الداء

لم أُشفَ من ذلك الداءِ الذي فنيَت
به الحشاشةُ مما سامها أَلما
إن كان صحة غيري طول عافيةٍ
فصحتي طول هذا الداءِ قد حُتِما
إني شقيتُ به مما فسحتُ له
بين الضلوع فكان الجمرَ مُضطرما
وكلما عاودت ذكراك عاودني
شوقٌ ويأسٌ هما موت الفؤاد هما
مللتُ نظمَ قريضٍ قد نثرتُ به
عواطفًا نَدِيَتْ بالدمع منتظما
وكنت أَمَّلتُ بُرأً في البعاد وإذ
هممتُ همَّ عليَّ الدهر منتقما
فقلتُ للنفْس لا حزنٌ ولا جزَعٌ
إن الشباب حياةٌ تغلِب السقَما
لكن تغلَّبتِ الويلاتُ وازدحمَت
بين الضلوع فضاق الصدر مُزدَحما
يا هند هل أَبصرتْ عيناك بارقةً
إلَّا رأيتِ ظلامًا بعدها دَهِما
لله آمالنا في العمر كم سخِرتْ
منَّا ولله وجدانٌ غدا عدَما
قد أَسلم القلبُ نفسي للأسى أسفًا
منه فما سلِمت منه ولا سلِما
١٢ أغسطس سنة ١٩١٧

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤