عزيزة

إن تكوني عزيزةً فعَزيزٌ
أَن تكوني يا بنتُ في الشَّقَوات
ومحيَّاكِ مسحةُ الحُزن فيه
تُنزلُ اليأسَ في القلوبِ القُساة
واجمٌ ذاهلُ السكينةِ عينا
كِ به تبعثان نورَ الحياة

•••

أنزلوها منازلَ الهون خسرًا
ثم قالوا صارتْ من الفاجِرات
مكَروها وخادَعوها وأَغرَو
ها وقالوا غدَتْ من الهالكات
ورأَوا في نسائهم شرفًا لو
نبَشوه عدُّوه في المُخزيات
إنما عذرُها همُ ونِساهُم
عُذرهنَّ العمَى وقبحُ الصِّفات
لستُ أَرجو لها اعتذارًا إذا ما
صدَع الحقُّ قارعُ المُنكَرات
غير أَني أرَى هناك اختِلافًا
في الغِوايات يفرِق الغاويات
وفجورُ الأجسامِ أيسرُ خطبًا
من فجورِ النفوسِ والعاطِفات
وإذا ما كان السَّبيلُ سَويًّا
بطَل العُذر فيه للعثَراتِ
إن شرَّ الفُجورِ ما كان مَستو
رًا بسترِ العَفاف في الأسرات
إنما نحنُ في زمانٍ حَفيلٍ
بالضَّلالاتِ في الرِّجال الهُداةِ
إنما بينهم عزيزةُ كالجا
ني ولا عفوَ عندهم للجُناة
وأراها ضعيفةً فأراني
رقَّ قَلبي وفارقتني أَناتي
وهفَتْ فيَّ كل جارحةٍ تد
مَى بوَخْزِ القوارص الجارِحات
وهي ترنُو بمثل سَاطعةِ النجْـ
ـمِ وتمشي بخفَّةِ الظبيات
وقوامٍ لها كما وقف الغُصْـ
ـنُ حزينًا في ملعبِ النَّسمَات
تُشبهُ البدر صُفرةً وضياءً
وتحاكِي الأزهار بالبَسمات
حرَّةُ اللفظ والجَنان إذا افترَّ
تْ فعَن طاهرٍ نقيِّ اللَّثاة
جمعتْ بين حُسنِ خَلقٍ وخُلقٍ
فهي ذاتُ النِّجار بنتُ السُّراة
وحرامٌ أن يُترَكَ الحُسنُ للشَّرِّ
ويقضِي فريسةَ الشهَوات
إنما يُنشَلُ الغريقُ من اليـَمِّ
ويُدلَى إليه حبلُ النجاة
إنما يرجِع المريضُ إلى الصحَّـ
ـةِ إنْ عالجُوه بالشَّافيات
إنما يُزجَر الشقيُّ عن المَو
تِ وإن كان طامعًا في الممَات
إنما هذه الحياةُ متاعٌ
فاصرفُوها في البر والحسَنات
٢٧ و٢٨ فبراير سنة ١٩١٥

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤