الشخصيات البارزة في عهد حكم الكوشيين لمصر

(١) منتومحات

تحدثنا في نهاية الجزء التاسع من مصر القديمة عن المتعبدات الإلهيات والدور الذي قمن به في تاريخ عهد الحكم الكوشي للبلاد المصرية في إقليم طيبة، كما تحدثنا عن مديري البيت لهؤلاء المتعبدات أمثال «حاروا» «وآخامون رو»١ وهؤلاء المديرون للبيت كانوا في الواقع هم الحكام الإداريون لإقليم «طيبة» الذي كانت تسيطر عليه المتعبدة الإلهية بوصفها ملكة مستقلة في إقليمها، وكان يقوي ظهرها في إقليمها أنها كانت تنتخب دائمًا من الأسرة المالكة دون استثناء، وبذلك كانت لا تخاف على ضياع ملكها قط إلا إذا حدث انقلاب مفاجئ في أساس حكم البلاد، وقد أدى بها طمأنينتها إلى أنها كانت دائمًا تترك مقاليد الإدارة لمدير بيتها الذي كان دائمًا على ما يظهر ينتخب من بين أكفاء رجال الدولة، غير أننا نرى أن أبرز شخصية تولت حكومة إقليم طيبة عرفها التاريخ في العهد الكوشي هو «منتومحات» الذي كان يعد ملكًا تقريبًا.

وقد عاصر في العهد الكوشي الملكين «تهرقا» «وتانوت آمون» كما عاش في عهد الملك «بسمتيك الأول» حتى السنة التاسعة من حكمه، ولم نعثر بين ألقابه على ما يفيد أنه كان يلقب المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية، وعلى الرغم من أن ملامحه في تماثيله التي خلفها لنا تدل على أنه كان نوبيًّا إلا أنه في الواقع كان مصري المنبت، وقد شاءت الأقدار أن يلعب «منتومحات» دورًا هامًّا في تاريخ مصر وبلاد «كوش» قاطبة في تلك الفترة العصبية من تاريخ وادي النيل، وذلك أنه عاش في فترة كانت مصر هدفًا لغارات الآشوريين الذين انتهى بهم الأمر إلى الاستيلاء عليها فترة وجيزة من الزمن، وقد قام «منتومحات» في تلك الفترة الحرجة من تاريخ أرض الكنانة بدور دقيق دل على فطنته وطول باعه في السياسة والإدارة، والواقع أن البلاد كانت تتنازعها في زمنه ثلاث سلطات مجتمعة، فالمصريون كانوا يريدون أن تبقى بلادهم حرة في أيديهم، والكوشيون كانوا يريدون السيطرة على مصر ويؤلفون منها مع بلاد «كوش» مملكة واحدة، والآشوريون كانوا يعملون على طرد الكوشيين من مصر والاستيلاء عليها لتكون جزءًا متممًا لإمبراطوريتهم التي أنشئوها في سوريا وفلسطين وبذلك لا تهددهم في ممتلكاتهم، وسنرى أن «منتومحات» الذي كان يعد حاكم إقليم طيبة ومصر العليا قاطبة في تلك الفترة قد قام بما أوتيه من مهارة وحسن سياسة بإرضاء هذه السلطات الثلاث كل في حينه على حسب الأحوال، لدرجة أنه كان أحيانًا يعد خائنًا لبلاده، ولكنا نرى أنه في النهاية قد خرج بالبلاد سالمة من بين تلك الدوامات المهلكة، وسار بها إلى بر السلام حاملة لواء الاستقلال فترة شيخوخته الشائخة؛ أي في عهد منقذها من الآشوريين، وأعني بذلك الملك «بسمتيك الأول» الذي عده الإغريق من بين عظماء الفاتحين في العالم، ولا غرابة في ذلك؛ فقد دلت الكشوف الحديثة التي لا تزال تترى على أن «منتومحات» هذا ومعه أسرته قد لعبوا جميعًا دورًا عظيمًا في تاريخ البلاد في تلك الفترة، وسنحاول فيما يلي أن نضع سلسلة نسبه «في ذلك العصر الذي كان يهتم القوم فيه بتدوين أنسابهم» ومكانة كل فرد من أفراد أسرته الذين كانوا يشغلون أهم الوظائف في الدولة قبل نبوغه وبعده، ثم نستخلص بعد ذلك موجزًا عن حياة هذا البطل العظيم وما قام به هو وأفراد أسرته في إعلاء مكانة مصر.

(١-١) أسرة «منتومحات»

  • الوثيقة الأولى: كان أول شخص عرف لنا من أسرة «منتومحات» هو جده «خامحور»، فقد وجد «لمنتومحات» هذا تمثال في خبيئة الكرنك عام ١٩٠٤م، وهذا التمثال منحوت في الجرانيت الرمادي، ويبلغ طوله مترًا وخمسة وخمسين سنتيمترًا، وهو يمثله ماشيًا، وتقاسيم وجهه ناطقة وتشبه تقاسيم السودانيين الحاليين بصورة تلفت النظر، ويرتدي شعرًا مستعارًا مموجًا ومقسمًا خصلات مضفرة ضفائر صغيرة أيضًا، ومن النقوش الكثيرة التي على التمثال وعلى قاعدته نعرف اسم والده واسم جده، كما نعرف منها كذلك الوظائف التي كان يشغلها.٢

    وتتلخص نقوش هذا التمثال فيما يأتي:

    عدَّد لنا أولًا «منتومحات» وظائفه ومناقبه الكثيرة التي كان يحملها، وهاك ترجمة بعض نقوش هذا التمثال كما نشرها الأثري لجران:٣
    (b) الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، والعظيم الحظوة، والعظيم المحبة، والذي يبعد الشر عن بيت الملك، والذي يدخل بقبول حسن في المكان الذي فيه الملك، والفم الذي يهدي في المدن والمقاطعات، والذي يسر حور «الملك» في بيته، والذي يرى المستقبل ويعرف حدود الزمن، والحارس الفريد لسيده في بيته، والعليم بكل أماكنه، والذي ينبغي أن يصعد إلى الإله، والممتاز فيما يخص عمل أصابعه (= أي الذي يديرها بامتياز) والكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة (= طيبة) «منتومحات» المبرأ.

    كلام: لقد أنعشت الجائعين في مقاطعتي، ونجيت الذي ينام جوعًا، وأعطيت الخبز للجائع والماء للغرثان والملابس للعريان، يا كل كاهن مطهر أعطين ذراعك الماء والبخور عندما ترى تمثالي، ولا تفر مني ولا تذهب بعيدًا عني، وإن الماء وهواء الفم «أي الدعاء للمتوفى» أفيد لي من ملايين الأشياء الأخرى، وإنها مكسب لك في المستقبل … «غير مفهوم» والإنسان يفكر في مستقبله عندما يكون الميزان هنا «أي يحاسب في الآخرة».

    قربان يقدمه الملك ويعطيه أوزير «خنتي أمنتي» الإله العظيم رب العرابة.

    قربان من الثيران والطيور ومن كل شيء طيب وطاهر مما يأتي أمام الإله العظيم لأجل روح الكاهن الرابع لآمون المبرأ يقول: يا كهنة الساعة لمعبد آمون، وكل مواطن لكل مدينة، الذي سيمر بهذا التمثال، ليت آمون يكون عطوفًا عليك، وليت حبك يكون عظيمًا لدى الملك إذا قلت ألفًا من الخبز والجعة وألفًا من كل شيء طيب لأجل روح الكاهن الرابع لآمون، «منتومحات».

    (h) إنه يقول يا أيها الكهنة وكل الكتاب الذين يمسكون المحبرة والمدربون في كلمات الإله، ليت إله مدينتكم يكون عطوفًا عليكم، وليت قلوبكم تكون مرتاحة مدة حياتكم في عطف مليككم عندما تقولون قربانًا يقدمه الملك ويعطيه آمون-رع رب عرش الأرضين من كل شيء في كل عيد للسماء والأرض، وليتك تتبع يوميًّا الإله وترى «آمون رع» في بهائه ومديحك يكون في فم الأحياء إلى أن تصل إلى التبجيل في سلام «الكلام هنا لا معنى له؛ لأن «منتومحات» كان قد مات وقتئذٍ»، وليت الإنسان يناديك لتأخذ القربان في المعبد.
    (i) الكاهن الرابع وكاتب قربان معبد آمون «منتومحات» يقول: أنتم أيها الأحياء على الأرض اللذين سيمرون على هذا التمثال، قولوا قربانًا ملكيًّا يعطيه «منتو» رب طيبة، ليته يجعل تمثال هذا الكاهن الرابع «منتومحات» يبقى، وليته يمنح رأسه لعظامه، وعلى ذلك فقد قربت له، وليت اسمي يذكر حسنًا في المعبد فإن ذلك هو الحظوة من إله مدينته «أي الحظوة التي يلاقيها كل مرة الناس من إله المدينة»، وهذا الإله يفعل الطيب لمن يفعله، وإني أعرف أن مدحه هو الصدق، وإني فعلت ما هو مفيد للإله والطيب للناس.
    التمثال رقم ٤٢٢٣٧: وهو للكاهن «منتومحات» كذلك، وهاك بعض ما جاء في نقوشه:

    الكاهن الرابع لآمون وحاكم الجنوب «منتومحات»: مرحبًا بك يا آمون الذي خلق الكل، والإله الذي برأ كل الكائنات والملك الممتاز وبداية الأرضين، والذي يعرف الأبدية التي أوجدها، والعظيم القوة والعظيم الرهبة، ومَن تماثيله متعددة أكثر من الآلهة الآخرين، والعظيم البطش والذي يطرد الشر، ومن قرنه ينطح المذنب، وإني أتكل على اسمك فإنه لي الطبيب الذي يطرد المرض من أعضائي والذي يبعد عني الألم المحرق … وإنه جعل حبي في قلوب الناس، وعلى ذلك فإن كل إنسان مال إلي، ومنحني وقتًا طيبًا في جبانة بلدي التي في قبضته، وجعل اسمي يبقى مثل نجوم السماء، وجعل تمثالي يبقى كأحد أتباعه، وروحي ستذكر في معبده نهارًا وليلًا، وشبابي سيجدد مثل القمر، واسمي لن يحذف بعد سنين أبد الآبدين بوصفي الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة، «منتومحات» المنعم.

    ومن نقوش هذين التمثالين أمكننا أن نعرف اسم والد «منتومحات» وجده: فهو «منتومحات» بن «نسبتاح» بن «خامحور».

    وكان والده «نسبتاح» يحمل الألقاب التالية: كاهن آمون، وعمدة المدينة «طيبة».

    أما جده «خامحور» فكان يلقب كاهن آمون، وعمدة المدينة، والوزير، وهاتان الوثيقتان كما سنرى تقدمان لنا ألقاب «منتومحات»، كما تضعان أمامنا اسمي والده وجده وألقابهما، ويلحظ هنا أن لقب الوزير الذي كان يحمله «خامحور» جد «منتومحات» لم يظهر أمامنا في أي وثيقة أخرى بصفة مؤكدة منسوبًا إليه، وعلى ذلك يجمل بنا أن نفحص الآثار الأخرى التي نقش عليها اسم هذا الوزير «خامحور» حتى يمكن التعرف على أسماء أجداده، ولأجل الوصول إلى هذا الغرض لا بد أن نعرف أولًا أن اللقب «كاهن آمون» وحده كان لقبًا عاديًّا جدًّا، ولكن من جهة أخرى نعرف أن اللقب «عمدة المدينة» «والوزير» كان لقبًا نادرًا جدًّا بالنسبة للقب «كاهن آمون»، وهذا يخول لنا إيجاد علاقات مؤكدة تقريبًا عند تتبعه، مثل العلاقة بين ألقاب الكاهن الأول والثاني والثالث والرابع لآمون.

    وكذلك بين بعض الألقاب المدنية والدينية بالنسبة لحامليها وصلة بعضهم ببعض عند تتبع سلسلة نسب حامليها.

  • الوثيقة الثانية: تمثال الوزير «خامحور»: لدينا تمثال لكاهن آمون والوزير «خامحور» جد «منتومحات» السالف الذكر، عثر على هذا التمثال في خبيئة الكرنك،٤ وكان بطبيعة الحال منصوبًا في معبد الكرنك كغيره من التماثيل التي وجدت في هذه الخبيئة، وهو مصنوع من الجرانيت الرمادي، ويبلغ ارتفاعه خمسة وثلاثين سنتيمترًا، وقد مثل قاعدًا القرفصاء، وقد ذكر لنا «خامحور» هذا اسم والده «حورسا إزيس».

    ويحمل «خامحور» الألقاب التالية: كاهن آمون، وعمدة المدينة، والوزير.

    ويلقب «حورسا إزيس» والده بالألقاب التالية: كاهن آمون والكاهن الملقب أعظم الخمسة؛ أي الكاهن الأعظم للإله «تحوت» رب الأشمونين، والكاهن الملقب ابنه محبوبه، وهو لقب يطلق على الكاهن الأكبر للإله «حري شف» (حرسفيس) إله أهناسية المدينة،٥ وهذان اللقبان النادران اللذان يحملهما «حورسا إزيس» والد «خامحور» يخولان لنا أن نقرر أن «حورسا إزيس» هذا هو صاحب التمثال رقم ٣٠٨ الذي عثر عليه في خبيئة الكرنك جنبًا لجنب مع تمثال «خامحور» رقم ٣٠٧ في ٨ مايو سنة٦ ١٩٠٤.
  • الوثيقة الثالثة٧: تمثال «حورسا إزيس»: هذا التمثال مصنوع من الجرانيت الأسود وارتفاعه ٥٠٥ ملليمترات، وقد مثل قاعدًا القرفصاء، ويقدم لنا المعلومات التالية: كان يحمل لقب كاهن آمون والكاهن الأكبر للإله «تحوت» والكاهن الأكبر للإله «حري شف» رب أهناسية المدينة وكاهن آمون في الكرنك، أما والده المسمى «بدي أست» فكان يلقب كاهن آمون في الكرنك.

    ويمكننا من الوثائق السابقة أن نضع سلسلة أجداد «منتومحات» بعد أن تأكدنا من كل فرد منهم ومن ألقابه البارزة أو النادرة:

  • الوثيقتان الرابعة والخامسة: تمثالا «خامحور الثاني»٨ «ورع ماخرو»:٩ وجدت بعض هذه الأسماء السابقة على آثار أخرى، ونخص بالذكر هنا التمثالين السابقين، فنجد في نقوش التمثال الأول أسماء «خامحور» «وحورسا إزيس» «وبدي أست» وفي نقوش التمثال الثاني اسمي «خامحور» «وحورسا إزيس».
  • الوثيقة الرابعة١٠: وتمثال «خامحور» الثاني ابن «رع ماخرو»: مصنوع من الجرانيت الرمادي وارتفاعه خمسة وثلاثون سنتيمترًا ومثل قاعدًا القرفصاء، ونستخلص من نقوشه سلسلة النسب والألقاب التالية:
  • الوثيقة الخامسة: تمثال «رع ماخرو»: مصنوع من الجرانيت الأسود وارتفاعه ٢٦٥ ملليمترًا، وقد مثل قاعدًا القرفصاء، ومن نقوشه نستخلص سلسلة النسب والألقاب التالية:
    ونستخلص من الوثيقتين السالفتين؛ أي الرابعة والخامسة المعلومات التالية:
    • (١) نلحظ: أولًا من نقوش تمثال «خامحور الثاني» وهو الوثيقة الرابعة أن سلسلة النسب «خامحور» «حورسا إزيس» «بدي أست» قد أضيف إليها اسم جديد وهو «عنخ وننفر»، ولما كان التمثالان الرابع والخامس قد صنعا بعد عهد «حورسا إزيس» بأربعة أجيال فإنه من المفهوم أن «خامحور» الذي صنعهما قد أضاف إلى ألقاب «حورسا إزيس» لقب الوزير، وهذا اللقب لم يكن موجودًا بين ألقابه في الوثيقتين الثانية والثالثة وهما اللتان يحتمل أنهما معاصرتان له، وسنرى في خلال بحثنا هذا ظهور بدعة منح المتوفين ألقابًا لم يكونوا يحملونها في مدة حياتهم الدنيوية، ولكن ذلك كان في بعض وثائق من نوع خاص وحسب، وكانت تمنح لهم تمجيدًا وتفاخرًا من الأحياء، وتلك عادة لا تزال موجودة في بلادنا حتى يومنا هذا.

      والواقع أن ما جاء في الوثيقتين الرابعة والخامسة يشير صراحة إلى سلسلة نسب فرعية لكل من «بهرر» «ورع ماخرو» «وخامحور الثاني». وسنفصل القول في هذا الفرع في فصل خاص هنا.

    • (٢) يلحظ أن الألقاب التي يحملها الجدان «بدي أست» «وعنخ وننفر» مبهمة جدًّا، مما لا يجعل أمامنا مجالًا لأن ننسب إليهما قرابة ما لأشخاص آخرين.

    وكذلك الحال مع «حورسا إزيس».

    ولكن لدينا لوحة من الخشب بالمتحف المصري لامرأة تدعى «تاباثات» (وهي الوثيقة رقم ٦٩ في هذا البحث) نجد في نقوشها أن الوزير «نسمين» كان والده يحمل اسم «حورسا إزيس» ويلقب كاهن آمون رع ملك الآلهة، وعمدة المدينة، والوزير.

    ومن المحتمل أنه هو نفس والد «خامحور»، وعلى ذلك يكون الوزير «خامحور الثاني» بمثابة أخ للوزير «نسمين» بن «حورسا إزيس»، غير أنه لا يجب أن نخلط بينه وبين الوزير «نسمين الثاني» الذي يعد ابن «خامحور الأول» الأصلي.

    أولاد «خامحور الأول» بن «حورسا إزيس»

    جاء في الوثائق الأولى والرابعة والخامسة السالفة ذكر «منتومحات»، كما ذكر أن «بهرر» كان ابنًا «لخامحور الأول»، ومن جهة أخرى سنجد أن الوثائق الثامنة والعاشرة والحادية عشرة في هذا البحث تنسب إليه «نسمين الثاني» الذي كان يحمل لقبي عمدة المدينة والوزير، في حين أن الوثيقتين ٦٤ و٦٦ في هذا البحث تنسب إليه كاهن الإله «منتو» المسمى «بدي أمن» وسنحاول في الفصول التي خصصت هنا لدرس الأسرة التي كونها كل واحد منهم أن نضع البراهين التي حدت بنا إلى الاعتراف بأن أولاد «خامحور الأول» الأربعة جميعًا كانوا حقًّا أولاده، وسنذكر مع كل زوجه وأولاده.

    وزيادة في الإيضاح يجب علينا قبل أن نبتدئ درس كل فرع من فروع الأسر التي أنشأها أولاد «خامحور الأول» أن نضع هنا قائمة مقارنة بالألقاب التي كان يحملها كل من هؤلاء الأربعة، وهذه القائمة ستجعل من السهل على الإنسان أن يعرف الوظائف والمكانة التي كان يحتلها كل منهم، فنلحظ لأول وهلة أن كلًّا من «بهرر» «ونسمين» قد شغل بالتوالي على ما يظن وظيفة وزير، وكذلك شغل كل منهما أعلى الوظائف التي كان يشغلها أفراد هذه الأسرة.

    أما «نسبتاح» الذي سنرى أنه والد «منتومحات» فإنه يجيء بعدهم في المرتبة بوصفه عمدة المدينة «طيبة» وأخيرًا انخرط في سلك كهانة الإله «منتو» الذي لم يكن له على الأقل في هذه الفترة نفوذ كبير بالنسبة للإله «آمون رع».

    هذه هي المعلومات المبهمة التي أسست عليها الفصول الأربعة الخاصة بهذا البحث المتعلق بالأسرة التي يؤلف منها جزءًا بطلنا «منتومحات» صاحب النفوذ العظيم في مصر في العهد الكوشي الذي نحن بصدده، ولكن يجب علينا أن نعترف هنا أنه ليس في استطاعتنا أن نقول على وجه التأكيد أي هؤلاء الأفراد الأربعة كان بكر «خامحور الأول» بن «حورسا إزيس» ومن الذي جاء بعده من أولاده من حيث السن.

    وهاك القائمة الخاصة بأولاد «خامحور» الأربعة وألقاب كل منهم:
    • (١) «بهرر»: كاهن آمون، وعمدة المدينة، والوزير، والأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن آمون بالكرنك، وعمدة المدينة، والوزير، والقاضي، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد في الحب.
    • (٢) «نسمين»: كاهن آمون، كاهن «آمون رع» ملك الآلهة، والأمير الوراثي، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، ومدير كل الملابس، وعمدة المدينة، والوزير، وكاتب الجيش، والنائب العظيم الذي يدخل المدينة (؟) ابن مثيله.
    • (٣) «نسبتاح»: (أ) كاهن آمون، وعمدة المدينة، وكاتب قربان معبد آمون محبوبه والنائب العظيم. (ب) والأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، وكاهن الإله منتو رب طيبة، والنائب العظيم الذي يدخل المدينة.
    • (٤) «بدي أمن»: (أ) كاهن الإله «منتو» رب طيبة، وكاتب أوقاف بيت آمون، والشاب (؟) وهاك سلسلة نسب الأسرة التي يؤلف منها «منتومحات» عضوًا:

    الجزء الثاني من البحث: «أولاد خامحور»

    فرع «بهرر»: عرفنا من الوثائق الأولى والرابعة والخامسة أن كلًّا من «منتومحات» «وبهرر» «ورع ماخرو» «وخامحور الثاني» كانوا من أصل واحد، ولكن من فروع مختلفة ترجع للوزير «خامحور» الأول.

    فنجد «بهرر» ومن بعده أخاه «نسمين» الثاني قد ورث كل منهما وظيفة «وزير» التي كان يشغلها «خامحور الأول»، غير أن نسل هذين الفرعين قد أخذ في النقصان شيئًا فشيئًا حتى اختفى، في حين نجد أن نسل فرع «نسبتاح» كان في بداية نشأته أكثر تواضعًا، ثم أخذ في الظهور وفي زيادة السلطان حتى أصبح في عهد «منتومحات» «ونسبتاح الثاني» عظيم السلطان ويتمتع بجاه كجاه الملك تقريبًا، أما أسرة «بهرر» فلا نعرف لها آثارًا خلافًا لتمثالي «رع ماخرو» «وخامحور الثاني»، وهما يمثلانهما قاعدين القرفصاء، إلا تابوتًا لأحد أولاد «بهرر»، هذا بالإضافة إلى غطاء تابوت، وهما ينسبان لخامحور الثاني صاحب التمثال الذي عثر عليه في الكرنك، وهو يؤلف الوثيقة الرابعة في بحثنا هذا.

  • الوثيقة السادسة: تابوت «باشري-من»:١١ نجد اسم وألقاب «بهرر» وهي: كاهن آمون، وعمدة المدينة والوزير، وقد صادفناه في نقوش الوثيقتين الرابعة والخامسة، على تابوت «باشري-من» المحفوظ الآن بالمتحف المصري ونستخلص من نقوشه القائمة التالية:
  • الوثيقة السابعة: دل درس متون الأنساب التي دونت على الآثار الجنازية الملونة، وبخاصة التوابيت واللوحات المصنوعة من الخشب من عهد الأسر من الثانية والعشرين حتى السادسة والعشرين، على أن المعلومات التي تقدمها لنا غالبًا تكون خاطئة ولو جزئيًّا بالنسبة للمعلومات التي نجدها على التماثيل واللوحات المنحوتة في الحجر، وهذه الظاهرة تفسر لنا دون عناء ما كان عليه ملون هذه التوابيت من سرعة وإهمال وحرية لإرضاء غرور أهل أصحاب التوابيت، فقد كان أقل تقليدًا من الحفار الذي كان عليه أن يعمل في مادة أكثر صلابة، كما كان عليه أن يخرج عملًا لم يكن مصيره أن يختفي في أعماق القبر، بل على العكس كان مآله أن يعرض في معبد أو في مكان عام فيراه كل الناس.

    وغطاء تابوت «خامحور الثاني» يقدم لنا مثالًا حسنًا للأغلاط التي كان يرتكبها الملون الذي كان يلون الأثاث الجنازي:

    وهاك ألقاب كل منهم على حسب ترتيبهم على هذا التابوت:
    • (١) خامحور: الأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن «منتو» رب طيبة والمعروف لدى الملك حقيقيًّا، والكاهن الباحث عن العين السليمة للإلهة «موت»١٢ ربة السماء والكاهن سما (؟) في طيبة «وهو الكاهن الخاص بتحضير العقاقير كما يقول مونتيه لأجل تدليك الإله لإحيائه ثانية»، (راجع J.N.E.S, Vol. IX, P. 22ff) والنائب العظيم الذي يدخل المدينة، والكاهن والد الإله المحبوب ابن مثيله.
    • (٢) رع ماخرو: مثل سابقه «في ألقابه» كاهن «منتو» رب طيبة، والحاكم، والأمير الوراثي، والحاكم، والكاهن المطهر العظيم الذي يعرف واجباته، والكاهن والد الإله محبوبه (؟)، والكاهن الذي يصب الماء، والكاهن الباحث عن العين السليمة للإلهة «موت».
    • (٣) حورسا إزيس: الأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن آمون في الكرنك، وعمدة المدينة، والوزير، وصاحب الستار، والمحترم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد في الحب.
    • (٤) خامحور الأول: الأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن آمون بالكرنك، وحاكم المدينة، وصاحب١٣ الستار المحترم، وعمدة المدينة، والوزير.
    • (٥) كاكايو: ربة البيت المحترمة المقربة من زوجها.
    • (٦) حورسا إزيس: كاهن «آمون رع» ملك الآلهة.

    والآن نعود لفحص الوثائق الرابعة والخامسة وغطاء تابوت «خامحور» الثاني، وهو الذي يؤلف الوثيقة السابعة، وعندما نقرن قائمة سلسلة النسب التي نستخلصها من نقوش غطاء تابوت «خامحور» الثاني «أي الوثيقة السابعة» بسلسلتي النسب اللتين استخلصناهما من نقوش تمثالي الوثيقتين الرابعة والخامسة، نجد خلافًا بينهما في نقطة هامة؛ إذ نشاهد في الوثيقتين الرابعة والخامسة أن «بهرر» بوصفه جد «خامحور» الثاني قد وضع ترتيبه الثالث في هاتين الوثيقتين، أما في الوثيقة السابعة فقد وضع مكانه «حورسا إزيس»، ومع ذلك فإن توحيد «خامحور» الذي جاء ذكره في الوثيقتين الرابعة والخامسة «بخامحور» الذي جاء ذكره في الوثيقة السابعة لا شك فيه، يضاف إلى ذلك أن السيدة «كاكايو» التي جاء ذكرها في الوثيقة السابعة هي نفس «كاو كاو» التي جاء ذكرها في الوثيقة الرابعة، على أنه كان يكفي أن يذكر في القائمة السابعة اسم كل من والد «خامحور الثاني» ووالدته لتتأكد من توحيد هاتين الشخصيتين مع اللتين ذكرتا في الوثيقة الرابعة، يضاف إلى ذلك أن اسم «رع ماخرو» هو اسم نادر، وأن هذه الحقيقة تتخذ حجة كذلك في توحيد هذين الاسمين، وفضلًا عن ذلك يبرز ثانية الوزير «خامحور الأول» بوصفه جدًّا بعيدًا «لخامحور الثاني» في الوثيقة السابعة كما هي الحال في الوثيقتين الرابعة والخامسة.

    وأخيرًا نجد أن فحص الألقاب يدلنا على شيء قد يساعدنا في بحثنا هذا، ففي الوثيقتين الرابعة والخامسة نجد أن «بهرر» «وخامحور الأول» «وحورسا إزيس» يحملون لقب الوزير بعد لقب كاهن آمون، ومن جهة أخرى نجد أن كلًّا من «رع ماخرو» «وخامحور الثاني» لا يحمل هذين اللقبين بل يحمل لقب كاهن «منتو»، والواقع أنه يوجد في قائمة غطاء التابوت؛ أي في الوثيقة السابعة، أن كلًّا من «خامحور الأول» «وحورسا إزيس» فقط يحمل اللقبين كاهن آمون والوزير.

    وهذه الحقائق السابقة كلها تدفعنا إلى الاعتقاد بتوحيد القوائم الثلاثة؛ أي القوائم الرابعة والخامسة والسابعة، وأنه يجب علينا أن نبحث فيما إذا كان اسم «حورسا إزيس» يوجد بطريق الخطأ في مكان «بهرر» أو هو موحد معه.١٤

    وأول فكرة تخطر على البال في هذا الموضوع هي أن «بهرر» هذا هو اسم ثانٍ كان يدعى به «حورسا إزيس»، وقد ذكرنا أمثلة على ذلك في مواضع مختلفة (راجع مصر القديمة الجزء الخامس).

    ومن الجائز كذلك أن كاتب قائمة غطاء التابوت قد خلط بين أجداد «خامحور الثاني» فوضع «حورسا إزيس» الذي كان يجب أن يحتل الدرجة الرابعة في القائمة بين الأجداد فاحتل المكانة الثانية؛ أي مكان «بهرر».

    على أنه من المحتمل أن هذا لم يكن له إلا أهمية نسبية، وأن ما كان قد طلبه نسلهم من الرسام الذي لون التابوت أو وضع شجرة النسب عليه، هو أن يعظم المتوفى وأجداده بألقاب فخمة عديدة أكثر من التي كانوا يحملونها في مدة حياتهم فعلًا، ولا شك في أن من يقرن القوائم الثلاث التي استخلصت من الوثائق الرابعة والخامسة والسابعة، يجد أن مؤلف متن غطاء تابوت «خامحور الثاني» قد قام بأداء ما طلب إليه خير قيام، ولا غرابة في ذلك؛ إذ إننا نجد في عهدنا الحالي هذا الاتجاه، فنجد حتى عند إعلان وفاة فرد على صفحات الجرائد أن أهله يضفون عليه ألقابًا لم يكن يتمتع بها في مدة حياته، فكم من مرة يعلن على صفحات الجرائد وفاة فلان بك وهو لا يحمل هذا اللقب رسميًّا، وقد جاءت الجمهورية وأبطلت كل الألقاب، فأبطلت هذه العادة المتأصلة في نفوس الشعب من أقدم العهود.

    الجزء الثاني: أولاد «خامحور»:١٥ فرع «نسمين الثاني» ابن خامحور الأول.
    قبل الخوض في هذا الموضوع تجب الإشارة إلى أن النتائج التي وصلنا إليها في هذا الفصل وفي الفصل الخاص بفرع «نسبتاح» لا تشبه النتائج التي استخلصها كل من «مسبرو» وبييه Baillet في بحثهما عن أخلاف «منتومحات»؛١٦ وذلك لأن هذين الأثريين كانا يظنان أن «نسمين الثاني» ابن «خامحور»، هو والد «منتومحات» «وأمنردس» «وببيو»،١٧ والآثار التي استعان بها هذان الأثريان لتقرير هذه الأبوة مستقاة من قاموس الأعلام الذي وضعه الأثري ليبلين (راجع Lieblein Dictionnaire de Noms Hieroglyphiques No. 1094 1105, 1119, 1120, 1189). غير أنه ليس من بين هذه الوثائق واحدة تدل على أن «منتومحات» كان ابن «نسمين» الثاني، والظاهر أن هذه النسبة يرجع أصلها إلى الأثري «دي روجيه» (راجع E. De Rouge, Etude Sur les Monuments de Régne de Taharka dans les Melanges I, p.17 note 4 et P. 20 Note 1).
    والواقع أن «ببيو» كانت فعلًا ابنة لوزير يدعى «نسمين» ولكنه الوزير «نسمين» الأول ابن الوزير «حورسا إزيس» الذي ذكر في الوثيقتين الأولى والثانية وليس ابن الوزير «خامحور» الأول قط،١٨ وأخيرًا لم يكن اسم الأم ولا اسم الجد من جهة الأب للسيدة «أمنردس» معروفًا، ولذلك لا يسع الإنسان إلا أن يتردد في الاعتراف بأن والدها هو «نسمين الثاني» ابن «خامحور الأول»، أو أنه «نسمين الأول»، وسنضع مؤقتًا «أمنردس» في فرع «نسمين الثاني»، ونضع «ببيو» في فرع «بدي-أمن» ونضع «منتومحات» في فرع «نسبتاح».
  • الوثيقة الثامنة: تابوت «نسأمنأبت»: وجد على بعض الآثار ذكر كاهن «آمون» والوزير «خامحور» فمن هذه الآثار تابوت جنازي لفرد يدعى «نسأمنأبت» محفوظ بالمتحف المصري، ويمدنا بالمعلومات التالية عن فرع جديد لنسل «خامحور الأول»، ونستخلص من الوثيقة سلسلة النسب التالية:
    • (١) «نسأمنأبت» = كاهن «منتو رب طيبة»، والكاهن سما الطيبي «سبق شرحه».
    • (٢) ابن «نسمين الثاني» = كاهن «آمون» وعمدة المدينة والوزير.
    • (٣) ابن «خامحور» = كاهن «آمون»، وكاهن الإله «منتو» في طيبة، وعمدة المدينة، والوزير.

    وهنا يلحظ أن «خامحور» كان يحمل لقب كاهن «منتو» رب طيبة، وسنرى أن هذه الشخصية تحمل هذا اللقب في كتابات تابوت «أستنخب» (الوثيقة ٢١) وهذا يؤكد على ما يظهر النظرية القائلة إن «أستنخب» كانت بحق أم «منتومحات».

  • الوثيقة التاسعة: صندوق «نسأمنأبت» بن «نسمين»:١٩ ونستخلص منها سلسلة النسب التالية:

    (١) «نسأمنأبت» = كاهن الإله «منتو»، سيد طيبة.

    ابن «نسمين الثاني» = كاهن «آمون»، والكاهن سما الطيبي، وعمدة المدينة (؟).

  • الوثيقة العاشرة: تابوت «خامحور» الثالث:٢٠ عرفنا من تابوت «نسأمنأنت» أن «نسمين الثاني» هو ابن «خامحور الأول» وهاك ما استخلصناه من نقوش «خامحور الثالث» أخي «نسأمنأنت» الذي يكمل قائمة هذه الأسرة من جهة الأم:
    • (١) «خامحور الثالث» = كاهن «منتو» سيد طيبة، والكاهن فاتح بابي السماء في الكرنك «أي بابي قدس الأقداس» والكاهن الباحث عن العين السليمة للإلهة «موت» ربة السماء، والكاهن والد الإله محبوبه.
    • (٢) «ابن نسمين الثاني» = كاهن آمون، وكاهن آمون رع ملك الآلهة، والأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، وعمدة المدينة، والوزير، وكاتب الجيش، والنائب العظيم الذي يدخل المدن.
    • (٣) ابن خامحور الأول: مثيله في الألقاب.
    • (٤) «دنيت نت أست»: اللاعبة بالصناجة لآمون رع.
  • الوثيقة الحادية عشرة: التابوت الثاني لخامحور الثالث: سنلحظ أن الألقاب التي نجدها على هذا التابوت فيها بعض روايات مختلفة عما جاء في التابوت السابق:
    • (١) خامحور الثالث: الكاهن، والد الإله وكاهن «منتو»، سيد مقاطعة طيبة، والكاهن فاتح باب السماء في الكرنك، والكاهن الباحث عن العين حور السليمة للإلهة «موت» ربة السماء.
    • (٢) نسمين الثاني: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، وكاتب المجندين، ومدير الملابس جميعًا، والوزير.
    • (٣) خامحور الأول = الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، ومدير كل الملابس، وصاحب الستائر «الوزير»، والوزير المحترم.
    • (٤) دنيت أست: ربة البيت واللاعبة بالصناجة لآمون رع.٢١
  • الوثيقة الثانية عشرة: تابوت تاحور «= خامحور وقد كتب الاسم في الأصل خطأ»: يوجد في المتحف المصري تابوت جاء فيه الوثيقة التالية:
    figure
    وهاك ألقاب كل من أفراد هذه الأسرة:
    • (١) تاحور = كاهن منتو رب طيبة.
    • (٢) نسمين = كاهن آمون رع، وعمدة المدينة، والوزير.
    • (٣) حراست = ربة البيت المبجلة.

    يلحظ أنه يوجد شخصان باسم «نسمين» ويحمل كل منهما لقبي كاهن آمون ووزير، أولهما هو ابن «حورسا إزيس» (الوثيقة ٦٩)، والثانى ابن «خامحور» (الوثيقة رقم ٨) وعلى ذلك فإنه من الصعب علينا أن نعرف أيهما كان والد «تاحور»، غير أننا نلحظ أن لفظة «تا» في اسم «تاحور» تدل على المؤنث، وعلى ذلك تكون النتيجة أن مؤلف متن التابوت قد أخطأ وكتب «تاحور» بدلًا من «خامحور»؛ وذلك لتشابه الحرفين الأولين في الكتابة المصرية، وهكذا حدث نفس الخطأ في كتابة «دنيت أست» فكتب بدلها «حراست» لتشابه الحرفين الأولين أيضًا، وعلى ذلك يكون هذا التابوت واحدًا من تابوتي «خامحورالثاني» ابن «نسمين الثاني» الذي ظهر في الوثيقة التالية.

  • الوثيقة الثالثة عشرة: تابوت خامحور بن نسمين:
    figure
    • (١) خامحور = كاهن «منتو رع» رب طيبة، والكاهن الباحث عن العين السليمة لموت، والكاهن فاتح باب السماء في كل الأماكن الرطبة في «بننت» (= معبد الإله خنسو بالكرنك).
    • (٢) نسمين = كاهن آمون رع ملك الآلهة، وعمدة المدينة، والنائب العظيم الذي يدخل المدينة وكاتب المجندين والوزير.
    • (٣) دنيت نت أست = ربة البيت.
  • الوثيقة الرابعة عشرة: تابوت «دنيت نت أست»:٢٢ يوجد في المتحف المصري بين سلسلة توابيت «خامحور» «ونسمين» صندوق جنازي، وتابوت برأس إنسان من نفس الطراز، وهو لامرأة تدعى «دنيت نت أست» والظاهر أنها كانت نساجة، وهي زوج «نسمين» الذي تقرب ألقابه كثيرًا من ألقاب «نسمين الثاني»، وهذه المرأة كانت ابنة رجل يدعى «أمنحتب»، فهل هي نفس والدة «خامحور الثالث» المسماة «دنيت نت أست» زوج «نسمين» وابنة «با أمن» وتابرت؟ هذا جائز، ولكن هذه الوثيقة لم ننشرها هنا إلا مع كل تحفظ، والغرض من ذلك أن هذا البحث يكون مستوفيًا بقدر الإمكان.

    وهاك سلسلة النسب:

    • (١) نسمين: الكاهن والد الإله ومحبوبه، وكاتب معبد آمون لما يتسلمه من الفرعون، والوزير القاضي صاحب الستار، وكاهن آمون، والأمير الوراثي، والحاكم، والسمير الوحيد.
    • (٢) «دنيت نت أست»: نساجة «نسمين» وربة البيت.
    • (٣) «أمنحتب»: الكاهن المطهر لآمون.
  • الوثيقة الخامسة عشرة: تابوت «دنيت نت أست»: نجد في متون هذا التابوت الجميل للسيدة «دنيت نت أست» اللقب التالي: نساجة الكاهن والد الإله ومحبوبه في الكرنك والوزير «نسمين»، ويلحظ أنه لم يذكر في متن التابوت اسم الوالدين.

    الوثائق الخاصة بمغنية آمون «أمنردس»: ذكر كل من الأثريين «دي روجيه» «ومسبرو» «وبييه» أن مغنية آمون «أمنردس» هي ابنة «نسمين» بن «خامحور الأول»، ويظهر أن هذا رأي محتمل، ولكن نلحظ مرة أخرى أنه يوجد فردان باسم «نسمين» يحمل كل منهما لقبي كاهن آمون ووزير، وأحدهما هو ابن «خامحور» والآخر ابن «حورسا إزيس» ولكن لما كان جد «أمنردس» واسم أمها لم يذكرا في الوثائق التالية، فإنه ليس من المستطاع أن نعرف إذا كانت ابنة الوزير «نسمين» ابن «حورسا إزيس» أو ابنة الوزير «نسمين» بن «خامحور».

  • الوثيقة السادسة عشرة: الصندوق الجنازي الخاص «بأمنردس»:
    figure
    • (١) «أمنردس»: مغنية آمون.
    • (٢) «نسمين»: الكاهن، وكاهن آمون، وعمدة المدينة، والوزير.
  • الوثيقة السابعة عشرة: نفس البنوة السابقه:
    • (١) أمنردس: مغنية آمون.
    • (٢) نسمين: كاهن آمون، وعمدة المدينة، والوزير.
  • الوثيقة الثامنة عشرة: التابوت الصغير لنفس السيدة: جاء عليه:

    (١) «أمنردس»: مغنية آمون.

    (٢) نسمين: عمدة المدينة والوزير.٢٣
  • الوثيقة التاسعة عشرة: صندوق أمنردس ابنة نسمين: جاء فيه:
    • (١) أمنردس: مغنية آمون.
    • (٢) نسمين: كاهن آمون٢٤ والوزير.

    قائمة مختصرة لفرع نسمين بن «خامحور الأول»

    أولاد «خامحور» (فرع نسبتاح): عرفنا من نقوش الوثيقة الأولى في هذا البحث أن والد «نسبتاح» وهو «خامحور الأول» كان يحمل الألقاب: كاهن «آمون»، وعمدة المدينة، والوزير.

    ويلحظ في قائمة أولاد «خامحور» التي تشمل ألقابهم أن مركز «نسبتاح» كان أقل من إخوته «بهرر» «ونسمين الثاني»، ويحتمل كذلك من مركز أخيه «بدي أمن» من حيث الشهرة، ولم نجد في خبيئة الكرنك إلا تمثالًا واحدًا صغيرًا من الحجر الجيري، أهداه «منتومحات» إلى أبيه «نسبتاح» (الوثيقة رقم ٢٠)، هذا ولم يرد ذكر «نسبتاح» كتابة على غير هذا التمثال إلا في مقصورة «منتومحات» التي أقامها في معبد «موت» بالكرنك حيث نجده هناك يتبع الملك «تهرقا» ويتقدم ابنه «منتومحات» وحفيده «نسبتاح الثاني».

    وسنرى في الوثائق التي سنفحصها هنا أنه كان له ابنان وهما: «حورسا إزيس» «ومنتومحات»، هذا ولا تدع أية وثيقة من بينها مجالًا للشك في أن «نسبتاح» قد أنجب «منتومحات» لا «نسمين الثاني»، وقد حقق هذه النقطة بالذات الأثري «دارسي»،٢٥ هذا وفي اعتقادنا أنه من الممكن نسبة ابنة إلى «نسبتاح» وتدعى «ديت أست حب».
  • الوثيقة العشرون: تمثال «نسبتاح» الذي أهداه له «منتومحات»:٢٦ وجد في خبيئة الكرنك تمثال صغير لعمدة المدينة «نسبتاح» ولم يبقَ منه إلا بعض أجزاء، وهو مصنوع من الحجر الجيري، ويبلغ ارتفاعه عشرين سنتيمترًا، وهو يمثل صاحبه قاعدًا القرفصاء وذراعاه متقاطعتان وفي جيده عقد مزين برمز العدالة (راجع مصر القديمة الجزء التاسع) والمتن الذي تبقى هو: عمله ابنه ليحيي اسمه … «منتومحات»، ويحمل «نسبتاح» لقب كاهن «آمون»، وعمدة المدينة … وكاهن «آمون»، وكاتب مائدة قربان بيت «آمون» … محبوبه، والنائب العظيم، وعمدة المدينة.
  • الوثيقة الواحدة والعشرون: تابوت أستنخب: نجد في نقوش الوثيقة رقم واحد من هذا البحث أن جد «منتومحات» هو «خامحور» الأول، هذا ونجد أن سلسلة أسرة «نسبتاح» الأول ابن «خامحور» الأول قد وجدت ثانية على تابوت «أستنخب» المحفوظ بالمتحف المصري.

    وستبرهن لنا الوثائق ٢٧ و٤١ و٦٠ التي سنوردها في هذا البحث على أن «منتومحات» كان ابن السيدة «أستنخب» وعلى ذلك فإن المتحف المصري يملك تابوت والدة «منتومحات».

    ويطيب لنا أن نذكر هنا أن ألقاب «نسبتاح» التي على هذا التابوت قد دونت بالألوان بصورة أرفع من الألقاب التي نقشت على الآثار، وفضلًا عن ذلك نجد أن «خامحور» الأول كان يلقب كاهن «منتو» سيد «طيبة» على هذا التابوت المكتوب بالمداد، وهذا اللقب لم نجده له على الآثار المحفورة في الحجر، ونفس اللقب كما ذكرنا من قبل كان يحمله على تابوت «نسأمنأبت» (الوثيقة ٨)، وهذا يدل على أنه يجب علينا أن نستعمل كتابات الآثار المكتوبة بالمداد بحذر وحيطة.

    سلسلة النسب:

    (١) أستنخب = (٢) نسبتاح

    (٣) خامحور:
    • (١) أستنخب: ربة البيت المعظمة المبجلة بجانب زوجها، زوج نسبتاح.
    • (٢) «نسبتاح»: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، وكاهن «منتو» سيد طيبة، والنائب العظيم الداخل «في» المدينة.
    • (٣) «خامحور»: كاهن «منتو» سيد طيبة، وعمدة المدينة، والوزير.

    فرع نسبتاح

    «حورسا إزيس» الثاني بن «نسبتاح الأول» وأخو «منتومحات»

    يمكننا أن نميز بين «نسبتاح الأول» ابن «خامحور» «ونسبتاح الثاني» بن «منتومحات» من الألقاب التي يحملها كل منهما.

    فالألقاب التي يحملها «نسبتاح» الأول هي: كاهن آمون، وعمدة المدينة، وكاتب مائدة قربان بيت آمون، أما الألقاب التي يحملها «نسبتاح» الثاني فهي أرفع بكثير، والألقاب الرئيسية منها هي: الأمير الوراثي، والحاكم والمشرف على الجنوب «أو إقليم طيبة وقتئذٍ» وعلى ذلك فإن من الصعب الخلط بين الشخصيتين، ولذلك قد عرف «نسبتاح الأول» بوصفه والد «حورسا إزيس الثاني» من الوثائق ٢٢ و٢٣ و٢٤، وهذه تماثيل عثر عليها في خبيئة الكرنك.٢٧

    وعلى ذلك كان حورسا إزيس الثاني أخا «لمنتومحات»، ولكنه لم يقم بأي دور هام تقريبًا في الحياة المصرية؛ إذ لم يشغل إلا وظيفة كاهن «منتو» هذا بالإضافة إلى وظيفة والده التي ورثها عنه، وهي كاتب مائدة قربان بيت آمون، وكان يلقب خادم النور أيضًا.

    وتمثاله الصغير الجميل الذي يحمل رقم ١٨١ يكاد يعد من آيات الفن؛ إذ هو صورة ناطقة، أما التمثالان الآخران فهما صغيران وليس لهما أهمية تذكر، وفي مدة حياة ابن «حورسا إزيس» المسمى «إنأمن ناف نبو» نصل إلى عهد الملك «بسمتيك الأول» مؤسس الأسرة الساوية «الأسرة السادسة والعشرون».

  • الوثيقة الثانية والعشرون: تمثال حورسا إزيس بن نسبتاح، وهاك الألقاب التي وجدت عليه:
    • (١) حورسا إزيس: كاهن حور … وكاتب مائدة القربان لبيت آمون والقاضي.
    • (٢) نسبتاح = كاهن آمون بالكرنك، وعمدة المدينة.
  • الوثيقة الثالثة والعشرون٢٨: تمثال حورسا إزيس الثاني: هذا التمثال مصنوع من الجرانيت الأحمر الجميل، ويبلغ ارتفاعه ٤٨ سنتيمترًا، عثر عليه في خبيئة الكرنك، وهو يمثل صاحبه في صورة رجل مسن راكع ويحمل بين يديه محرابًا صغيرًا فيه صورة الإله أوزير وشعره المستعار مستدير تبرز منه الأذنان ويلبس قميصًا مخططًا، والتمثال مصنوع صنعًا جميلًا، ويعد من أحسن ما أخرجه المفتن في عصر النهضة، فالرأس يمثل قوة الحياة؛ إذ قد مثله لنا النحات بصورة عجوز منهك أثقلته السنون، هذا إلى أنه أظهر بمهارة الغدة الصماء التي سببها كبر السن في الرقبة، والواقع أن هذا التمثال يعد صورة ممتازة لرجل طاعن في السن، ومن نقوش هذا التمثال نستخلص سلسلة النسب التالية:
    • (١) «إنأمن ناف نبو»: ويلقب خادم النور وكاهن «منتو» رب طيبة وكاتب مائدة قربان بيت آمون.
    • (٢) حورسا إزيس: ويلقب خادم النور وكاهن «منتو» رب طيبة وكاتب مائدة قربان بيت آمون.
    • (٣) نسبتاح: ويلقب كاهن آمون، وعمدة المدينة، والمعروف للملك حقيقة.
  • الوثيقة الرابعة والعشرون: تمثال حورسا إزيس الثاني:٢٩ هذا التمثال وجد مهشمًا رأسه وكتفه وذراعه اليمنى وكذلك محيط القاعدة، وهو مصنوع من الحجر الجيري ويبلغ ارتفاعه ١٧ سنتيمترًا، وعثر عليه في خبيئة الكرنك.

    ونستخلص من نقوشه سلسلة النسب والألقاب التالية:

    figure
    • (١) «إنأمن ناف نبو» = كاهن «منتو» رب طيبة.
    • (٢) «حورسا إزيس» = كاهن «منتو» رب طيبة وكاتب مائدة قربان بيت آمون.
    • (٣) «نسبتاح» = كاهن آمون، وعمدة المدينة، وكاتب مائدة قربان بيت آمون.
    فرع «نسبتاح»: «ديت أست٣٠ حب سد» ابنة «نسبتاح» الأول: يوجد في معبد الكرنك الكبير شمالي معبد «آمون» غربي معبد «أوزير» حاكم الأبدية، معبد صغير مؤلف من حجرتين مخربتين جزئيًّا، وهذا المعبد كان قد أقيم في عهد حكم كل من المتعبدة الإلهية «أمنردس» الأولى والمتعبدة الإلهية «شبنوبت» الثانية.

    ويلحظ في الصور التي تزين الحجرة الأولى خلف كل من «شبنوبت» الثانية والإلهة «موت» صورة امرأة تدعى «ديت-أست-حب-سد»، ووجود هذه الصور كما تدل شواهد الأحوال يوحي بأنها هي المؤسسة لهذا المعبد الصغير، وقد مثلت «ديت-أست-حب-سد» في أربعة أماكن على جدران المعبد.

    ففي الحجرة الأولى على الجدار الغربي نشاهد «ديت أست حب سد» واقفة خلف «شبنوبت» الثانية التي تقدم بدورها إناءين من النبيذ إلى «أوزير» «وننقر» الساكن في شجرة البرسا «اللبخ»، وقد مثلت «ديت-أست-حب-سد» بحجم صغير، ونقرأ تحت صورتها ما يأتي: «مغنية معبد آمون ابنة كاهن آمون بالكرنك وكاتب مائدة قربان في معبد آمون المسمى «نسبتاح».» وعلى الجدار الشرقي من نفس الحجرة نشاهد «شبنوبت» تقدم أربعة ثيران مذبوحة لآمون وللإلهة «موت» وخلف «موت» نشاهد صورة صغيرة للمرأة «ديت-أست-حب-سد» رافعة يديها تعبدًا وفوقها المتن التالي: «مغنية معبد آمون «ديت-أست-حب-سد» المرحومة.»

    وعلى الجدار الجنوبي من نفس الحجرة نشاهد «شبنوبت» تقدم مائدة قربان لآمون «وموت» وقد مثلث هنا «ديت-أست-حب-سد» بصورة صغيرة، وفوقها المتن التالي: «مغنية معبد آمون.»

    وخلف «شبنوبت» نقش متن ولكنه مهشم، وهو يشبه الأول مع زيادة: عمدة المدينة …

    ونشاهد على الجدار الجنوبي من الحجرة الثانية صورة «ديت-أست-حب-سد» بشكل أكبر عن الصورة السابقة التي مثلت بها، ولكنها مع ذلك أقل من نصف صورة الإله أوزير الذي تتعبد إليه، وقد مثلت واقفة ورافعة يديها ونقرأ أمامها:

    المرحومة ابنة الأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن … في الكرنك وكاتب …

    ومن هذه المتون الأربعة السالفة نستخلص النسب التالي:

  • الوثيقة الخامسة والعشرون:

    (١) ديت-أست-حب-سد: مغنية آمون «راهبة».

    (٢) نسبتاح: الأمير الوراثي، وعمدة المدينة، وكاهن آمون بالكرنك، وكاتب مائدة قربان بيت «آمون».

    ونلحظ هنا أن كل الألقاب التي يحملها نسبتاح والد «ديت-أست-حب-سد» هي نفس الألقاب التي يحملها «نسبتاح الأول»، وقد يكون توحيد هذه الألقاب أكثر بداهة إذا كانت قراءة عمدة المدينة ممكنة من الجزء المهشم في المتن الأخير الذي أوردناه هنا، ونستطيع أن نجد هذا اللقب «عمدة المدينة» على أثر آخر محفوظ بالمتحف المصري، وأعني بذلك قاعدة تمثال باسم «ديت-أست-حب-سد».٣١
  • وهو يؤلف الوثيقة السادسة والعشرين: والمتن الذي على هذه القاعدة المصنوعة من الجرانيت يحتوي على دعاء لآمون رب عروش الأرضين الذي يعيش في الأقصر لأجل «ديت-أست-حب-سد» ابنة … «ويحتمل أن في هذا التكسير اسم «نسبتاح» الذي يحمل لقبي كاهن آمون، وعمدة المدينة».

    هذا؛ ونعرف مغنيتين لآمون باسم «ديت-أست-حب-سد» الأولى ابنة «نسبتاح» والأخرى تسمى «ديت-أست-حب-سد» مغنية بيت آمون وابنة حاكم المقاطعة عنخ حور، وألقابه لا تتفق مع الألقاب التي يحملها والد «ديت-أست-حب-سد» التي على قاعدة تمثالها، هذا بالإضافة إلى أنه لم يوجد أي أثر لاسم «عنخ حور» في الكسر الذي على هذه القاعدة، بل على العكس نجد آثارًا لاسم «نسبتاح»، وعلى أية حال فإنه في هذه الحالة «كما هي الحال في مقصورة الكرنك» نلحظ أن التهشيم في النقش يضطرنا ألا نوحد «ديت-أست-حب-سد» صاحبة مقصورة الكرنك بالأخرى التي على قاعدة التمثال بأنها ابنة «نسبتاح الأول» إلا مع التحفظ، على الرغم من أن هذا التوحيد يظهر أنه جائز جدًّا.

    هذا؛ ويمكن تحديد زمن إقامة هذه المقصورة كما يمكن التأكد من وجود «نسبتاح» وابنته «ديت-أست-حب-سد».

    فالمتون الرسمية التي على جدران المقصورة، وهي التي نشرها من قبل كل من «بوريان» «وليبلين» تذكر لنا من جهة اسم «أمنردس» الأولى ابنة الملك «كشتا» «وشبنوبت»، الثانية ابنة «بيعنخي»، ولم يظهر في هذه المتون اسم «أمنردس» الثانية ولا اسم الملك «تهرقا»، ومن ثم نفهم أن زمن كتابة أثر «ديت-أست-حب-سد» كان قبل وصول «تهرقا» وغزوات الآشوريين، وكذلك قبل إقامة مقصورة «منتومحات» في معبد الإلهة «موت» بالكرنك حيث نشاهد في نقوشها أن «منتومحات» يقص علينا كيف أنه حاول أن يعيد مجد طيبة بعد الخراب الذي حاق بها، ونحن نعلم من جهتنا أن «شبنوبت» الثانية بعد أن تبنت «أمنردس» الثانية ألغت هذا التبني وتبنت بدلًا من الأخيرة «نيتوكريس-شبنوبت» ابنة «بسمتيك الأول» مؤسس الأسرة السادسة والعشرين، وعندما وصلت «نيتوكريس» هذه إلى «طيبة» لتولي مهام وظيفتها الجديدة في السنة التاسعة من حكم «بسمتيك الأول» والدها، كان «منتومحات» الذي قد بلغ من العمر أرذله هو الذي استقبلها يحيط به كهنة «طيبة» وقدم لها الهدايا المعتادة، والوثيقة التاسعة والخمسون تذكرنا بهذه الحقيقة كما سنرى بعد.

    •••

    كان همنا فيما سبق هو جمع الوثائق الخاصة بالكاهن «نسبتاح» وزوجه «أستنخب» وابنه «حورسا إزيس» وأخته «ديت-أست-حب-سد»، والآن سنجمع فيما يلي الوثائق الخاصة بالكاهن «منتومحات» وأسرته، وهو محور موضوعنا، «ومنتومحات» وأسرته يكوِّنون عدة مجاميع هي: (١) المجموعة الأولى يظهر فيها «نسبتاح» وحده. (٢) والمجموعة الثانية نجد فيها أن «منتومحات» يظهر وحده. والمجموعة الثالثة يظهر فيها أولاد «منتومحات». وهذا التقسيم الذي وضعته هنا اصطلاحي محض لتسهيل البحث وحسب.

(١-٢) المجموعة الأولى «نسبتاح» «ومنتومحات»

يطيب لنا أن نذكر هنا أولًا الوثيقة الأولى التي تؤلف جزءًا من هذه المجموعة.

  • الوثيقة السابعة والعشرون: قطعة من مائدة قربان: عثر «دارسي» على الجزء الأمامي من مائدة قربان٣٢ في مدينة «هابو» نقش على إطارها متنان بأربع طغراءات تدلنا على تاريخها، والمهدي لهذه المائدة هو «منتومحات» ابن كاهن آمون رع عمدة المدينة المسمى «نسبتاح» الذي وضعته السيدة «أستنخب» المرحومة، ويدل وجود لفظة المرحومة بعد «أستنخب» على أنها كانت قد توفيت قبل زوجها الذي وجد مصورًا في مقصورة «منتومحات» خلف الملك «تهرقا»، وهذه المائدة يحتمل أنها أقيمت قبل زمن «تهرقا» ولكن قد يكون في ذلك شك؛ لأن كلمة المرحومة الموضوعة تحت طغراء «أمنردس الأولى» ابنة «كشتا» وتحت «شبنوبت» الأولى أمها التي تبنتها وهي نفسها ابنة الملك «أوسركون الثالث»، يجعل الإنسان يعتقد أن «منتومحات» قد أهدى هذه المائدة إلى المقاصير الجنازية للزوجات الإلهيات في مدينة هابو، وعلى أية حال توجد حالات نشاهد فيها شخصًا حيًّا يلقب بالمرحوم أو صادق القول، وعلى ذلك فإنه من المحتمل أننا الآن أمام حالة من هذا القبيل، فقد كان «منتومحات» وقتئذٍ صاحب السلطة الإدارية في طيبة في عهد المتعبدتين الإلهيتين شبنوبت الأولى وأمنردس الأولى، وهذا جائز وبخاصة عندما نعلم أن «منتومحات» قد عاش دهرًا طويلًا حتى بلغ من العمر أرذله، وليس لدينا ما ينفي ذلك إلا أنه لم يكن في تلك الفترة من حكم هاتين المتعبدتين الإلهيتين يقوم بعمل وظيفة المدير العظيم للبيت للمتعبدة الإلهية، ومن ثم فإن النظرية الأولى؛ أي إن المائدة قد أهديت ووضعت في الحجرتين الجنازيتين لكل من شبنوبت الأولى وأمنردس الأولى بعد وفاتها بزمن طويل أو قصير هي على الأرجح النظرية المفضلة على النظرية الأخرى.

    أما الطغراءات الأربع التي نقشت على المائدة فهي للملك «كشتا» والمتعبدة الإلهية «أمنردس» والزوجة الإلهية «شبنوبت» والملك «أوسركون الثالث»، ونستخلص من المتن الذي على إطار المائدة سلسلة النسب التالية:

    figure
  • الوثيقة الثامنة والعشرون: مائدة قربان «لمنتومحات»:٣٣ نحتت هذه المائدة من الجرانيت الأسود وطولها ٥٢ سنتيمترًا وعرضها ٤٦ سنتيمترًا وسمكها ٨ سنتيمترات، وتحتوي على النقوش التالية:
    • (١) متن محفور على الوجه العلوي تحت صورة القربان التي تحتوي على إوزتين وإناء وأربعة رغفان وزهرة بشنين، والمتن الذي يصحب ذلك هو: أوزير، الكاهن والد الإله، والكاهن سما «محضر العقاقير في قفط للإله مين»، والكاهن الرابع لآمون في الكرنك، وعمدة المدينة، وحاكم الجنوب، «منتومحات» صادق القول، ابن نسبتاح صادق القول.
    • (٢) وعلى حافة المائدة اليمنى نقش: قربان يقدمه الملك وهو: تسلم كثير من الخبز وست حزم من الخضر ويأتي إليك … سخمت وشو كل يوم طاهرًا على مائدة آمون العظيم، وتعيش روحك أبديًّا يا أوزير، والكاهن والد الإله، والكاهن سما «محضر العقاقير في «قفط» للإله مين»، والأمير الوراثي، وحاكم الجنوب «منتومحات»، صادق القول.
    وعلى الحافة اليسرى نقش ما يأتي: قربان يقدمه الملك: ماء بارد لروحك بجوار آمون رع … يحضر … وتتلى قربانك أمام التماثيل على المائدة في مدينة هابو يا أوزير الكاهن الرابع لآمون بالكرنك «منتومحات» صادق القول.٣٤
  • الوثيقة التاسعة والعشرون: قاعدة وقدما تمثال «لمنتومحات»: يوجد بمعبد الكرنك الكبير في معبد رعمسيس الثالث باب صغير يؤدي إلى الجهة الغربية، وبالقرب من عارضة هذا الباب في الشمال الشرقي توجد قاعدة تمثال كبيرة٣٥ من الحجر الأحمر البنفسجي، وقد جاء على هذه القاعدة المتن التالي:

    (١) الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة «منتومحات».

    (٢) كاهن آمون، وعمدة المدينة نسبتاح.

  • الوثيقة الثلاثون قاعدة تمثال آخر للكاهن «منتومحات»٣٦: وجدت هذه القاعدة المصنوعة من الجرانيت في الكرنك، وقد سرقت، والنقش الذي عليها هو ما يأتي: الكاهن الرابع لآمون، حاكم إقليم الجنوب «منتومحات»، وابن كاهن آمون، وعمدة المدينة، نسبتاح صادق القول.
  • الوثيقة الواحدة والثلاثون: قطعة من تمثال «لمنتومحات»: قطعة من تمثال٣٧ للكاهن «منتومحات» من الجرانيت الأسود وجدت في الدير البحري نقش عليها ما يأتي: حاكم الجنوب «منتومحات» بن …
  • الوثيقة الثانية والثلاثون: أنصاف أقراص «لمنتومحات» وأزواجه جمع الأثري «فيدمان» عددًا من أنصاف الأقراص، ثلاثة منها باسم «منتومحات» وهي:
  • الوثيقة الثالثة والثلاثون: وتشمل النقش التالي: المشرف على الكهنة، والمشرف على باب البلاد الأجنبية، وعمدة المدينة، «منتومحات» ابن الكاهن، وعمدة المدينة نسبتاح، والمشرف على بيتي خدام الروح لمعبد هذا الحاكم.٣٨
  • الوثيقة الرابعة والثلاثون٣٩: جاء على نصف القرص هذا النقش التالي: «منتومحات» الذي وضعته ربة البيت أستنخب، المشرف على خدام الروح لمعبد هذا الحاكم «أبديًّا» وكاهن منتو رب طيبة وكاتب القربان المقدسة لمعبد آمون حور … ابن مثيله «في الألقاب» «أرت بن حور» ابن الكاهن والد الإله والمشرف على الخزانة ومدير العدالة «حورما».
  • الوثيقة الخامسة والثلاثون: وهي نصف قرص مسطح مصنوع من الخزف المطلي، عثر عليه في دمن معبد «موت» بالكرنك ونقش عليه المتن التالي: الأمير الوراثي، والحاكم والرئيس العظيم للملك (؟) والمشرف على الكهنة والكاهن وحاجب آمون في الكرنك والكاهن الرابع لآمون «منتومحات» ابن كاهن آمون.

(١-٣) المجموعة الثانية

آثار «منتومحات» بمفرده

يفهم من الآثار التي سنتحدث عنها فيما يلي أنها «لمنتومحات» وحده ولم يذكر فيها شيء لأسلافه أو لأخلافه، وتدل سلسلة الألقاب التي سنذكرها هنا أن هذه الآثار كانت ملك «منتومحات» الذي نسعى لوضع قائمة نسبه وليست لشخص آخر.

  • الوثيقة السادسة والثلاثون: فمن بين هذه الآثار نذكر قطعة من تمثال صغير من الجرانيت الأسود موجودة بمتحف «أثينا» ضمن مجموعة «روستوفيتز» جاء عليها: كاهن آمون رع ملك الآلهة والكاهن سما محضر عقاقير آمون قفط … وقائد الجيش لمعبد آمون من الطائفة الرابعة «حور» ابن مثيله في الوظائف «منتومحات» بن الكاهن الرابع لآمون «نسمين»، ويجب أن نقرر هنا أن «منتومحات» بن «نسمين» ليس بينه وبين «منتومحات» بن «نسبتاح» أية علاقة، ولا توجد واحدة من الوثائق التالية يمكن نسبتها إليه.
  • الوثيقة السابعة والثلاثون: التمثال العظيم «لمنتومحات»: الذي وجد بدون رأس في معبد الإلهة «موت» بالكرنك في الحفائر التي قامت بها الآنستان «بنسون» «وجورلي»٤٠ ونقش عليه الألقاب التالية: «الحاكم الذي يراقب تنفيذ مباني معبد «موت»، والحاكم والمشرف على الجنوب، والرئيس العظيم لمعبد الإله، والمشرف على الكهنة في … والرئيس والكاهن الرابع لآمون، وكاتب معبد الإله آمون العظيم الآثار في … والذي يخترق مقاطعات الجنوب كلها، وعمدة المدينة، ورئيس الجنوب قاطبة، والكاهن الرابع لآمون، والحاكم … والمشرف على كل الكهنة، والأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، وممدوح سيده (؟) ومهدئ الجنوب كله، والكاهن الرابع لآمون، والملاحظ على الكهنة … والسمير الوحيد، والشريف … وحاكم الأقطار الأجنبية، والحاكم المشرف على باب البلاد الأجنبية، والمشرف على كهنة الآلهة كلهم للوجهين القبلي والبحري.»
  • الوثيقة الثامنة والثلاثون: تمثال «منتومحات»: يوجد لهذا الكاهن تمثال بمتحف برلين من الجرانيت الأسود جاء عليه الألقاب التالية:
    الأمير الوراثي، والحاكم، والكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة، والمشرف على إقليم الجنوب قاطبة «منتومحات».٤١
  • الوثيقة التاسعة والثلاثون: تمثال نصفي يحتمل أنه «لمنتومحات»: وهذا التمثال النصفي الجميل يحتمل أنه «لمنتومحات»، والألقاب التي عليه وكذلك مقارنة ملامحه بالتمثال الكبير الذي عثر عليه في الكرنك تدل على أنه لهذا الكاهن٤٢ (وقد ذكر لنا كذلك الأثري «فيدمان»٤٣ رأس تمثال «لمنتومحات» محفوظ الآن بمتحف «برن» وكذلك تمثال كان فيما مضى بالبيت الفرنسي بالأقصر) وقد جاء على هذا التمثال (الوثيقة ٣٩) الألقاب التالية: الأمير الوراثي، والحاكم، وكبير الكبراء وشريف السمراء و… عظيم الأرض كلها، والكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة، والمشرف على الجنوب.
  • الوثيقة الأربعون: مائدة قربان «لمنتومحات»: توجد بالمتحف البريطاني مائدة قربان مستديرة محلاة برأس حتحور ومنقوشة نقشًا بارزًا، وكتب عليها صلوات جنازية للإلهة «موت» والإلهة حتحور، وقد أهداها «منتومحات» لمعبد الأقصر أو الكرنك ولقب عليها: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل الخاتم، والسمير الوحيد، والكاهن الأول لإله والرابع لإله آخر.٤٤
  • الوثيقة الواحدة والأربعون: لبنات باسم «منتومحات»: يوجد بالمتحف المصري لبنات طبع عليها اسم «منتومحات»، وقد وجد على واحدة منها النقش التالي: الكاهن الرابع «منتومحات»، والمشرف … «منتومحات»، وهذه اللبنات عثر عليها في العساسيف، ومن المحتمل جدًّا أنها من قبره الضخم الذي أقيم هناك.
  • الوثيقة الثانية والأربعون: تماثيل مجيبة: ذكر الأثري ليبلين٤٥ في قاموسه «أسماء الأعلام» الألقاب التالية التي وجدها على تمثال مُجيب محفوظ بالمتحف البريطاني: الكاهن الرابع لآمون ورئيس فرقة كهنة وعمدة المدينة «منتومحات»، ونجد كذلك هذه الألقاب على تمثال مجيب بمتحف اللوفر (E. 3512) وقد طبعه الأثري بيريه (Pierret, Recueil D’Inscriptions. Inedit, T. II, P. 130) هذا ويوجد في حيازة مس جورلي تمثال مجيب من الجرانيت (راجع Benson and Gourley, The Temple of Mut, p. 356) وعثر الأثري «ديفز» على تمثال مجيب في رديم مقبرة «بتاح حتب» بسقارة٤٦ نقش عليه: عمل تذكارًا للكاهن الرابع لآمون «منتوحات» الذي وضعته أستنخب لأجل أن يعمل كل الأعمال التي تعمل في الجبانة، ومن المدهش حقًّا أن نجد مثل هذا التمثال المجيب لهذا العظيم بعيدًا عن قبره الذي يوجد في طيبة، وهذه الظاهرة تذكرنا بوجود تمثال مجيب للملك رعمسيس السابع في الكوة ببلاد النوبة.
  • الوثيقة الثالثة والأربعون: الجن حراس «منتومحات»: نشر الأثري لجران٤٧ نقوش تمثال محفوظ الآن بمتحف «أثينا» يمثل ملاكًا حارسًا إما لقبر «منتومحات» أو مقصورة صغيرة أقامها لنفسه بالقرب من مدينة «هابو» وهذا الجن الحارس لم يكن الوحيد من نوعه؛ وذلك لأن المتحف المصري يشمل مجموعة مؤلفة من ملاكين من ملائكة العالم السفلي من نفس النوع السابق،٤٨ وكذلك عثر «لجران» على مجموعة عند أحد تجار آثار القاهرة، كما وجدت مجموعة أخرى عند تاجر آثار بالأقصر جاء عليها: «الكاهن الرابع لآمون في الكرنك «منتومحات» المبرأ.»
  • الوثيقة الرابعة والأربعون: مقبرة منتومحات: عندما كشف النقاب كل من الأثري أيزنلور٤٩ وشيل عن جزء من مقبرة الأمير «منتومحات» ظنا أن هذا الجزء هو كل المقبرة، ولكن الكشوف الحديثة قد دلت على أن مثوى هذا العظيم يتألف من أكثر من إحدى عشرة حجرة أخرى، ومن ثم تعد مقبرته من أضخم المقابر التي كشف عنها في منطقة «العساسيف»، هذا فضلًا عن أنها من أجمل المقابر التي تنسب إلى العهدين الكوشي والساوي.
    والجزء الذي حدثنا عنه «شيل» يحتوي على حجرة واحدة يبلغ طولها ٤٫٢٢ مترًا وعرضها ٢٫٦٤ مترًا وارتفاعها ٢٫٦٠ مترًا، وداخل هذه الحجرة كله منحوت في صخرة من الحجر الجيري الممتاز في جودته، ولذلك كان ملائمًا لإظهار المفتن مهارته في نحت صوره المتعددة التي نقشها على الجدران، ولا غرابة في ذلك؛ فقد كان صاحبه يعد تقريبًا ملكًا في إقليمه، وسنرى بعدُ ما كان له من مكانة في تاريخ هذا العهد في مصر والسودان:
    • باب الدخول: يشاهد في داخل هذه الحجرة إطار محلى بعلامات تدل على الزينة مصورة حول كل الجزء الأعلى من الجدران، ونقش فوق باب الدخول: «الأمير الوراثي، والحاكم، والسمير العظيم، ومدير القصر، والكاهن الرابع لآمون في طيبة، والمشرف على الجنوب «منتومحات».»
    وعلى الجهة اليسرى من الباب نقش: قربان يقدمه الملك لأوزير أول أهل الغرب ورب العرابة وللإله «حقت» (إله الولادة) والإلة «خنوم» وكل آلهة العرابة ليعطوا ألفًا من كل شيء طيب يخرج أمام الإله العظيم رب العرابة، وليمد له الذراع بالقربان في ساحة أعياد الجبانة وليجعله يعبر مع الإله العظيم في القارب المقدس إلى «بق»٥٠ وليساعده في قارب نشمت٥١ على طريق الغرب وليجدف به في سفينة الشمس المسائية، وليسبح به سفينة النهار، وليقال له: أتيت في سلام بوساطة عظماء العرابة ويهلل له بفم أهل مقاطعة العرابة … إلى روح «منتومحات».

    وفي الجهة اليمنى من الباب عند الدخول المتن التالي: قربان يقدمه الملك وبتاح القاطن جنوبي جداره، والإله «زد الفاخر» (زد شبسس) الذي يرأس معبد «تننت» «ونفرتوم» «وأوزير» أول أهل الغرب ليقدموا قربانًا وماء باردًا مما يخرج أمامهم وليرى آتون … إلخ، لروح الأمير الوراثي، والحاكم، والسمير الوحيد في الحب، والكاهن الرابع لآمون في طيبة، وعمدة المدينة، والمشرف على الجنوب قاطبة «منتومحات» المرحوم، رب الاحترام.

    هذا؛ ويوجد في مواجهة الباب في نهاية الحجرة كوة يحفها من الجانبين أربعة مناظر الواحد فوق الآخر، مثل في كل منها حاملو قربان والجزء المقابل لعتب الباب نقش عليه المتن التالي: «الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، والحارس الذي يأتي إليه العظماء، والمنقطع القرين في … القصر، والذي يهدئ نفس من يأتي إليه، والعظيم في مكانته، والكبير في شرفه، والذي يعمل ما يحبه رب الأرضين، وملك الكلام، ومدير كل وظيفة مقدسة، ومدير الملك، ومدير بيوت التاجين الأحمر والأبيض، والمشرف على قصر الملك، والكاهن الرابع لآمون «منتومحات» سيد التبجيل».

    ونقش على عارضتي الكوة ما يأتي:
    • الجهة اليمنى: (١) الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، والكاهن المطهر الكبير، الذي يعرف واجبه، والحاكم والمشرف على الكهنة «منتومحات».

      (٢) الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، ومدير العرشين في البيتين، والذي يعمل ما يمدحه إلهه، والحاكم ومدير الكهنة «منتومحات».

      (٣) الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، وكاتم الأسرار العظيم في المعبد، والحاكم، ومدير الكهنة «منتومحات» المرحوم.

    • وعلى الجانب الأيسر النقش التالي: (١) الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، المحبوب من الرفاق في بلده، والحاكم والمشرف …

      (٢) الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، والمشرف على بعوث القربان المقدسة.

      (٣) الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، والذي يملأ قلب الملك.

      وهكذا نرى في كل سطر من هذه النقوش أنه قد أضيف نعت أو لقب جديد لهذا الأمير العظيم.

    • الجدار الأيسر من الحجرة: يشاهد على هذا الجدار «منتومحات» جالسًا في نهاية الجدار، وكرسيه له سنادة منخفضة الارتفاع ومحلى بزهرة سوسن، وأرجل الكرسي في صورة مخالب طائر، ويرتدي جلد الفهد، ويحلي جيده حجران ثمينان، وفي يده اليسري منديل، ويده اليمنى ممتدة لتأخذ من الطعام الذي أمامه، ونقش فوق رأس منتومحات الألقاب التالية: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد في الحب، وعينا الملك في كل الأرض قاطبة، وصديق سيده، وكاتم سر بيت الصباح، والكاهن الرابع لآمون في الكرنك (٤) وعمدة المدينة، والمشرف على الوجه القبلي «منتومحات». وقد نقش أمام «منتومحات» على هذا الجدار قائمة القربان المعروفة، كما نصبت مائدة قربان يعد ما عليها بالآلاف حسب النقوش المفسرة أسفلها، وكذلك رسمت عدة أنواع من المأكولات، وتحت كرسيه رسم منظر لذبح الثيران وتقطيع أجزائها، ويتبع ذلك متون في شكل محاورة بين الذين يقومون بهذه العملية.
    • الجدار الأيمن من الحجرة: ويلاحظ أن توزيع النقوش والصور التي على هذا الجدار تطابق تمامًا مثيلاتها التي على الجدار الأيسر، فنجد أن «منتومحات» قاعدًا في نهاية الجدار لابسًا جلد الفهد وتحت كرسيه إناء ذو مقبض، والجدار في هذه الجهة مملوء بالملح، ولذلك فإن النقوش قد غُطي الكثير منها بهذه المادة، والألقاب التي فوق رأسه هي: الأمير الوراثي، والحاكم، والرئيس العظيم لكل الأرض قاطبة، والواحد العظيم الأعياد، والساكن قلب الملك «محبوبه»، والذي يهب ذكاءه لمدنه، محبوب الملك، والكاهن الرابع لآمون، والمشرف على الجنوب «منتومحات».

      ويشاهد أمام صورة «منتومحات» قائمة مائدة القربان العادية، ثم يشاهد بعدها على الجدار حاملو القربان في أشكال مختلفة، وفي أسفل يشاهد منظر ذبح الثيران الخاص باختيار الأجزاء الهامة منها، ومع هذا المنظر متون مفسرة لعمليات تقطيع أجزاء الثور واختيارها.

    وقد دلت الحفائر التي عملت ما بين عامي (١٩٤٩) إلى (١٩٥١) ميلادية على وجود ردهة مكشوفة تابعة لمقبرة «منتومحات» وحجرات أخرى تربو على إحدى عشرة حجرة كلها مغطاة بنقوش من طراز جميل، غير أن العمل قد أوقف فيها٥٢ وتدل النقوش التي على جدران هذه المقبرة وحجرها المختلفة العديدة الضخمة على أنها تحتوي على متون دينية مما لا نجد مثله إلا في مقابر الملوك، مثل متون كتاب ما يوجد في عالم الآخرة وكتاب البوابات … إلخ.
    وقد وصف لنا الأثري «لكلان» أعمال الحفر التي أجريت في هذه المقبرة باختصار نلخصه فيما يأتي:

    في قصر «منتومحات» الجنازي رقم ٣٤ المقام بمنطقة «العساسيف» عملت حفائر تكميلية لتنطيف هذه المقبرة على يد زكريا غنيم، فقد أقيم في أسفل المنحدر العظيم الذي يتجه من الشمال إلى الجنوب جدار مؤقت من اللبنات لسد الممر الذي بين الدهليز الذي يدخل منه الإنسان إلى المقبرة وبين القاعة الكبيرة الواقعة في الشرق من الردهة المكشوفة، وهذه القاعة الواقعة في الجهة الشرقية قد نظف جزء منها، وفتح في جانبها الجنوبي ثلاثة أبواب يمكن الإنسان أن ينزل منها إلى سلسلة حجرات عارية عن الزينة، ويشاهد على عتب الباب الأوسط من هذه الأبواب الثلاثة نقوش تشتمل على سلسلة نسب أولاد منتومحات.

    أما الردهة المكشوفة فقد نظفت تمامًا، ويشاهد في شرقيها وغربيها سلم كبير يمكن الإنسان بوساطته النزول فيها، وأبواب الدخول «وهي التي تؤدي من جهة إلى القاعدة العظيمة الواقعة في الشرق وقد تحدثنا عنها الآن، ومن جهة أخرى تؤدي إلى الممر الذي يتصل بالردهة من الغرب» توجد في مستوى الطوار ذي الكرنيش الذي يلف حولها على ارتفاع ما يقرب من مترين، وفي خلال هذا التنظيف الحديث ظهرت موائد قربان جديدة مضافة إلى خمس موائد أخرى عثر عليها سابقًا وواحدة من هذه الأواني باسم «بيس يمن»، وقد عثر له على تمثال مكعب الشكل في مكان آخر في الحفائر التي عملت في شرقي معبد الكرنك وسنتحدث عنه فيما بعد، ويشغل وسط الردهة بئر مربعة لم يكشف عنها بعد، وقد كشف كذلك عن بئر تحت الخارجة التي تشغل الجهة الغربية من هذه الردهة العظيمة وتقع بين الباب الأوسط والسلم الذي زين بنقوش خاصة بمدائح للشمس.

    وفوهة هذه البئر مربعة، ويبلغ طول كل جانب منها حوالي متر وعمقها حوالي عشرة أمتار تؤدي في نهايتها إلى حجرة خالية من الزخرف، وقد جمع منها عدة قطع من الفخار، والحاجز المقام من الحجر الجيري الذي يؤدي من الردهة الأولى إلى الردهة الثانية «وقد وضع في جهة الغرب» من صنع على هيئة قطعة خشب كبيرة مستديرة، وقد أدى درس النقوش التي على جدران الردهة الكبيرة إلى وجود خمسة عشر نقشًا باللغة الكارية (fig. 37, 38).
    يضاف إلى ذلك أنه قد وجد في ردهة هذه المقبرة الضخمة عدة موائد قربان ملقاة في الرديم، وهذه الموائد هي البقية الباقية من الأشياء الأخرى النفيسة التي كانت تزين رحبة هذا القصر الجنازي العظيم، أما الآثار التي كان يحتويها هذا القبر الفخم فهي موجودة جزئيًّا مبعثرة في مختلف متاحف العالم، وقد أشرنا إلى بعضها فيما سبق خلال درس آثار هذه الأسرة، وسنتحدث هنا عن هذه الموائد الخاصة بمنتومحات٥٣ وأقاربه.
    مائدة القربان رقم (١): أهم هذه الموائد وأجملها هي التي تحمل اسم «منتومحات»، وقاعدة هذه المائدة منحوتة في قطعة حجر واحدة من الجرانيت الأسود ويبلغ ارتفاعها ٦٣ سنتيمترًا، وقد صورت المائدة على هيئة الكلمة المصرية القديمة الدالة على مائدة قربان، كما صور في وسطها بعض أنواع الخبز والإوز، ونقش حول صحن المائدة المتن التالي:
    • على اليسار: يا أوزير الأمير الوراثي، والحاكم، والكاهن الرابع وكاتب معبد آمون ورئيس الوجه القبلي قاطبة «منتومحات» صادق القول، ليت رع الذي في السماء يرحمك حتى يجعل السيدتين تعطفان عليك، وليكون الليل بك رحيمًا وليكون النهار بك رحيمًا، ولتكون لك رحيمة القربان التي يقدمها الملك وهي التي تقدم لك.
    • وعلى اليمين: يا أوزير الأمير الوراثي، والحاكم، والسمير العظيم، وحاكم القصر، والرئيس العظيم للمعبد، ورئيس كهنة كل آلهة الوجه القبلي، وملاحظ كهنة أملاك «آمون»، والأمير العظيم لإقليم طيبة٥٤ «منتومحات» صادق القول، وقد حملت إليك القربان، فليتك ترى القربان، وليتك تسمع القربات التي أمامك والقربات التي خلفك والقربات التي بقربك.
    مائدة القربان رقم (٢): المائدة الثانية هي لزوجة «منتومحات» وتسمى «وزارنس» ومصنوعة من الجرانيت الأسود في قطعة واحدة ويبلغ ارتفاعها ٧٢ سنتيمترًا وعرضها ٤٤ سنتيمترًا، والمتن منقسم قسمين كما هي الحال في المائدة السابقة:
    • المتن الذي على اليسار جاء فيه: يا أوزير أيتها المبجلة الوحيدة الفريدة للملك السيدة «وزارنس» ابنة ابن الملك «بيعنخي-هار» صادقة القول، ليت «رع» يكون عطوفًا عليك في السماء لأجل أن يجعل السيدتين تعطفان عليك، وليت الليل يعطف عليك، وليت النهار يعطف عليك، وليت القربات التي يقدمها إليك تعطف عليك، وهي التي قدمت لك.
    • المتن الذي على اليمين: يا أوزير الحظية الفريدة للملك وكاهنة حتحور ربة البيت «وزارنس» صادقة القول: «إن القربان قد حملت إليك، فليتك ترين القربان، وليتك تسمعين القربات التي أمامك والقربات التي خلفك والقربات التي بقربك.»
    ولا نزاع في أن نقوش هذه المائدة تقدم لنا حقيقة هامة عن إحدى زوجات «منتومحات»، وهي الزوجة التي عاشت معه في أواخر أيام حياته واسمها «وزارنس»، وقد جاء ذكرها على لوحة المتعبدة الإلهية «نيتوكريس» المؤرخة بالسنة التاسعة من عهد «بسمتيك الأول»، ويلحظ في رسوم قبره بالعساسيف أن «وزارنس» هذه قد مثلت بجانب «منتومحات» الكاهن الرابع لآمون،٥٥ وتنسب «وزارنس» إلى الأسرة الكوشية الملكية وقد جاء ذكرها على آثار أخرى ذكرناها وسنذكرها فيما بعد.

    ولما كان دفن «منتومحات» قد حدث في عهد الملك «بسمتيك الأول» فإن زوج هذه السيدة العريقة النسب جدًّا كان في استطاعته أن يفخر بنسبتها إلى أسرة الجنوب.

    وهذا يدل على أن الأسرة الساوية والأسرة الكوشية كانا على وفاق إلى حد ما على الأقل.

    مائدة القربان رقم (٣): هذه المائدة مصنوعة من الجرانيت الوردي وهي في حالة جيدة نسبيًّا، وهي للكاهن الرابع «منتومحات»، وشكلها بسيط وتوزيع نقوشها كالمائدتين السابقتين، هذا بالإضافة إلى متن على جوانب المائدة:
    • المتن الذي على اليمين: كلام يقال: يا أوزير، الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة، وكاتب معبد آمون المسمى «منتومحات»، امضِ كل الوقت «لتأتي» نحو آلافك من «الخبز والعيش» وآلافك من رءوس الحيوان والطيور، وآلافك من البخور «كندر» وآلافك من كل شيء جميل وطاهر، لأجل روح الكاهن الرابع، وعمدة المدينة «منتومحات».
    • المتن الذي على اليسار: كلام يقال: يا أوزير، الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة، وكاتب معبد آمون «منتومحات»، لديك ماؤك ولديك خيراتك ولديك سائلاتك التي تخرج من أوزير، ولديك السوائل التي تخرج من «نفتيس»، أوزير الكاهن الرابع لآمون، «منتومحات» خذ لنفسك رغفانك.
    • المتن الذي على جانبي المائدة: أوزير تعال، أربع مرات، الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة منتومحات، تعالَ إلى آلافك من الخبز والجعة وآلافك من القربان ولآلافك من رءوس الأبقار والطيور والإوز «سر» «وست» «ورو»، وكل شيء طيب طاهر وحلو مما يعيش عليه إله، لأجل روحك أيها الكاهن الرابع لآمون يا منتومحات كن قويًّا «بها» وحيًّا «بها» وصحيحًا «بها» ومجهزًا «بها» وعظيمًا «بها» ومقدسًا «بها» ومنيرًا «بها» وبهجًا «بها» ومشرقًا «بها» ومرفوعًا «بها» وعاليًا «بها» أبديًّا وسرمديًّا.
    والأمر الذي يلفت النظر في هذا المتن هو أن واضعه أخذ يقلد المتون القديمة وبخاصة متون الأهرام،٥٦ وكذلك يشابه هذا التتابع في ذكر القربان ما وجد في متون التوابيت التي يرجع عهدها إلى الدولة الوسطى وما قبلها بقليل، ولا غرابة في ذلك؛ لأن عهد الأسرة الخامسة والعشرين يعد بحق بداية عصر النهضة الجديدة التي قامت في مصر وبلاد «كوش» معًا، فقد كان القوم وبخاصة الملوك والأشراف يقلدون كل ما هو قديم من أدب وفن،٥٧ وكذلك نجد هذا التتابع في عهد الدولة الحديثة كما يلحظ ذلك في الشعائر الجنازية والقربات الخاصة بالملك «أمنحتب الأول»،٥٨ ومن ثم نفهم جليًّا أن عصر النهضة لم يكن مقتصرًا في تقليده على الدولة القديمة أو الدولة الوسطى، بل كان كذلك يستقي من الدولة الحديثة من حيث اللغة والفن كما تحدثنا عن ذلك من قبل.
    مائدة القربان رقم (٤): هذه المائدة مصنوعة من الجرانيت الوردي وليس لها قاعدة كالموائد السابقة، وتحتوي على لوحة صغيرة ارتفاعها ١٦ سنتيمترًا، وترتكز على مخدة خشنة الصنع ومساحة مسطحها العلوي ٠٫٧٢٥ × ٠٫٤ مترًا، وصاحبها فرد يدعى «باشري-موت» ونقش عليها ما يأتي:
    • المتن الذي على اليسار: يا أوزير كاهن آمون وكاهن حور «باشري-موت» إن هذا القربان المقدس قد قدم لك، وليت قلبك يهنأ به كل يوم: ألفك من الخبز والجعة، وألفك من رءوس البهائم والطيور، وألفك من كل شيء طيب وحلو، وألفك من أواني المرمر.
    • المتن الذي على اليمين: يا أوزير كاهن آمون وكاهن حور «باشري-موت» لديك ماؤك ولديك خيراتك ولديك نطرونك، الذي يحمله لك ابنك، وهي التي ستبقى دون أن تبعد عنك أبديًّا.
    وقد حُلِّي جانبَا المائدة كذلك بمتنين:
    • ففي الجهة اليسرى نقش: قربان يقدمه الملك وأوزير الذي يشرف على الغرب آلاف من الخبز والجعة والبخور والعطور والملابس، وكل شيء طيب لروح الأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن آمون في طيبة وكاهن حور الطفل المعروف لدى الملك «باشري-موت».
    • وفي الجهة اليمنى نقش: قربان يقدمه الملك «وأنوبيس» الذي على جبل الثعبان والذي في «أون» وسيد الأرض المقدسة، قربان من الخبز والجعة ورءوس البهائم والطيور والملابس والبخور والعطور، وكل شيء طيب وطاهر تمنحه السماء وتوجده الأرض من الذي يحيا منه إله لأجل روح الأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن آمون المعروف لدى الملك «باشري-موت» صادق القول.

    يلحظ في متون هذه المائدة أن علاقة «باشري-موت» بالنسبة لمنتومحات لم تحدد، ولكن ما لدينا من نقوش أخرى تثبت بدهيًّا أنه ابن «منتومحات» والسيدة «وزارنس» كما سنرى في الوثيقة (٥٢) في هذا البحث والوثيقة (٤٧) والوثيقة (٦٦) … إلخ.

    وإذا كنا نجد في جهات متعددة من نقوش هذا القبر أن الشعائر كان يقيمها «نسبتاح» وهو الابن الأكبر للمتوفى وللسيدة «نسخنسو»، فإن «باشري-موت» هو الذي كان يقوم بأداء الشعائر على جدران الكوة الجنوبية من الجهة الشرقية للردهة الكبيرة، حيث نجد أمه «وزارنس» قاعدة إلى جانب «منتومحات»، وهذا أمر طبعي بالنسبة لأمه.

    مائدة القربان رقم (٥): هذه المائدة مصنوعة من الجرانيت الأسود وهي كالسابقة؛ أي إنها لوحة صغيرة سمكها عشرة سنتيمترات وترتكز على سنادة ويحيط بإطارها متنان:
    • المتن الذي على اليسار: أوزير «بيس ديمن»، لديك ماؤك، ولديك خيراتك، ولديك نطرونك، ولديك قربانك لكل يوم، يا أوزير رفيع الأتباع، «بيس ديمن» إن ذلك لن يبعد عنك.
    • المتن الذي على الجانب الأيمن: أوزير «بيس ديمن» إن القربان المقدس قد قدم لك: خبز وجعة ورءوس بهائم وطيور، وهي التي هناك يوميًّا، ليتك تصير حيًّا بها ومشرقًا بها وقويًّا «بها» ومنتعشًا «بها» ومتينًا «بها».

    والمتن التالي نقش على الجانبين الصغيرين للمائدة.

    كلام يقال: أوزير حارس ضياع «موت» المسمى «بيس ديمن» خذ لك مرطباتك هذه، ارفع صولجانك الذي تحت العرش العظيم، المرطبات التي تخرج من الفنتين لأجل أن يرطب قلبك بها باسمك الذي يخرج منعشًا، أوزير رفيع الأتباع الخاصة بأملاك «موت» «بيس ديمن» خذ لك عين حور التي تضم لك الماء الذي فيها، أنت يا من صار منعشًا وممدوحًا ومحبوبًا.

    ويلفت النظر هنا أن «بيس ديمن» حارس ضياع موت كان من شخصيات العهد الكوشي عثر له حديثًا على تمثال مكعب في شرقي معبد «آمون» العظيم٥٩ يخبرنا أن ابنه «باكش» وأمه «تاهينيمن» ونسبته إلى بطلنا «منتومحات» ليست معروفة لنا، وهو بذلك يكون مثله كمثل «عاكي» أو «إرى حب ياوت» اللذين لهما مقصورتان باسميهما في الردهة العظيمة التي في مقبرة «منتومحات».٦٠
    ويلحظ أن خمس الموائد التي وصفناها يوجد بينها تشابه لدرجة أنه في استطاعتنا أن نقول عنها إنها من طراز خاص بالعصر الكوشي، يضاف إلى ذلك مائدة قربان الزوجة الإلهية «أمنردس» المحفوظة الآن بالمتحف المصري،٦١ وكذلك مائدة قربان الزوجة الإلهية «شبنوبت» الموجودة الآن بمدينة «هابو» (راجع A.S.L.I.P. 506-7 Pl. VII A b VIII A b) ومائدة قربان المتعبدة الإلهية «نيتوكريس» التي في «المدمود»،٦٢ ومائدة قربان «حاروا» من «دير المدينة»، كل هذه الموائد هي من نفس الطراز، هذا بالإضافة إلى مائدة قربان بالمتحف البريطاني تحمل أسماء «أمنردس» «وشبنوبت» «وكشتا».٦٣
    ومما يلفت النظر هنا بوجه خاص أن نظام صنع موائد القربان التي وجدناها في هذه المقبرة كان هو النظام الشائع في صنع موائد القربان في هذا العصر؛ مما جعل لها طابعًا خاصًّا تتميز به وتحدد العصر الذي عملت فيه بصفة عامة.٦٤

    وخلاصة القول عن قبر هذا العظيم الذي لم يتم الكشف عن محتوياته تمامًا حتى الآن أن ما عرفناه حتى الآن عنه يقدم لنا معلومات هامة عن وظائفه ونعوته وعن بعض أفراد أسرته، هذا بالإضافة إلى أن كثيرًا من الآثار التي نجدها مبعثرة في متاحف العالم باسم هذا الأمير لا بد أنها قد أتت من هذه المقبرة الضخمة، وذلك على حسب طبيعتها ووظيفتها.

  • الوثيقة الخامسة والأربعون: فمن ذلك أنه يوجد في متحف «فلورنسا» قطعة حجر عليها نقوش (No 1590 du Catalogue General) تمثل منظر صيد في الأحراج، ويقول «بتري»:٦٥ إن هذه القطعة أتت من مقبرة «منتومحات» وقد جاء عليها: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، مدير … المشرف على حكام الجنوب، والكاهن الرابع لآمون، وكاتب معبد بيت آمون، وعمدة المدينة «منتومحات».
  • الوثيقة السادسة والأربعون: مقصورة «تهرقا» في معبد الإلهة «موت»: يوجد في شرقي معبد الإلهة «موت» بالكرنك حجرة صغيرة جدًّا يفتح بابها غربًا، وقد نقش على جدرانها الجانبية متنان غير كاملين ذكر عليهما «منتومحات» الأعمال الهامة التي قام بأعبائها في طيبة لإعادة بناء ما خرب منها على يد الآشوريين في عهد الملك «آشور بنيبال».

    ومما يلفت النظر أنه توجد صورة في نهاية هذه المقصورة مثل في الجزء الأعلى منها عدة صور إلهية، وفي الجزء الأسفل من الصورة يشاهد الملك «تهرقا» يتعبد فيه للإلهة «موت» ويتبعه «نسبتاح الأول» ثم «منتومحات» ابنه وأخيرًا «نسبتاح» حفيده.

    وهذا المنظر يقدم لنا سلسلة النسب التالية كما جاءت في النقوش.

    (١) «خو رع نفر تم» «تهرقا»

    وهاك ألقاب كل منهم:

    (٢) نسبتاح الثاني: كاهن آمون في الكرنك ورئيس فرقة من الكهنة ابن …

    (٣) «منتومحات»: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري … والكاهن الرابع لآمون، الإله العظيم وكاهن آمون في الكرنك «وحاكم» الجنوب ابن …

    (٤) «نسبتاح الأول» … في الكرنك، وكاتب القربان في معبد آمون، وعمدة المدينة وأمه …

    (٥) «نسخنسو» ربة البيت.

    ويدل وجود اسم «تهرقا على هذا الأثر على أن «نسبتاح الأول» كان لا يزال عائشًا في هذا العهد؛ أي بعد غزو الآشوريين لمدينة طيبة، وتدل المتون الجانبية على أن «منتومحات» لا والده كان مكلفًا بإصلاح المعابد المخربة، وتقدم لنا هذه المتون فضلًا عن ذلك بعض ألقاب «منتومحات» ووالده».

    ألقاب «منتومحات» … كل الآلهة والكاهن الرابع لآمون والمشرف على مقاطعات الجنوب كلها.

    نسبتاح: كاهن آمون، وعمدة المدينة.

    وأخيرًا نجد في سطر أن «نسبتاح الثاني» كان يحمل لقبي ملاحظ الكهنة في طيبة ورئيس فرقة كهنة.٦٦

    والنقوش التي على جدران هذه المقصورة من الأهمية بمكان؛ وذلك لأنها تقدم لنا معلومات عن إمارة طيبة في عهد المتعبدات الإلهيات، وكان تاريخها قد بقي مجهولًا منذ منتصف الأسرة الثانية والعشرين حتى الجزء الأخير من العهد الكوشي في مصر، فقد رأيناها في قبضة «بيعنخي» حوالي نهاية الأسرة الثالثة والعشرين، غير أن تاريخها المحلي كان لا يزال غامضًا كلية حتى عهد «تهرقا»، وذلك عندما نشاهد «نسبتاح» السالف الذكر الملقب كاهن آمون، وعمدة طيبة يحكم فيها، ثم ورثه من بعده ابنه «منتومحات» الذي بقي في منصبه هذا خلال حكم «تهرقا» متمتعًا بسلطان عظيم وببسطة في الرزق، وعلى الرغم من أنه كان حاكم إمارة طيبة فإنه كان يحمل لقب الكاهن الرابع، كما كان في الوقت نفسه يحمل لقب رئيس كهنة كل الآلهة في الجنوب وفي الشمال، وعلى ذلك كان يحتل المكانة الأولى الدينية دون أن يحمل لقب الكاهن الأول لآمون، ومن ثم نفهم أن الكاهن الأول لآمون كانت قد نُزعت منه آنئذٍ كل سلطته الدنيوية بوصفه أمير إقليم طيبة، كما كان قد فقد سلطانه الديني الذي كانت تتولاه المتعبدة الإلهية، ويؤكد لنا ذلك ما كان «لمنتومحات» من مكانة بالنسبة للكاهن الأول لآمون في لوحة التبني التي خلفتها لنا «نيتوكريس».

    ولما كان والد «منتومحات» أميرًا على طيبة قبله فإن هذه التغيرات لا بد كانت قد حدثت قبل بداية حكم الأسرة الكوشية في عهد «شبكا».

    وكان النشاط الذي أظهره «منتومحات» في إقامة المباني وإصلاح الآثار في طيبة سببًا في جعل مدة حكمه لولاية طيبة بارزة ملموسة، والظاهر من نقوشه المهشمة أن كل أعمال البناء والإصلاحات الأخرى التي قام بها كانت قبل وفاة «تهرقا»، يضاف إلى ذلك أن التجديدات العدة التي قام بها وإعادة تماثيل العبادة الثمينة للآلهة، والإشارات الخاصة بتطهير كل المعابد في الجنوب والتلميحات المبهمة الجارحة الكثيرة قد حدت بنا إلى أن نرجح جدًّا أن الاستيلاء على طيبة وتخريبها كان حوالي عام ٦٦٧ق.م، على يد الملك «آشور بنيبال» الآشوري في أثناء حملته الأولى، وإن كان ذلك غير مؤكد كما يستخلص من سجلاته المرتبكة، ولا بد أن الإصلاحات التي قام بها «منتومحات» قد حدثت ما بين عامي ٦٦٧–٦٦١ق.م، وتدل شواهد الأحوال على أن الثروة التي أنفقها «منتومحات» في إصلاح مدينة طيبة المخربة كانت عظيمة جدًّا، ولكنها على ما يظهر قد وقعت فريسة في يد الآشوريين حوالي عام ٦٦٠ق.م، في حملته الثانية التي استولى فيها على طيبة تمامًا وذلك عندما خربها تخريبًا بشعًا، ولم نسمع عن «منتومحات» أنه قام كرة أخرى محاولًا إصلاح ما ارتكبه الآشوريون من تخريب شامل لهذه المدينة. وتدل النقوش على أنه استمر حاكمًا لإمارة طيبة متمشيًا مع السياسة الآشورية، وقد عاش حتى بداية حكم الأسرة السادسة والعشرين، وبقي محافظًا على مركزه في عهد «بسمتيك الأول» بما فطر عليه من دهاء وحنكة، غير أن ابنه «نسبتاح الثاني» لم يخلفه في وظيفته، وعلى أية حال لم يكن من المستطاع حتى الآن تتبع سلسلة نسب أسرته بعد ذلك العهد.

    والسجل لذي تركه لنا «منتومحات» في (الوثيقة التي نحن بصددها كما قلنا) منظر صور على الجدار الخلفي لحجرة مقصورته، ويشغل هذا المنظر الجدارين الجانبيين، وعلى يمين هذا المنظر يبتدئ المتن الذي تركه «منتومحات»، وعلى الرغم من تهشمه فإنه من الأهمية بمكان.

    وهاك ما تبقى منه:

    الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد … كل الآلهة، والكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة، والمشرف على كل مصر العليا «منتومحات» العائش، ابن كاهن آمون، وعمدة المدينة المسمى «نسبتاح»، والمبرأ، يقول: لقد بنيت «قارب أوزير»، طوله ثمانون ذراعًا من خشب الأرز الحقيقي من أحسن خشب لبنان، ومقصورته من الذهب مرصعة بكل أنواع الأحجار الثمينة الحرة … وطهرت معابد كل الآلهة في كل مقاطعات الوجه القبلي على حسب تعليمات تطهير المعبد … وبعد أن كان قد حدث … في الوجه القبلي … وكل هذه الأشياء التي أحدثك عنها ليس فيها مبالغة ولا مفاخرة «لأن ما أمقت هو» عدم الصدق، وليس في فمي أي كذب، وإن سيدتي تعرف كل ما أوجدت «وكذلك» خارج طيبة مدينة «آمون رنف» (اسم آمون) عين رع وسيدة «كل المدن» … ولقد أرضيت سيدها بما يحبه قلبه من ثيران عدة وعجول طيبة، ونظمت حريم سيدي حسنًا … بوساطة خبزي وقرباني الإلهي كما كان ينبغي أن تقدم في الأيام المحددة لعيد باكورة الفصول، وضاعفت أسطوله (؟) … وكانت شونته حبلى بباكورة حقوله، والسفن السائحة في أوقات معلومة شمالًا وجنوبًا كانت في عيد … في زمنه المحدد لتجعل هذا البيت في عيد بطعامه. وللكهنة، وللكهنة المطهرين يشكرون الإله، وكهنة الساعة للمعبد «يقومون بواجباتهم» … بوساطة المقاطعات، والعظماء والصغار «كانوا فرحين» بالذي فعلته، وهو نيل لمدينتي، فقد سقيت الأرض، والمدن والمقاطعات صارت دسمة «حتى إن الناس قالوا» إنه واحد قد علمه الإله.

    لقد جعلت مصر العليا تسير في طريق الإله في حين كانت كل البلاد عقبًا على رأس٦٧ بسبب عظم «المصيبة» … بوساطة عظم تفوقي «لسيدي» الذي أتى من الجنوب٦٨ وقد هدأت … بمثابة ملجأ لمدينتي وأقصيت المجرم من مقاطعات الوجه القبلي … وتبع إلهه دون توانٍ، وفتحت المعبد وشاهدت ما فيه وأغلقت كل مقصورة بختمي … وقد قمت بواجبي في المعبد باستمرار على حسب خطوات سيدي عندما كان ابني معي … طاهرة لروحي، وكيل المشرف على الكهنة في طيبة ورئيس طائفة الكهنة المسمى «نسبتاح» وأولادي في صحة … والكهنة يعرفون التعليمات وقد أمضيت الوقت عندما كنت أبحث عن الصالح، وسهرت الليل عندما كنت أبحث عما يفيد … عندما كنت أجمع التعليمات التي كانت على وشك أن تنسى … لأني عرفت أن الله يحب الذي يعمل العدل، وقد عملت ذلك بقوة ساعدي … ولم يكن هناك من هو مثلي عدا ابني الذي يكون في مكاني وهو وريثي الفاخر الذي يأخذ بتعاليمي … ليت ضيعته تكون مقدسة وقومه وكل إنسان … وهذا هو الجزاء أمام سيد الآلهة آمون العظيم والحاكم … وبوساطة «موت» سيدة السماء وعين «رع»، «وخنسو» الإله العظيم الذي خرج من «نون» وبوساطة «منتو» رب طيبة والتاسوع العظيم … وبوساطة سيدتنا والآلهة التابعين لجلالتها وبوساطة التاسوع الإلهي الذي في معبد «موت» (أي ما يأتي) حياة طيبة بغير مرض، والسرور … ودفن جميل وعمر مديد ووارثون ممتازون يمكثون في مكانهم عندما نصل «إلى الغرب» … وأن تقوم كل أعضائنا بوظائفها «ويبقى» اسمنا «في فم الأحياء» … وحظوتنا … وأنه يبقى هنا في بيتك، ونفكر.
    الكاهن الرابع لآمون بالكرنك، وعمدة المدينة، والمشرف على الوجه القبلي «منتومحات» … هنا في معبد «موت» … الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة، والمشرف على كل الوجه القبلي «منتومحات» … سيدتنا «موت» سيدة السماء وعين «رع» التي في جبينه … وبذلك تحني ذراعك بالقربان عندما تقدم القربان لآمون.٦٩

    وعلى الجانب الآخر من المنظر نقرأ تعداد المباني والأعمال الأخرى التي أنجزت من أجل المعابد.

    الأعمال التي عملت للإله مين-آمون: أحضرت الإله «مين-آمون» لسلمه في البيت الجنوبي «الأقصر» في عيده الجميل … كثرة، وقدمت القرابين الخاصة بثمانية الآلهة في الشهر الثاني من الفصل الثالث واليوم الثامن والثامن والعشرين لأجل أن … من السام «إلكتروم» وكل حجر فاخر ثمين، وسويت صورة «خنسو باخرد» الفاخرة مغشاة بالذهب «وتسمى» كل ظهور له يكون … تيجان وضعت عرشًا لهذا الإله أرجله من الفضة الخالصة وصور مرصعة (٦) … من شروطه … بعد مدة طويلة من السنين بدأت تتداعى (٧) …

    معبد موت (؟): وأقمت معبدًا من الحجر (٨) … «والأبواب كانت» من الأرز الجديد، وخشب «قدت» مغشى بالنحاس، والأشكال المرصعة فيه كانت من السام، والمزاليج والأربطة (٩) … ذهب مرصع بكل حجر ثمين، وأقمت لها قاعة ذات أربعة وثلاثين عمودًا٧٠ من الحجر الرملي الأبيض الجميل … (١٠) … وبنيت بحيرتها الطاهرة الجميلة من الحجر الرملي الأبيض الجميل، وأقمت لها مستودعها لأجل أن تخزن فيه قربانها المقدسة، وضاعفت موائد القربان (١١) …

    أعمال للإله «خنسو»: وأصلحت التمثال الفاخر للإله «خنسو-في طيبة المأوى الجميل» «الذي يسمى» لابس التاج المقدس بالذهب وكل حجر حر ثمين، وضاعفت موائد قربانهم المصنوعة من الفضة والذهب والنحاس (١٢) … وألبست «خنسو» المسمى «واضع التصميم بوصفه انبثاقًا إلهيًّا» بالسام كما كان من قبل.

    أعمال للإله «منتو»: وأقمت البحيرة الطاهرة الخاصة بالإله «منتو» رب طيبة من الحجر الرملي الأبيض الجميل مثل (١٣) … مضيئًا بيته العظيم الفاخر بها، وضاعفت موائد قربانه المصنوعة من الفضة والذهب والبرنز.

    الآلهة الطيبيون: وقد صنعت أواني فردية وجهزت الإله «وس»٧١ والإلهة «وست»؛ أي طيبة المنتصرة سيدة القوة بوصفها انبثاقًا إلهيًّا (١٤) …

    صورة الإلهة «باست»: وضعت صورة الإلهة «باست» الفاخرة القاطنة في طيبة بقضبان «لحملها» من السام وكل حجر حر ثمين.

    أعمال للإله «بتاح»: وصنعت تمثال «بتاح» الفاخر المسمى «طيبة لامعة عند طلوعه»، من الذهب (١٥) … وموائد قربانهم أكثر جمالًا من ذي قبل.

    صور الإلهة «حتحور»: وصنعت «صورة» الإلهة «حتحور» سيدة الوادي «المسماة» … لامعة، مثل انبثاقهم الفاخر على حسب ما يتبقى أن يعمل بفحص تام (١٦) … وكل واحد هناك له قضيبان.

    صور آمون: وصنعت صورة «آمون» الفاخرة، رب طيبة القاطن في طيبة، وصورة «خنسو» الفاخرة المسماة «حاسب الحياة»، وصورة «آمون» الفاخرة سيد طيبة (١٧) … وكل واحد منهم له قضيبان «يحمل عليهما».

    تمثال أمنحتب الأول «المؤله»: وصنعت تمثال «جسر كارع» (أمنحتب الأول) المنتصر من السام وكل حجر ثمين بقضيبين كما كان من قبل (١٨) …

    «خنسو» صاحب «ثمت» (مدينة هابو): وسويت تمثال «خنسو» القاطن في ثمت … من السام بقضيبين.

    صورة الواحدة العظيمة: وصنعت صورة الواحدة العظيمة صاحبة الحديثة مثل انبثاقها الفاخر، وأصلحت معابدها لتكون كما كانت من قبل.

    جدار الكرنك: (١٩) … وهي من حجر رملي أبيض، لأجل أن تبعد فيضان النهر منها «عندما يأتي» ونخت (٢٠) … في عيده الجميل للشهر الرابع من الفصل الأول اليوم الخامس والعشرين، وأصلحت جدار معبد «آمون» في الكرنك … (٢١) … وأقمت … من اللبنات على حسب ما وجد صالحًا لأجل الأجداد (٢٢) …

    الأعمال الخاصة بالثور المقدس: «وسويت» تمثال ثور «ماد» (حرم مقدس بالقرب من الكرنك) بوصفه انبثاقه الفاخر وأقمت بيته، فكان أكثر جمالًا عما كان هناك (٢٣) من قبل …

    معبد الإله «منتو»: وأقمت معبد الإله «منتو» سيد … وبواباته لمعت بجمال (٢٤) …

    أعمال لآلهة لم يعرف اسمها: «وسويت صورة» على سلمه المسمى … للحقل في «طيبة»، من الذهب أكثر جمالًا عما كانت من قبل (٢٥) … الذي هو سيد الإقليم الجبلي، القاطن في «خمخم» …

    صورة الإله «حور»

    وسويت الصورة الفاخرة «لحور» المسمى الإله يسكن (٢٦) …

    صورة «مين»؟: وسويت صورة «مين» المسمى رئيس السماء بوصفها انبثاقه الفاخر، مغشاة (٢٧) …

    صوة الإله «تحوت»: وسويت صورة «تحوت» الفاخرة المشرف على «حان إبتي» والقاطن في …

    أعمال للإلهة «إزيس»: (٢٨) … أنا … انبثاق إزيس «مظهرها» وسويت … عليهم … كل مدينتي … (٢٩) … أكثر جمالًا عن ذي قبل، وأقمت بحيرة مقدسة لمعبد «إزيس» …

    أعمال للإله «أوزير»: صنعت قارب «أوزير» في هذا الإقليم … ذراعًا … من خشب الأرز الجديد على حسب الشروط المعتادة «بعد أن كنت» قد وجدتها من خشب السنط … (٣١) … من اللبنات بعد أن كنت قد وجدتها أخذت تئول إلى الخراب.٧٢
  • الوثيقة السابعة والأربعون: يوجد في مجموعة جرانت٧٣ تمثال خاص بفرع «نسبتاح»-«منتومحات» وهو معروف منذ زمن طويل غير أنه مهشم.

    ونستخلص منه سلسلة النسب التالية:

    وهاك ألقاب كل منهم:
    • (١) نسبتاح = الابن الأكبر وكاهن آمون المعروف لدى الملك.
    • (٢) نسخنسو = ربة البيت.
    • (٣) «منتومحات» = الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة.
    • (٤) باشري-موت = كاهن آمون وقريب الملك.
    • (٥) شبنموت = زوجة «منتومحات» وربة البيت.
    • (٦) وزارنس = ربة البيت.
    • (٧) نسبتاح = كاهن آمون، وكاتب مائدة بيت آمون، وعمدة المدينة.

    المخاريط الجنازية الخاصة بمنتومحات: يوجد في المتاحف المختلفة عشرة طرز من المخاريط الجنازية من متاع «منتومحات»، وقد فحص هذه المخاريط كل من «مسبرو» «وفيدمان» «وبتري» «ودارسي»، وتقدم لنا الوثائق التالية:

  • الوثيقة الثامنة والأربعون٧٤: (١) جاء على مخروط ما يأتي: الكاهن الرابع لآمون ملك الآلهة «منتومحات» المبرأ وابنه البكر من صلبه، هو كاهن آمون المعروف لدى الملك «نسبتاح» الذي وضعته ربة البيت «نسخنسو» المبرأة.
  • الوثيقة التاسعة والأربعون٧٥: (٢) جاء على هذا المخروط ما يأتي: الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة «منتومحات» المبرأ، ابن كاهن آمون، وكاتب مائدة بيت آمون، وعمدة المدينة «نسبتاح» المبرأ.
  • الوثيقة الخمسون٧٦: (٣) نقش على هذا المخروط ما يأتي: الأمير الوراثي، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، والكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة «منتومحات».
  • الوثيقة الحادية والخمسون٧٧: (٤) نقش على المخروط ما يأتي: أوزير، الأمير الوراثي، والكاهن الرابع لآمون، وكاتب معبد آمون، وملاحظ الكهنة في المعابد، «منتومحات» المبرأ.
  • الوثيقة الثانية والخمسون٧٨: (٥) جاء فيها: أوزير الكاهن الرابع لآمون «منتومحات» المبرأ ابنه من صلبه كاهن آمون وقريب الملك «باشري-موت» الذي وضعته ربة البيت «وزارنس» المبرأة.
  • الوثيقة الثالثة والخمسون٧٩: (٦) جاء فيها: المقرب من أوزير الأمير الوراثي، والحاكم، والكاهن الرابع لآمون «منتومحات» صادق القول، أمه ربة البيت «أستنخب» المبرأ.
  • الوثيقة الرابعة والخمسون٨٠: (٧) جاء فيها: المقرب من أوزير الكاهن الرابع لآمون «منتومحات» المبرأ وزوجه محبوبته المعروفة لدى الملك «وزارنس» المبرأة.
  • الوثيقة الخامسة والخمسون٨١: (٨) نقش على هذا المخروط المتن التالي: المقرب من أوزير الكاهن الرابع لآمون «منتومحات» وزوجه محبوبته المعروفة لدى الملك وربة البيت «شبنموت» المبرأة.
  • الوثيقة السادسة والخمسون٨٢: (٩) جاء فيها: المقرب من أوزير الأمير الوراثي، والحاكم «منتومحات» المبرأ وزوجه ربة البيت «أستنخب» المبرأة.
  • الوثيقة السابعة والخمسون: (١٠) جاء فيها: المقرب من أوزير، الأمير الوراثي «منتومحات» المبرأ، وزوجه محبوبته وقريبة الملك، ربة البيت «نسخنسو».
  • الوثيقة الثامنة والخمسون٨٣: (١١) جاء فيها: أوزير الحاكم المشرف على الوجه القبلي «منتومحات» المبرأ، أوزير الكاهن الرابع لآمون «منتومحات» المبرأ.
  • الوثيقة التاسعة والخمسون٨٤: هذا المخروط محفوظ بمتحف تورين، وقد جاء عليه النص التالي: «أوزير الحاكم والمشرف على نخن «منتومحات» المبرأ.»

    ونستخلص من وثائق المخاريط السابقة سلسلة النسب التالية:

    figure
    وهاك ألقاب كل منهم:
    • (١) نسبتاح: بِكر أولاده من صلبه، وكاهن آمون والمعروف لدى الملك.
    • (٢) باشري موت: ابنه من صلبه (أي ابن «منتومحات») وكاهن آمون والمعروف لدى الملك.
    • (٣) نسخنسو: زوجه (أي زوج «منتومحات») والمعروفة لدى الملك وربة البيت.
    • (٤) منتومحات: الكاهن الرابع لآمون ملك الآلهة، وعمدة المدينة، والحاكم، والأمير الوراثي، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، وكاتب معبد آمون، وملاحظ الكهنة في المعابد، والمقرب من أوزير، والمشرف على الجنوب، والمشرف على نخن «الكاب».
    • (٥) وزارنس: زوجه محبوبته، والمعروفة لدى الملك وربة البيت.
    • (٦) أستنخب: زوجه وربة البيت.
    • (٧) شبنموت: زوجه ومحبوبته، والمعروفة لدى الملك وربة البيت.
    • (٨) نسبتاح: كاهن آمون، وكاتب مائدة بيت آمون، وعمدة المدينة.
    • (٩) أستنخب: أم «منتومحات» وزوج «نسبتاح».
  • الوثيقة الستون: قاعدة تمثال من الجرانيت الأسود وجدت في خبيئة الكرنك نقش عليها أسماء ثلاثة من أولاد «منتومحات» كما يظهر أنه نقش عليها اسم أحد إخوته المسمى «نستحوت».٨٥

    وهاك سلسلة النسب التي استخلصت من نقوش هذه القاعدة:

    وهاك ألقاب كل منهم:
    • (١) نسبتاح: ابنه الأكبر ووريثه الماهر وسيد كل أملاكه وكاهن آمون ورئيس فرقة الكهنة.
    • (٢) باشري موت: ابنه من صلبه وكاهن آمون الذي يرى الإله (؟).
    • (٣) زدخنسوف عنخ: ابنه من صلبه كاهن آمون والمعروف لدى الملك.
    • (٤) نستحوت: أخوه.
    • (٥) … حامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، وعظيم العظماء، ونبيل النبلاء، وملاحظ الكهنة، والمشرف على الكهنة في المعابد، والكاهن الرابع لآمون، وجاجب الإله، وكاتب معبد بيت آمون … في طيبة «نفر حتب»، وكاهن الإله «سكر» نزيل الكرنك، وحاكم مقاطعة طيبة، والمشرف على الجنوب …
    • (٦) نسبتاح المبرأ: كاهن آمون، وعمدة المدينة.

    ومما يؤسف له أن لم يبقَ لنا من اسم «منتومحات» في هذه الوثيقة شيء قط، بل نستخلص من باب الحدس والتخمين أنه هو المقصود هنا كما تدل على ذلك معظم النقوش التي في متناولنا.

  • الوثيقة الحادية والستون: لوحة التبني الخاصة بالأميرة «نيتوكريس»:٨٦ هذه الوثيقة كتبت في عهد الملك «بسمتيك الأول»، وقد جاء فيها أنه في السنة التاسعة، الشهر الثاني من الفصل الأول، اليوم الرابع عشر من حكم الملك «بسمتيك الأول» وصلت إلى طيبة «نيتوكريس» ابنته لتصبح ابنة للمتعبدة الإلهية «شبنوبت الثانية» وتسمى «شبنوبت الثالثة»، وعلى ذلك تخلفها فيما بعد بوصفها زوج الإله آمون، وفي الوقت نفسه تكون قد حلت محل «أمنردس» الثانية ابنة «تهرقا» التي أعفيت من هذا التبني بسبب انتقال الحكم من يد الكوشيين إلى يد «بسمتيك الأول» المصري مؤسس الأسرة السادسة والعشرين الساوية.

    وفي نقوش هذه اللوحة التي سنتحدث عنها طويلًا فيما بعد نجد أنه خلافًا لما منحته هذه المتعبدة الإلهية «نيتوكريس» من أراض ودخل من محاصيل عينية في بقاع عدة في أنحاء مصر قد قدم لها كبار الشخصيات أصحاب الجاه في طيبة وغيرها الذين استقبلوها عند وصولها الهبات التالية:

    فقد منحت خبزًا وجعة لمعبد آمون:
    • (١) فأعطاها الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة، والمشرف على الجنوب كله «منتومحات» يوميًّا مائتي دبن من الخبز وخمسة هنات من النبيذ وفطيرة «شع» وحزمة خضر، كما أعطاها شهريًّا ثلاثة ثيران وخمس أوزات.
    • (٢) ومنحتها ابنة أكبر الملاحظين للكهنة في طيبة المسمى «نسبتاح» يوميًّا دبنًا من الخبز وهنين من النبيذ وحزمة خضر.

      كما منحتها شهريًّا خمس عشرة فطيرة شعت وعشر هنات من الجعة «جرار» وحقولًا من إقليم «قعحت» التابع لواوات مساحتها مائة ستات «أرورا».

    • (٣) ومنحتها زوج الكاهن الرابع لآمون «منتومحات» المسماة «وزارنس» يوميًّا مائة دبن من الخبز.
    • (٤) ومنحها الكاهن الأكبر لآمون «حور إم أخبيت» يوميًّا مائة دبن من الخبز وهنين من النبيذ، كما أعطاها شهريًّا عشر فطائر شعت وعشر حزم من الخضر.
    • (٥) ومنحها الكاهن الثالث لآمون المسمى «بدي آمون نب نستاوي» يوميًّا مائة دبن من الخبز وهنين من النبيذ، كما أعطاها شهريًّا خمسين جرة من الجعة وعشر فطائر شعت وعشر حزم خضر.
    أي إن مجموع ما مُنِحته المتعبدة الإلهية هو ست مائة دبن من الخبز وأحد عشر هنًّا من النبيذ و فطير شعت و حزم خضر كل يوم، وثلاثة ثيران وخمس أوزات و٢٠ جرة جعة ومائة ستات «= أرورا» من الأرض شهريًّا.

    وهذه الوثيقة التي اقتبسناها من لوحة التبني للمتعبدة الإلهية «نيتوكوريس» تظهر عجيبة من وجوه عدة، فنجد أولًا أن «منتومحات» وابنه وزوجه كان لهم الأولوية على الكاهن الأول لآمون المسمى «حور إم أخبيت»، والواقع أن امتياز «منتومحات» وزوجه على الكاهن الأول يعد دليلًا على أن «منتومحات» كانت له سيادة معترف بها، ويلحظ فضلًا عن ذلك أنه عند قرن الهدايا التي قدمها كل من هؤلاء، نجد أن هدايا «منتومحات» وابنه كانت أعظم من التي قدمها «حور إم أخبيت» الكاهن الأكبر لآمون، وكذلك يلحظ أن الهدايا التي قدمها «حور إم أخبيت» تعادل الهدايا التي قدمها الكاهن الثالث المسمى «بدي-أمن-نستاوي» وهذا دليل على أن نفوذ «حور إم أخبيت» كان قليلًا نسبيًّا على الرغم من عظم الوظيفة التي كان يتقلدها.

    ومن النقط التي يجب الاهتمام بها هنا بالنسبة لتاريخ أسرة «منتومحات» أنه كان مصحوبًا بابنه ووريثه الشرعي المسيطر على كل ممتلكاته وهو «نسبتاح» الذي وضعته السيدة «نسخنسو»، ولا بد أن هذه السيدة كانت قد ماتت وقتئذٍ؛ وذلك لأن الزوجة التي كانت بجانب «منتومحات» وقتئذٍ هي «وزارنس» والدة ابنه الثاني المسمى «باشري موت» ويظهر من الوثيقة السادسة والستين التي سنتحدث عنها فيما بعد أن «نسخنسو» قد ماتت صغيرة أو طلقت.

    نسبتاح الثاني ابن «منتومحات»: تقدم لنا كل من مقصورة الملك «تهرقا» التي أقيمت في معبد الإلهة موت بالكرنك (الوثيقة رقم ٤٦) ولوحة التبني التي أقامتها المتعبدة الإلهية «نيتوكريس» (الوثيقة ٦١) ومخروط جنازي للأمير «منتومحات» (الوثيقة ٤٨) وتمثال مجموعة جرانت (الوثيقة ٤٧) معلومات نستخلص منها أن «نسبتاح الثاني» هو ابن «منتومحات» والسيدة «نسخنسو».

    وكان عند وصول المتعبدة الإلهية «نيتوكريس» إلى طيبة في السنة التاسعة من حكم الملك «بسمتيك الأول» من حيث المكانة يأتي بعد والده مباشرة وقبل «وزارنس» زوج والده، وقبل الكاهن الأكبر لآمون «حور إم أخبيت» والكاهن الثالث لآمون «بدي أمن-نستاوي» ومن بين العظماء الذين كانوا في استقبال «نيتوكريس» التي كانت ستتبناها الزوج الإلهية لآمون المسماة شبنوبت الثانية، وقد اتخذ مكانته في الاحتفال في المكان الذي أشرنا إليه من قبل، ويلحظ أن «منتومحات» كان يحتل مكانة تكاد تعادل مكانة ملك، وكان ابنه البكر يحمل لقب ملاحظ الكهنة في طيبة، والهدايا التي قدمها ابن «منتومحات» للمتعبدة الإلهية الجديدة ضخمة، فقد كان يقدم لها يوميًّا مائة دبن من الخبز وهنين من النبيذ، هذا فضلًا عن الخضر، كما كان يقدم لها شهريًّا خمس عشرة فطيرة شعت وعشر جرار من الجعة، هذا عدا مائة أرور من الأرض من إقليم واوات، وذلك أكثر مما كان يقدمه الكاهن الأول والكاهن «حور إم أخبيت» والكاهن الثالث «بدي-أمن-نستاوي» مجتمعين.

  • الوثيقة الثانية والستون: توجد مجموعة جميلة من الجرانيت الأسود تمثل «نسبتاح الثاني» جالسًا وبجواره والده «منتومحات» على كرسي ذي ظهر عالٍ مرتديًا ملابسه مثله، ويتحلى بجلد الفهد ورمز العدالة، وهذه المجموعة عثر عليها في خبيئة الكرنك.٨٧
  • الوثيقة الثلاثة والستون:

    مجموعة تمثل «منتومحات» وابنه «نسبتاح الثاني»

    وهاك ألقاب كل من هؤلاء التي في النقوش:
    • (١) نسبتاح الثاني: الأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن الإله «بتاح»، والكاهن الرابع لآمون في طيبة، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد في الحب، وملاحظ الحقول، والمشرف على الجنوب، والحاكم المشرف على الجنوب.
    • (٢) منتومحات: الأمير الوراثي، والحاكم، والكاهن الرابع لآمون، والحاكم المشرف على الجنوب، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد في الحب، والكاهن الرابع لآمون في طيبة، وكاتب معبد آمون.
    • (٣) نسبتاح الأول: كاهن آمون.
    • (٤) نسخنسو: ربة البيت.
    • (٥) أستنخب: ربة البيت.
  • الوثيقة الرابعة والستون: مائدة قربان نسبتاح الثاني: هذه المائدة محفوظة الآن بالمتحف البريطاني٨٨ وتقدم لنا سلسلة النسب التالية:
    figure
    وهاك ألقاب كل منهم:
    • (١) نسبتاح سنب: الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم الوجه البحري، والسمير الوحيد، ومدير القصر، ورئيس الأرضين قاطبة، والمشرف على الجنوب كله، وملاحظ الكهنة في طيبة، والمشرف على كهنة كل الآلهة.
    • (٢) منتومحات: الأمير الوراثي، والحاكم والمشرف … المدن والمشرف على الجنوب.
    • (٣) نسخنسو: المبرأة كاهنة «حتحور» وربة البيت.

    ويلحظ هنا أن هذه المائدة ليست على ما يظهر نفس التي ذكرت في الوثيقة الأربعين من هذا البحث.

  • الوثيقة الخامسة والستون: وجد في خبيئة الكرنك تمثال غاية في الجمال (No. 47) لم يمس بعد بأي سوء للكاهن «نسبتاح الثاني» وهو مصنوع من الحجر الأخضر وارتفاعه ٢٤ سنتيمترًا، وقد مثل واقفًا يرتدي قميصًا ذا ثنيات ويقبض أمامه على صورة الإله «أوزير». والمتن الذي نقش على ظهره يقدم لنا المعلومات التالية:

    نسبتاح الثاني: الأمير الوراثي، والحاكم، وكاهن آمون والمشرف على الجنوب.

    «باشري-موت» بن «منتومحات» «ووزارنس»: نعلم من المخروط الجنازي رقم ١٩٣ (الوثيقة ٥٢) ومن تمثال مجموعة جرانت (الوثيقة ٤٧) أن «منتومحات» كان له ابن يلقب ابنه من صلبه كاهن آمون المعروف لدى الملك «باشري موت» الذي وضعته «وزارنس» المبرأة، ولدينا مخروط جنازي آخر (الوثيقة ٥٤) يقدم لنا الألقاب الأخرى لباشري موت وهي: زوجه محبوبته المعروفة لدى الملك وربة البيت «وزارنس».

  • الوثيقة السادسة والستون: أُهدي التمثال رقم ١٢٩ الذي عثر عليه في الكرنك للكاهن «باشري-موت» من ابنه «منتومحات الثاني»، وقد مثل «باشري-موت» مرتديًا قميصًا بسيطًا ماشيًا بذراعيه متدليتين، وفي كل يد شيء أسطواني يحتمل أنه خاتم، والرأس حليق، ويبلغ ارتفاعه ١٫٢٥ مترًا، والمتن الذي على التمثال يقدم لنا سلسلة النسب التالية:
    وهاك ألقاب كل منهم:
    • (١) منتومحات الثاني: الكاهن والد الإله لآمون.
    • (٢) باشري-موت: كاهن آمون في الكرنك … والمعروف لدى الملك محبوبه حقًّا.
    • (٣) منتومحات الأول: الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة.
    • (٤) وزارنس: ربة البيت.

    سلسلة نسب ملخصة لفرع «نسبتاح» والد «منتومحات»:

    figure

    تقدم لنا الوثائق التي فحصناها فيما سبق الدلائل التاريخية التالية:

    أهدت السيدة «ديت-أست-حب-سد» ابنة «نسبتاح» مقصورة الكرنك في أثناء تولي كل من «أمنردس» «وشبنوبت» وظيفة المتعبدة الإلهية، والأخيرة هي بنت «بيعنخي»، ويحتمل أن ذلك قد حدث قبل عهد الملك «تهرقا»، وبعد الغزوات الآشورية نشاهد مصورًا في مقصورة معبد «موت» خلف «تهرقا» «نسبتاح الأول» «ومنتومحات» «ونسبتاح الثاني»، وأخيرًا نفهم من متن لوحة التبني للأميرة «نيتوكريس» أن كلًّا من «منتومحات» «ونسبتاح الثاني» وزوجه الثانية «وزارنس» كانوا على قيد الحياة في السنة التاسعة من حكم «بسمتيك الأول»، وسلسلة نسب أسرة «باشري موت» يمكن ربطها بأسرة «منتومحات»، ومن ثم نستطيع أن نرى فيها أن «عنحف خنسو الثاني» كان معاصرًا «لنسبتاح الثاني» «وعنحف خنسو» هذا كان والد «بسنموت الثالث» الذي ولد في السنة الثامنة والعشرين من عهد «بسمتيك الأول».

    ولا بد أن نلحظ هنا أنه يوجد في المتحف المصري صورة باب من البرنز (راجع Livre d’Entrée 43775) نقش عليه المتن التالي: مغنية بيت آمون «ديت-أست حب-سد» ابنة الكاهن الرابع لآمون، وعمدة المدينة «منتومحات» المبرأ.

    ومن ثم نفهم أن «ديت-أست-حب-سد» ابنة «منتومحات» لا ينبغي أن نخلط بينها وبين «ديت-أست-حب-سد» ابنة «نسبتاح الأول» التي جاء ذكرها في الوثيقتين ٢٥ و٢٦ من هذا البحث.

    فرع أسرة «بدي أمن»: كان ثلاثة من أولاد الوزير «خامحور» يؤلفون جزءًا من كهنة آمون بوصفهم خدام الإله «حم نتر» وهؤلاء هم «بهرر» «ونسمين» «ونسبتاح»، ولدينا رابع يدعى «بدي أمن» وهو لا يتصل بكهنة آمون إلا بأنه كان كاتب أوقاف معبد آمون، ولكن من جهة أخرى كان ضمن كهنة الإله «منتو»؛ إذ كان يحمل لقب كاهن «منتو» ومنذ ذلك العهد كان هو وأسرته تابعين لخدمة هذا الإله، فكان أقاربه في زمرة كهنة «منتو»، وقد تزوجت ابنته «تاباثات» من بسنموت ابن «عنخف خنسو» كاهن «منتو» وخادم الساعة من الطبقة الثانية في معبد آمون، وقد ورث عنه هذا اللقب فيما بعد الابن الذي أنجبه من «تاباثات»، وقد كانت هذه الرابطة بين أسرة «خامحور» وأسرة «بسنموت» ذات أهمية تاريخية عظيمة؛ إذ بها يمكن وضع تاريخ مؤكد لأعضاء هذه الأسرة الكثيرة العدد، هذا ولم تفلت هذه النقطة من يد الأثري ليبلين؛ إذ إنه عندما نشر متون تابوت متحف «سنت بطرس برج» في وثائق هذا المتحف٨٩ قد وحد «تاباثات» التي وجدت على هذا الأثر بالتي وجدت على التوابيت الأخرى المحفوظة بالمتحف المصري، وهي التي نعدها جزءًا من أسرة «خامحور» وقد انضم الأثري بييه Baillet إلى هذا الرأي وكذلك حبذه الأثري لجران.٩٠

    توابيت «تاباثات»: أشرنا من قبل إلى أن «حورسا إزيس» الأول لم يكن على أغلب الظن يحمل لقب وزير في مدة حياته، وأنه لقب بهذا اللقب فيما بعد على تماثيل نسله من الجيلين الثالث والرابع من بعده، وقد أشرنا من قبل إلى ألقاب من هذا النوع كان يحملها أفراد لم يكونوا يحملونها قط مدة حياتهم، وسواء أكان «حورسا إزيس» وزيرًا أم لا، فإنه على أية حال كان يحمل هذا اللقب على التمثالين اللذين يمثلان الوثيقتين الرابعة والخامسة من هذا البحث، وكان يحمله كذلك على توابيت «تاباثات» المحفوظة الآن بالمتحف المصري، ومنها نستخلص سلسلة النسب التالية:

  • الوثيقة السابعة والستون: تابوت تاباثات:
    وهاك ألقاب كل منهم:
    • (١) تاباثات = ربة البيت المبجلة.
    • (٢) بدي أمن = كاهن «منتو» رب طيبة وكاتب قربان بيت آمون وخادم النور.
    • (٣) خامحور: كاهن آمون والمشرف على المدينة والوزير.
    • (٤) حورسا إزيس: كاهن آمون والمشرف على المدينة والوزير.
    • (٥) بابايوت = ربة البيت.
    • (٦) نسمين: كاهن آمون والمشرف على المدينة والوزير.
  • الوثيقة الثامنة والستون: قعر تابوت تاباثات: نستخلص من متون هذا الجزء من التابوت سلسلة النسب التالية:
    figure

    (١) تاباثات = ربة البيت.

    (٢) بدي أمن = خادم النور والكاهن سما محضر العقاقير في طيبة (؟)،٩١ ولدينا تابوت آخر جميل غير أنه لا يقدم لنا معلومات جديدة.
  • الوثيقة التاسعة والستون: لوحة من الخشب للسيدة تاباثات: هذه اللوحة موجودة بالمتحف المصري وهي من الخشب وملونة وتحمل اسم ربة البيت «تاباثات» وتقدم لنا بعض قراءات منوعة مفيدة، ونجد فيها فضلًا عن ذلك اسم جدها الثاني من جهة الأم وهو حورسا إزيس، وهو بدوره كان وزيرًا، ومن المحتمل أنه هو نفس «حورسا إزيس» والد «خامحور الأول» «الرابع في سلسلة النسب التالية»:
    figure
    وهاك ألقاب كل منهم:
    • (١) تاباثات = ربة البيت المفخمة.
    • (٢) بدي أمن = كاهن «منتو» رب طيبة.
    • (٣) خامحور = كاهن «آمون رع» ملك الآلهة والمشرف على المدينة والوزير.
    • (٤) حورسا إزيس = كاهن «آمون رع» ملك الآلهة والمشرف على المدينة والوزير.
    • (٥) بابات = ربة البيت.
    • (٦) نسمين = كاهن «آمون رع» ملك الآلهة والمشرف على المدينة والوزير.
    • (٧) حورسا إزيس = كاهن «آمون رع» ملك الآلهة، وعمدة المدينة.
  • الوثيقة السبعون: ويوجد كذلك لوح كبير من الخشب مستطيل الشكل مخروم في زواياه، وهو لهذه السيدة «تاباثات» ويقدم لنا اسم والدها واسم والدتها.

    ويحمل والدها «بدي أمن» لقبي كاهن «منتو» رب طيبة وكاتب قربان معبد «آمون» والمعروف للملك حقيقيًّا (؟).

  • الوثيقة الواحدة والسبعون: صندوق بابايوت: يوجد في مجموعة سابتييه Sabattier رقم مائة صندوق للتماثيل المجيبة ملك ربة البيت المفخمة «بابايوت» وهذه المجموعة تحتوي على أشياء كثيرة ملك أسرة «باشري موت» التي ترتبط بها «تاباثات» ابنة «بابايو»، ومن المحتمل أن هذا الصندوق كان ملك والدة «تاباثات».

    «تابوت بدي أمن» الثاني: تدل المتون التي على توابيت ولوحة «بدي أمن» الموجودة بالمتحف المصري على أن كاهن «منتو» هذا كان ابن عنخف خنسو.

  • الوثيقة الثانية والسبعون: تابوت بدي أمن:
    figure
    وهاك ألقاب كل منهم:
    • (١) بدي أمن = كاهن «منتو» رب طيبة.
    • (٢) بسنموت = كاهن «منتو» رب طيبة.
    • (٣) تاباثات = ربة البيت.
  • الوثيقة الثالثة والسبعون: التابوت الثاني للكاهن «بدي أمن»: هذا التابوت يقدم لنا سلسلة البنوة التالية:
    • (١) بدي أمن = كاهن «منتو» رب طيبة.
    • (٢) بسنموت = كاهن «منتو» رب طيبة.
    • (٣) عنخف خنسو = كاهن «منتو» رب طيبة.
  • الوثيقة الرابعة والسبعون:
    figure
    وهاك ألقاب كل منهم:٩٢
    • (١) بدي أمن = كاهن الإله «منتو» رب طيبة وكاهن الشهر لمعبد «آمون» من طبقة الكهنة الثانية.
    • (٢) بسنموت = كاهن «منتو» رب طيبة ابن مثيله «في الألقاب».
    • (٣) عنخف خنسو = مثيل سابقه في الألقاب.
    • (٤) تاباثات = ربة البيت.
  • الوثيقة الخامسة والسبعون: ذكر الأثري «ليبلين» في قاموسه تابوتًا من الخشب قال عنه إنه محفوظ بمتحف سنت بطرس٩٣ برج، ومتون هذا التابوت تقدم لنا المعلومات التالية:
    figure
    وهاك ألقاب كلٍّ:
    • (١) بابات = ربة البيت المفخمة.
    • (٢) بسنموت = كاهن «منتو» رب طيبة وكاهن الشهر لبيت آمون من الطبقة الثانية.
    • (٣) تاباثات = ربة البيت المفخمة.
    • (٤) بدي أمن = كاهن الإله «منتو» رب طيبة.

    وهذه الوثيقة هامة؛ لأنها أكدت لنا أن والد «تاباثات» هو «بدي أمن» صاحب الوثائق ٦٤، ٦٥، ٦٦ وبذلك أصبح من المؤكد توحيد «تاباثات» زوج «بسنموت» بتلك التي جاء ذكرها في فرع «خامحور» في الوثائق السابقة في هذا البحث، وبذلك جعل من البدهي ارتباط هذه الأسرة بأسرة بسنموت.

    ملاحظات إضافية: عثر في «الحمامات» على نقوش للكاهن «نسبتاح» المعاصر للملك «بسمتيك الأول» وقد نشرها كل من مونتيه وكوا.٩٤

    •••

    النقش رقم ٢: مثل هذا النقش شخصًا راكعًا ورافعًا الذراعين أمام طغراءات ملكية في ثلاثة أسطر عمودية.

    ملك الوجه القبلي والوجه البحري «واح أب رع» ابن رع «بسمتيك» «له» الحياة والسلطان مثل رع سرمديًّا.

    وعلى الجهة اليمنى نجد فوق هذا الشخص نقشًا مؤلفًا من ستة أسطر أفقية.

    وقد نزعت نهاية السطرين الأخيرين بالكشط من الصخر: (١) الكاهن الرابع لآمون ملك الآلهة، وعمدة المدينة، (٢) وكاهن الإله «سكر» في الكرنك «نسبتاح» (٣) ابن الكاهن الرابع (٤) لآمون، والمشرف على الجنوب طرا «منتومحات». (٥) … (٦) … والمقصود هنا هو «نسبتاح الثاني».

    قائمة تلخص فرع «بدي أمن» بن خامحور الأول

    النقش رقم ٥١: وهو لكاهن آمون المسمى «نسبتاح»، ورئيس الأعمال «بدي أست» المعاصر للملك «بسمتيك الأول».

    نشاهد في هذا النقش شخصًا راكعًا برأس حليق مرتديًا جلد فهد وقميصًا، وحول جيده عقد، ورافعًا ذراعيه أمام الإله مين بصورته المعتادة، ويقف على قاعدة، وله لحية، وفي رقبته قلادة وفي يده درة.

    وقد دون فوق هذا الشخص وعلى يمينه سطران أفقيان يتبعهما سطران عموديان جاء فيهما: «الكاهن الرابع لآمون رع ملك الآلهة وكاتب بيت آمون والمشرف على الجنوب طرا «منتومحات» المرحوم ابن كاهن آمون في الكرنك «نسبتاح»، عمله خادمه رئيس أعمال بيت آمون المسمى «بدي أست» ابن مثيله «قررف-آمون» المرحوم.»

    والمقصود هنا ليس «نسبتاح» الثاني الذي ذكر في النقش السابق رقم ٢، بل المقصود «منتومحات» بن «نسبتاح الأول»، وقد رأينا في الوثائق التي جمعت في هذا البحث أن «منتومحات» قد عاش حتى السنة التاسعة من عهد الملك «بسمتيك» الأول وربما بعد ذلك.

    تمثال آخر للكاهن الرابع «منتومحات»: عثر حديثًا على تمثال للكاهن الرابع «منتومحات»، فقد وجد بين الأحجار المستعملة ثانية في شمالي مدخل معبد الملك «تهرقا» بالكرنك الشمالي، وهو مصنوع من الجرانيت القائم، وقد طلي طلاء جميلًا، ومثل على نمط تماثيل هذا العصر في هيئة مكعب، وقد عثر عليه مفقود الرأس، ويبلغ ارتفاع الجزء الباقي ٤٨ سنتيمترًا، وقد مثل قاعدًا على قاعدة.

    ونقش على الجزء الأمامي منه المتن التالي:

    (١) الكاهن الرابع لآمون، وكاتب ضياع آمون، وعمدة المدينة «منتومحات».

    (٢) ونقش أسفل هذا ما يأتي: المبجل في حضرة «منتو» رب طيبة، الكاهن الرابع لآمون رع ملك الآلهة، وكاتب ضياع آمون، وعمدة المدينة «منتومحات»، ابن كاهن «آمون رع»، وعمدة المدينة، المعروف لدى الملك «نسبتاح» المبرأ.

    ونقش على العمود الذي خلف التمثال ما يأتي: يا أيها الإله المحلي للكاهن الرابع، وعمدة المدينة «منتومحات» … خلفه في حين أن روحه تكون أمامه، إنه هليوبوليتي.

    ونقش على قاعدة التمثال ما يأتي: قربان يقدمه الملك لآمون رع رب عروش الأرضين ليته يمنح رقة القلب والفرح يوميًّا لروح الكاهن الرابع لآمون عمدة المدينة «منتومحات» ابن كاهن آمون عمدة المدينة «نسبتاح». قربان يقدمه الملك للإله «منتو» رب طيبة ليته يمنح القوة والنعيم والبراءة لروح الكاهن الرابع لآمون، عمدة المدينة «منتومحات»، ابن كاهن آمون، وعمدة المدينة «نسبتاح» المبرأ.

(١-٤) نظرة عامة في مكان «منتومحات» في العهدين الكوشي والساوي

لقد حاولنا فيما سبق جمع كل ما يمكن جمعه من الآثار والوثائق الخاصة بالأمير «منتومحات» وأسرته المتشعبة الأطراف، والتي تضرب بأعراقها إلى أجيال بعيدة خلت لا تقل على حسب ما وصلت إليه معلوماتنا عن خمسة أجيال مضت.

ولا نزاع في أن «منتومحات» هذا يعد أبرز شخصية سياسية في طيبة في عهد التسلط الكوشي على أرض الكنانة، وكذلك في عهد الاحتلال الآشوري المؤقت لها، هذا، وتدل تماثيل هذا العظيم التي بلغت القمة في الإتقان من حيث الصدق في التعبير على الحجر على أن فن النحت قد وصل غايته في النهضة الجديدة التي قامت في تلك الفترة من تاريخ البلاد، فتماثيله بالنسبة للتماثيل العدة التي ترجع إلى العهد اللوبي تعد بحق من القطع الممتازة الصنع في تماثيل رجل تملأ إهابه العظمة ويظلله الوقار في سن الشيخوخة الفانية، وأكبر دليل على ذلك تمثاله المحفوظ الآن بالمتحف المصري.٩٥

وقد فصلنا القول عن أسرة «منتومحات» فيما سبق، وقد أثبتنا أنه من أسرة كان معظم أفرادها موظفين منذ عدة أجيال، وكانت موضع احترام ونفوذ طوال العهد الكوشي في البلاد الذي امتد إلى أكثر من سبعين عامًا، وتنحصر سلسلة نسبه على ما نعلم فيما يلي: فهو «منتومحات» بن «نسبتاح» بن «خامحور» بن «حورسا إزيس» بن «بدي أست» بن «عنخ وننفر» هذا؛ وتدل ألقاب هؤلاء الشخصيات على أنهم كانوا يحملون أرقى الألقاب ويشغلون أهم المناصب، فنعلم مثلًا أن جده «خامحور» كان يحمل لقب وزير ويحتمل أن أخاه «بدي أست» كان كذلك وزيرًا، أما جده الأكبر «حورسا إزيس» فكان فعلًا يشغل منصب وزير.

يضاف إلى ذلك أن عميه «حورسا إزيس» «ونسمين» كانا كذلك وزيرين، وكان والد «منتومحات» نفسه المسمى «نسبتاح» يشغل منصب عمدة المدينة، ومن ثم كان يلقب الوكيل العظيم الذي يسيطر «يدخل» على المدينة، يضاف إلى ذلك أن كلًّا من «خامحور» جد «منتومحات» وعمه الوزير «نسمين» كان يحمل لقب كاتب الجيش، ومن ثم نعلم أنهما كانا قد بدءا حياتيهما في الجيش، ومع ذلك فإن كلًّا منهما كان يحمل لقب كاهن آمون، ولكن على الرغم من ذلك لم يكن واحد منهما يشغل منصبًا من مناصب الكهانة العالية، وكان أول من لقب بالكاهن الرابع لآمون في هذه الأسرة هو «منتومحات»، وتدل شواهد الأحوال على أن هذه الوظيفة كانت من الوظائف الممتازة في الدولة.

ولا جدال في أن أهمية أسرة «منتومحات» لم تكن محصورة فيما يحمله أفرادها من وظائف كهنة لآمون، ولكن كانت أهميتهم في أنهم كانوا موضع ثقة عند ملوك «كوش» في تلك الفترة وبخاصة في إدارة الحكومة الإلهية التي كانت على رأسها المتعبدة الإلهية، ويعد «منتومحات» في مصاف عظماء الأسر الطيبية التي تنسب إلى العهد البوبسطي، والواقع أن من يدرس آثار «منتومحات» هذا يجد من وقت لآخر ما يدهش بالنسبة لمكانته السياسية المتفوقة، وذلك على الرغم من المكانة الدينية المتواضعة التي كان يشغلها وقتئذٍ، ولا نزاع في أن قوة هذا الرجل وعظمته لم تأت عن طريق الوظائف الدينية العالية بل كانت الوظيفة الدينية تعد لقب شرف قد يساعد على الحصول على السلطة الدنيوية، وذلك بتقلد وظيفة كهانة من التي كانت تخلعها الحكومة الدينية على الرجال أصحاب النفوذ على غرار الألقاب الدنيوية مثل لقب الحاكم أو الأمير، وكذلك لقب المشرف على الكهنة التي كان يحملها رجال الإقطاع في العهود القديمة، والواقع أننا نجد أن كلًّا من وظيفة الكاهن الثالث والرابع لآمون كانت وقفًا في تلك الفترة على كبار الموظفين، أما الوظائف الدينية التي كانت فوق ذلك فكانت تمنح لرجال البيت المالك وحسب.

ولا نعلم على وجه التأكيد إذا كان لقب «أعظم الخمسة» وهو لقب كان يحمله الكاهن الأعظم لمدينة الأشمونين بوصفه كاهن الإله «تحوت»، وكذلك لقب الكاهن «ابنه محبوبه» وهو لقب كان يحمله الكاهن الأعظم للإله «حرسفيس» الإله الأعظم لمدينة «أهناسيا المدينة»، وكان يحملهما جده «حورسا إزيس» هما لقبان موروثان في الأسرة أو كانتا وظيفتين حقيقيتين؛ وذلك لأننا نجد أن هاتين الوظيفتين كانتا منفصلتين عن الوظائف الأخرى التي كان يحملها رجال هذه الأسرة ولم يحملها إلا نفر قليل من أفرادها، وتدل شواهد الأحوال على أنهما كانت تمنحان كألقاب شرف عن أعمال عامة يقوم بها الشخص الذي يحملهما، ولا بد أن «حورسا إزيس» هذا كان قد بلغ سن التقاعد عندما أتى إلى مصر «بيعنخي» غازيًا وطرد أتباع «تفنخت» صاحب «سايس» من مصر الوسطى حوالي عام ٧٣٠ق.م، وكما ذكرنا من قبل كان بعض أفراد أسرة «منتومحات» يشغل وظيفة الوزير في زمن حكم الأسرة الكوشية حتى عهد الملك «تهرقا» وكذلك كان «منتومحات» على غرار والده يشغل وظيفة عمدة العاصمة ثم رقي إلى وظيفة المشرف على الوجه القبلي كله، ويطيب أن نذكر هنا أن عم «منتومحات» كان يشغل وظيفة عمدة المدينة، وهو ابن الوزير «حورسا إزيس» (الذي كان يسمى أحيانًا «بهرر»).

وتدل النقوش التي وجدت على صخور وادي «جاسوس» الواقعة على البحر الأحمر على أن حكومة طيبة الإلهية كانت مستقلة سياسيًّا، يؤكد لنا ذلك الألقاب التي كان يحملها «منتومحات»، فقد كان يلقب الأمير حاكم الصحراء والمشرف على أبواب البلاد الأجنبية، ولا نزاع فيما كان يتمتع به حامل هذين اللقبين من سلطان عظيم، غير أنه لم يكن الوحيد الذي كان يحمل هذه الألقاب؛ إذ نجد أن كبار موظفي الزوجة الإلهية لآمون كانوا يحملون مثل هذه الألقاب، مثال ذلك المدير العظيم لبيت المتعبدة الإلهية المسمى «ببسا» والمدير العظيم لبيت زوجة آمون «بدي حورزسنت» فقد كان كل منهما يحمل لقب المشرف على الوجه القبلي، والأخير منهما كان يحمل لقب حاكم الصحراء في طيبة.

والواقع أن هذه الألقاب كانت ألقاب شرف تُعطى على غرار ما كان متبعًا في العهد الإقطاعي القديم غير أنها أصبحت الآن مليئة بالتزامات جديدة ذات أهمية عظيمة، وقد كان من جراء تمتع «منتومحات» بمثل هذا السلطان الواسع والنفوذ العظيم أن وجدنا أنه في النقوش الخاصة بتاريخ حياته كان يفخر بالإصلاحات العدة التي قام بإنجازها في طيبة وكذلك في معبد الأشمونين، ويلحظ هنا أنه يتحدث أولًا عن الحصول على المواد الثمينة لصنع تماثيل الآلهة المقدسة، وبنوع خاص الأخشاب اللازمة للسفن المقدسة، هذا بالإضافة إلى قطع الأحجار اللازمة لإقامة المعابد المهدمة؛ إذ يقول: «لقد طهرت معابد كل الآلهة في كل مقاطعات الوجه القبلي على حسب تعليمات تطهير المعابد.»

وكان من جراء هذه الإصلاحات أن أقيم ما كان قد خرب من معابد في أزمان الاضطرابات والحروب التي وقعت في عهد الآشوريين، وأن من يقرأ ما قام به «منتومحات» من إصلاحات يجد فيه نغمة حكام الإقطاع الأقدمين التي كانت تنطوي على المبالغة، ولكن «منتومحات» كان يتحدث هنا عن أعمال أنجزها دون أية مبالغة، هذا ويلحظ في نقوشه أنه كان حفيد وزير وقائد جيش، وذلك عندما يقول: «لقد جعلت مصر العليا تسير في طريق الإله «أي طريق العدالة» في حين كانت البلاد عقبًا على رأس بسبب عظم المصيبة … بوساطة عظم تفوقي «لسيدي» الذي أتى من «الجنوب». ويقصد بهذا السيد بطبيعة الحال الملك «تهرقا» الذي أتى من جنوب الوادي لطرد الآشوريين، وقد استمر في خدمة إلهه دون انقطاع، كما دخل بيت الإله ورأى ما فيه، ومن ثم ختم كل مقصورة فيه بخاتمه.»

وهذه النجدة التي قام بها «تهرقا» ملك «كوش» وهو تحرير مقاطعة «طيبة» من غزو الآشوريين على يد مليكهم «آشور بنيبال» يرجع الفضل الأعظم فيها للأمير «منتومحات» الذي كان يحمل لقب المشرف على كهنة الوجه القبلي والوجه البحري، وهذا اللقب لم يكن قد حمله من قبله إلا القليل من عظماء كهنة «آمون» وبعض كبار الموظفين في عهد الدولة الحديثة مثل الوزراء.

وفضلًا عن ذلك كان يحمل «منتومحات» لقب كاتب ضياع معبد آمون فعلًا، وهذا اللقب كان لقب شرف، فكان مثل لقب الكاهن الرابع لآمون يمنح بمثابة معاش لما قام به حامله من خدمات لمعبد آمون.

ولا نزاع في أن «منتومحات» كان يعمل بوصفه حاكمًا في دائرة طيبة كما كان عظيمًا من عظماء الأسر الطيبية، وهو من دم مصري صريح، وليس لدينا من النقوش والكتابات الخاصة «بمنتومحات» ما يبرهن على أنه كان كوشي الأصل كما ادعى ذلك كل من «دريتون» «وفندييه»،٩٦ ومن المحتمل أن هذا الخطأ قد جاء عن طريق صورة له في شيخوخته، وهذه الصورة عثر عليها في معبد موت كما ذكرنا من قبل، حقًّا قد وفد إلى مصر بعض الموظفين من الجنوب في عهد ملوك «كوش» وعملوا في خدمة الحكومة الإلهية في عهد المتعبدات الإلهيات، غير أن «منتومحات» لا يعد واحدًا منهم، ويمكننا أن نذكر من بين هؤلاء الكوشيين الحقيقيين الذين وفدوا إلى مصر: (١) ابن تهرقا من صلبه من زوجه الملكية الأولى المسمى نسشو تفنوت٩٧ وهو الكاهن الثاني لآمون بالكرنك، ومثل هذا الأمير كان غالبًا يشغل وظيفة عالية. (٢) وكذلك عمدة المدينة «كلباسكن»٩٨ وقد كان يحمل لقب الكاهن الرابع وهو زميل للأمير «منتومحات»، يضاف إلى ذلك أنه كان يشغل وظيفة كاهن متقاعد للإلهة «خنسو نفر حتب». (٣) وأخيرًا رجل البلاط البدين المسمى «أرجاديجانن»، وقد عثر له على تمثال محفوظ بمتحف القاهرة، وهو يعد من القطع الفنية الممتازة، ولا نزاع في أنه كان يوجد في مصر عدد كبير من الكوشيين في ذلك العهد مختبئين تحت أسماء مصرية، ولكن عددهم على أية حال لم يكن كبيرًا.

ومهما يكن من أمر فإن «وزارنس» آخر زوجات «منتومحات» وهي التي صورت معه على جدران قبره مع ابنها كانت أميرة نوبية، ويحتمل أنها كانت حفيدة الملك «بيعنخي» وأن زواجها من «منتومحات» كان زواجًا سياسيًّا أراده «تهرقا» لما كان يعرفه عن «منتومحات» من مهارة، وبخاصة نفوذه وسلطانه وحسن سياسته في الوجه القبلي بنوع خاص.

أما ما نفهمه من أمر صور «منتومحات» التي كانت في ظاهرها تدل على تقاطيع نوبية فقد ترجع إلى طراز خاص بهذا العصر له نظيره في التاريخ المصري، والواقع أن «منتومحات» كان مصري المَحْتِد يجري في عروقه الدم المصري الخالص كما ذكرنا من قبل، ولكنه وفقًا لسياسة التقرب للملك الكوشي صور نفسه بتقاطيع نوبية تشبه تقاطيع «تهرقا» وقتئذٍ، وذلك على غرار ما فعله عظماء القوم في عهد الفرعون «إخناتون»، فقد رسموا رءوسهم شبيهة برأس الملك «إخناتون» وأسرته، ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن ملوك «كوش» قد قاموا بعصر نهضة جديدة تقلد العهد الفني الماضي الرفيع كما كانت تقلد كل ما هو قديم ينم على العظمة، وإذا رجعنا إلى صور تماثيل أسرة «منتومحات» التي خلفوها وراءهم، وهي التي تحدثنا عنها من قبل نجد أنها كانت كلها تدل على أن أصحابها كانوا من دم مصري خالص وطراز مصري أكيد، وتدل شواهد الأحوال على أن «منتومحات» هو الذي أمر بصنع هذه التماثيل لأسرته التي يرجع تاريخها إلى عدة أجيال، وأنها ليست من صنع أصحابها، والواقع أن مظهرها يدل على أنها من صنع مفتنٍّ واحد بعينه. وقد كان غرض «منتومحات»٩٩ من ذلك إحياء ذكرى أجداده والتفاخر بما كان لهم من مجد قديم ومكانة رفيعة.
هذا؛ وكان، «منتومحات» صاحب ثروة ضخمة وجاه عريض وسلطان قوي لدرجة أنه كان في عظمته ملكًا ولا ينقصه إلا الاسم، وينم عن ثرائه وعظمته أولًا قبره الضخم الذي خلفه وراءه في جبانة طيبة «بالعساسيف» بجوار الدير البحري، وهذا القبر لم يكشف عنه بعد تمامًا، غير أن ما كشف عنه منه حتى الآن يدل على أنه كان يضارع قبور الملوك في ضخامته، بل يفوقها، ومن الغريب أنه كان يتمثل في أعماله بالملوك، حتى إنه كان أول موظف نقش اسمه على حزامه كما ذكرنا من قبل، ويدل على مقدار ثروته بالنسبة لعظماء الشعب ورجال البلاط ما قدمه للمتعبدة الإلهية «نيتوكريس» عندما وفدت إلى طيبة مقر «منتومحات» لتتسلم وظيفتها، بمثابة دخل ثابت لها، بوصفها زوج الإله آمون، وذلك على حسب ما جاء على لوحة «نيتوكريس» نفسها، فقد منحها «منتومحات» هو وابنه «نسبتاح» وزوجه ما يلزم لها من الخبز «وهو ما يعادل ٤٠٠ من ٦٠٠ دبن» وذلك في حين أن الكاهن الأكبر لآمون المسمى «حور أخبيت» والكاهن الثالث «بدي-أمن-نب نستاوي» قد منحاها ما يعادل ١٠٠ دبن فقط، ويلحظ أن «منتومحات» لم يقدم شيئًا للزوجة الإلهية «نيتوكريس» من دخل وظيفته بوصفه الكاهن الرابع لآمون؛ إذ كانت وظيفته السياسية في الواقع تغطي على وظائفه الأخرى.

(٢) في عهد الملك «تهرقا»: «بيسد يمن» بن «بكوسن» وآثاره في «طيبة»

(١) من بين التماثيل العدة التي عثر عليها المهندس «هنري شفرييه» في خلال السنين الأخيرة في القطاع الشمالي الشرقي من سور معبد الكرنك، تمثال مكعب الشكل قطع من الجرانيت الرمادي الذي تختلط بجزئياته بعض عروق بيضاء، ويبلغ طوله حوالي ٢٥ سنتيمترًا ورأسه مفقود، والجزء الأسفل قد أصابه عطب، وتدل شواهد الأحوال على أنه كان من المحتمل يرتكز على قاعدة جالسًا القرفصاء.

وهذا التمثال مكعب الشكل ويدخل ضمن مجموعة يشاهد فيها عدم وضوح أعضاء الجسم وبخاصة الساقين فإنهما لا يميزان عن مجموع الجسم، ولكن من جهة أخرى نلحظ أن اليدين قد نحتتا نحتًا بارزًا على الجزء الأعلى من التمثال وصورتا منسبطتين.

ويمكن تمييز منظرين على الوجه الأعلى للتمثال، فعلى الجهة اليسرى مثل الإله خنسو بيده اليمنى في فمه.

وعلى الجهة اليمنى مثل الإله «حور» واقفًا وفي يده اليمنى طائر وهو يتقدم نحو الإله «أوزير» تتبعه «إزيس» واقفة.

وعلى الجهة اليمنى من هذا المنظر الأخير نقش في سطر عمودي اسم ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تهرقا» عائشًا أبديًّا، وقد نقش كل من هذين المنظرين بحروف دقيقة الصنع.

وعلى الوجه الأمامي نشاهد الإلهة «موت» ونقوشًا هيروغليفية على جانبيها، وهاك النص الذي جاء على هذا الجزء من التمثال: «قربان يقدمه الملك للإلهة «موت» العظيمة سيدة «أشرو» ربة السماء، نائبة كل الآلهة: قربان من الخبز والجعة ورءوس الماشية والطيور والملابس والمرمر «أي أوانٍ من المرمر» يشم … المر والبخور، وقربات سائلة من النبيذ واللبن، والدخول والخروج من الجبانة دون أن تمتع روحه … بإتمام شعيرة القربان لأجل روح رئيس التابعين، القيم على أملاك «موت»، المسمى «بيسيد يمن» المرحوم ابن القيم على أملاك «موت» المسمى «بكوش»، والذي وضعته تابعة «موت» المسماة «تاحنأمون»، يقول: يا أيها الكهنة خدام الإله، والكهنة أبناء الآلهة، والكهنة المطهرون «وعب» والكهنة المرتلون الذين يدخلون في المعبد لإقامة الشعائر «التي ينبغي أن تقام» في المعبد، وإن إلهكم سيكافئكم عندما تحنون نحوي أيديكم حاملين البخور والقربات السائلة، في الوقت الذي تمرون بالقرب مني لأجل روح رئيس التابعين لأملاك «موت» المسمى «بيسيد يمن» المرحوم، قولوا ذلك لروح هذا الرجل، أما ذلك الذي سيعمل السوء للذي سيؤديها؛ أي القربات، فإنه سيمضي الليل …»

وجاء على الجهة اليسرى من التمثال ما يأتي: قربان يقدمه الملك للآلهة «بتاح سكر-أوزير» سيد «شتيت»١٠٠ ليته يعطي كل القربات والمأكولات لروح «أوزير» المقيم على أملاك «موت» الرئيس الأعلى للتابعين للأملاك المذكورة، المسمى «بيسيد يمن» المرحوم.
هذا؛ وقد نقش على جانبي القارب اسم «إزيس» العظيمة «الأم المقدسة» في السماء وولية عهد الأرضين، ونقش فوق الصقر الذي يمثل الإله: «سوكر» في «خنو»، «سوكر» في «شتيت»، «وسوكر» في «حرت إيب».١٠١
ويوجد على الصف الأسفل من هذا المنظر الذي كسر جزؤه الأسفل حاملان للقربان يحمل كل منهما مائدة قربان، وقد جاء مع الأولى النقش التالي:
نطق: إني أحمل إليك القربان.
نطق: إني أحمل إليك المأكولات.
وجاء مع المائدة الأخرى:
نطق: إني أحمل إليك الهدايا.
نطق: إني أحمل إليك كل أنواع الأشياء الطيبة.

ولا نزاع في أن هذا الكلام موجه إلى الإلهة «موت» المنقوشة في المنظر نقشًا بارزًا.

أما على الجهة اليمنى فلم يبقَ من نقوشها إلا النصف، والمنظر كان في الأصل يمثل عبادة الرمز المقدس «للعرابة المدفونة».

وقد بقي من النقوش التي على يمين رمز «العرابة» خمسة أسطر: واحد منهم خاص «بأوزير» جاء فيه: … «أوزير» الذي يقطن الغرب، الإله العظيم.

أما الأسطر الأربعة الأخرى فقد جاء فيها: «قربان يقدمه الملك» «لإزيس» العظيمة، الأم الإلهية، «ولتحوت» العظيم سيد النطق المقدس، لأجل أن يمنحا قربانًا من الخبز والجعة والبخور على النار، والنسيم الحلو من هواء الشمال للأنف لأجل روح «أوزير» رئيس التابعين المسمى «بيسيد يمن»:
  • ظهر التمثال: هذا الجزء قد أصابه عطب كبير، وهو يتألف من عمود قليل النتوء، وقد نقش عليه ثلاثة أعمدة من الكتابة يلحظ فيها تطور صيغة القربان التي سنتحدث عنها فيما بعد، وقد جاء فيها: يا أيها الإله المحلي الخاص بالقيم على «أملاك «موت»» … الرئيس الأعلى للتابعين للأملاك المذكورة المسمى «بيسيد يمن» ابن القيم على أملاك الإلهة «موت» المسمى «بكوش» المرحوم، ليته يوضع خلفه «أي الإله»، في حين ما تكون روحه أمامه أنه «أوني» (يشير إلى صاحب التمثال وكلمة «أوني» نعت من نعوت الإله «أوزير»).١٠٢

    (٢) وقد عثر لصاحب التمثال السابق الذكر حديثًا على مائدة قربان وجدت في ساحة مقبرة العظيم «منتومحات» في أثناء الكشف الذي قام به الأستاذ «زكريا غنيم» في هذه الجهة، وقد تحدثنا عنها فيما سبق عند الكلام على مقبرة العظيم «منتومحات» وما وجد فيها من آثار.

  • الخلاصة: إن اسم «بيسيد يمن» يمكن ترجمته: «ليت هديته تبقى» ومن المحتمل أن اسم هذا الرجل يرجع إلى أصل كوشي.
ولوحة قربان هذا المقيم التي عثر عليها في ساحة «منتومحات» لم تقدم لنا شيئًا من سلسلة نسبه، ولكن جاء فيها نفس الألقاب التي جاءت على تمثال «بيسيد يمن» هذا، وهي «القيم على أملاك الإلهة «موت» والرئيس الأعلى للتابعين»، وهؤلاء التابعون كما يقول الأثري «جوتييه» Le Personnel du Dieu Min هم أتباع الإله «مين» الذين كانوا يكلفون بتأليف موكب تمثال الإله منذ خروجه على الناس، وإذا كانت نظرية «جوتييه» صحيحة فإن الرئيس الأعلى لهؤلاء التابعين لا بد كان رجلًا صاحب مكانة عليا، وذلك على الرغم من أنه قد حافظ على الوظيفة المتواضعة التي ورثها على أبيه وهي «القيم على أملاك الإلهة «موت»، ولكن يمكن ألا يعني بلفظ التابعين كل أولئك الذي يشتركون في خدمة الآلهة ويظلون حولهم.»

إن التشابه في الألقاب وفي اسم العلم الذي نجده على مائدة القربان وعلى التمثال الخاص بهذا الرجل يدل على أن الأثرين لفرد واحد بصورة واضحة.

غير أنه من الغريب مع ذلك أن نرى تمثال «الكرنك»، هذا الذي تم صنعه في عهد حياة الملك «تهرقا» ما بين عامي ٦٨٩ و٦٦٤ق.م يكون صاحبه «بيسيد يمن» مذكورًا في النقوش أنه «متوفى» ومنعوتًا بأنه «أوزير» (أي في عالم الآخرة)، في حين أنه قد ذكر على مائدة القربان بأنه «أوزير»، ومصدرها مقبرة «منتومحات»؛ أي إنه قد دفن قبل السنة التاسعة للملك «بسمتيك الأول»؛ أي حوالي عام ٦٥٤ق.م، ولا بد من أن نعترف بأن وجود هذا الأثر في مقبرة «منتومحات» يضع أمامنا مسائل تحتاج إلى فحص وحل كالتي تعترضنا في وجود شخصيات أخرى أقل أهمية معه لهم مقاصير أقيمت في قبره «منتومحات هذا».١٠٣

والواقع أننا لا نعرف عن والدي «بيسيد يمن» إلا أنهما تابعان لكهنة الإلهة «موت» فتمثال «الكرنك» المكعب الشكل يقدم لنا اسم والدته «تاحنأمون»، وقد كانت تابعة للإلهة «موت»، وعلى ذلك كانت عضوًا من بين الكهنة الذين سيكون ابنها عضوًا منهم، ونعرف من نفس هذا الأثر اسم والده، وقد كان كذلك قيمًا على أملاك الإلهة «موت» ويدعى «بكوش» (ومعناها النوبي أو الحبشي).

وتدل الظواهر على أن جد هذا الاسم يرجع إلى الدولة الوسطى في تركيبه مع لفظة «كوش»، وتجد هذا الاسم في العصر المتأخر خلافًا لما جاء على تمثال «بيسيد يمن» قد ذكر بالرسوم الآتية «بيكش»، «بكش» «وباكاشاي» وقد استمر هذا الاسم فيما بعد في الإغريقية والقبطية في صورة المذكر والمؤنث، فالمذكر كتب «بكوش»، والمؤنث «تاكوشيت»، واسم «بكوش» كان يطلق على كثير من الرهبان القبط، وهو الاسم الذي ترجم إلى العربية بكلمة «حبشي» وهو علم يطلق الآن على عدد عظيم من الأفراد في أيامنا هذه مثل «بانوب حبشي» «ولبيب حبشي» فهل بعد ذلك يمكننا أن نستخلص أن «بيسيد يمن» وأسرته كانوا من أصل نوبي؟

ولنذكر هنا أن «مسبرو» قد كتب عن أسماء الأعلام التي من طراز «بكوش» قائلًا: «إني أعتبر أن الأفراد الذين يدعون «باخاروي» (السوري) «نحسى» (الأسود) «تاشاوي» (البدوي) لا يعدون الآن غرباء عن مصر»؛١٠٤ إذ هي في الواقع كما عندنا (Le Lallemand, les Langlais, les Suisse)، وعلى أية حال فإن الموازنة التي أتى بها «مسبرو» ليست مقنعة تمامًا؛ إذ الواقع أن في مصر لا ينتقل الاسم نفسه حتمًا من الأب للابن، وذلك على عكس ما هو سائد في الغرب الحديث حيث نجده متصلًا ومستمرًا في الأسرة، ومن جهة أخرى يمكن أن نفرض أن اسمًا مثل النوبي «بكوش» أو غيره كان يُعطى أحيانًا لطفل من فرع مصري أصيل بسبب لون بشرته المائلة إلى السواد أو بسبب خاصية جسمية أيًّا كانت جعلته يشبه السوداني، وعلى ذلك فإن الموضوع لا يزال معلقًا، غير أنه من المستحيل أن «بيسيد يمن» بن «بكوش» كان من أصل نوبي بعيد إذا كان أهله قد هاجروا إلى مصر منذ زمن بعيد أو قريب، وربما كان في مقدورنا أن نتأكد من أصل «بيسيد يمن» النوبي إذا كانت سلسلة نسبه ترجع إلى الجيل الذي قبل ذلك أو إذا كنا قد وجدنا مثلًا أفرادًا يدعون «بكوش» في أجداده أو وجدنا كذلك أفرادًا يحملون أسماء نوبية مماثلة في كتابتها باللغة المصرية القديمة.

(٣) تمثال الكاهن «إتي» وأسرته في عهد الملك «شبكا»

يوجد بالمتحف البريطاني تمثال يحمل رقم ٢٤٤٢٩ وهو تمثال مكعب الشكل من الحجر الجيري في حالة حفظ تامة، ولم ينشر المتن الذي نقش عليه بأكمله، وكل ما نشر منه هو التاريخ الذي دون عليه وقد ذكرناه فيما سبق، وقد بقي موضع خلاف إلى عهد قريب جدًّا.

وهذا التمثال يقدم لنا سلسلة نسب لطائفة من الكهنة الطيبيين، وتفاصيل نحت هذا التمثال وبخاصة الرأس تستوقف الأنظار بدقتها.١٠٥

والواقع أن هذا التمثال قد بلغ درجة الكمال، ولكنه الكمال الذي يعتوره بعض الجمود، فتفاصيل نحته ممتازة قد عُني بها إلى درجة عظيمة، ويبلغ ارتفاع هذا التمثال ٢٤ سنتيمترًا و٥ ملليمترات، وعرض القاعدة يبلغ ٢١ سنتيمترًا وثمانية ملليمترات، وجسم هذا التمثال المكعب الشكل قد مثل في صندوقه بصورة مزملة فلم يميز في تمثيله الساقان أو القدمان، ولكن من جهة أخرى نلحظ أن الذراعين قد مثلتا واليد اليسرى قد مثلت منبسطة في حين أن اليد اليمنى قد مثلت بصورة بارزة خارجة من الثوب الذي يلبسه قابضة على شجرة أو نبات.

ويرتدي «إتي» شعرًا مستعارًا يحتوي على عنصرين، فالعنصر الأملس منهما قد بقي فيه بقايا لون أسود وقد أسدل حتى الكتفين، وقد ظهرت منه الأذنان، أما الجزء الأسفل من ذلك الذي فوق الخدين فقد نحت فيه نوع من الرباط يتصل بلحية مربعة، وأنف هذا التمثال مدبب لدرجة ملحوظة والفم صغير ينم عن قوة الإرادة والسيطرة.

وهذا التمثال ليس له عمود يرتكز عليه، ولكن الجزء الذي أمام جسم التمثال نقش عليه بعناية متن يحتوي على ثلاثة عشر سطرًا، وهاك النص:
السنة الخامسة عشرة اليوم الحادي عشر من شهر بئونة في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «شبكا» عائشًا مثل «رع» أبديًّا. نطق يقول: ليت «رع حور أختي» الإله العظيم وسيد السماء، وآتوم سيد الأرضين الهليوبوليتي «أوزير» الذي يشرف على الغرب الإله العظيم،١٠٦ يعطي القربان والأغذية، ورءوس الماشية والدواجن والبخور والملابس والمرمر وكل شيء جميل وطاهر، وكل شيء لذيذ وحلو، وكل شيء تعطيه السماء وكل شيء تخلقه الأرض، وكل النباتات ذات الرائحة الذكية، والنبيذ واللبن لأوزير الكاهن والد الإله المتفوق النشاط والصحة، ورئيس الأسرار لأملاك «آمون»، المعروف لدى الملك عظيم المنصة الخاصة بالملك «بيعنخي» ابن «إزيس» محبوب «آمون» عائشًا أبديًّا، رئيس الحريم والذي في شهره «= كاهن الشهر» والرئيس لطائفتي الكهنة الثانية والثالثة لأملاك «خنسو الطفل» (شبه هنا خنسو بحور الطفل) «إتي» ابن المحبوب من الإله، الكاهن «حيت وزارت»١٠٧ الخاص بالإلهة «موت» سيدة السماء ورئيس الحريم للإله «خنسو الطفل» «أرعاخنسو» المرحوم ابن الكاهن والد الإله «لآمون» ورئيس الحريم «إتي» ابن محبوب الإله، والفلكي في «الكرنك» ورئيس الحريم للإله «خنسو الطفل»، والمعروف لدى الملك «عنخفنموت» المرحوم ابن كاهن «آمون» «حورسا إزيس» المرحوم ابن رئيس النشاط والصحة لأملاك «آمون» وكاهن «آمون» في «الكرنك» إتي المحترم.

ومما سبق يتضح أن نقوش هذا التمثال الذي يرجع تاريخه إلى السنة الخامسة عشرة من عهد الملك «شبكا» قد وضعت أمامنا سلسلة نسب من الكهنة التابعين للاهوت «طيبة» ويمكن تلخيصها فيما يأتي:

رقم الاسم الألقاب
(١) إتي رئيس النشاط والصحة لبيت «آمون» وكاهن «آمون» في الكرنك.
(٢) «حورسا إزيس» كاهن «آمون».
(٣) «عنخفنموت» محبوب الإله والفلكي في «الكرنك» والمعروف لدى الملك ورئيس الحريم للإله «خنسو الطفل».
(٤) «إتي» الكاهن والد الإله «لآمون» ورئيس الحريم.
(٥) «إرعا خنسو» محبوب الإله والكاهن «حبت وزات» للإلهة «موت» سيدة السماء ورئيس حريم الإله «خنسو الطفل».
(٦) «إتي» رئيس النشاط بالصحة لبيت «آمون» والمعروف لدى الملك وعظيم المنصة الخاصة بابن «إزيس» «بيعنخي» محبوب «آمون» العائش أبديًّا، والمشرف على الحريم، والذي في شهره، والكاهن رئيس الطائفتين الثانية والثالثة لبيت «خنسو الطفل».

وإذا فرضنا في المتوسط خمسًا وعشرين سنة لكل جيل، ومع العلم أن «إتي» رقم ٦ كان موظفًا في بلاط «شبكا» حوالي عام ٧٠٠ق.م، فإنا نصل إلى أن «إتي» رقم واحد كان يعيش حوالي عام ٨٢٥ق.م؛ أي في قلب الأسرة الثانية والعشرين.

والواقع أن غموض بعض الألقاب مثل لقب رئيس النشاط والصحة الذي يحمله «إني» رقم (١) «وإتي» رقم (٦)، وكذلك اللقب «محبوب الإله» الذي يحمله كل من «عنخفنموت» رقم (٣) «وإتي» رقم (٦) تجعل من الصعب الحكم بوجه التأكيد على مركز هذه الأسرة، ومع ذلك نرى أن أعضاءها يشغلون مراكز بين كهنة «آمون» مثل «إتي» رقم (١) «وعنخفنموت» رقم (٣) «وإتي» رقم (٤) «وإتي» رقم (٦)، كما كان بعضهم يشغل مراكز في كهنة كل من «موت» «وخنسو» وهما المكملان لثالوت «طيبة»، ويدل استمرار وظائفهم في كهنة «طيبة» على أن هذه الأسرة تابعة لجماعة الموالين الذين أيدهم الإثيوبيون في أماكنهم في «طيبة» عند الفتح الكوشي، وفضلًا عن ذلك فإن آخر متن لفرد معروف لدينا من سلسلة نسل «إتي» كان مكلفًا بإقامة الشعائر الاحتفالية لأحد الملوك المؤسسين لهذه الأسرة وهو «بيعنخي» العظيم.

ومما هو جدير بالذكر هنا أن ذكر عبادة «بيعنخي» في عهد «شبكا» يعد دليلًا قاطعًا على إثبات عدم قيام منافسة، ومن باب أولى عدم وجود كراهية في قلب الأسرة الكوشية التي حكمت في عهد الأسرة الخامسة والعشرين.١٠٨

(٤) تمثال «باكنبتاح» من عهد «شبكا»

كان من بين العظماء الذين كانوا في خدمة المتعبدة الإلهية: وهي التي كانت تعتبر أميرة من دم ملكي ووهبت نفسها للرهبنة وجندت نفسها بالتبني لأجل أن تكون زوجة «آمون» الطيبي على الأرض المشرف العظيم للبيت، وقد تحدثنا عن بعض هؤلاء الرؤساء العظام للبيت في الجزء العاشر من هذه المجموعة، وقد تناولنا الكلام عن المشرف العظيم للبيت «آخآمون رو» الذي كان في خدمة المتعبدة الإلهية «شبنوبت» الثانية ابنة «بيعنخي» وأخت الملك «تهرقا» بشيء من التفصيل، وتكملة لما أوردناه هناك عثرنا حديثًا على بعض وثائق جديدة من بينها تمثال لفرد يدعى «باكنبتاح»، وكان الأثري «لجران» قد تعرف عليه من قبل١٠٩ وهو يضع أمامنا سلسلة نسب المشرف الأعظم للبيت «آخآمون رو» وقد دون هذا النسب فيما سبق غير أننا لم نورد ما جاء على تمثاله «باكنبتاح» من نقوش.

وأهمية هذا التمثال قد وضحت من أن فردًا يدعى «بكيري» وآخر يدعى «باكنبتاح» قد ذكرا كذلك على بردية مؤرخة بالسنة الرابعة عشرة من عهد الملك «بسمتيك الأول» بالكتابة الهيراطيقية والهيراطيقية الشاذة، وهذه الورقة محفوظة الآن بمتحف «بروكلين»، وقد تحدث عنها الأثري «باركر» في مؤتمر المستشرقين الثالث والعشرين في كمبردج «من ٢٤ أغسطس سنة ١٩٥٤.»

وتمثال «باكنبتاح» هذا محفوظ بمتحف القاهرة١١٠ ويبلغ ارتفاعه ٢٦ سنتيمترًا وهو منحوت في الجرانيت الرمادي المبقع، وقد أصاب النقوش التي عليه بعض العطب.

مُثِّل «باكنتباح» (= خادم الإله «بتاح») جد «آخآمون رو» جالسًا على مقعد يرتكز على قاعدة، ويلبس على رأسه شعرًا مستعارًا ذا فروق عمودية، وعيناه تنظران إلى الأمام، وجسمه مزمل في ثوب في كل أجزائه، ولم يظهر منه إلا جزء من تحت الرقبة والقدمان واليدان، وهذه هي الصورة الشعيرية للمتوفى الذي يمثل في صورة الإله «أوزير»، ونقرأ على مقدمة ثوبه في الوسط النقش التالي: «قربان يقدمه الملك «لآمون» سيد عروش الأرضين، ليته يعطي قربانًا من الخبز والجعة والماشية والدواجن لروح كاهن «آمون» ورئيس كتبة الوثائق.»

هذا؛ ويشاهد تحت قدمي التمثال من أمام القاعدة البداية المزدوجة لنقش يلف حول القاعدة.

ويشاهد على الجهة اليمنى من التمثال في الجزء الأسفل سطر من النقوش يحلي القاعدة، كما يشاهد في الجزء الأعلى ستة أسطر من النقوش وصورة شخص ماشٍ برأس عارٍ ويرتدي جلد فهد.

وهاك النص: «إنه ابن كاهن «آمون» في «الكرنك»، ورئيس كتبة الوثائق، وكاهن الإلهة «ماعت» ابنة «رع»: «بكيري» الذي عملها له لأجل أن يجعل اسمه يحيا في بلدته …»

وعلى الجهة اليسرى نشاهد شخصًا ماشيًا رأسه عارٍ ويقدم على ما يظن مبخرة ومعه النقش التالي: «ابنه البكر من صلبه الذي يحبه، والمالك لكل ممتلكاته، كاهن «آمون» ورئيس الوثائق وكاهن الإلهة «ماعت» ابنة «رع» «بكيري» الذي وضعته السيدة «أرت باستت رو» عمله لأجل أن يحيا اسمه.»

وجاء على الجزء الخلفي من التمثال الذي يتألف من عمود لحماية التمثال ما يأتي:

يا أيها الإله المحلي لكاهن «آمون رع» ورئيس كتبة الوثائق، وكاهن الإلهة «ماعت» ابنة «رع» المسمى «باكنبتاح» المرحوم ابن كاهن «آمون» ورئيس كتبة الوثائق المسمى «عنخ باخرد»، ليته يوضع خلفه في حين تكون روحه أمامه أنه «أويوني» (= لقب للإله أوزير) وقد نقش حول القاعدة المتن التالي من جهة اليمين: قربان يقدمه «منتو» رب «طيبة»، ليته يمنح كل شيء طيب وطاهر ولذيذ وأن يكون له قربان كل يوم، وأن يخرج عند الصوت «أي سماع الصوت» عندما ينادي «أي المتوفى» لأجل روح كاهن «آمون» «باكنبتاح» المرحوم.

وجاء على الجهة اليسرى: قربان يقدمه الملك «لآمون رع» رب عروش الأرضين، ليته يعمل على أن يصل الخبز «ستنو» في قاعة «جب» العظيمة في حضرة أسياد «هليوبوليس» لأجل روح كاهن «آمون» رئيس كتبة الوثائق وكاهن «ماعت» ابنة «رع» المسمى «باكنبتاح».

ولا نزاع في أن أهمية نقوش «باكنبتاح» تسمح لنا أن نضع سلسلة نسب لعدة أجيال «على الأقل من جهة فرع الذكور» لأسرة كهنة، والمعلومات التي نحصل عليها من ذلك تتفق مع المعلومات التي لدينا عن آباء المدير العظيم للبيت «آخآمون رو» الذي فصلنا القول عنه في الجزء السالف من هذه الموسوعة، فوالد «آخآمون رو» هذا يدعى «بكيري»، ولما كانت الألقاب التي يحملها «بكيري» في وثائق «آخآمون رو» وعلى هذا التمثال فإنه مما لا شك فيه أن الأخير كان والد «آخآمون رو» كما أوضحنا ذلك في الجزء التاسع من هذه المجموعة.

هذا؛ ويخول لنا وجود اسم «بكيري» الذي دون بين الذين وقعوا ورقة «بروكلين» المؤرخة بالسنة الرابعة عشرة من عهد «بسمتيك الأول» أن نحدد من حيث التأريخ سلسلة نسب هذه الأسرة، وعلى ذلك فإنه من الجائز أن «عنخ باخرد» يصعد في نسبه إلى عهد المتعبدة الإلهية «شبنوبت الأولى» وأن نرى فيه طيبيًّا مواليًا للحزب الإثيوبي «أو لكوش» يضاف إلى ذلك أن «بكيري» كان كذلك في السنة الرابعة عشرة من عهد «بسمتيك الأول» لا يزال على قيد الحياة ويشغل وظيفته، وقد ورث عن جده ووالده ألقاب كاهن «آمون» ورئيس كتبة الوثائق، وقد استبقى لابنه «أخآمون رو» تولية الوظيفة العالية بين عظماء رجال المتعبدة الإلهية وأعني بذلك وظيفة المشرف العظيم للبيت.

(٥) إصلاح المحاريب المصرية في عهد الملك «شبكا» في «دندرة» وغيرها

توجد في المتحف المصري لوحة تحمل رقم ٤٤٦٦٥ في دفتر السجل، عُثر على هذا الأثر في خرائب «دندرة»، وهو عبارة عن لوحة جزؤها الأعلى مستدير ومصنوعة من الجرانيت الأسود، ويبلغ ارتفاعها ٤٩ سنتيمترًا وعرضها ٣٠ سنتيمترًا وسمكها ١٠ سنتيمترات، وتدل حالتها على أنها قد نُزعت من مجموعة آثار كانت ضمنها، ومن المحتمل أنها كانت جزءًا من تمثال يقدم نقشًا وهو راكع.

وفي الجزء الأعلى منها مثل منظر يعلوه علامة السماء، وفي الجهة اليمنى منه مثل الملك بتاج آتف واقفًا في هيئة إنسان يمشي، ويرتدي القميص المثلث الشكل المحلى بذيل الثور الطويل العادي، ونشاهد يده اليسرى مرفوعة ويده اليمنى تحمل الرغيف المخروطي الشكل، وهذا الوضع يمثل لنا حالتين من الحالات الشعيرية، فتقديم الرغيف بيده اليمنى يمثل القربان ورفع اليد اليسرى يمثل التعبد.

ويُرى خلف الفرعون سلسلة رموز واقية قد جمعت هنا لحفظ صورة الملك التي كانت تعد عائشة؛ فنشاهد مروحتين وعتبتي باب وتغطيتها، وعقربًا «يمثل الإلهة «سلكت»» مشبوكًا مع العلامة ، وأخيرًا في أسفل يوجد الرمز «زد» (= الثبات) الذي له ذراعان في صورة الرمز كا مُثِّل قابضًا على المجموعة التي يتألف منها اسم «آمون»، فالرمز الدال على الجزيرة والعلامة الدالة على الماء التي تحتوي عليها قد مثلت هنا بشرطة بسيطة أفقية، وكل هذه العناصر الواقية قد حفرت حفرًا غائرًا، ويواجه الملك الإلهة «حتحور» سيدة «دندرة»، وقد مثلت واقفة وبيدها اليسرى علامة «واس» وفي يدها اليمنى علامة الحياة، وخلف «حتحور» يقف الإله «حور سماتاوي» برأس صقر، وفي يده اليسرى الصولجان «واس» وفي اليمنى رمز الحياة.

وعنوان المنظر هو: نذر الرغيف الأبيض لوالدته لأجل أن يمنح الحياة أبديًّا، وقد كتب هذا النقش بين الملك والإلهة «حتحور» ونقش فوق الملك: «حور … سيد الأرضين … معطي الحياة والثبات أبديًّا». ونقش أمامه: نطق: «إني أعطيك كل الحياة والسعادة «هكذا تقول» «حتحور» سيدة «دندرة»، وقد صحب اسمها الصيغة: ليتها تعطي الحياة السعادة مثل «رع»، نطق: إني أعطيك كل الحياة والسعادة وكل الصحة أبديًّا «هكذا يقول» حور سماتاوي».

واسم الملك الذي عمل في عهده هذا الأثر في محي ولم يبقَ منه إلا جزء بسيط، والأسماء الخمسة التي يتألف منها لقب الملك قد ذكرت في السطرين الأول والثاني من النقش الرئيسي الذي يوجد تحت منظر القربان الذي وصفناه، ويمكن أن نقرأ في التكسير بعد التكملة أسماء الملك «شبكا»، وهذا التكسير كان قد عمله الملك «بسمتيك الثاني» في عهد الأسرة السادسة والعشرين لأجل أن يكون هذا الأثر باسمه هو، والواقع أنه يكفي لتحويل لقب الملك «شبكا» وهو «نفر كارع» إلى لقب الملك «بسمتيك الثاني» وهو «نفر إب رع» تغيير علامة واحدة، وبذلك يكون لدينا طغراء «بسمتيك الثاني» الذي في عهده غزيت بلاد كوش وهزمت هزيمة منكرة كما سنرى بعد، هذا؛ وقد حدث بعض تغيير آخر في النقوش ليلتئم مع التغير الذي حدث.

وهاك الترجمة للمتن الرئيسي: «حور» … صاحب السيدتين … حور الذهبي … ملك الوجه القبلي والوجه البحري … ابن «رع» … عائشًا أبديًّا، محبوب «حتحور سيدة دندرة»، أمر لرئيس العمائر للوجه القبلي والوجه البحري، الباني لقصور الملك في كل مكان يرغب فيه، المسمى «باودي نحور» ابن «باووا حأمن» إقامة جدار حول معابد آلهة الوجه القبلي والوجه البحري لأجل أن تقوم الكهنة خدام الإله والخدمة «العاديون» بتأدية الشعائر لهم وهم مطهرون، حتى تأتي الآلهة نحو محاريبهم ويتصرفوا في القربات المقدسة التي عملها ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تهشم جزئي «نفر كارع»» المحبوب من «حور سماتاوي». ويقول الخادم لسيده: لقد حمل في «دندرة» وفيها ولدت، وإنه لحسن لجلالتك أن تأمر «كذلك» بإقامة آثار لأمك «حتحور» سيدة «دندرة»، وهاك جلالته قد أمر بعمل آثار لوالدته «حتحور» سيدة «دندرة» من الفضة والذهب، ولم يعمل شيء مثلها منذ الأجداد، فليتهم يعطونه مكافأة على ذلك ملايين السنين، ملك الوجه القبلي والوجه البحري سيد الأرضين … ابن رع … محبوب «حتحور» سيدة «دندرة» معطي الحياة مثل «رع» أبديًّا.

تعليق: يدل متن هذه اللوحة على أن الموعز بتأليفها وإقامتها فرد من أفراد الرعية من كبار الموظفين، وقد كان غرضه على ما يظهر أن يتحدث فيها عن نفسه وعن أصله كما هي العادة، ثم لتكون بمثابة مرسوم ملكي حرره هو بيده على ما يظهر، فنقرأ في الجزء الأول صورة المرسوم الصادر من مركز السلطة العليا؛ أي الملك، وقد وصف فيه الأعمال التي لا بد من تنفيذها في المعابد المصرية، فنشاهد منها حبًّا ضخمًا لإصلاح المعابد، وهذا على ما يظهر كان عنصرًا من عناصر أساس النهضة الكوشية التي قامت في البلاد، ففي عهد هذه الأسرة الجنوبية رأت مصر إصلاح آثارها ومضاعفة النذور للآلهة، ولأجل أن تفيد هذه الآثار من القربان كان من المرغوب فيه أن تحقق بعض شروط الشعائر، ومن أجل ذلك نرى الإشارة في هذا المتن إلى الصلة بين إقامة الأسوار من جديد وحالة الطهارة التي يجب أن يكون عليها أولئك الكهنة الذين كان عليهم أن يقوموا بواجباتهم في داخل هذا السور.

ويلحظ أن «باودي نحور» رئيس الأعمال عندما أراد أن ينقل متن المرسوم الملكي لم يفته أن يحشر اسمه، فشوَّه بذلك وحدة هذه الوثيقة.

ونشاهد كذلك في الجزء الأخير من المرسوم أن نفس هذه الشخصية قد حشرت جزءًا من ترجمة حياتها، وفيها نشاهد تعلق صاحبها بأرض الوطن الذي حملته أمه فيها والتي وضعته فيها، ويلحظ هنا أن الرابطة بالمتن الأصلي ليست ظاهرة تمامًا، غير أنه يمكننا أن نعترف بأنه لما كان «باودي نحور» قد كلف بتنفيذ ما جاء في المنشور الملكي، وهو الذي كان يمتد إلى كل الإقليم فإنه انتهز الفرصة لجذب نظر الفرعون إلى «دندرة» مسقط رأسه، وقد تقبل الفرعون قبولًا حسنًا ملتمسه، ومن أجل ذلك دعا له «باودي نحور» بطور العمر والسعادة الأبدية.

وقد بقيت عبادة «حتحور» التي رأيناها موضحة بالمنظر المنحوت في الجزء المستدير من هذه اللوحة التي نحن بصددها على أية حال عند الفراعنة الكوشيين فيما بعد، فمن عهد الملك «أمتالقا»١١١ بن الملك «أسبلتا» بقيت لدينا لوحة صغيرة من الذهب نشاهد فيها هذا الملك الذي ينسب إلى الأسرة الأولى النباتية يقوم بدوره الذي يدل على ولائه لتلك الإلهة العزيزة لدى «باودي نحور»، وقد ذكر بأنه في الواقع محبوب «حتحور» سيدة «دندرة» ونائبة الآلهة، ومن ثم نشاهد أن المبادرة التي قام بها رئيس الأعمال الذي نحن بصدده قد رسمت بمقتضى تأثيرات شعيرية متبعة، ولا نزاع في أن الأهمية الخاصة بعبادة الإلهة «حتحور» صاحبة «دندرة» في الأرض النوبية تعد من العناصر التي تسهل علينا فهم صياغة أسطورة الإلهة القاسية.١١٢
ومن ثم نرى أن هذه اللوحة رقم ٤٤٦٦٥ الموجودة بالمتحف المصري تقدم لنا سلسلة معلومات ذات أهمية خاصة عن الحياة الدينية في «دندرة» في عهد الأسرة الخامسة والعشرين، وبخاصة عندما نعلم أنه قد وجدت في «دندرة» تماثيل عدة شخصيات من هذا العهد.١١٣

وهذا؛ ولسنا في حاجة إلى ذكر ما كان عليه ملوك الأسرة الخامسة والعشرين من تقى وصلاح وتدين عميق وورع خالص، وقد أشرنا إلى ذلك في مواضع عدة فيما سبق.

١  راجع مصر القديمة الجزء التاسع.
٢  راجع: Legrain, Catalogue General des Antiquites, Egyptiennes Statues et Statuettes De Rois et de Particuliés, Tome III, P. 85 No. 42236 & 42237.
٣  راجع: Rec. Trav, 28, P. 181.
٤  راجع: Legrain, Ibid, P. 102 No. 42234.
٥  راجع عن هذا الإله (مصر القديمة، الجزء التاسع).
٦  راجع: Rec. Trav, Ibid, p. 183.
٧  راجع: Legrain, Ibid, P. 81, No. 42233, Pl. XLII.
٨  راجع: Legrain, Ibid, P. 102 No. 42250, Pl. LIII.
٩  راجع: Legrain, Ibid, P. 101 No, 42249. Pl. LII.
١٠  هذا التمثال يرجع تاريخه إلى الأسرة السادسة والعشرين Legrain, Ibid. P. 103.
١١  راجع: Rec. Trav, 38, P. 189.
١٢  هذا اللقب ينطق بالمصرية «حيت وزات» وينطقه آخرون «سخن وزات» ومعناه غامض، (راجع Lechant, Enquetes. P. 24).
١٣  صاحب الستار لقب من الألقاب الوزير.
١٤  يعتقد الدكتور كيس أن «حورسا إزيس» يحمل اسمًا آخر وهو «بهرر».
١٥  راجع: Rec. Trav, 34, P. 97 etc.
١٦  راجع: Maspero, Les Momies Royales de Deir-el Bahari, P. 762-763.
١٧  راجع: Aug Baillet, Une Famille Sacerdotale et Rec. Trav. XXVII, P. 192.
١٨  راجع: Lieplein, Ibid No. 1094.
١٩  راجع: Ancient Catalogue Maspero No. 1562; No. 1457.
٢٠  راجع: Rec. Trav, P. 98ff.
٢١  راجع: Lieblein, Dictionnaire de nome Hieroglyphiques, 1102.
٢٢  راجع: Lieblein, Ibid, No. 1131.
٢٣  راجع: Lieblein, Dictionnaire de Nome Hierog. No. 1119, 1120, 1121; et Etudes Egyptologiques IX, 50.
٢٤  هذا الصندوق يحمل الأرقام: ٣٩٤، ١٦٧٧، وفي دليل المتحف المصري العام (١٩٠٦) الرقم ٧٩٢.
٢٥  راجع: Daressy, Recueil du Cones Funeraires, P. 311, No. 174.
٢٦  راجع: Legrain. Cat. Gen. II 1, p. 84.
٢٧  راجع: Legrain. Cat. Gen. III, p. 96–100.
٢٨  راجع: Legrain, Ibid No. 42244.
٢٩  راجع: Legrain, Ibid, P. 99 No. 42247.
٣٠  يعني إزيس تمنح أعيادًا ثلاثينية.
٣١  راجع: Borchardt, Stat. I, No. 1219.
٣٢  راجع: Rec. Trav. XXXV. p. 207.
٣٣  راجع: Rec. Trav, Ibid, p. 208.
٣٤  راجع: Rec. Trav, Tome 35, p. 208.
٣٥  راجع: Rec. Trav, Ibid, p. 208.
٣٦  راجع: A. S, V, P. 39.
٣٧  راجع: Rec. Trav, Tom. XXII, p. 141.
٣٨  راجع: Rec, Trav, Tom. XVII, P. 14; Piehl, Rec. Trav, Tom. I. P. 201.
٣٩  راجع: Rec. Trav, Tom, XVII, P. 14; Proceedings of the Society of Biblical Archeology, Vol. XXIII, p. 259.
٤٠  راجع: Benson and Gourlay, The Temple of Mut, p. 350; & Newberry, Rec, Trav, XX, p. 190.
٤١  راجع: Rec. Trav, Tom. XXXV. p. 212.
٤٢  راجع: Benson and Gourlay, The Temple of Mut, P. 65, 262, 357 and Pl. 24; Rec. Tray, 1898, p. 192.
٤٣  راجع: Rec. Trav, VIII, p. 69.
٤٤  راجع: British Museum, A Guide of the Egyptian Galleries. Sculpture, 1909, P. 228 No. 821.
٤٥  راجع: Lieblein, Ibid No. 1354.
٤٦  راجع: Davies, Ptahhetep II, p. 6.
٤٧  راجع: A. S, VIII, P. 122.
٤٨  راجع: Daressy, Catalogue Gen. de Statues de Divinites No. 39273 et 39274.
٤٩  راجع: A. Z, 1885. P. 55; Scheil. Memoires de la Mission Archeologiques Francaises du Caire T. V, P. 613; H. Von Zeisel, Athiopen and Assyrer In Agypten (1944) p. 78-79.
٥٠  المكان الذي دفن فيه رأس أوزير على ما يقال.
٥١  القارب الذي كان يوضع فيه جثمان المتوفى ليزور العرابة المدفونة قبل دفنه في مكانه الأصلي.
٥٢  راجع: Orientala, 19 (1950) P. 370–372 fig. 28–30 (Pl. LI–LII); Ibid 20 (1951) P. 473-474, fig. 35–38 (Pl. LXIII–LXIV).
٥٣  راجع: A. S, LI, p, 491ff.
٥٤  هذا اللقب وجد كذلك على قاعدة تمثال من الجرانيت في متحف بروكلين، راجع Brooklyn Museum, 16, 580, 185 إذ لقب «نسبتاح» ابن الأمير العظيم لإقليم طيبة منتومحات صادق القول.
٥٥  راجع: Orientala, 19 (1950) fig. 29 Pl. LI.
٥٦  راجع: Sethe, Ubersetzung und Kommntar II, P. 25, III, P. 150-151, and 342.
٥٧  راجع: De Buck, Coffin Texts I, 81 and 299 a-b.
٥٨  راجع: A. S, XVII, P. 99; A. S, LI. P. 496 No. 3.
٥٩  راجع: Orientalia, 20 (1951) p. 371.
٦٠  راجع: Orientalia, 19 (1950). p. 371.
٦١  راجع: Ahmed Bey Kamal, Tables D’offandes p. 85-86.
٦٢  راجع: F. Bisson, De La Roque. Rapport sur les Fouilles de Medamoud 1929, I.F.A. O, VII (1930) P. 7 et 47, n. 4314.
٦٣  راجع: British Museum No. 1959. cf. L. R, IV, P. 7 no. 2 et P. 9 no 1.
٦٤  راجع: A.S, LI. P. 501 tf.
٦٥  راجع: Petrie, Hist, III, p. 305.
٦٦  راجع: Marriette, Karnak L. 51, planche 44.
٦٧  إن أسلوب هذه الفقرة من النقش يذكرنا بوضوح بأدب باكورة الدولة الوسطى؛ فعبارة «البلاد كانت عقبًا على رأس»، أي عاليها أصبح سافلها، لها نظير في تحذيرات نبي، حيث يقول: أليست هذه الأرض قد قلبت مثل ما يعمل صانع الفخار (راجع: Pap. Leiden 344, recto II 8, Gardiner, The Admonition of an Egyptian Sage).
٦٨  يقصد هنا «تهرقا» الكوشي الذي خلص مصر من أول هجوم انقض به الآشوريون على مصر، وكذلك فإن هذه الفقرة ترن في الآذان كأنها تردد ذكرى الأدب القديم، أي تنبؤات نفر رهو (راجع «الأدب مصري القديم» الجزء الأول، ص٣١٨) وهو كتاب ينبئ يقرب حكم «أمنمحات الأول» بعد الاضطرابات التي قامت في العهد الأهناسي، وقد قيل عن هذا الملك: وسيأتي من الجنوب رجل يدعى أميني أي «أمنمحات الأول».
٦٩  راجع: Biographischen Inschriften der Agyptischen Spatzeit Ihre Geistesgeschichte und Literarische Bedeutung Von Eberhard Otto. p. 159–161.
٧٠  لا توجد قاعة كهذه للإلهة «موت» في معبدها مما كشف حتى الآن.
٧١  اسم إله يمثل طيبة مذكر كما أن «واست» هو اسمها المؤنث، غير أنه ليس معروفًا لنا في غير هذه المناسبة.
٧٢  راجع Breasted, Ancient Records of Egypt Vol. IV. 88 904. 915 ويلحظ أن ترجمة الأستاذ برستد تختلف عن الترجمة التي أوردناها هنا، وقد اعترف برستد نفسه أن ترجمته تحتاج إلى تدقيق؛ لأنه نقلها عن أصول ليست مؤكدة.
٧٣  راجع: Wiedmann, Rec. Trav, VIII, P. 69; Lieblein, Dle. de Noms Hieroglyphiques no. 2284.
٧٤  راجع: Rec. Trav, 36, P. 59.
٧٥  راجع: Ibid, P. 59.
٧٦  راجع: Ibid, P. 59.
٧٧  راجع: Ibid, P. 59.
٧٨  راجع: Ibid, P. 60.
٧٩  راجع: Ibid, P. 60.
٨٠  راجع: Ibid, P. 60.
٨١  راجع: Ibid. P. 60.
٨٢  راجع: Ibid. P. 60.
٨٣  راجع: Ibid. P. 60.
٨٤  راجع: Ibid, P. 61.
٨٥  راجع: Rec. Trav, 36, P. 62.
٨٦  راجع: Legrain. A. Z, XXXV, P. 12 et 19; Br, A. R, Vol. IV (1935) ff.
٨٧  راجع: Rec. Trav, 36, P. 64.
٨٨  راجع: Sharpe, Egyptian Inscriptions, Part 2, Pl. 37.
٨٩  راجع: Die Agyptische Dmkmaler in Saint Petersburg P. 36. Pl. VII, 22; Lieblein, Dictionnaire de Noms Hieroglyphiques No. 2303.
٩٠  راجع: Rec. Trav, 36, P. 146.
٩١  لا يزال السير ألن جاردنر يترجم هذا اللقب الكاهن «سما» وراجع A. Z. 79 Band zweite IIeft, p. 96.
٩٢  راجع: Lieblein, Dictionnaire de noms heiroglyphiques No. 1105.
٩٣  راجع: Die Agyptische Denkmaler in Saint Petersbourg P. 36 et Pl. VII, 22; Dictionnaire de Noms Heiroglyphiques No. 2303.
٩٤  راجع: Memoires de l’Institut Français D’Archeologie Orientale die Caire les Inscriptions Heiroglyphiques et Heiratiques du Ouady Hammamat.
٩٥  راجع: Legrain, Cat. gen, III, Pl. XLIV, XLV No, 42236.
٩٦  راجع: Drioton–Vandier, L’Egypte, p. 526.
٩٧  راجع: Legrain, Cat Gen, III, p. II.
٩٨  راجع: L.D, Text; III, P. 289.
٩٩  صورة رقم ١٤.
١٠٠  شتيت هو المحراب الذي يوضع فيه هذا الإله في القارب الذي يُحمل على الأعناق.
١٠١  حرت إيب هي قاعة للعبادة توجد في المعابد منذ الدولة الحديثة.
١٠٢  راجع: Kirwan, Melanges Maspero, I, (1934) P. 375–377.
١٠٣  راجع: Leclant, Enquetes Sur Les Sacerdoces et les Sanctuaires Egyptiens a L’Epoque Dite Ethiopienne. 1.
١٠٤  راجع: Maspero, Etudes de Mythologie and D’Archeologie Egyptienne, VII, P. 140 No, 1.
١٠٥  راجع عن المصادر الخاصة بهذا التمثال Leclant, Enquetes Sur les Sacerdoces et les Sanctuaires Egyptiens à L’Epoque Dite Ethiopienne, P. 15ff.
١٠٦  المقصود هنا إله واحد وهو «رع حور أختي-آتوم-أوزير»، وكان الإله الشمسي في هذا الوقت يميل إلى تحقيق دوره في الشعائر الجنازية، ومن ثم نجد أن الأناشيد الخاصة بالتماثيل التي صور عليها لوحات كانت على ما يظهر موزعة عند مدخل مقبرة العظيم «منتومحات» وتشيد باسم إله الشمس في مظهريه عند الشروق «رع حور أختي» وعند الغروب «آتوم» بوصفه ضمانًا للحياة السعيدة في عالم الآخرة، وبصفة عامة نجد أن اسم «رع حور أختي» قد ظهر كثيرًا مصحوبًا باسم «أوزير»، ومن المحتمل بصفة أدق في عدد محدود من المناظر ذات النوازن، إذ نجد أن الإله الجنازي يظهر في صورتين، في صورة «أوزير» وفي صورة «رع حور أختي»، فمثلًا في لوحة محفوظة الآن في متحف «أدنبرة» وتحمل اسم شبكا، راجع Miss M. A. Murray, Catalogue Edinburgh, P. 29, 55 and 56 No. 444 وقد مثل في جزئها الأعلى المستدير الإله «أوزير» «ورع حور أختي» مسندين على عمود من النقوش جاء فيه: «أوزير» رب الحياة، وكذلك صيغة القربان وجدت في حالة المفرد، وهذا يدل على توحيد المقدمة، راجع كذلك أمثلة أخرى في Lcelant, Enqutes, P. 19.
١٠٧  راجع عن هذا اللقب الخاص بعبادة الإلهة «موت» في «طيبة» Leclant, Enquetes. P. 24 وينطقه بعض اللغويين «سخن وزات».
١٠٨  راجع: J. Yoyotte, Rev. D’Eg, 8 (1951), p. 225.
١٠٩  راجع: A.S, VII, P. 191.
١١٠  راجع: J. E, 37866 = Cachette de Karnak No. 608.
١١١  راجع: Dows Dunham and Laming Macadam, J.E.A, Vol. 35, p. 142, No. 12.
١١٢  راجع: Junker, Der Auszug der Hathor-Tefnut aus Nubien, Vienne-Berlin, 1911.
١١٣  راجع: Porter and Moss, V, P. 116.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤