بسمة

أرأيتَ الحبيبَ في الحُللِ السُّو
دِ كشمسٍ بها تحُف الغيوم
في ثيابِ الحِدادِ بين لِداتٍ
هي سعدُ الحِمى وهنَّ النعيم
خاطراتٍ يمسنَ عن خيزُرانٍ
ناعم وجههُنَّ صُبحٌ وَسيم
في رياضٍ مثلِ السَّماءِ صفاءً
هي بدرٌ بها وهنَّ النُّجوم
رنَّحتني بلَحظِها حين مَرَّت
مِثلما رنَّح الغُصونَ النَّسيم
بَسَمَتْ عن لآلئٍ وعَقيقٍ
فكأنَّ اللِّثاتِ عقدٌ نَظيمُ
ما ألذَّ ابتسامةً من فَمِ المحبُو
بِ إن كانَ رمزَها التسليمُ
هي فَجر الآمال في مَشرق العُمـ
ـرِ يراه المخيَّبُ المَحروم
هِي نورُ الفؤاد قد شفَّ عنه
ثَغر حِبٍّ به الفؤادُ يَهيمُ
إنما الحبُّ طفرةُ النور في القلـ
ـبِ وسرُّ الغرام سرٌّ قَديم
وكذا العُمرُ مطلعُ السَّعدِ فيه
«بَسمةٌ» والحياةُ ليلٌ بَهيم
٨ ديسمبر سنة ١٩١٢

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤