واجب التهنئة

إلى صاحب العزة جبرائيل بك شيبوب بمناسبة الإنعام عليه بالرُّتبَة الثانية.

لم تأت معليةً مَقامَك إنه
من قبلِها بين البَريَّة عالِ
لكنَّما هيَ رتبةٌ قد زَيَّنت
عُمرًا زها بجَلائل الأَعمَال
هذي حياتُك في استقامَةِ سيرِها
ونشاطُها في الخلق خيرُ مِثال
حفَلت بكلِّ فضيلة ومبرَّة
فسمَتْ من العَلياءِ أوجَ كَمال
أنت العِصاميُّ الذي ضمِنتْ له
عزماتُه في العُمر كل مَنال
إذ أنتَ أول ما نشَأْتَ مجاهدًا
بنَزاهة الأَقوال والأَفعال
والعَيشُ حَربٌ لا ينالُ رغيدَه
إلَّا معدُّ عزيمة الأَبطال
مِن نيةٍ صدقَتْ وحُسن سَريرة
طهُرت وطيِّبِ سُمعةٍ وخِصال
تتدبَّر الدنيا بعقلٍ واضح
كالنَّجم زاهٍ نورُه المُتلالي
ومناقبِ الخلق الكريم كأنها
زهرُ الربيع يفُوح في الآصَال
هذي المحامدُ أبلغتْك مناصبًا
ما أُنشئَتْ إلَّا لبَعض رِجال
لله أنتَ أبًا يبرُّ بوُلده
وبزَوجه من طاهِر الأذيال
قد أنجبتْ خيرَ البنين عَقيلةٌ
لك شابهتْك برائعاتِ خِلال
وكذا السَّعادةُ أن تعيشَ ممتَّعًا
بوفاءِ أولادِ وذاتِ جَمال
ويكونُ ما قد نلتَه من رتبةٍ
شرفًا يُشار به إلى الأَفضال
فاسعَدْ بأُسرتِك الحَبيبة مُحرزًا
مجدًا يُحقِّق أكبرَ الآمال
واقبل تهانيءَ كلِّ قلبٍ مخلصٍ
يدعُو لكي تبقَى بأنعَم بال
٢ يونيو سنة ١٩٢٠

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤