أمنية

إلى: أ … أ …

ألا ليتَني وحبيبةَ قَلبـ
ـيَ في روضةٍ أُنُفٍ زاهِرة
فنمشي أُطوِّقُها بالذِّراعِ
وأنشُقُ أنفاسَها العاطِرة
نسيرُ كذلكَ جنبًا لجنبٍ
وعَيني إلى عَينِها ناظِرة
فأقرأُ في وَجهها للطَّبيعـَ
ـةِ أكْبرَ آياتها السَّاحرة
وتعقُد من فوق هاماتِنا
مِظَلَّاتُها الأغصُن الناضرة
ونلعبُ في المَرْج مستأنِسَين
بصوت عَصافِيره الطَّائِرة
تقبلُ أذيالَها الزَّهراتُ
وهي بتَقْبِيلها فاخِرة
تداعِبُ هَذي الأزاهرَ لطفًا
وتَجني أناملُها الماهِرة
وتصنَعُ منها صفوفًا صفوفًا
لتَكليل هامَتِها الزاهِرة
فتعقِصها من هنا وهنا
كَ ناظمةً جمعَها ناثرَة
وترنو إليَّ كما تتألَّـ
ـقُ في جوِّها الأنجمُ السافرَة
فأفدِي بروحي وأهلي ومالي
محاسِنَها الغَضَّة الباهِرة
وتقطِفُ بعضَ ثمارِ الغُصون
وتُطعمني يدُها الطَّاهِرة
ونأتي إلى النَّبع نَشرَب في الـْ
أكُفِّ من الجُرَعِ الفائرة
ونجلسُ فوق الحصى نَتَحدَّ
ثُ عن كُل واردةٍ صادِرَة
وفي الليلِ نرعى نجومَ السماءِ
ونرقبُ أفلاكَها الدَّائِرة
نُناجِي الغرامَ وخلَّاقَه
بأعْماقِ أرواحِنا السَّاهرة
تُباركنا الشَّمسُ كلَّ صباحٍ
بنُور أشعَّتِها الفاتِرة
ونَنشقُ ملءَ الفؤادِ الهواءَ
فتُنعِشُنا النُّسُمُ العاطرة
وتبسِم لي وتجيءُ بقربي
فتُؤنِسني الظبيةُ النَّافِرة
… … … …
… … … …
سعادُ فريدةُ عقد الحياةِ
ودُرَّتُها الحرَّةُ النادِرة
إذا تَمَّ لي بعضُ «أمنيتي»
سمَحتُ بدنياي والآخِرَة
٢٢ نوفمبر سنة ١٩١٢

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤