الوردة والأمل

تُشبِه الوردةُ في أَشواكِها
أملًا يَنبُتُ بين الحَادثاتْ
يُعقد الكمُّ فيَسقيه النَّدى
ويغذِّيه التُّرابُ الحاضِنُ
ويُواليه الضُّحَى نورًا كمَا
تُبعد الأَوضارَ عنه النَّسَماتْ
فإذا ما فتَّح الكمُّ بدا
في محيَّا الرَّوض خَدٌّ فاتنُ

•••

هكَذا في النفس يبدُو أمَلٌ
بعد أَن تشتدَّ فيها النَّكَباتْ
يطرُدُ الهمَّ بلُطفٍ دائبًا
وبه يقوَى الضَّعيفُ الواهِنُ
مثل خَيطِ الفَجر يبدو نورُه
ثم ينمُو ثم يجلُو الظُّلماتْ
فإذا الصبحُ وما في الصُّبح من
راحةٍ فالقلبُ ساجٍ آمِنُ

•••

ويظَلُّ الوردُ في روضته
باسمًا يُملي على الطَّير الغِنا
ويُسَرِّي كلَّ همٍّ شكله
بهِجٌ لونًا يقرُّ الأَعيُنا
طاهر يوحِي إلى القَلب شذًا
كان طُهرًا ثم منه فُقِدا

•••

وكذاك النَّفسُ في راحَتِها
لا يُدانيها اضطرابٌ وقَلَق
تفعلُ الخير لفِعل الخَير لا
للمُباهاة به يوم السَّبق
وتوالي بسَماتٍ كلُّها
أرجٌ باقٍ وإن طالَ المَدى
٣ مايو سنة ١٩٢٠

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤