أنا

تُسائلني عن منشئِي ومَواطني
فقلتُ لها في الناس ماليَ ثاني
أبي آدمٌ والأمُّ حواءُ إنما
فؤاديَ لا أهلٌ ولا أبوانِ
تلقيتُه من مَهبط الوَحي ساكِبًا
عليَّ ضياءً باهرَ اللَّمَعان
أفاضتْه أمُّ النور يومَ أَفاضَها الـ
إِلهُ فجاءَت في أَتمِّ كِيان
وثبَّتَها في اللانِهاية آمرًا
على بعضِها الأفلاكَ بالدَّوَران
لها الشمسُ قُطبٌ قد تنظَّمَ حولَها
عرائسُ تجلُوها بحُسن بَيان
فصدريَ أفلاكٌ وقلبيَ شَمسُها
سروري وحزني ذانِك المَلَوان١
هَمَمتُ كأني شُعلةٌ أبديةٌ
إلى مستَقَرِّ الخلدِ بالطَّيَران
جُبِلتُ كما لا تعلمينَ فإنني
أخو كلِّ جيلٍ وابنُ كلِّ زمان
٩ فبراير سنة ١٩١٤

هوامش

(١) الليل والنهار.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤