28)
    Strabo, V, 1, 6; Cicero, Ad. Fam., XIII, 35; Pedroli, p. 136.
  • (29)
    Cicero, Ad. Att., V. 2, 3: “eratque rumor de Transpadanis eos iussos (i. e. ab Cæsare) III viros creare.”
  • (30)
    Kubitscheck, De romanarum tribuum origine ac propagation (Vienna, 1882), p. 88; Pedroli, p. 137.
  • (31)
    Brummer, p. 73, I. 4.
  • (32)
    Brummer, p. 67, II. 6-7: “Ut primum se contulit Romæ, studuit apud Epidium oratorem cum Cæsare Augusto.”
  • (33)
    Brummer, p. 4; “Egit et causam apud iudices. unam omnino nec amplius quam semel; nam et in sermone tardissimum ac pæne indocto similem fuisse Melissus tradidit.”
  • (34)
    Catal., V (VII):
    “Ite hinc, inanes, ite, rhetorum ampullæ …
    Ite hinc, inane cymbalon in ventutis …
    nos ad beatas vela mittimus portus,
    magni petentes docta dicta Sironis.
    vitamque ab omni vindicabimus cura.”
  • (35)
    Brummer, p. 52, I. 87.
  • (36)
    On Buc., VI, 13; Aen., VI, 264.
  • (37)
    On Buc., VI, 13.
  • (38)
    Brummer, pp. 32-33.
  • (39)
    De Fin., II, 119; cf. Ad Fam., VI, 11.
  • (40)
    Brummer, p. 73, I. 10: “Secutus Epicuri sectam.”
  • (٤١)
    لقد أثبت رونزولي Ronzoli صحة هذا الأمر في مؤلفه La religione e la filosofia di Vergilio. (تورين عام ١٩٠٠)، صفحة ٦٤ إلخ …
  • (42)
    Brummer, p. 33: “Et quamvis diversorum philosopharum opiniones libris suis inseruisse de animo maxime videatur, ipse fuit Academicus; nam Platonis sententias omnibus aliis prætulit.”
  • (43)
    Buc., III, 40 ff.; Georg., I, 32 ff., 204 ff, 231 ff., II, 475 ff., III, 478 ff.
  • (44)
    “Vergilius nullius disciplinæ expers” (Macrobius, In Somn. Scip., I, 6, 44); “Savio gentil che tutto seppe” (Dante, Inf., VII, 3).
  • (٤٥)
    شاعر روماني ولد سنة ٢٣٩ق.م. في رودياي Rudiae في كالابريا Calabria. كان أبواه إغريقيين ولكنه عاش في روما كأحد رعاياها وخدم في الجيوش الرومانية. وكان الرومان يعتبرونه والد شعرهم. غير أن مؤلفاته الشعرية قد ضاعت كلها عدا كسرًا قليلة أهمها منظومته الداكتيلية المسماة «الأخبار التاريخية Annales»، التي يسرد فيها تاريخ روما من العصور الأولى حتى أيامه.
  • (٤٦)
    شاعر روماني ولد سنة ٨٧ق.م. في مدينة فيرونا. بدَّد الضيعة التي ورثها عن أبيه الذي كان صديق يوليوس قيصر، فذهب إلى بيثينيا Bithynia بين حاشية البريتورمميوس Memmius في رحلة تجارية فلم يوفق كثيرًا. خلَّف لنا ما ينيف على مائة وست عشرة منظومة كتبها في مواضيع مختلفة وبأوزان شعرية متباينة. يقولون إنه مات في عام ٤٧ق.م.
  • (٤٧)
    هو أحد مواطني مدينة سيراكوزة Syracuse ومبتكر الشعر الرعوي. كانت أناشيده الرعوية تصوِّر إلى حد كبير الحياة العامة لشعب صقلية.
  • (٤٨)
    شاعر ونحوي، ولد في الإسكندرية واشتهر اسمه في الفترة من سنة ٢٢٢ حتى ١٨١ق.م. تعلم في صغره على يد كاليماخوس ثم تنكر له في كبره وعاداه. سمي بالرودسي لأنه كان يعلم البلاغة في رودس بنجاح منقطع النظير. عاد فيما بعد إلى الإسكندرية وخلف إيراتوسثينيس Eratosthenes في منصبه كمدير لمكتبة الإسكندرية. وصف في منظومته الشعرية الطويلة المسماة «الأرجوناوتيكا Argonautica» المخاطر التي لاقاها بحارة سفينة الأرجو.
  • (49)
    Servius, comm. in Bucol., proœm., p. 3, 3 sqq Probus, præf., p. 328, 2 sqq.
  • (50)
    Probus, p. 329, 5, Hagen, cum certum sit, eum, ut Asconius Pedianus dicit, xxviii annos natum Bucolica edidisse. p. 323, 13: scripsit Bucolica annos natus viii et xx.
  • (51)
    Donatus, vita, 25 (40): Bucolica triennio, Georgica vii, Aeneida xi perfecit annis.
  • (52)
    Georgics (2. 475–492).
  • (53)
    Georg. 3. 41.
  • (٥٤)
    ولد في الثامن من شهر ديسمبر سنة ٦٥ق.م. في فينوسيا Venusia بمقاطعة أبوليا Apulia بإيطاليا. كان والده جابي ضرائب استطاع بما ادخره من مال أن يشتري حقلًا صغيرًا في تخوم فينوسيا، وأصبح لا هم له في الحياة غير فلاحة حقله وتعليم ابنه، فأرسله إلى روما وهو في الثانية عشرة من عمره حيث ألحقه بخير مدارسها. فلما بلغ الثامنة عشرة بعثه إلى أثينا حيث التحق بجيش بروطس، وكان قد وصل إليها بعد موت قيصر، فاشترك في معركة فيليبي وفي فرار الجيش الجمهوري. حازت بعض أشعاره إعجاب فاريوس وفرجيل، فعرَّفه الأخير بمايكيناس فتوطدت بينهما عرى الصداقة بسرعة. عاش هوراتيوس وحيدًا فلم يتزوج، عليلًا سقيمًا طوال عمره، له فلسفة الرجل الدنيوي. ومن منظوماته المشهورة «الأغاني» و«الهجائيات» و«الرسائل» و«فن الشعر» و«الإبوديون».
  • (55)
    Hor. Sat. 1. 6. 54 optimus olim | Vergilius, post hunc Varius dixere quid essem.
  • (56)
    Sat. 1. 5. 41 animæ, quales neque candidiores terra tulit neque me sit devinctior alter.
  • (٥٧)
    Od. 1. 3. 8 et serves animæ dimidium meæ للقارئ الخيار في أن يعتقد أن كان لهوراتيوس فرجيلان عزيزان.
  • (٥٨)
    أحد مواطني أومبريا Umbria. ولد سنة ٥١ق.م. حاز إنتاجه المبكر إعجاب مايكنياس. وهو يعتبر زعيم شعراء الرومان الرثائيين؛ ولا يعرف تاريخ مماته.
  • (59)
    Prop. 3. 26. 65, Cedite Romani scriptores, cedite Grai, Nescio quid maius nascitur Iliade.
  • (٦٠)

    سطر ٧٨٨–٨٦٠.

  • (61)
    Donatus, § 47 Octavia cum recitationi interesset, ad illos de filio suo versus, Tu Marcellus eris, defecisse fertur atque aegre refocillata dena sestertia pro singulo versu Vergilio dari iussit.
  • (62)
    Mantua me genuit, Calabri rapuere tenet nunc Parthenope: cecini pascua, rura, duces.
  • (63)
    Juv. Sat. 7. 226.
  • (٦٤)
    هو تيرينتيوس آفر Terentius Afer الشاعر الكوميدي الذي ولد في قرطاجنة Carthage سنة ١٩٥ق.م. كانت مسرحية «سيدة أندروس» أول ما قدَّمه لجمهور نظارته، وقد لاقت نجاحًا كبيرًا. مات سنة ١٥٩ ق.م. تقريبًا بالغًا الثالثة بعد الستين من عمره.
  • (٦٥)
    أحد شعراء الملهاة الحديثة الأثينيين. ولد سنة ٣٤٢ق.م. ومات غرقًا سنة ٢٩١ وهو يسبح في ميناء بيرايوس Piraeus. كان أحد تلاميذ ثيوفراستوس Theophrastus، ومن أقرب أصدقاء أبيفور. كتب ما يزيد على مائة ملهاة لم يصلنا إلا أجزاء سبع منها تكاد تكون فكرة ثلاث منها واضحة تمامًا. كما أنه لدينا من واحدة سبعمائة بيت.
  • (٦٦)
    فيلسوف مدينة أجريجنتوم Agrigentum بصقلية. لمع نجمه سنة ٤٤٤ق.م. كان مثقفًا بليغ اللسان، ماهرًا في علاج الأمراض، وللسبب الأخير سمَّوه بالساحر. يُروى أنه ألقى بنفسه في ألسنة النيران المنبعثة من جبل أيتنا Aetna حتى يُعلل اختفاؤه الفجائي بأنه إله. غير أنهم يضيفون إلى هذه الرواية قولهم بأن البركان قذف أحد نعليه، وبذلك كشف الستار عن كيفية مماته. لم تصلنا من أشعاره غير كسر قليلة.
  • (٦٧)
    من ميتيلين  Mytilene بلسبوس Lesbos. هو أول الشعراء الأيوليين الوجدانيين. بدأ نجمه يسطع في الأفق سنة ٦١١ق.م. تقريبًا. كان يمت إلى طبقة الأشراف، ولكن حزب الشعب طرده هو وأخاه أنتيمينيداس Antimenidas فحاول أن يسترجع وطنه بالقوة. ولكن بتاكوس Pittacus خيَّب مسعاه وأنزل به هزيمة نكراء. يقال إنه ابتكر أحد الأوزان الشعرية وإن أغانيه الحماسية الحربية كانت تتمتع بإعجاب الجميع.
  • (٦٨)
    يقول البعض إنها من مواطنات ميتيلين، ويقول البعض الآخر إنها من مواطنات إيريسوس Eresos في لسبوس. كانت معاصرة لألكيوس وستسيخوروس Stesichorus وبتاكوس. يقال إنها في الفترة ما بين سنة ٦٠٤ و٥٩٢ق.م. هربت من ميتيلين لتنجو من خطر غير معروف لدينا. ولقد كتبت سافو تسع كتب من الشعر الوجداني لدينا منها ما ينيف على تسعة آلاف سطر.
  • (٦٩)
    شاعر ونحوي إسكندري. كان أحد مواطني برقة Cyrene في أفريقيا. عاش في الإسكندرية أيام حكم بطليموس فيلادلفوس Ptolemy Philadelphus ويورجيتيس Euergetes. وكان مدير مكتبة الإسكندرية من سنة ٢٦٠ تقريبًا إلى عام ٢٤٠ الذي توفي فيه. وضع كتبًا كثيرة في مواضيع شتى، ولكنا لا نملك غير القليل من أشعاره.
  • (٧٠)
    شاعر يوناني يمثل مدرسة بيوتيا Boeotia الشعرية. هناك من يعتقد بأنه عاش في عصر سابق لعصر هوميروس. وهناك من يميل إلى القول بأنه عاش في عصر يلي عصره، وهناك من يرى أنهما كانا معاصرين. على أن التاريخ الذي ينسب إليه عادة هو عام ٨٥٠ق.م. تقريبًا. من أهم مؤلفاته منظوماته: الأعمال والأيام Works & days، والثيوجونيا Theogony، ودرع هرقل Shield of Hercules، وكلها مترجمة إلى العربية في كتاب «هسيود الشاعر اليوناني» لأمين سلامة.
  • (٧١)
    شاعر إنجليزي معروف، ولد بلندرة سنة ١٦٠٨ وتوفي سنة ١٦٧٤ وهو مؤلف الجنة المفقودة Paradise Lost ومكاتبات سياسية في الحرية والاستقلال.
  • (72)
    vos exemplaria Græca nocturna versate manu, versate diurna.
  • (٧٣)
    هو ابن أنيوس Annius ولد في قرطبة Corduba وحمل إلى روما وهو صبي. كرَّس نفسه منذ الصغر لدراسة البلاغة والفلسفة. كتب عشر تراجيديات، أما سائر مؤلفاته الأخرى فتدور كلها حول مواضيع بعضها أخلاقي وبعضها فلسفي.
  • (74)
    (Saus. 3) non surripiendi causa,
    sed palam imitandi, hoc animo ut
    vellet adguosci.
  • (75)
    Cic Verr. 2. 4. 43 nunquam tam male est Siculis quin aliquid facete et commode dicant.
  • (76)
    cf. Lucr. 5. 1379 seq.
  • (٧٧)
    زعيم الكوميديين بين الدوريين Dorians. ولد في جزيرة كوس سنة ٥٤٠ق.م. ثم حمل صغيرًا إلى ميجارا Megara في صقلية. قضى الجزء الأخير من حياته في سيراكوزة في بلاط هيرون Hieron. مات في سن التسعين.
  • (٧٨)

    من مدينة سيراكوزة. كان زعيم كتاب الملاهي التقليدية. سطع نجمه في الفترة من ٤٦٠ إلى ٤٢٠ق.م.

  • (٧٩)
    في كتابه Life & Letters سطر ٣٧١.
  • (٨٠)

    سطر ٥١٥ وما يليه.

  • (٨١)

    سطر ٢٦٨ وما يليه.

  • (٨٢)

    في سطري ٨٦، ٨٧.

  • (٨٣)

    في السطر الحادي عشر.

  • (٨٤)

    في سطري ٦، ٧. شعب شرقي طار صيتهم كرماة للسهام.

  • (85)
    C f. 1. 11 a te principium, tibi desinet. accipe iussis carmina coepta tuis.
  • (٨٦)

    سطر ٢٧–٢٩.

  • (٨٧)

    اسم روماني لروح الميت الخيرة المشرفة على العائلات. وكان لكل منزل لار يقوم حرمه بجوار الموقد؛ حيث تقدَّم إليه الذبائح في كل إجازة ومناسبات الأعياد، كالولائم والزواج، وسفر أو عودة فرد من أفراد العائلة، وغير ذلك.

  • (٨٨)

    ربَّتان رومانيتان للمخازن تراقبان المؤن والطعام ورخاء العائلات. وكان الموقد المكان المخصص لعبادتهما. وقد كانتا على اتصال وثيق ﺑ «لار» المنزل وبفستا.

  • (٨٩)

    ربة نار الموقد داخل المنازل، وفي الدولة عند الرومان. وكانت في بعض الحالات تشخيصًا حقيقيًّا للنار، وفي حالات أخرى شبيهة بالأرض التي تملك النار الأزلية في باطنها.

  • (٩٠)

    إله إيطالي قديم، هو إله المداخل والأبواب والممرات سواء كانت للمنازل الخاصة أو الأماكن العامة، أو العمارات أو حتى الشوارع. وكان أيضًا رب الاستهلالات وخاصةً الوقت مثل اليوم والشهر والعام.

  • (٩١)
    أحد آلهة الرومان القدماء، يشبه بان الإغريقي. وهو إله حليف للزراعة يعبده الرعاة تحت اسم إنوس Innus.
  • (٩٢)

    إله روماني أوَّلي للغابات، ثم أصبح إله الزراعة أيضًا، وحارس الوطن وحامي الحدود. ويصور في الفن الروماني كرجل ذي لحية يحمل الفواكه دائمًا، ويحمل منجلًا في بعض الأحيان، ويتبعه كلب.

  • (٩٣)
    هو زوس Zeus عند اليونان، حاكم العالم، ورئيس سائر الآلهة والبشر.
  • (٩٤)
    هي هيرا Hera عند الإغريق. ابنة ساتورن وزوجة جوبيتر وشقيقته. كانت في بادئ الأمر ربة الضوء ثم أصبحت ربة الميلاد والنساء عامةً.
  • (٩٥)

    هي عند الرومان بمثابة ربة القوى والطبيعة المنتجة، وربة الكياسة والازدهار. وكانت بالإضافة إلى ذلك ربة الحدائق ومن ثم حليفة البستاني.

  • (٩٦)
    ملك الرياح. كان يمرح مع أبنائه الستة وبناته الست في قصره في جزيرة أيوليا Aeolia حيث حجز الرياح في كهف واضطرها إلى الخضوع لأمره.
  • (٩٧)
    ابنة ثاوماس Thaumas وإليكترا Electra وشقيقة الهارببات Harpies. كانت تمثل قوس قزح، تجمع ما بين الآلهة والبشر، ورسولة الآلهة وخاصةً زوس وهيرا.
  • (٩٨)
    هو بوسايدون Poseidon عند الإغريق، ابن كرونوس Cronos وريا Rhea؛ ورب البحر، له سلطان على العواصف والرياح، ويرسل الخراب أو يهب السلامة للملاحين، ويشرف على جميع العمليات البحرية كالصيد والتجارة والبحرية.
  • (٩٩)
    تدعى أيضًا إليسا Elissa، ملكة قرطاجنة ومشيِّدتها.
  • (١٠٠)
    ابن داونوس Daunus وفينيليا Venilia. كان ملك الروتولي Rutuli في أرديا Ardea في لاتيوم. وُعد بأن يزوَّج لافينيا Lavinia ابنة الملك لاتينوس Latinus، ولكنه بعد أن عقد معاهدة مع أينياس بمجرد أن حط رحاله في لاتيوم، زفَّ لاتينوس الفتاة إلى أينياس. فغيظ تورنوس وأصبح القائد والبطل الرئيسي للحرب التي بدأت ضد أينياس وأنصاره الطرواديين.
  • (١٠١)
    ملك الأترسكيين في كايري Caere. طرده شعبه فهرب إلى تورنوس ملك الروتولي، فساعده في الحرب ضد أينياس. وقد قتل هو وابنه لاوسوس Lausus على يد أينياس.
  • (١٠٢)
    ابن أنخيسس Anchises وأفروديت. اشترك متأخرًا في الحرب الطروادية فأثبت جدارته العظيمة كقائد، فاحتل المكانة التالية لهكتور Hector في البطولة والشجاعة.
  • (١٠٣)
    ازدهر اسمه في سنة ٢٧٠ق.م. عاش في أواخر أيامه في قصر أنتيجونوس جوناتاس Antigonus Gonatas، ملك مقدونيا. كتب منظومة فلكية تسمى الظواهر الطبيعية Phaenomena.
  • (١٠٤)
    ابن مارس وريا سلفيا Rhea Silvia، وهو شقيق توءم لريموس Rhemus ومؤسس مدينة روما.
  • (١٠٥)
    ابن أينياس وكريوسا Creusa. حين سقطت طروادة قاده أبوه من يده خارج المدينة المحترقة وأخذه معه إلى إيطاليا.
  • (١٠٦)
    اسم لأسكونيوس. استمدت عائلة جوليا Julia في روما اسمه منه.
  • (١٠٧)

    أي ما خاف أن يتبارى مع دافنس في الجمال.

  • (١٠٨)

    يقصد فرجيل هنا «الصورة المنعكسة على المرآة».

  • (١٠٩)

    كانت ربات الشعر الرعوي تسمى بالصقليات لأن ثيوكريتوس الذي حاكاه فرجيل كان من جزيرة صقلية.

  • (١١٠)
    المقصود بالعذراء هنا «أستريا» Astria ربة العدالة الخالدة التي يُحكى أنها كانت آخر من هجر الأرض ومن فيها حين تفشى الشر بين الناس.
  • (١١١)

    هو رب الزراعة يقال إنه حكم في لاتيوم، وكانت فترة حكمه كلها سعادة وهناء.

  • (١١٢)

    يستعمل الاسم لوكينا عادةً لقبًا للربة جونو غير أنه هنا يرمز إلى ديانا ربة القمر وشقيقة أبولو رب الشمس والعصر السبيليني العاشر الذي يشبِّهه فرجيل بالعصر الذهبي.

  • (١١٣)

    هي إحدى حوريات البحر وأم أخيل. كثيرًا ما يحدثنا الشعراء القدامى عن المجازفة بركوب البحر برهانًا على طبيعة المرء الآثمة المتغطرسة وحبه لتحدي إرادة السماء السافرة.

    Hor. Od. 1. 3. 23 impiæ | non tangenda rates transiliunt Vada, Hesiod (W. 236) οὐδ’ἐπὶ νηῶν νὶσσoνται.
  • (١١٤)

    هذا دليل قاطع على فوضى الأمن داخل بلد خليق به أن يحظى بالطمأنينة والهدوء.

  • (١١٥)

    الظاهر أن شق الأخاديد في التربة فيه وصف للأذى الذي تعانيه الأم الطيبة التي تخرج من جوفها كل نبت أخضر من تلقاء ذاتها.

  • (١١٦)

    هو ربان سفينة الأرجو.

  • (١١٧)
    هن كلوثو Clotho ولاخيسس Lachesis وأتروبوس Atropos. كنَّ ينسجن خيط الحياة للمرء حين يولد كما كن يقررن مصيره.
  • (١١٨)

    هو مغني تراقيا الخرافي الشهير.

  • (١١٩)

    هو راعٍ خرافي ومغنٍ ذائع الصيت.

  • (١٢٠)
    أو كاليوبي Calliope هي ربة الشعر الحماسي.
  • (١٢١)

    منطقة جبلية في وسط شبه جزيرة البلوبونيز، إلهها رب الغابة بان.

  • (١٢٢)

    هي ربة الملهاة وإحدى ربات الفن التسع.

  • (١٢٣)

    لا يقصد فرجيل هنا أن الأبيات ستتناول شخص فاروس نفسه بل أنها ستهدى إليه فقط.

  • (١٢٤)
    اسم يطلق على ربات الفن نسبةً إلى مقاطعة بييريا Pieria في مقدونيا حيث كن يُعبدن.
  • (١٢٥)
    إحدى النياد. ابنة جوبيتر ونيايرا Neaera والاسم معناه باليونانية بريق أو لمعان.
  • (١٢٦)

    زميل بكهوس الدائم. ولما كان بكهوس رب الكروم والأسرار الديونيسية وجالب الحضارة؛ لذلك لم يكن سيلينوس ربًّا ثملًا فحسب، بل وأيضًا مهذبًا متعلمًا للغاية. ومن هنا تولدت رغبة الرعاة في الاستماع إلى حديثه.

  • (١٢٧)
    تقوم صخرة بارناسوس فوق معبد أبولو في دلفي Delphi.
  • (١٢٨)

    سلسلة جبال في تراقيا.

  • (١٢٩)

    جبل في تراقيا.

  • (١٣٠)
    المقصود بالماء الناري هنا «الأثير». وقد ورد وصفه على لسان لوكريتيوس في كتابه الخامس (سطر ٤٤٩–٤٩٤)، وهو أخف كثافة من الهواء العادي aer، كما أنه المادة التي تغذي النجوم، فضلًا عن أنه مصدر الحرارة والضوء والحياة.
  • (١٣١)
    ابن بنطوس Pontus  وجيا Gaea وزوج دوريس Doris التي أنجب منها خمسين نرياد. كان يقيم في قاع البحر ويعتبر شيخه الحكيم الذي لا يخطئ أبدًا.
  • (١٣٢)
    زوجة ديوكاليون Deucalion ملك تساليا. أنقذهما زوس من الموت حينما قضى على العالم بفيضانه العظيم فملأ الأرض بالناس من جديد بإلقاء الأحجار خلف ظهريهما.
  • (١٣٣)

    سرق بروميثيوس النار من السموات لمصلحة البشر، فعاقبه زوس على ذلك بشد وثاقه على جبل القوقاز في آسيا، وتركه فريسة لنسر هائل كان ينهش كبده بالنهار حتى إذا ما جنَّ الليل استعاده من جديد وهكذا دواليك.

  • (١٣٤)
    هو الغلام الذي كان يرافق هرقل في حملته مع بحارة سفينة الأرجو ثم جذبته حوريات الماء ليعيش معهن حين أراد أن يملأ دلوه على شاطئ ميسيا Mysia.
  • (١٣٥)

    ابنة الشمس وزوجة مينوس، ملك كريت. وقعت في غرام ثور خلقه نبتونوس.

  • (١٣٦)
    ملك ترينس Tiryns عوقبت بناته بالجنون لكبريائهن واعتقادهن بأنهن بقرات.
  • (١٣٧)

    جبل في جزيرة كريت.

  • (١٣٨)

    مدينة في جزيرة كريت.

  • (١٣٩)

    حوريات تقطن جزرًا في أقصى الغرب وتحرس تفاحات الربة هيرا الذهبية.

  • (١٤٠)
    أي «البراق». حاول أن يقود عربة الشمس ولكنه سقط منها ومات. فلما عثرت شقيقاته على جثته بجوار نهر إريدانوس Eridanus بكين عليه طويلًا حتى تحولن إلى أشجار حور رومي بجانب الشاطئ.
  • (١٤١)

    المقصود بالأخوات هنا ربات الفن.

  • (١٤٢)

    اقرأ ما ورد ذكره عنه في المقدمة الخاصة بالأنشودة العاشرة.

  • (١٤٣)
    نسبة إلى أونيا Aonia وهي إحدى بقاع بيوتيا بالقرب من جبل هليكون Helicon.
  • (١٤٤)

    نهر في بيوتيا يشق مجراه من جبل هليكون.

  • (١٤٥)

    إله الشمس أبولو، وقد اشتهر بمهارته في الغناء والعزف على القيثارة.

  • (١٤٦)
    ليس المقصود بكلمة شيخ هنا الرجل الطاعن في السن، بل الشاعر هسيود Hesiod مؤلف منظومة الأعمال والأيام، وأقدم شعراء الإغريق بعد هوميروس والمولود بمدينة أسكرا ببيوتيا.
  • (١٤٧)
    بلدة صغيرة في أيوليس Aeolis بها معبد لأبولو.
  • (١٤٨)
    وحش قائم أمام خاريبديس Charybdis في المضيق ما بين صقلية وإيطاليا كانت تجذب السفن إلى كهف تكمن فيه لتهشمها.
  • (١٤٩)

    ملك ميجارا.

  • (١٥٠)
    نسبة إلى جزيرة دوليكيوم Dulichium إحدى جزر البحر الأيوني بالقرب من إيثاكا Ithaca.
  • (١٥١)
    تزوج تيريوس بروكني Procne ابنة بانديون Pandion ملك أتيكا Attica غير أنه أغلق عليها الأبواب، وادعى أنها ماتت لكي يتزوج من أختها فيلوميلا. ولكن فيلوميلا وقفت على حيلته وانتقمت لأختها المسكينة بأن قتلت إتيس Itys ابنها من تيريوس وقدمته طعامًا لأبيه ثم ولت الأدبار هي وأختها. فاقتفى تيريوس أثرهما فخافت بروكني من أن يلحق بهنَّ وتوسلت إلى الله أن يحولهن إلى طيور فتحوَّلت فورًا إلى عندليب كما تحوَّلت فيلوميلا إلى خطَّاف في حين تحوَّل تيريوس إلى هُدْهُد. وفرجيل في هذه الأنشودة يحرِّف الأسطورة فيجعل من فيلوميلا زوجة لتيريوس، وأمًّا لإتيس كما أنه يمسخها لا بروكني عندليبًا.
  • (١٥٢)
    هو النهر الرئيسي في لاكونيا Laconia.
  • (١٥٣)

    هو النجم الذي يحث الرعاة على إدخال الأغنام في حظائرها.

  • (١٥٤)

    نهر يجري بالقرب من مانتوا ويصب في نهر البو وهو الآن نهر المينكيو.

  • (١٥٥)

    مدينة تراقية في بييريا بمقدونيا، وهي مقدسة لربات الفن.

  • (١٥٦)

    هي ديانا، ربة الصيد.

  • (١٥٧)

    هو رب الحدائق يتسبب في إخصاب النباتات والحيوانات.

  • (١٥٨)

    جبل في صقلية يشتهر بنحله.

  • (١٥٩)

    أي المتعلقة بمدينة سردينيا.

  • (١٦٠)

    ريح الشمال.

  • (١٦١)
    نهر يصب في الخليج الترجستيني في فينيتيا Venetia في شمال البحر الإدرياتيكي.
  • (١٦٢)

    اعتاد ممثلو المأساة ارتداء الأخفاف الطويلة الرقاب.

  • (١٦٣)

    كاتب تراجيدي طائر الصيت عاش في القرن الخامس ق.م.

  • (١٦٤)

    أي يشرق فوق أويتا. كان شروق نجم المساء الإشارة التي على إثرها يتحرك موكب الزواج.

  • (١٦٥)

    سلسلة جبال ما بين تساليا ومقدونيا.

  • (١٦٦)
    جبل في إبيروس Epirus.
  • (١٦٧)

    سلسلة جبال في تراقيا.

  • (١٦٨)

    قبيلة تقطن أواسط أفريقيا.

  • (١٦٩)

    المقصود بالأم هنا «ميديا».

  • (١٧٠)

    المقصود بتيتيروس هنا أي راعٍ عام.

  • (١٧١)
    هو أوريون من ميثيمنا Methymna في لسبوس، طار صيته كمنشد للأشعار. عاش في عام ٦٢٥ق.م. في قصر برياندر Periander ملك كورنثة. تقول الأسطورة إنه في أثناء عودته إلى وطنه بعد زيارته لصقلية، طمع بعض البحارة في الهدايا الثمينة التي كان يحملها فعزموا على الخلاص منه بإلقائه في اليم، فتوسل إليهم أن يسمحوا له أولًا بالعزف على قيثارته للمرة الأخيرة في حياته، فلما ألقوه في المياه حمله أحد الدلافين التي كانت قد جاءت على صوت أنغام قيثارته البديع، وحمله سالمًا فوق ظهره إلى الشاطئ.
  • (١٧٢)
    ساحرة تقيم بجزيرة أييا Aeaea، وهي التي مسخت رفاق أوليسيس خنازير.
  • (١٧٣)

    هو البطل الإغريقي في الحرب الطروادية.

  • (١٧٤)

    اسم علم.

  • (١٧٥)

    اسم كلب.

  • (١٧٦)

    شعب يقطن إبيروس.

  • (١٧٧)

    هو لوكيوس فاريوس روفوس الشاعر الحماسي صديق مينالكاس.

  • (١٧٨)
    هو جيوس هيلفيوس كنَّا C. Helvius Cinna الشاعر الحماسي صديق كاتولوس. قُتل في عام ٤٤ق.م.
  • (١٧٩)
    ينبوع في جزيرة أورتيجيا Ortygia بالقرب من سيراكوزة، ويطلق الاسم أيضًا على حورية هذا الينبوع التي توحي بالشعر الرعوي في صقلية.

الملحق الثالث: خاص بالصور

figure
هرقل يخلِّص بروميثيوس (عن تابوت حجري بمتحف الكاببتولين).
يمثل هذا الرسم بروميثيويس وقد شُدَّت وثاقه بالقيود إلى صخرةٍ كبيرة، بينما عكف نسر هائل على نهش كبده، كما تمثل هرقل حاملًا جعبةً مليئةً بالسهام الفتاكة يحاول قتل النسر بالقوس والسهم (يحجب السهم ذراع هرقل الأيسر) بعد أن خلع عنه جلد أسد نيميا Nemea وتخلَّى عن هراوته الضخمة. وفي الركن الأيمن العلوي من الرسم يظهر رب الجبل قوقازوس مضطجعًا وبجانبه شجرة صنوبر وفي يده غصن بدلًا من قرن الإخصاب (cornucopiae) وهذا التحريف خطأ في تصوير الحقائق (انظر الأنشودة السادسة).
ناي بان ذو المزمارين (عن مذبح سيبيلي).
هذه الآلة الموسيقية الرومانية عبارة عن ناي لبان (σṽϱɭℓϒξ) بمزمارين (tibia, αὐλóζ) يمكن للزمَّار أن يلعب عليهما في آن واحد. وينتهي أحد المزمارين ببوق قرني الشكل ليحدث صوتًا ورنينًا مخالفين لصوت ورنين المزمار الآخر. وبالمزمارين أجزاء مخروطية الشكل هي منافس تشبه الأقماع الصغيرة مركبة فوق الثقوب، ومفاتيح تساعد على غلق هذه الثقوب وفتحها (انظر الأنشودة السادسة).
أريثوسا (عملة فضية قيمتها عشرة دراخم (decadrachm) ضُربت في نهاية القرن الخامس ق.م. في سيراكوزة، ومعروضة الآن بالمتحف البريطاني).
كانت أريثوسا حورية عين ماء تفجَّرت في جزيرة أورتيجيا Ortygia، وأقيمت فوقها مدينة سيراكوزة، تقول بعض الأساطير إن مياهها كانت تجري تحت البحر من إليس Elis حيث وقع في غرامها رب النهر ألفيوس Alpheus. والصورة تمثل رأس أريثوسا تحيط به الدلافنة وذلك لظهور عينها في إحدى الجزر. كما تمثل شعرها وقد عُقد من خلف بشبكة صيد وزينت أذناها بقرط وعنقها بقلادة جميلة. ويظهر على بطن الدلفين الأسفل إمضاء حفَّار العملة ويدعى كيمون (N) KIMΩ وتعتبر هذه العملة من خير ما سَكَّه أهل سيراكوزة بعد هزيمة الأثينيين (انظر الأنشودة السادسة).
سكيلا (عملة فضية رومانية من قيمة الدينار (denarius) ضُربت في عهد سكستوس بومبيوس فيما بين عام ٣٨ و٣٦ق.م.).
تصور سكيلَّا على وجه هذه العملة التي سكها سكستوس بومبيوس Sextus Pompeius، بن بومبي العظيم بذيلَيْ دولفين حاملة في يدها مجدافًا تتأهب للانقضاض به على فريستها (انظر الأنشودة السادسة).
أخوات فايثون (دينار روماني من الفضة ضربه بوبليوس أكوليوس لارسكولوس P. Accoleius Lariscolus في عام ٤١ق.م. تقريبًا وموجود بالمتحف البريطاني).
يقول بعض المفسرين إن الثلاث أخوات المحفورة على وجه هذه العملة هنَّ الهيلياديس Heliades بعد أن تحوَّلن إلى أشجار حور على إثر وفاة فايثون (انظر الأنشودة السادسة، سطر ٦٢). ويرى البعض الآخر أنهن يمثلن الحوريات المعروفات باسم «السنديانيات الصلبة» virae querquetulanae واللواتي على صلةٍ بالغابة السنديانية (quercetum) الموجودة داخل البوابة السنديانية Porta Querquetulana، ولكن يجب الاعتراف بأن الأشجار التي بالصورة أشبه بأشجار الحور منها بأشجار السنديان. وتبدو الأخوات كما لو كن يحملْنَ عارضًا تنمو عليه الأشجار. وأخيرًا يمكن القول بأن هذه الصورة لم تفسَّر بعدُ التفسير الصحيح.
أبولو الجريني (عملة فضية قيمتها أربعة دراخم (tetradrachm) كانت تستعمل في ميرينا Myrina من أعمال أيوليس، ضُربت في القرن الثاني ق.م.، وموجودة بالمتحف البريطاني).

تحمل هذه العملة على أحد وجهَيْها رأس الإله متوجًا كالعادة بأغصان الغار، وعلى الوجه الآخر صورة للرب وقد وقف متدثرًا بشملة تغطي نصفه الأسفل فقط (لاحظ الثقلين المثبتين بركني الشملة لتساعد على بقائها ثابتة) حاملًا في يده اليسرى غصن غار مطهَّر يتدلَّى منه شريطان، وفي يُمْناه مبخرة وأمامه جرَّة بعروتين (انظر الأنشودة السادسة).

قتل إتيس (عن آنية أتيكية (وعاء للشرب) بمتحف اللوفر، من آثار القرن الخامس ق.م.)

تمثِّل الصورة بروكني تحمل ابنها إتيس بينما وقفت أختها البكماء فيلوميلا تحدثها بالإشارة وفي جنبها الأيسر سيف (انظر الأنشودة السادسة).

منظر رعويٌّ (عن مخطوط فاتيكاني لفرجيل).
يمثل هذا المنظر الرعوي راعيًا جالسًا يعزف على المزمار الخاص بالرعاة بينما وقف صديقه يستمع إليه، وبالقرب منهما كوخ أحد الرعاة مصنوع من الغاب الطويل بعد أن عقدت أطرافه العليا، تحيط بهما الخراف والماعز والخيول والكلاب والنباتات. ويضع الراعيان أغصان الغار حول رأسيهما ويرتديان جلبابَيْن قصيرَيْن وقد كشف كلٌّ منهما عن كتفه الأيمن (exomis) وبأقدامهما الأحذية الطويلة (الأنشودة التاسعة).
سيلفانوس (عن تمثال كان في باريس سابقًا).

يُمسك سيلفانوس في يمناه مِقضبًا لتشذيب الكروم ويضع داخل جلد حيوان مثبت بكتفه الأيسر ألوانًا من الفاكهة وبجانبه كلبه.

الماعز تروي ظمأها (عن مخطوط فاتيكاني لفرجيل سنة ٣٢٢٥ أي في القرن الرابع الميلادي).

يصور الرسم الشمس وقد أشرقت على إحدى العيون التي دفعت مياهها لتجري في قناة خشبية تسوق إلى حوض فخاري كبير تستقي منه الماعز تحت إشراف أصحابها (الأنشودة العاشرة).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤