زهرة القبر

إلى: أ … أ …

قفي فوق قبريَ وابكي تُعيدي
ترابي بماءِ الدُّموعِ خَصيبا
ويخضلُّ منها فيُنبتُ زهرًا
أَغرَّ المحيا نَضيرًا رطِيبا
تُغذِّيهِ أعظميَ الراقداتُ
لتجري الحياةُ به ويَطِيبا
إذا ما انتشَقتُ الشَّذَا فهو حُبي
تَسَرَّبَ في الزَّهر نفحًا وطِيبا
لئن حَلَّل الموتُ عُنصرَ جِسمي
فأَصبحَ تحت الترابِ مريبا
فإن غرامَك بعد مَماتي
هنالكَ حيٌّ يناجِي الغُيوبا
سأُرسِل روحي تزورُك فاصغي
إليها تحنُّ لديك وَجِيبا
أُصيِّرها ملَكًا حارسًا
تقيكِ وتدفعُ عنك الخُطوبا
وإن زرتِ قبري خذِي زَهرةً
هي الذِّكرُ عنك إليَّ أُنيبا
فما زهرةُ القبرِ إلَّا ابتسامُ
محبٍّ به يَستزير الحَبيبا
٢٢ سبتمبر سنة ١٩١٤

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤