مقدمة

فيما يلي دراسة غير مطولة لبعض الوحدات السياسية التي تتكون منها أفريقيا في الوقت الراهن، وقد راعينا في اختيار هذه الدول أن تكون في الوقت ذاته ممثلة للأقاليم الطبيعية في أفريقيا، فضلًا عن تمثيلها أنماطًا حضارية واقتصادية مختلفة.

فدولة «المغرب» تمثِّل إحدى الوحدات السياسية التي يتكون منها إقليم الأطلس الجبلي، وتمثِّل جمهورية «السودان» إقليمين متداخلين هما: أولًا حوض النيل بظروفه الطبيعية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجريان النهر العظيم، وثانيًا إقليم السودان الطبيعي الممتد من الهضبة الحبشية إلى السنغال. أما «إثيوبيا» فيمكن أن نعدَّها مثالًا طيبًا لهضاب شرق أفريقيا التي تتعقد فيها ظروف التضاريس نتيجة لحركة الأخدود الأفريقي والثوران البركاني والطفوح البازلتية الواسعة، بالإضافة إلى أمطارها الموسمية. أما «نيجيريا» فهي عبارة عن قطاع عرضي لإقليم غرب أفريقيا بأقاليمه المناخية والنباتية المتعددة، ومجموعاته السكانية المختلفة الأصول والحضارات والعقيدة. ويمثل «الكنغو» إقليم وسط أفريقيا خير تمثيل بنظامه النهري الواسع ومناخه الاستوائي في الشمال والوسط، ومناخه السوداني في الجنوب. وأخيرًا فإن دولة «جنوب أفريقيا» تمثِّل الهضبة الأفريقية الجنوبية بالإضافة إلى الالتواء الجبلي الجنوبي، وتمثِّل أنواعًا مختلفة من المناخ والنبات، كما أنها المثال الرئيسي للدولة الأفريقية العنصرية سياسيًّا واجتماعيًّا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤