رأيتك

١

رأيتكِ باسمةً فأَرانِـ
ـيَ في الليل بدرُ السَّما مبسمَه
وفاضَ جمالُك نورًا هدَاني السَّـ
ـبيلَ إلى الغايةِ المُبهَمَة
فرفرفَ فيه النَّعيمُ على
جراحِ الأسى ساكبًا بَلسَمه
وما كنتُ إلَّا الأَسِيَّ على
حياتي وأيَّامِها المُظلِمة
فغادَرني الحُبُّ أُذكِي الفُؤا
دَ مستعذبًا ناريَ المضرَمة
وصرتُ الذي يشفِقُون عليه
ويستوجِبُ العطفَ والمَرحمة
ويهزَأُ بالدهر إمَّا أرا
هُ وجهُ حبيبتِه مبسمَه
٢٤ مارس سنة ١٩١٥

٢

رأيتُك باكيةً فرأيتُ
دموعَ الصَّباحِ وزهرَ الرَّبيعْ
مُنسَّقةً كاللَّآلي تُحلِّي
جبينَ الوُرود بشكلٍ بَديع
هي الشُّهبُ تغرُب في المشرقَين
وخدَّاك مَغربُ شُهبِ الدُّموع
يرفرفُ جفنُك إمَّا هوتْ
فيخفِقُ قلبي بنارِ الولوع
كأنَّ بصدريَ شيئًا يهزُّ
مشاعرَ روحي ويُذكِي الضُّلوع
وإن كنت أغضبتني وهجَرتِ
وخلَّفتِ قلبي حليفَ الهلوع
ولكنْ دموعُك لاشَت قُواي
فها أنا ذا أتمنَّى الرُّجوع
إلى السُّقم واليأس والموتِ فيكِ
فكُفِّي البكاءَ وصُوني الدُّموع
٢٦ مارس سنة ١٩١٥

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤