الفصل الرابع

لبيد بن ربيعة

مات سنة ٤٠ للهجرة و٦٦٠ للميلاد

نسبه

هو لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر. وكان يقال لأبيه: ربيعة المُقتِرين لجوده. ومات أبوه وهو صغير في حرب كانت بين بني عامر وبني لبيد، وأم لبيد عبسية اسمها تامرة بنت زنباع.

طبقته في الشعراء

ولبيد معدود من الشعراء المجيدين والفرسان المشهورين ومن المعمَّرين، وعده ابن سلام في الطبقة الثالثة، وقرنه بنابغة بني جعدة وأبي ذؤيب الهذلي والشماخ. قال ابن سلام: فأما الشماخ فكان شديد متون الشعر أشد أسر كلام من لبيد، وفيه كزازة، ولبيد أسهل منه منطقًا. وسئل هو: من أشعر العرب؟ فقال: الملك الضليل. يعني امرأ القيس، فقال له السائل: ثم من؟ فقال: الغلام القتيل. يعني طرفة، فقال له السائل: ثم من؟ فقال: الشيخ أبو عقيل. يعني نفسه، وروي أن النابغة استنشده وهو شابٌّ عند باب النعمان بن المنذر، فأنشده قصيدته التي أولها:

ألم تُلْمِمْ على الدمن الخوالي
لسلمى بالمذانب فالقفال

فقال له النابغة: أنت أشعر بني عامر، زدني. فأنشده:

طلل لخولة بالرسيس قديم
بمعاقل فالأنعمين وشوم

فقال له: أنت أشعر هوازن، زدني. فأنشده قوله:

عَفَتِ الديارُ محلها فمقامها
بمِنًى تأبَّد غَوْلُها فرجامها

المعلقة. فقال له النابغة: اذهب فأنت أشعر العرب. وروي أن الفرزدق مر بمسجد بني أقيصر بالكوفة، وعليه رجل ينشد قول لبيد:

وجلا السيول عن الطلول كأنها
زبرٌ تجد متونها أقلامها

فسجد فقيل له: ولِمَ يا أبا فراس؟ فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن، وأنا أعرف سجدة الشعر.

وبالجملة فمحل لبيد في الشعر مشهور، وقال من قدَّمه على غيره: إنه أقل الشعراء لغوًا في شعره، وحِكَمُهُ في شعر كثيرة، ولم يصح أنه قال بعد إسلامه إلا قوله:

ما عاتب المرء الكريم كنفسِه
والمرء يُصلحه القرينُ الصالحُ

خبره مع الربيع بن زياد

وكان لبيد في صغره تلوح عليه مخايل النجابة، ومات أبوه وهو صغير، وكانت بين بني عبس وبني عامر عداوة، فوفد بنو زياد المشهورون، وهم: عمارة وأنس وقيس والربيع العبسيون على النعمان بن المنذر، ووفد عليه العامريون بنو أم البنين، وعليهم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب مُلاعب الأَسِنَّة، وكان العامريون ثلاثين رجلًا، وفيهم لبيد بن ربيعة وهو يومئذٍ غلام له ذؤابة، وكان الربيع بن زياد العبسي ينادم النعمان، وكان النعمان يُقدِّمه على من سواه، وكان يُدعى الكامل سمَّته أمه بذلك لقصة مشهورة استشارت فيها إخوته فلم يشيروا عليها بالصواب، فأشار هو به، وكان أصغرهم.

فضرب النعمان قبة على أبي براء، وأجرى عليه وعلى من كان معه النُّزُل، وكانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فتفاخر يومًا العبسيون والعامريون عند النعمان، فكاد العبسيون يغلبون العامريين، وكان الربيع إذا خلا بالنعمان يطعن فيهم، ويذكر معايبهم، ففعل ذلك مرارًا، فنزع النعمان القبة التي كان ضربها على أبي براء وقومه، وقطع النزل، ودخلوا عليه يومًا فرأوا منه جفاء، وقد كان قبل ذلك يكرمهم ويُقدِّم مجلسهم فخرجوا من عنده غِضَابًا، وهَمُّوا بالانصراف، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم ويرعاها، فإذا أمسى انصرف بها فأتاهم تلك الليلة وهم يتذاكرون أمر الربيع، فقال لهم: ما لكم تتناجون؟ فكتموه، وقالوا له: إليك عَنَّا. فقال لهم: أخبروني فلعل لكم عندي فرجًا. فزجروه، فقال: لا واللهِ لا أحفظ لكم، ولا أسرح لكم بعيرًا أو تخبروني.

وكانت أم لبيد عبسية في حجر الربيع، فقالوا له: إن خالك قد غَلَبَنَا على الملك وصدَّ عَنَّا وجهه، فقال لهم: هل تقدرون أن تجمعوا بيني وبينه غدًا حين يقعد الملك، فأرجز به رجزًا مُمِضًّا مؤلمًا لا يلتفت إليه النعمان بعده أبدًا؟ فقالوا له: وهل عندك ذلك؟ قال: نعم. قالوا: إنا نبلوك بشتم هذه البقلة. وقدامهم بقلة دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض تُدعى التربة، فاقتلعها من الأرض وأخذ بيده، وقال: هذه التربة التفلة الرذلة التي لا تذكي نارًا ولا تسر جارًا عودها ضئيل، وفرعها ذليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها قانع، أقصرُ البقول فرعًا، وأخبثها مرعًى، وأشدها قلعًا، فحربًا لجارها وجدعًا. الْقَوْا بي أخا عبس أرجعه عنكم بتعس ونكُس، وأتركه من أمره في لبس. فقالوا له: نصبح ونرى فيك رأينا.

فقال لهم عامر: انظروا إلى غلامكم هذا فإن رأيتموه نائمًا فليس أمره بشيء إنما تكلم بما جرى على لسانه، وإن رأيتموه ساهرًا فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم فوجدوه قد ركب رحلًا يكدم واسطته حتى أصبح، فلما أصبحوا قالوا: أنت واللهِ صاحبه. فحلقوا رأسه، وتركوا له ذؤابتين، وألبسوه حلة، وغدوا به معهم، فدخلوا على النعمان فوجدوه يتغدَّى ومعه الربيع، وليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة بالوفود، فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه والربيع إلى جانبه، فذكروا للنعمان حاجتهم، فاعترضهم الربيع في كلامهم، فقام لبيد وقد دهن إحدى شقي رأسه، وأرخى مئزره، وانتعل نعلًا واحدة، وكذلك كانت الشعراء تفعل في الجاهلية إذا أرادت الهجاء فمثل بين يديه، ثم قال:

يا رب هيجا هي خير من دعَهْ
إذ لا تزال هامتي مقزَّعَهْ
نحن بني أم البنين الأربعَهْ
ونحن خير عامر بن صعصعَهْ
المطعمون الجفنة المدعدعهْ
والضاربون الهام تحت الخيضعَهْ
مهلا أبيت اللعن لا تأكل معَهْ
إن استه من برص ملمَّعَهْ
وإنه يدخل فيها إصبعَهْ
يدخله حتى يواري أشجعَهْ
كأنما يطلب شيئًا أودعَهْ

فلما فرغ لبيد التفت النعمان إلى الربيع يرمقه شزرًا، وقال: كذلك أنت يا ربيع! فقال: كذب — واللهِ — ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أفٍّ لهذا الغلام لقد خبث عليَّ طعامي! فقال الربيع: أبيتَ اللعن أما إني قد فعلتُ بأمه. لا يكنى، وكانت في حجره، فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، أما إنها من نسوة غير فعل، وأنت المرء. قال هذا في يتيمته، وروي أنه قال له: أما إنها من نسوة غير فعل. وإنما قال له ذلك تبكيتًا له وتنديدًا على قومه؛ لأنها عبسية فنسبها إلى القبيح، وصدقه عليه تهجينًا له ولقومه، فأمر الملك بهم جميعًا، فأُخرِجوا، وأعاد على أبي براء القبة، وقضى حوائج الجعفريين من وقته وصرفهم، ومضى الربيع بن زياد إلى منزله من وقته، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه، وأمره بالانصراف إلى أهله، فكتب إليه الربيع: إني قد عرفت أنه قد وقع في صدرك ما قال لبيد، وإني لست بارحًا حتى تبعث إليَّ من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعًا باتقائك مما قال لبيد شيئًا، ولا قادرًا على ما زلت به الألسن، فالحقْ بأهلك. فلحق بأهله، وأرسل إلى النعمان بأبيات، فأجابه بأبيات من بحرها ورويها منها:

قد قيل ما قيل إن صدقًا وإن كذبًا
فما اعتذارك من قول إذا قيلا

وقطعه من ذلك الوقت.

شيء من سيرته

وكان لبيد من فرسان هوازن، وكان الحارث الغسَّاني — وهو الأعرج — وجَّه إلى المنذر بن ماء السماء مائة فارس، وأمَّر عليهم لبيدًا، فساروا إلى عسكر المنذر، وأظهروا أنهم أتوه داخلين عليه في طاعته، فلما تمكنوا منه قتلوه، وركبوا خيلهم، فقُتِلَ أكثرهم، ونجا لبيد، فأتى ملك غسان، فأخبره فحمل الغسانيون على عسكر المنذر فهزموهم، فكان ذلك يوم حليمة الذي يقول فيه الشاعر:

تخيرن من أزمان يوم حليمة
إلى اليوم قد جربن كل التجارب

وحليمة هي بنت ملك غسان، وكان أربد بن قيس المشهور أخا لبيد من أمه، وكان يحبه، وأربد هذا خرج مع عامر بن الطفيل ليغدرا برسول الله ، فدعا عليهما في قصة مشهورة، فمات عامر قبل أن يصل إلى أهله، ومات أربد بعد وصوله بقليل بسبب صاعقة أنزلها الله عليه، ورثاه لبيد بقصائد مشهورة تركناها خوف الإطالة، ومنها بيته المشهور:

ذهب الذين يُعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجِلد الأجرب

حدَّث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها كانت تنشد بيت لبيد هذا، وتقول: رحم الله لبيدًا، فكيف لو أدرك مَن نحن بين ظهرانِيهم؟ فقال عروة: رحم الله عائشة، فكيف لو أدركت من نحن بين ظهرانيهم؟ وقال هشام بن عروة: رحم الله أبي، فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم؟ وقال أبو السائب: رحم الله وكيعًا، فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم؟ وقال أبو جعفر: رحم الله أبا السائب، فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم؟ قال أبو الفرج الأصبهاني: ونحن نقول: الله المستعان، فالقصة أعظم من أن توصف.

ومَرَّ لبيد بمكة في أول ظهور الإسلام بها، وكان عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة، فردَّه عليه قبل ذلك، فاتفق أنه مَرَّ بنادي قريش ومعهم لبيد ينشدهم شعره، فلما أنشدهم قوله:

ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا الله باطل

قال عثمان: صدقت، فلما قال:

وكل نعيم لا محالة زائل

قال: كذبت. فلم يدر القوم ما عنى به عثمان، فأشار بعضهم إلى لبيد أن يعيد، فأعاد فصدقه في النصف الأول، وكذبه في النصف الآخر؛ لأن نعيم الجنة لا يزول، فقال لبيد: يا معشر قريش ما كان مثل هذا يكون في مجالسكم، فقام أُبَيُّ بن خلف أو ابنه فلطم عين عثمان في قصة مشهورة.

حاله في الإسلام

وأسلم لبيد — رضي الله عنه — وحسن إسلامه، وكان من المؤلَّفة قلوبهم هو وعلقمة بن علاثة، قال ابن عبد البر: وروى صاحب الأغاني بسنده إلى ابن الكلبي والأصمعي أنه قدم في وفد بني جعفر بن كلاب على رسول الله بعد موت أخيه أربد، فأسلم وحسُن إسلامه وهاجر، وهذا يقتضي أن إسلامه قبل الفتح، ونزل الكوفة في أيام عمر بن الخطاب — رضي الله عنه — وروي أن عمر — رضي الله عنه — كتب إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن استنشد من قبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام، فأرسل إلى الأغلب الراجز العجلي، فقال له أنشدني فقال:

أرجزًا تريد أم قصيدَا
لقد طلبت هينًا موجودَا

ثم أرسل إلى لبيد، فقال: أنشِدْنِي. فقال: إن شئت ما عفي عنه. يعني شعره في الجاهلية، فقال: لا، أنشدني ما قلت في الإسلام. فانطلق فكتب سورة البقرة في صحيفة، ثم أتى بها، وقال: أبدلني الله هذه في الإسلام مكان الشعر، فكتب بذلك المغيرة إلى عمر، فنقص من عطاء الأغلب خمسمائة، وجعلها في عطاء لبيد، فكان عطاؤه ألفين وخمسمائة، فكتب الأغلب إلى عمر يا أمير المؤمنين: أتنقص عطائي إن أطعتك؟ فرد عليه خمسمائة، ولما صار الأمر إلى معاوية أراد أن يُنقِص عطاءه، فقال: هذان الفودان — يعني الألفين — فما بال العلاوة — يعني الخمسمائة. يريد أنه ترك عطاءه ألفين فقط، فقال لبيد: إنما أنا هامة اليوم أو غد، فأعدني اسمها فلعلي لا أقبضها. فرَقَّ له معاوية، فترك عطاءه على حاله، فمات لبيد ولم يقبضه.

جوده وكرمه

وكان لبيد من الأجواد المشهورين نذر في الجاهلية أن لا تهب الصَّبا إلا أطعم، وكان له جَفنتان يغدو بهما ويروح في كل يوم على مسجد قومه فيطعمهم، فهبَّت الصبا يومًا والوليد بن عقبة على الكوفة، فصعد الوليد المنبر، فخطب الناس، ثم قال: إن أخاكم لبيدًا قد نذر في الجاهلية أن لا تهب الصبا إلا أطعم، وهذا اليوم من أيامه، وقد هبت الصبا فأعينوه، وأنا أول من فعل. ثم نزل عن المنبر، فأرسل إليه مائة بكرة وكتب إليه بأبيات قالها وهي:

أرى الجزار يشحذ شفرتيه
إذا هبّضت رياح أبي عقيل
أشم الأنف أصيد عامري
طويل الباع كالسيف الصقيل
وفي ابن الجعفري بحلفتيه
على العلات والمال القليل
بنحر الكوم إذ سحبت عليه
ذيول صَبًا تجاوب بالأصيل

فلما أتاه الشعر وكان ترك قول الشعر قال لابنة له خماسية: أجيبيه فلقد رأيتِني وما أعيى بجواب شاعر. فقالت:

إذا هبت رياح أبي عقيل
ذكرنا عند هَبَّتِهَا الوليدَا
أشم الأنف أصيد عبشميًّا
أعان على مروءته لبيدَا
بأمثال الهضاب كأن ركبا
عليها من بني حامٍ قعودا
أبا وهب جزاك الله خيرًا
نحرناها فأطعمنا الثريدا
فعُدْ إن الكريم له معاد
وظني بابن أروى أن يعودا

فقال لها لبيد: أحسنت لولا أنك استزدتيه. فقالت: والله ما استزدته إلا أنه ملك، ولو كان سوقة لم أفعل.

مدة عمره ووفاته

وروي أن رسول الله قال: أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:

ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل

وكان لبيد من المُعَمَّرِين، روي أن الشعبي قال لعبد الملك بن مروان: تعيش يا أمير المؤمنين ما عاش لبيد بن ربيعة. وذلك أنه لما بلغ سبعًا وسبعين سنة أنشأ يقول:

باتت تشكي إلَيَّ النفس مجهشة
وقد حملتك سبعًا بعد سبعينا
فإن تزادي ثلاثًا تبلغي أملًا
وفي الثلاث وفاء للثمانينا

ثم عاش حتى بلغ تسعين سنة فأنشأ يقول:

كأني وقد جاوزت تسعين حجة
خلعت بها عن منكبيَّ ردائِيَا

ثم عاش حتى بلغ مائة حجة وعشرًا، فأنشأ يقول:

أليس في مائة قد عاشها رجل
وفي تكامل عشر بعدها عُمر

ثم عاش حتى بلغ مائة وعشرين سنة فأنشأ يقول:

ولقد سئمت من الحياة وطولها
وسؤال هذا الناس كيف لبيد

وقال الإمام مالك بن أنس: بلغني أن لبيدًا مات وهو ابن مائة وأربعين سنة، وقيل: إنه مات وهو ابن سبع وخمسين سنة ومائة في أول خلافة معاوية، وقال ابن عفير: مات لبيد سنة إحدى وأربعين من الهجرة يوم دخل معاوية الكوفة، ونزل بالنخيلة، وروي أن عائشة قالت: رويت للبيد اثني عشر ألف بيت.

وصيته

وروي أنه لما حضرته الوفاة قال مخاطبًا لابنتيه:

تَمَنَّى ابنتاي أن يعيش أبوهما
وهل أنا إلا من ربيعة أو مضرْ
إذا حان يومًا أن يموت أبوكما
فلا تخمِشَا وجهًا ولا تحلِقَا شعَرْ
وقولا هو المرء الذي ليس جارُه
مضاعًا ولا خان الصديق ولا غدَرْ
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
ومن يبكِ حولًا كاملًا فقد اعتذر

روي أنهما كانتا تذهبان إلى قبره كل يوم، ويترحمان عليه، ويبكيان من غير صياح ولا لطم، ثم يمران بنادي بني كلاب يذكران مآثره وينصرفان إلى أن تم الحول.

وقال لابن أخيه لما حضره الموت: إذا قُبِضَ أبوك فأقبله القبلة، وسَجِّهِ بثوبه ولا تصرخنَّ عليه صارخة، وانظر جفنتيَّ اللتين كنت أصنعهما فاصنعهما، ثم احملهما إلى المسجد، فإذا سلَّم الإمام فقدمهما لهم، فإذا طعموا فقل لهم فليحضروا جنازة أخيهم. ففعل ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤