الفصل الثامن

السلالة واللغة

(١) سلالات أفريقيا

معظم أولئك الذين نسميهم بالزنوج يسكنون أفريقيا، ولكن إلى جانب الزنوج هناك مجموعات سلالية أخرى تعيش في أفريقيا شمال وجنوب إقليم الزنوج المداري.

والزنوج بوصفهم أكبر مجموعة سلالية أفريقية، نجدهم يسكنون مناطق كبيرة من أفريقيا تمتد من الغابات الاستوائية إلى نطاقات السفانا الأفريقية كلها، وفي هذه المنطقة الكبيرة نجد تغيرات عديدة، مما أدى إلى نشوء مجموعات سلالية زنجية مختلفة. أما الوطن الأصلي للزنوج فأمر غير معروف على وجه الدقة والتأكيد، وربما ارتبط الوطن الزنجي الأصلي بالوطن الأصلي للسلالات الإنسانية جميعًا، وفي ذلك قيل إن الوطن الأول كان في غرب آسيا أو جنوبها الغربي، ولكن الكشوف العلمية الحديثة في شرق أفريقيا وجنوبها قد جعلت بعض العلماء يؤكِّدون أن الإنسان قد نشأ في هذه المناطق من أفريقيا، وما زال الأمر مفتوحًا لآراء جديدة، كلما عثر على كشف حفري جديد.

وفي خلال الفترة الأولى من نشأة الإنسان كانت جغرافية الأرض متغيرة نسبيًّا عمَّا هي عليه الآن، وأهم مظاهر التغيُّر أنه كانت هناك معابر أرضية حيث توجد المضايق الحالية، على الأقل في جبل طارق وصقلية وتونس وباب المندب، وإلى جانب ذلك كانت الأحوال المناخية مختلفة تمامًا، فلم يكن هناك وجود للنطاق الصحراوي من الأطلنطي إلى أواسط آسيا، كما أن شمال أوروبا وجبال الألب كانت عبارة عن ثلاجات هائلة؛ نظرًا لامتداد غطاءات الجليد السميك فوقها، وعلى هذا فلم تكن أفريقيا المدارية معزولة عن حوض البحر المتوسط بواسطة الحاجز الصحراوي في الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، بل إن إقليم الصحراء كان منطقة سكنية ممتازة لوفرة الأمطار والنباتات والحياة الحيوانية.

وقد بدأت الأحوال الصحراوية في الظهور بعد انقشاع الجليد، وربما كان ذلك منذ ١٥ ألف سنة ق.م، وقد اقترنت الأحوال الصحراوية — أو تلتها — باكتشاف الزراعة واستئناس الحيوان، أو ما يُعرَف باسم إنتاج الطعام في مصر الفرعونية والعراق والسند.

ومنذ ٥٠٠٠ سنة ق.م على الأقل نجد الصحراء عازلًا حقيقيًّا بين أفريقيا الزنجية وأفريقيا البيضاء أو القوقازية، ولكن الاختلاط بين السلالتين الرئيسيتين قد تمَّ في مناطق عديدة داخل نطاق السفانا السودانية، وعلى الأخص في الشرق في جنوب السودان وإثيوبيا وأوغندا وكينيا، إلى جانب الاختلاطات في الغرب وفي الوسط حول بحيرة تشاد. وما زال نطاق السفانا القصيرة منطقة اختلاط للشعوب واللغات القوقازية والزنجية كما يتضح ذلك جليًّا من الخريطة رقم (٣٧).

والحقيقة أنه رغم وجود الصحراء فإن أفريقيا لا تشتمل على عوائق طبيعية مانعة، وبالتالي فإنه لا يمكننا أن نقول إن ثمة سلالات نقية في أفريقيا إلا في أضيق الحدود.

وإلى جانب ذلك فإن الدراسات الإنتروبولوجية في أفريقيا من النقص بحيث لا تمكننا من وضع التصنيفات اللازمة لتمييز السلالات، ومن ثَمَّ فإن معظم الأقسام السلالية التي نعرفها في أفريقيا الآن عبارة عن أقسام لغوية في معظمها، وبالتالي فإن كلَّ ما يقال عن السلالات في أفريقيا ما هو إلا تقسيم مبدئي.

وفي مناطق العزلة الحقيقية في أفريقيا نجد مجموعتين من السلالات المتميزة هما: أقزام الكنغو وبشمن كلهاري، وكلاهما قد دُفِع إلى مناطق الالتجاء بواسطة شعوب أكثر تقدُّمًا، وكلاهما شعبان يعيشان على الصيد والجمع، وحضارتهما شبيهة بالحضارة الحجرية، وهما في طريقهما إلى الانقراض أو الانصهار داخل الجماعات المحيطة بهما لقلة عددهما؛ فهناك قرابة مائة ألف من الأقزام، ونصف هذا العدد من البشمن رغم أن مساحة أوطان البشمن أكبر بكثير. واختلاف العدد بينهما راجع إلى الغنى والوفرة النسبية في أوطان الأقزام، والفقر والجدب في بلاد البشمن، ولا شك لدينا في أن أعدادهما كانت أكبر قبل انكماش أوطانهما وفقدان مجموعات منهما داخل الزنوج بالتزاوج.

(١-١) السلالات القديمة

الأقزام

إن الصفة التي أعطت للأقزام اسمهم المميز هي قزمية القامة التي تبلغ في المتوسط ١٤٠سم للرجال و١٣٠سم للنساء، والقزمي الأصيل يبلغ طوله حوالي ١٣٠سم، أما الذي اختلط بالزنوج فيبلغ عادة أقل من ١٥٢سم، وطول الذراعين كبير مما لا يتناسب مع القامة القزمية. والبشرة صفراء داكنة إلى بنية، والجسم مغطى بشعر خفيف، والعيون كبيرة بارزة، والأنوف مفلطحة، والفك الأعلى بارز عادةً، ومن صفاتهم السلالية المميزة أن شعر الرأس مفلفل على عكس الشعر الصوفي عند الزنوج، وهم يعيشون في جماعات صغيرة العدد لا تزيد عن خمسين إلى مائة شخص، ويصطادون بالقسي والسهام المسمَّمة، ويجمعون الجذور والثمار، ولقد أصبح الأقزام يعتمدون تمامًا على جيرانهم من الزنوج المزارعين، ويتبادلون معهم الصيد بالمحصول الزراعي فيما يُعرَف أحيانًا باسم التجارة الصامتة. والحقيقة أنه ليس في استطاعتنا أن نقول إن هناك وطنًّا أو أوطانًا للأقزام خالصة لهم، بل يشتركون دائمًا في أرضِ زعيمٍ زنجيٍّ، وغالبًا ما يكون هناك خضوع سياسي للزنوج، وقد أدى هذا إلى امتصاص عدد من الأقزام داخل الزنوج نتيجة التزاوج.

ويتكون الأقزام من اثنتي عشرة قبيلة رئيسية، تعيش كلها داخل النطاق الغابي الاستوائي في أفريقيا الوسطى، وتؤلِّف هذه القبائل ثلاث مجموعات متميزة هي: المجموعة الشرقية التي تعيش في شمال شرق الكنغو وحوض السمليكي وجنوب غرب أوغندا، وتُسمَّى مجموعة البامبوتي، ثم المجموعة الوسطى التي تعيش فيما بين نهر كساي ونهر الكنغو وتُسمَّى الباتوا، وأخيرًا المجموعة الغربية بين جنوب الكمرون وجابون، وتُسمَّى مجموعة البابنجا. وإلى الآن لا يتفق المتخصصون في شئون الأقزام عما إذا كان للأقزام لغة أو لغات خاصة أم لا؛ فهم يتكلمون لغة الزنوج المجاورين.

الخويزان «البشمن والهوتنتوت»

figure
خريطة رقم (٣٧).

وهم بقية أخيرة من شعب عظيم يعيش الآن في صحراء كلهاري، كان البشمن أو أسلافهم في الماضي يعيشون في نواحٍ كثيرة من أفريقيا الشرقية، بل والشمالية أيضًا، ومن أهم الدلائل أنهم تركوا بصماتهم في صورة نقوش فنية رائعة على الصخور المنتشرة من الصحراء الكبرى إلى كل أرجاء أفريقيا المدارية والشرقية والجنوبية، ومن الأدلة الدامغة على أن فنَّاني الصحراء الكبرى هم أسلاف البشمن، أن تصوير الرجال في تلك النقوش له طابع خاص مستمَدٌّ من صفات السلالة الجسدية؛ فالعمود الفقري مقعَّر بشدة، ثم يليه بروز العجز بشكل واضح.

والبشمن الحاليون — مع الهوتنتوت — يُطلَق عليهم اسم خويزان Khoi-San١ ويتكلمون لغة خاصة بهم تحتوي الكثير من الصوتيات، وهم قصار القامة لا يزيدون عن ١٥٠سم، والجسد نحيف مع بروز شديد للعجز، والبشرة صفراء إلى بنية، والشعر مفلفل، وعظمة الوجنات بارزة، والأنف أفطس، والجبهة عالية وعريضة، وعظمة الذقن مدبَّبَة، والعيون ضيقة لوزية الشكل ولكن ليست مغولية، كما لا تظهر بين البشمن الأنقياء ظاهرة بروز الفك الأعلى إلا إذا كان هناك اختلاط مع الزنوج.

ومن ناحية الحضارة المادية نجدهم متشابهين مع الأقزام؛ فهم يعيشون على القنص بالقسي والسهام المسممة، ولكنهم لا يختلطون بجيرانهم كالأقزام، وبالتالي فهم مستقلون في مواردهم الغذائية وحياتهم الاجتماعية والسياسية. وأهم مظاهر تميُّزهم الحضاري هو الدرجة العالية من الفن الذي وصلوا إليه في النقش على الصخر.

ويعيش البشمن في جماعات صغيرة جدًّا، غالبًا الأسرة فقط، أو تجمُّع محلي صغير وأحيانًا يزيدون، إذا ما كان هناك تجمُّع من أجل عملية صيد كبيرة، وعلى هذا فإنهم لم يطوروا نظام حكم رئاسي حتى الآن. وينقسمون إلى أربع مجموعات كبيرة: (١) في الشمال حول حوض نهر أوكوانجو وبحيرة نجامي ومنخفض أتوشا، وبذلك تمتد أوطانهم في أنجولا وزامبيا وأفريقيا الجنوبية الغربية وبتشوانالاند. ومن أهم قبائل هذه المجموعة الشمالية: أوين Auen، وكونج Kung. (٢) وتعيش المجموعة الوسطى جنوب دلتا أوكوانجو الداخلية، ومن أهم قبائلها نارون Naron. (٣) أما المجموعة الجنوبية فتمتد أوطانها من وسط بتشوانالاند إلى أواسط نهر الأورنج، وأهم قبائلها نوين Nuen، ومجموعات صغيرة في الترنسفال تُسمَّى توا Twa، وفي الكاب وتُسمَّى زام Xam. (٤) وأخيرًا تتكون المجموعة الرابعة الرئيسية من مجموعة ناميب، التي تحتل هذه الصحراء الساحلية من مصب الأورنج شمالًا حتى ميناء لودريتز.
وهناك جماعات تشابه البشمن سلاليًّا وتعيش في شرق أفريقيا حول بحيرة مانيارا في شمال تنجانيقا، هذه هي قبيلة الكنديجا Kindiga.
أما الهوتنتوت فيشبهون البشمن سلاليًّا، ولكنهم يختلفون حضاريًّا في أنهم رعاة أبقار، وربما أخذ ذلك دليل على أن الهوتنتوت تكونوا نتيجة امتزاج بين سلالة البشمن والسلالات الزنجية المجاورة، ويعيشون في أكواخ مستديرة من الأغصان الشوكية، وقد كانت أوطانهم في الماضي تمتد إلى إقليم الكاب، ولكن الهولنديين أبادوهم ولم يبقَ من الهوتنتوت إلا أولئك الذين يعيشون في أفريقيا الجنوبية الغربية ويسمون هوتنتوت ناما، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة تُسمَّى كورانا تعيش عند التقاء الأورنج برافده فال. وهناك أيضًا مجموعة في شرق أفريقيا تشبه الهتنتوت لغويًّا وسلاليًّا، تعيش وسط تنجانيقا وتُسمَّى زانداوي Sandawi ليست بعيدة عن الكنديجا المشابهين للبشمن.

(١-٢) السلالات الزنجية

يكوِّن الزنوج أكبر مجموعة سلالية أفريقية، ولكنهم نظرًا لامتدادهم الشاسع جنوب الصحراء الكبرى حتى شرق أفريقيا وجنوبها الشرقي، فقد انقسموا إلى عدة أقسام سلالية ولغوية، وأكثر التقسيمات شيوعًا هي تلك التي ذكرها الأستاذ سليجمان،٢ وتقسم إلى قسمين رئيسيين هما: الزنوج الحقيقيون True Negro في غرب أفريقيا وإقليم السودان الطبيعي، والبانتو الذين يعيشون جنوب خط يمتد من خليج بيافرا إلى شرق أفريقيا، ولكن الملاحظ أن سليجمان يستخدم في تصنيفه للسلالات الأفريقية مصطلحات ومقاييس لغوية في أغلب الأحيان، فاصطلاح «بانتو» أو «حامي» ليس إلا اصطلاحًا لغويًّا، ورغم ذلك فلا شك أن لسليجمان فضلًا كبيرًا على المتخصصين في الدراسات الأفريقية، وما زال الكثيرون يأخذون بتقسيماته.
ولكن تجمع الكثير من الدراسات الإنتروبولوجية — رغم قصورها حتى الآن — قد مكن عددًا من الباحثين من تقسيم سلالات أفريقيا إلى مجموعات سلالية عامة، متجنبين قدر الإمكان الزج باللغة وأقسامها في هذه التصنيفات، ومن الدراسات المجتهدة في هذا المجال دراسة العالم الألماني فون إيكشتد Von Eiekstedt، والعالم البولندي كليمك Klimik، بالإضافة إلى أبحاث العلماء أوتو ريخي O. Reche عن منشأ الزنوج، ومارجريتا فيننجر M. Wininger عن الأقزام، وشابيرا I. Schapera عن الخويزان.
وقد التزمنا في تقسيماتنا الحالية بمنهج فون إيكشتد،٣ رغم ما يعتريه من بعض أوجه النقص واستخدام اللغة أو المضمون الحضاري في تقسيماته. وتوضح الخريطة رقم (٣٧) تقسيم فون إيكشتد.
وتنقسم السلالة الزنجية في أفريقيا إلى الأقسام التالية:
  • (١)
    زنوج الغابة أو الزنوج القدماء Palaéonegride: ويعيشون في نطاق واسع يمتد في وسط أفريقيا (حوض الكنغو) وشمال ووسط أنجولا، غانا السفلى (جابون وجنوب الكمرون) وكل الإقليم الساحلي لغرب أفريقيا حتى دكار، ولهم امتداد عبر النيجر الأدنى إلى هضبة جوس، كما أن لهم امتدادًا آخَر في جنوب ووسط بحر الغزال، وحدودهم الشرقية الحافة الغربية للأخدود الغربي.
  • (٢)
    زنوج الجنوب أو الكافير Kafride: وهؤلاء يعيشون في معظم أفريقيا الجنوبية والشرقية، ابتداء من جنوب بحيرة فكتوريا وساحل كينيا والصومال الكيني حتى ساحل ناتال، ومن جنوب الكنغو ووسط أنجولا حتى حدود صحراء كلهاري، كما أن القاعدة الأساسية لسكان مدغشقر تنتمي إلى هؤلاء الزنوج، ويكاد ينطبق اسم البانتو الشرقيين والجنوبيين — حسب تصنيف سليجمان — على هؤلاء الزنوج.
  • (٣)
    زنوج السودان Sudanide: وهؤلاء يمتدون في إقليم السودان الطبيعي من السنغال حتى الجزيرة في جمهورية السودان، كما يتوغلون جنوبًا في الكمرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وشمال غرب الكنغو عند نهر الأوبنجي، وتتسع أوطان زنوج السودان في غرب أفريقيا، بحيث تكاد تشملها جميعًا ما عدا الساحل وهضبة جوس وثنية النيجر، أما في السودان الأوسط والشرقي، فإن أوطانهم تضيق نتيجة ظهور أوطان مجموعة النيليين، وبهذا يكاد ينطبق تصنيف سليجمان للزنوج الحقيقيين على زنوج السودان، إذا أضفنا إليهم الزنوج القدماء على ساحل غرب أفريقيا.
  • (٤)
    زنوج النيل Nilotide: ويحتلون معظم السودان الجنوبي ويمتدون غربًا إلى السودان الأوسط، فيشملون سكان جمهورية تشاد في قسمها الجنوبي، كما يمتدون شرقًا إلى أقدام الهضبة الحبشية، وجنوبًا إلى شمال أوغندا وشرقها، وكل الساحل الشرقي لبحيرة فكتوريا.

هذه الأقسام الرئيسية للسلالة الزنجية الأفريقية تحتل قلب وغرب وجنوب القارة، ولا تترك سوى الركن الجنوبي الغربي للخويزان، بينما تنحسر تمامًا عن الشمال والشمال الشرقي الذي تحتله المجموعات السلالية القوقازية.

ونظرًا لهذا الموقع فإن الزنوج القدماء هم أنقى الزنوج نسبيًّا، بينما تعرَّضَ زنوج السودان والنيل للاختلاط بالقوقازيين بدرجة كبيرة، وزنوج الجنوب «الكافير» لبعض الاختلاط بالقوقازيين في الشمال الشرقي لأوطانهم، وبالخويزان في شرق أفريقيا وجنوبها الغربي، ويتميز الزنوج القدماء بأنهم يسكنون فعلًا في نطاق الغابات الاستوائية؛ مما قد يدعونا إلى تسميتهم زنوج الغابات تمييزًا لهم عن زنوج السودان الذين يمكن تسميتهم زنوج السفانا. ويتميز «الزنوج القدماء» بأن الرأس قصير والجسد كبير بالنسبة لطول الأرجل، الأنف مفلطح بشدة، والشفاه غليظة نسبيًّا، والحقيقة أن تسميتهم بالزنوج القدماء يثير مشكلة قِدَمهم على غيرهم من الزنوج، بينما بعضهم — فيما يبدو من دراسات حتى الآن — كان نتيجة اختلاط زنوج السودان وأقزام الغابات. وتدل الدراسات الاتنولوجية على أن هؤلاء الزنوج أنفسهم يؤكدون أنهم حديثو العهد بسكن الغابة، وإنهم أحدث من الأقزام بكثير في هذه المواطن، وعلى هذا فالأوفق استخدام مصطلح زنوج الغابات؛ لأنه لا يعطي دلالة زمنية لقِدَم أو حداثة هؤلاء الزنوج.
  • أما «زنوج السودان»: فهم في الحقيقة أكثر تمثيلًا لصفات الزنجي كما نعرفها؛ فالشفاه الغليظة واضحة وضوحًا لا مزيد عليه، وعظمة الذقن صغيرة، والأنف عريض جدًّا سواء في الجذر أو الأرنبة، والشعر صوفي كثيف، والجبهة ضيقة وبارزة، والجمجمة ضيقة جدًّا وطويلة، والفك الأعلى بارز والقامة متوسطة (١٦٦سم) والتكوين العضلي للرقبة والصدر والساق تكوين قوي جدًّا، ولون البشرة أسود داكن مما يعطيه مع شعره الكثيف الصوفي مناعةً ضد الحرارة والأشعة فوق البنفسجية. وتتفق ظروف التكوين الجسدي لهؤلاء الزنوج مع ما ذكره الأستاذ أتو ريخي٤ في مقاله المعنون: «أصل ونشأة السلالات الزنجية»، والذي تناوَلَ فيه بالشرح الصفات الوظيفية لعدد من أشكال التكوين البيولوجي للزنوج، ومن أهمها غدد العرق، وانتهى إلى أنهم نشئوا أصلًا في منطقة شديدة الحرارة موسمية المطر، وليس منطقة رطوبة دائمة كنطاق الغابات الاستوائية؛ ولذلك فالراجح لدينا أن زنوج السودان هم في الحقيقة الزنوج الخُلَّص، ولكنهم ليسوا الآن سلالة نقية؛ لأن موقع أوطانهم قد جعلهم عرضةً للهجرات القوقازية الكثيرة التي ساعدت على إحداث تفريعات عديدة في السلالة.
  • و«زنوج النيل»: عبارة عن سلالة شديدة التخصص من السلالات الزنجية، فالقامة طويلة جدًّا، بل هم في الحقيقة عمالقة العالم، فالمتوسطات تتراوح بين ١٨٠سم و١٩٠سم، وكثير من الأفراد يصلون إلى قرابة المترين طولًا، وهذا الطول راجع إلى زيادة كبيرة في طول الأطراف، والأنف أضيق قليلًا من أنف زنوج السودان، وكذلك الشفاه أرق، وبروز الفك الأعلى أقل وضوحًا، وعظام الكتف عالية وذات زوايا واضحة على عكس استدارة الكتف عند السودانيين، والجسد نحيف وضيق، والسيقان طويلة ونحيفة. ويمثل زنوج النيل في السودان الجنوبي (الشلك والدنكا والنوير) هذه السلالة خير تمثيل، ولكنهم يختلفون بعض الشيء في الغرب في منطقة شاري، والجنوب في منطقة أوغندا الشمالية والشرقية. وقد قيل إن هذا التكوين الجسدي عبارة عن تأقلم لظروف البيئة المستنقعية، ولكن هذا القول — رغم منطقيته — يحتاج إلى دليل علمي.
  • أما «زنوج الجنوب»: (أو زنوج البانتو أو الكافير) فهم عبارة عن زنوج ظهر فيهم تأثير واضح بالقوقازيين الإثيوبيين «الحاميين» في الشمال الشرقي (هضبة البحيرات والأخدود الشرقي حتى أواسط تنجانيقا) وبالعرب «الساميين» على الساحل الشرقي حتى سفاله (قرب ميناء بيرا في موزمبيق) ونضيف إلى ذلك التأثر الزنجي بالاختلاط بسكان المنطقة الأصليين من الخويزان، وهذا يجعلنا نقول إن هؤلاء ليسوا زنوجًا بقدر ما هم زنجانيين — أي متصفين بالصفات الزنجية. أما اصطلاح «الكافير» الذي يطلقه عليهم إيكشتد فهو اصطلاح سيئ الحظ؛ لأنه يستخدم لفظًّا هولنديًّا قصد به تحقير البانتو الذين حاربوهم حتى لا يسلبوا أراضيهم.

وعلى عكس الأقزام والخويزان فإن سلالات الزنوج في مجموعها تعيش في صورة قبائل كبيرة العدد، تنقسم إلى أقسام عديدة، ولها نظم حكم متطورة تتمثل في الزعامة السياسية أو الزعامة السياسية والدينية معًا (النظام الملكي المقدس)، ولها نظم قانونية متطورة وأديان شديدة التعقُّد ما لم تكن قد تأثَّرَتْ بالإسلام — وهذا كثير الحدوث في السفانا وشرق أفريقيا — وقد كونت عدة قبائل زنجية ممالك كبيرة، ربما نتيجة الاختلاط بالمؤثرات والمجموعات القوقازية، ومن أمثلة تلك الممالك الضخمة التاريخية مملكة غانا أو مملكة مالي (إسلامية)، ومملكة سنغاي (إسلامية) في السودان الغربي، ومملكة الفنج وسلطنة دافور (إسلاميتان) في السودان النيلي، ومملكة الباجندا (مؤثرات قوقازية) في أوغندا، ومملكة الباكوبا (حوض كساي)، ومملكة الباكونجو (مصب الكنغو وشمال أنجولا)، ومملكة اللوندا (كاتنجا). ونضيف إلى ذلك كثيرًا من الممالك والقبائل الصغيرة ذات النظام الملكي (الشلك في جنوب السودان، الزاندي في جنوب السودان، الهوسا واليوربا في نيجيريا، الأشانتي في غانا، الواتوتسي في بوروندي … إلخ).

(١-٣) السلالات القوقازية

تحتل هذه السلالات كل أفريقيا الشمالية بما فيها الصحراء الكبرى، كما تحتل الهضبة الحبشية والقرن الأفريقي، وتتوغل في شرق أفريقيا في الأخدود حتى أواسطه، وتنقسم حسب سليجمان إلى مجموعتي الحاميين (الشرقيين والشماليين) والساميين، ويكاد يتفق هذا التقسيم مع تقسيمات إيكشتد، فهو يسمي الحاميين الشرقيين السلالة الإثيوبية، والحاميين الشماليين السلالة البربرية، والساميين السلالة الشرقية، ويعود فيضيف إلى ذلك ما يسميه بسلالة البحر المتوسط أو السلالة الوسيطة.

إذن فوجه الاختلاف ليس كبيرًا؛ لأننا نعتبر الحاميين والساميين سلالات فرعية من سلالة البحر المتوسط، وربما أراد إيكشتد بتخصيصه مجموعة من السلالة الوسطى أن يشير إلى مقدار النقاء في السلالة البربرية على وجه الخصوص، ويتضح ذلك إذا رأينا أنه يوضِّح مكان هذه السلالة في شمال غرب أفريقيا بالمناطق التي تظهر فيها الصفات البربرية واللغة البربرية، وبعض مناطق ظهور الشقرة في البربر.

والبربر: سلالة متوسطة القامة، ذات لون أبيض مشوب بسمرة خفيفة، وشعر غزير مموج بني داكن، والرأس متوسط إلى طويل، والوجه بيضاوي منتظم القسمات، والأنف طويل ضيق، والشفاه ممتلئة، وعظمة الذقن بارزة واضحة رغم صِغَرها، ولون العيون داكن، وفي بعض البربر تظهر الشقرة المتمثلة في شقرة الشعر وزرقة العيون وابيضاض البشرة.

أما الإثيوبيون أو الحاميون الشرقيون فيحتلون ساحل البحر الأحمر من القصير حتى سواحل المحيط الهندي في الصومال، ويحدهم النيل والحافة الغربية لهضبة الحبشة في الغرب، وهذه السلالة هي المعبر الذي تنتقل إليه السلالات إلى الزنجانية من القوقازية، فهؤلاء الحاميون قوقازيون في كثير من مظاهرهم؛ الرأس الطويل، والوجه البيضاوي، والأنف الضيق، والذقن الواضح، ولكن الشعر صوفي، ولون البشرة أسمر داكن.

ومن أهم ممثلي البربر قبائل البربر المختلفة في جبال الأطلس، وقبيلة الطوارق في هضبة الحجار، أما أهم ممثلي الإثيوبيين فهم مجموعة البجة في صحراء البحر الأحمر، والدناكل والصوماليون في القرن الأفريقي، والجالا في الهضبة الحبشية، والمازاي في الأخدود الشرقي، والتبو في الصحراء الكبرى، والفولاني أو اللبفة في غرب أفريقيا.

وأخيرًا فإن السلالة الشرقية أو الساميين تمثِّل آخِر هجرة قوقازية إلى أفريقيا — باستثناء هجرة المستوطنين الأوروبيين في جنوب أفريقيا وشرقها — وقد انتشروا مع الإسلام، وإن كانت هناك هجرات سامية قديمة في الحبشة يتكون من معظمها مسيحيو إثيوبيا. وقد امتزج الساميون بالحاميين الشرقيين والشماليين امتزاجًا كبيرًا، وأعطوهم اللغة العربية والإسلام، وإن كانت هناك مجموعات عربية قد استقرت في أوطان صحراوية خاصة بها، ومجموعات أخرى اختلطت بزنوج السودان وكوَّنَتْ مجموعات البقارة في وسط السودان النيلي إلى بحيرة تشاد.

(٢) اللغات الأفريقية

سكان أفريقيا، رغم عددهم القليل (حوالي ٢٩٠ مليونًا) منقسمون من حيث اللغة إلى أقسام كثيرة جدًّا؛ فإن تقدير الخبراء يتراوح بين ٨٠٠ وألف لغة أفريقية، ولكن هذه اللغات العديدة جدًّا تتفاوت فيما بينها في عدد المتكلمين بها تفاوتًا ضخمًا؛ ففي جمهورية الكنغو يعيش قرابة خمسة عشر مليونًا من الناس، هذا العدد الصغير يتكلم — حسب رأي الأستاذ اللغوي جاستون فان بولك G. Van Bulck — ٥١٨ لغة من لغات البانتو! هذا فضلًا عن مجموعات اللغات السودانية في شمال الكنغو! وماذا عن لغات الأقزام؟

ولكن ليست كل أفريقيا مقسَّمَة لغويًّا إلى هذا العدد من اللغات المجهرية الحجم، فإن كثرة اللغات في الكنغو راجع في الحقيقة إلى عزلة القبائل المختلفة في إقليم الغابات تكون لغات من لهجات لغة واحدة.

هناك لغات يتكلم بها عدد كبير من السكان، مثلًا لغة الهوسا التي يتكلم بها قرابة ثمانية ملايين شخص في شمال نيجيريا، ولغة اليوربا يتكلم بها قرابة ٤٫٥ ملايين شخص، وأكبر اللغات المنتشرة في أفريقيا انتشارًا مكانيًّا هائلًا، ويتكلم بها عدد هائل من سكان القارة، هي بلا شك اللغة العربية التي يتكلم بها كل سكان أفريقيا الشمالية وأفريقيا الصحراء، وهي تنتشر في نطاق السفانا السوداني انتشارًا كبيرًا، ويتكلم بها قرابة ٨٥ مليونًا،٥ أي إن لغة واحدة يتكلم بها قرابة ثلث سكان القارة، والثلثين الباقيين موزَّعين على مئات اللغات الأخرى.
ولكن هناك لغات أفريقية تصبح مألوفة لدى مجموعات لغوية أخرى كلغة تخاطب أو ما يُسمَّى Lingua Franca، ومن أمثلة ذلك لغة السواحلي التي تتكون أساسًا من لغة بانتو شرق أفريقيا أُضِيفت إليها اللغة العربية، وامتزجت بها امتزاجًا شديدًا وأصبحت لغة التخاطب في كل شرق أفريقيا وشرق الكنغو وموزمبيق. كذلك هناك لغة الهوسا في شمال نيجيريا التي أصبحت لغة التخاطب في كل القسم الشرقي من غرب أفريقيا: من ساحل العاج حتى الكمرون وجابون. وهناك لغة الماندي بلهجاتها الثلاثة «المالينكة – البامبارا – الجولا» التي يتخاطب بها الناس في القسم الغربي من غرب أفريقيا، من ساحل العاج حتى السنغال وتمبكتو. ولا شك أن هذه اللغات الثلاثة: السواحلي والهوسا والماندي قد استمدت انتشارها من انتشار الإسلام والتجارة في داخلية أفريقيا، أما العربية فيرجع انتشارها إلى هجرة القبائل العربية واستقرارها في معظم مناطق أفريقيا الشمالية والصحراوية، وانتقال السكان السابقين في هذه المناطق إلى الإسلام وإلى العربية حضارة وثقافة.
ويتفق علماء اللغات فيما بينهم على أن الأقسام الرئيسية للغات الأفريقية هي:
  • (١)

    مجموعة اللغات الأفروآسيوية: وتشتمل على اللغات الحامية (الكوشية)، وتشمل لغات الصوماليين والجالا والبجة، ثم اللغة المصرية القديمة، ثم لغات البربر في شمال أفريقيا ومجموعة تشاد والهوسا اللغوية. كذلك تشتمل على اللغات السامية التي دخلت أفريقيا قبل وبعد الإسلام، وأهم ممثل للُّغات السامية قبل الإسلام اللغة الأمهرية التي يتكلم بها مسيحيُّو الحبشة، أما اللغة العربية فهي اللغة السامية التي انتشرت بعد ظهور الإسلام في أفريقيا، وتشتمل هذه المجموعة على لغة مالاجاسي في مدغشقر، وهي لغة ماليزية.

  • (٢)

    مجموعة لغات الخويزان أو لغة الحركات الصوتية، وتشتمل على لغات ولهجات البشمن والهوتنتوت.

  • (٣)
    مجموعة اللغات الأنجية: تنقسم إلى اللغات السودانية ولغات البانتو، وفيما يختص بهذه اللغات فإن الاتفاق غير تام بين الأخصائيين، وإن كان التقسيم المتعارَف عليه هو تقسيمها إلى مجموعات السودانية والبانتولية. ولغات البانتو ليست مشكلة في حد ذاتها، بل إن اللغويين قد وضعوا لها حدودًا شمالية بين رأس خليج بيافرا وساحل كينيا، ولكن هناك بعض التضارب في مدى انتماء مجموعات لغوية غير مصنفة في وسط نيجيريا ومناطق أخرى في غرب أفريقيا إلى اللغات السودانية أو البانتولية، مما حدا إلى إفراد تصنيف خاص بها فسُمِّيت هذه اللغات بمقتضاه اللغات الشبيهة بالبانتولية. وفي التقسيم المتعارف عليه تُقسَّم اللغات السودانية تقسيمات عديدة من أشهرها لغات غانة التي تشمل المجموعات اللغوية الممتدة على ساحل خليج غانة من نيجيريا حتى داهومي، وتسمى أحيانًا مجموعة «كوا Kwa» اللغوية، ثم هناك في غرب أفريقيا مجموعة لغات «الماندي»، أما في نطاق السفانا فهناك مجموعة لغات السودان الغربي.

ومجموعة السودان الأوسط والصحراء الوسطى التي تشمل مجموعات عديدة بين تشاد وبحر الغزال، كما تشمل لغة التبو، وأخيرًا هناك اللغات السودانية الشرقية أو النيلية التي تنتشر في جنوب السودان حتى بحيرة فكتوريا.

ولكن أحد العلماء المشهورين، وهو الأستاذ جرينبرج٦ الذي أوردنا تصنيفه في الخريطة رقم (٣٨)، يدمج مجموعة اللغات البانتوية ومجموعة لغات ساحل غانا وغرب أفريقيا بصفة عامة في مجموعة لغوية واحدة، يسميها مجموعة «النيجر والكنغو»، متخلصًا بذلك من تصنيف البانتو وشبه البانتو وكوا ولغات السودان الغربي والماندي، وبذلك يضع جرينبرج عائلة لغوية لمعظم زنوج أفريقيا، باستثناء النيليين وحوض تشاد، ولكن هذه العائلة اللغوية لا تنفي وجود المجموعات اللغوية السابق ذكرها، وعلى هذا فإن محاولة جرينبرج الجريئة تذكرنا بمحاولات غيره من اللغويين الذين أمكنهم إنشاء عائلة لغوية قوقازية كبيرة أسموها «الهندوأوروبية»، لتشمل مجموعات لغوية متباينة ومختلفة ومنتشرة جغرافيًّا على مساحة هائلة من الهند إلى أوروبا.
أما النطاق السوداني اللغوي فإن جرينبرج لم يجد مناصًّا من تركه على حاله، مقسمًا بين السوداني الشرقي (النيلي)، والسوداني الأوسط (بحر الغزال – حوض شاري)، والصحراوي الأوسط (التبو والنوبيون)، ومجموعات لغوية أخرى غير مصنَّفة منتشرة في داخل هذا النطاق، ولكن في مناطق العزلة فيه (الباريا والكوناما في جنوب غرب إريتريا، لغات دار فنج في أعالي النيل الأزرق، لغات النوبا في جنوب كردفان، لغات الداجو في جنوب دارفور ودار صليح … إلخ.) والسبب في توزع اللغات السودانية فرقًا ولغات صغيرة الانتشار راجع إلى أحد السببين التاليين أو إليهما معًا:
  • (١)

    إن هذا النطاق السوداني كان عرضة للغزو والهجرات من الشمال منذ أقدم العصور، وبالتالي حدث فيه هذا الخليط من اللغات، وخاصة في مناطق الالتجاء والعزلة التي تحتمي فيها الأقوام المستضعفة وتترك بذلك المناطق السهلية أو مناطق الثروة للغزاة الأقوياء، وبذلك فإنه لو كانت هناك لغات مشتركة سابقة، فإنها ستتطور داخل تلك المعازل إلى لغات خاصة. وعلى الباحثين إثبات وجود قواعد لغوية عامة سابقة على التطور اللغوي في مناطق العزلة هذه.

    figure
    خريطة رقم (٣٨).
  • (٢)

    إن الدراسات اللغوية في هذه المنطقة محدودة وغير كاملة، ولو أن هناك أبحاثًا جديدة يقوم بها الألمان والنمساويون والأمريكيون، ولكنها لم تبلغ بعدُ حدَّ النضج الذي يساعد على إلقاء النور على الأصول اللغوية، ومن ثَمَّ فإن هذا التقسيم اللغوي المتعدد راجع إلى قصور البحث العلمي عن الشمول حتى الآن.

مراجع لمزيد من الاطلاع

  • محمد عوض محمد: السلالات والشعوب الأفريقية، القاهرة ١٩٦٦.

  • Eickstedt, E. Frhr. von, 43 “Voelkerbilogische Probleme der Sahara” in “Koloniale Voelkerkunde”, Berlin.
  • Eickstedt, E. Frhr, von, 1947, “Die Traeger der afrikanischen Kulturen” in Bernatzik, “Afrika, Handbuch der angewandten Voelkerkunde”, Innsbruck.
  • Greenberg, J. H., 1963 “The Languages of Africa” The Hague.
  • Murdock, G. P., 1959 “Africa: Its Peoples and their Culture History” New York.
  • Roche, O., 1943 “Herkunft und Entstehung der Negerrassen” “Koloniale Voelkerkunde” Berlin.
  • Schapera, 1., 1930 “The Khoisan Peoples of South Africa” London.
  • Seligman, C. G., 1939 “Races of Africa” London.
  • Weninger, M., 1956 “Zwergwuchs und Zwergvoelker” n Die Umschau Stuttgart.
  • Westermann, D., & H. Baumann & R. Thurnwald, 1940 “Voelkerkunde von Africa” Essen.
١  كلمة خوي Khoi أو خوي خوين Khoi-Khoin يطلقها الهوتنتوت على أنفسهم، وتعني «الناس»، أما كلمة زان San فهو الاسم الذي يطلقه الهوتنتوت على البشمن الذين لا توجد لديهم كلمة موحدة يطلقوها على شعبهم، بل نجد كل مجموعة تسمي نفسها «الناس» بلغتها أو لهجتها الخاصة — مثلًا: كونج = الناس — أما التسمية «بشمن» و«هوتنتوت» فهي هولندية، وتعني على التوالي: سكان الأكواخ المصنوعة من جدائل الأغصان، والناس الذين يثأثئون في الكلام.
٢  C. G. Seligman, “Races of Africa” London 1937.
٣  Egon. Frhr. Von Eickstedt, “Die Traeger der Afrikanischen Kulturen” in Bernatzik, H. A., “Afrika, Handbuch der angewandten Voelkerkunde”, Innsbruck 1947, Bd. 1. PP. 107–147.
٤  Reche, O., “Herkunft und Entstehung der Negerrassen” in “Beitrage zur kolonialforschung”, Bd. 1. Berlin 1943 p. 152–167.
٥  هذا هو عدد سكان الدول العربية في أفريقيا (ج. ع. م – السودان – ليبيا – تونس – الجزائر – موريتانيا – المغرب)، ويضاف إلى ذلك مجموعات عربية اللغة في شمال شرق نيجيريا ومناطق عديدة من تشاد ومناطق من إريتريا، كما أن العربية تفهم في الصومال وشرق أفريقيا والسودان الجنوبي كله.
٦  Greenberg, J. H., “Studies in African Linguistic Classification” Southwestern Journal of Anthropology, Albuqerque; 1950, and in book form under the same tittle published in New Haven 1955.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤